الخميس، 28 مارس 2013

خمسة ثوانى فى ماساى مارا


انهينا تشهدنا ثم سلمنا يمينا ويسارا التفت الى من يجلس على يمينى وكان رجلا فى منتصف الاربعينات لا ادرى ان كنت اود ان اوبخه على حرصه على القراءة مع الامام ام اكتفى بالسلام عليه تجاهلته حنقا منه والتفت الى ابى الذى مد يده الحانية وسلم على قائلا بصونه الهادئ حرما كلماته ازالت الغضب الذى اشتعل بداخلى من هذا الرجل فرددت فى بهجة جمعا يا حاج التفت مرة اخرى لكى اسلم على الرجل بعد ان هدات عاصفتى فسلم على وهو يسبح بطريقة لم ارتاح لها فقررت ان افر هاربا بدلا من افقد كل حسنات صلاتى التفت فوجدت ابى على باب المسجد لمحت راسه من بين كثير من المصلين فهرولت مسرعا ، لا اعرف كيف اصطدمت بهذا الرجل مرة اخرى وهو يمشى عكس البشر نظر الى عينى ثم اشاح لم اعتذر له بل انطلقت لكى احصل والدى لم اجده بحثت فى وجوه كثيرين لم استطع العثور عليه اصابنى انقباض مفاجئ ، تخطيت عتبة المسجد ناظرا الى تلك الحديقة الصغيرة التى تحوطه لم اجدها هى الاخرى بل لم اجد احد وجدت فقط اشجارا متناثرة هنا و هناك اعشاب سفانا منتعشة سماء شبه صافية لا تخلو من بعض السحاب اين انا اغمض عيناى وافتحهما مرة اخرى لعلى سرحت لكن المنظر لم يتغير زاد فقط ذئب ، نعم ذئب تبدو عليه امارات الكبر لعلى احلم او ضربنى هذا الرجل المصلى بجانبى بشومة على راسى انتقاما من اصطدامى به ، لماذا لا اجرى لماذا لا تطاوعنى قدماى لماذا لا ينبض قلبى خوفا وهلعا هل لشعورى انه ذئب عجوز وهل الذئاب العجوزة لا تنهش اللحم بل تأكل خضروات ، اه انه يتقدم نحوى ببطئ اه يا قدماى تحركا انطلقا لكن هل فات الاوان وهل لى قدرة على الركض اسرع من ذئب حتى لو كان هرم ، لعلى كنت اسرع عندما كان وزنى لا يتجاوز الستين كجم فى عصر انتهى منذ امد ، انتبه على صوت انسانى يحينى ويلومنى على التأخير التفت حولى لعلى اجد مصدر الصوت لا يوجد سوى ذلك الذئب اجدنى ارد التحية بدهشة ممزوجة برهبة يستدير الذئب فجأة وهو على بعد خطوات منى معلنا ان اتبعنى ، اتبعه لائما قدمى التى استجابت لاوامرى الان بلا اى مقاومة وانا الذى رجوتها من دقائق ان تنقذنا فلم تكترث
نمشى سويا فى هدوء يسبقنى ذلك الذئب بخطوة او اثنين بينما من حولنا الاشجار متناثرة والسفانا رطبة جميلة اسمع اصوات طيور يطول بنا الطريق اسرح اتذكر فجأة انى فقدت اثر ابى بعد الصلاة اتسائل ان كان سبقنى الى هنا ونبه هذا الذئب الى وصولى هذا هو التقسير المنطقى لذلك الود الذى غلف كلام الذئب ، اه ومن متى تتكلم الذئاب انها تعوى ، اه تدهمنى فكرة انى انا نفسى قد تحولت الى ذئب لعل نظراتى الى هند جارتنا مكتنزة المؤخرة كبيرة الصدر وبحثى عن اى صدفة تجمعنى بها سبب ما انا فيه الان انظر الى يدى متفحصا هى كما كانت لم تصب بسوء ، اه لا تفسير لدى انتبه مرة اخرى انظر امامى اذا بنبع ماء كبير او بحيرة صغيرة لا ادرى امامنا ونحن شاخصان لها من فوق تلة صغبرة بينما على مرمى البصر فهد صياد يجلس القرفصاء على الارض نراه واضحا بينما تمنعه شجيرة ومجموعة من الحشائش عن الانكشاف لمن ياتى الى النبع مسالما ليرتوى ، ينظر الى الذئب مبتسما انظر اليه بريبة لعله اتى بى الى هنا لياكلنى ولكن لماذا تكبد كل تلك المسافة ، لعله يرضى غروره فيلتهمنى انا البشر امام اقرانه ومنافسيه فيثبت انه مازال قويا لم يطله كبر ولا هرم ، اخيرا ينطق لا تخف من النمرة فهى تستعد لاداء واجبها اليومى محاولة اصطياد فريسة تقتات منها واولادها ، ابتسم رغما عنى ابتسامة توحى انى غير معترض على مبدأ الصيد كوسيلة للطعام ففى هذا المكان يكون اعتراض من هذا النوع مكلف للحياة ، يشجعنى كلامه فاسئله