فى اخر احصاء لوزارة التربية و التعليم سن القبول بالكى جيه او الجاردن دانفون ( الروضة يعنى بالعربى لان الكلمة دى الناس نسيتها ) هو اربعة سنوات ، ياه يدينا ويديكوا طولت العمر اتنين روضة وستة ابتدائى وثلاثة اعدادى وثلاثة ثانوى ( يعنى لو التلميذ مجتهد وميش حيعيد ثانوية عامة ) وبعدها الجامعة من اربعة سنوات وانت طالع يعنى نقول كدة ثمانية عشر عاما وانت طالع من التعليم ، حلو اوى كدة بعد الثمانية عشر عام على الاقل تطلع معاك شهادة جامعية مشفية ( يعنى لو انت جيد وفيما فوق ) او بالعظم لو انت مقبول، ولو حظك حلو ودخلت كلية من كليات القمة (القمة دى يعنى اللى فوق ) حتنال لقب مهندس او دكتور او خريج علوم سياسية ومستنى امتحان الخارجية ، اما لو كنت من مساكين الثانوية العامة المتوترين ( المطوطرين بلغة ذكية زكريا) ودخلت حقوق او تجارة ( وبيسموها جراج الجامعة فى بعض الاقاويل) او اداب ( دى ملهاش علاقة ببوليس الاداب ) لكنها جامعة العلوم الانسانية بداية من اللغات حتى المسرح ( المرسح على راى واحدة قربيتى) واخيرا لو انت مضيع معهد خدمة اجتماعية سابقا ( حاليا كلية ) ويطلق عليه فى العامية سيكلام ، او اخيرا معهد البوستة باسوان واعرف زميلا لى كان من الاوائل على الثانوية العامة ( يعنى من ملوك الدح وعظماء المذاكرة ، والاكادة مكنش بياخد دروس ، ميش علشان حاجة مستخسر فلوسها ) ووضع معهد البوستة باسوان كرغبة ثانية بعد هندسة الاسكندرية
على اية حال تلك المقدمة كانت لبيان حال الطالب المصرى من بداية تعليمه فى الرابعة حتى النهاية فى الثانية والعشرين او يزيد قليلا او كثيرا وكل واحد وشطارته بقى ، وبتطبيق الحالة السابقة على العبد لله فقد كنت طالب مثاليا جدا سنتان جاردان دانفون (معلش عوجة اللسان تحكم برضو) ، ستة سنوات ابتدائى وثلاثة اعدادى وثلاثة ثانوى واخيرا خمسة سنوات بالجامعة يعنى تسعة عشر عام من الكفاح المسلح اقصد يعنى مسلح بسلاح التلميذ ، حتى نلت شهادتى مشفية من هندسة الاسكندرية .
لكن بعد كل هذه السنوات والكفاح ولان الانسان طماع اقصد يعنى القط بيحب خناقه، فقد قررت وانا بكامل قواى العقلية ( المتبقى منها اساسا ) ان ارجع الى حلبة التعليم مرة اخرى بعد الاعتزال ، نعم ارجع الى حلبة التعليم بعد اثنى عشر عاما من الاعتزال تخللها بعض الدورات والدراسات الحرة الغير محسوبة .
MBA كانت هدفا لى منذ سنوات عديدة ، لكنه هدف بعيد المنال نظرا لطبيعة عملى وتنقلى طوال الفترة الماضية ( على فكرة دا الكلام الدبلوماسى والحجة اللى باقولها لاى حد ) لكن حقيقة الامر كان عدم وجود عزيمة فى البداية .
المهم توجهت الى الجامعة بعد نصائح عدة تخللها نقاشات طويلة للاستقرار على جامعة الاكثر سهولة ( ميش لازم اعقد نفسى يعنى ) وفى نفس الوقت التصريح ( الياسنس) لازم يكون من جامعة محترمة فى انكلترى او امريكا ( عقد بقى منا حدفع يعنى ) ، وقد تحققت حلمى بجامعة معقولة فى الصعوبة وتصريح من اكسفورد ، اه والله اكسفورد يعنى حيكون معايا شهادة من اكسفورد ، قابلت مسئولة التسجيل بعد عشرة دقائق من الانتظار نظرت الى مبتسمة وهى تتسائل اجنبى؟ رديت بابتسامة اكبر لا انا مصرى ، تلاشت الابتسامة من على وجهها وهى تردد يعنى اجنبى ؟ رديت وانا ادرك المقصود من وراء السؤال (اكيد القصد ادفع اكتر منا اجنبى بقى ) بنبرة كلها فخر واعتزاز ايوة اجنبى مصرى ، تعود الابتسامة الى المسجلة مرة اخرى وهى تتسائل (منين فى مصر ) ارد اسكندرية اجدع ناس ، تضحك بلا اجابة ، وتعطينى قائمة بالطلبات ، كلها عادية ما عدا طلب غريب جدا موافقة المجلس الاعلى للجامعات على الشهادة الجامعية فى حالة كونها من دولة اخرى ، تسائلت عن سبب وجود هذا البند ، فردت وعلى وجهها امارات التعجب من سؤالى انه قد تكون شهادتك مزورة ( مضروبة يعنى بلغتنا ) لان كثير من الاغنياء يشترون شهادات من اوروبا الشرقية بلا اى دراسة ، اردد لكن حضرتك فاهمة غلط ( صحيح انا ابان انى من بولندا لكن انا من اسكندرية فى مصر ، يعنى ميش حضرب شهادة من جامعة اسكندرية ) ، تبتسم ابتسامة صفراء التعليمات كدة ، لكن من الممكن قبولك مؤقتا حتى انتهاء الموافقة ، وعلى فكرة هناك طلبة لم يحضروا الموافقة منذ اكثر من عام ، ارد طبعا ( اه قولى كدة يا شيخة ، تنظر باستنكار ، الحق نفسى شيخة فى مصر ملهاش علاقة بالسن ) ، وفى النهاية تم تسجيلى مؤقتا على ان تبتدى الدراسة فى اول نوفمبر
اشحذ عزمى الان ( اشد حيلى يعنى) ، وحشترى كمان شنطة للكلية (ساك ادو) ظريفة كدة منا طالب بقى ، ومفيش مانع اضرب جينزين وقميصين ونضارة جديدة لزوم الروشنة , الواحد خايف فعلا لحسان مينجحش فى الامتحانات , طيب زمان كان الواحد بيراجع فى اللجنة مع الزملاء فيما يسمى بشبكة المراجعة العنكبوتية ، حقدر ارجع الميزة الذهبية دى تانى وقدرتى على التخفى والاتصال بالزملاء فى اللجنة فى اسوء الظروف ، ياه كانت ايام والله ، كان الواحد بيحل الامتحان قبل ما يدخل (من اللى بيسمعة من مواس المذاكرة ودود الكتب )
على اية حال لقد عدت من الاعتزال ، وعلى التدريب وبقوة على حضور المحاضرات ( مكنتش بحضر معظمها اساسا وانا فى الكلية ) والانتباه للدوك (اسأل الدوك وثبته ومتخليهوش يتحرك من تختته) دا كان شعارنا فى الباخ الدكتور بكثير من الاسئلة
السؤال الذى يطرح نفسه وبقوة هو من هم الزملاء؟ ، زملاء الكفاح الذين سيتساقطون واحد تلو الاخر بين سميسترات الماجستير ، ويضيعون فى غياهب الامتحانات ، نظرت فى دفتر المسجلين الجدد ، عدد المسجلين حتى الان اكثر من عشرين والاعمار معظمهما اكبر منى ، يعنى من المتوقع الجدية فى الدراسة ( حيكونوا جد ومواس بقى ونظام اعد يا دوك اعد وعظمة على عظمة يادوك) ومفيش واحد حيكون جامد فى المراجعة الجماعية زى الله يمسيه بالخير احمد كيرشوف ، كان ملك المراجعة الجماعية ، وقد اطلق عليه احمد كيرشوف نظرا لاستعانته بقانون كيرشوف الكهربى فى كل المسائل الكهربية ابان العام الاول لنا فى القسم ، ومن الحوادث الشهيرة لكيرشوف خروجة عن طوره فى احد الامتحانات بعد ان ظن ان زميل تجاهله فى المراجعة الاخيرة ( طنشه يعنى ) واخذ يسبهم حتى تم طرده من اللجنة فى حين ان الزميل المسكين لم يكن يسمع بالاذن اليسرى والتى كان موقع كيرشوف من ناحيتها ، والحمد لله ان الزميل لم يسمع ايضا كم السب الكبير من كيرشوف بالرغم من سماع كل اللجنة حتى الدوك للقصيدة كاملة .
فى النهاية لقد قبلت التحدى الجديد واعدكم بعد عشرين شهرا (ياه كتير اوى اوى ) اعدكم بان احصل على الماستر بيزنس ادمستريشن بتصريح من جامعة اكسفورد فى كل من البروجكت مانجمنت والسيلز اند ماركتينج ، وطبعا بعدها حاجى اتنطت عليكم شوية واتفلسف اكسفرداوى بقى يا جدعان اعذرونى يعنى