بصوت ظننت انه لن يطاوعنى على الخروج لكنه خذلنى وخرج هل تعرفنى من قبل ، ينظر الى مندهشا فاحاول تغيير صيغة السؤال اعنى هل تتذكرنى يرد بهدوء طبعا اتذكرك فانت صديقى دائما تاتى الى هنا وقد حدثتنى بمجئيك على عجل لزيارتنا ، لم افهم من كلامه اى كلمة لم يهمنى الفهم فانا فى حالة من اللا فهم منذ فترة لكن ما اثار فضولى زيارة على عجل لماذا العجلة اذن وانا وانت نسير ببطئ وننظر الان بكل ارتياح الى نبع رائع تختفى خلف بعض شجيراته فهدة متحفزة ، اه انتبه الى خطأ هذا الذئب ، ارد بكبرياء الا تلاحظ يا صديقى ( لا تسالنى كيف اصبح صديقى وانا لم اره من قبل فهذه مقتضيات الموقف وايضا الرجل اقصد الذئب اكد اننا نعرف بعض من مدة فلا مناص من هذه الصفة ) انه فهد صياد وليس نمر ، يضحك الذئب كاتما ضحكته ناظرا الى متسائلا بحكمة اوتعرف الفرق بينهما ، اه ما الفرق بينهما كل ما اعرفه ان هذا هو الفهد اما النمر اه ما النمر صحيح وهل النمر فرائه مخطط ام ماذا اهم بالاجابة ، فجأة اشعر ان هذا الذئب الهادئ الحكيم ذكرنى بشخص ما يا ترى من هو ، اشرد بملاحظتى فى عالمى الخاص لعلى اظفر بمن من البشر يشبه ذئبى الحكيم ، ينتزعنى حكيمى من عالمى قائلا الفارق واضح جلى يا صديق ففراء الفهد منقط ببقع سوداء بسيطة اما النمر فمنقط بورديات ذات فراغ فى الوسط  كما ان راس النمر اكبر من الفهد وقوائمه اقصر والاهم الفهد يملك مجرى دمعى اسود يمتد من عينيه الى زوايا فمه  ثم يصمت ثوانى كافية لجعلى اتطلع اليه ان يكمل حديثه فيقول تراك لا تعرف كل هذا وانت الزائر الجوال لغاباتنا ام لعلك تختبر معلوماتى ايها البشرى ، كلامه فجانى فانا لم ازر هذا المكان من قبل او اى غابة فاخر مكان زرته به حبوانات كان افريكانو تلك شبه حديقة الحيوان لكن لكنته التى فيها ارتياب اخافتنى فاضطررت الى مهادتنه وتملقه بكلمات الثناء لعله يلين مرة اخرى يتقذنى من هذا الموقف الذى لم اتصور ابدا ان اواجهه فى حياتى نمر متوثب يدور حول النبع فيزعج القلة القليلة من الحيوانت الموجودة الان حتى النمرة تظهر توترها تقوم تتحرك من مخباها يضحك الذئب بينما انا ارتجف خوفا اسأله وقد نسيت ما بيننا من بدايات توتر هل هى مواجهة بين نمرين ام هى حيلة صيد بنظر الى نظرة مستنكرة جديدة ثم يهمس مالك يا صديقى اظنك تستهبل هزتنى الاهانة الصادرة من ذئب عجوز تمنيت لو عملت حسابى فى بندقية صيد خرطوش كانت كفيلة بخرس السنة كل ذى اربع فى هذه الغابة المشئومة لكن ما باليد حيلة انظر اليه متسائلا متجاهلا الاهانة الاستهبالية معتبرها مدح فى صورة قدح اذن فسر لى يضحك الذئب هل رايتم ذئب يضحك اه عفوا فهو ايضا يتكلم بنتزعنى كعادته من حالة توهانى الا تشتم رائحة الجو ايها البشرى الخبير بعالمنا انظر اليه وهو يشتم رائحة الجو اجاريه محاولا اكتشاف ما فى رائحة الجو من تغيير لن ينقذنى من هذا الموقف الا معجزة فاى اعتراف منى انى لم اجد للجو رائحة تذكر سيعتبر نوع من الهزار البائخ او الاستخاف بحالة الود بينى وبين شريكى الاجبارى انها رائحة شبق النمرة الا ترى النمر غير عابئ بأى فريسة الا ترى تفكيره وقد انصب على البحث عن مصدر الرائحة ابتسم له رغم ارادتى ياله من نمر هائج كاد ان بكلفنى صداقتى مع ذئب هرم بسبب نمرة قررت ان هذا موعد مناسب جدا للتزاوج وممارسة الجنس ماهذا الذى انا فيه ؟ هل احلم   واين ابى من كل هذا انظر الى الذئب يفلت منى سؤال مفاجئ للذئب هل تعرف ابى ؟ يرد وهو يتابع النمر وقد اكتشف مكان النمرة وبدء بقترب منها نعم اعرفه فهو صديق عزيز اه ترتاح نفسى اخيرا لا تفسير لكل هذا الا ان ابى هنا يردف الذئب - وقد وقف على اطراف اصابعه متابعا مداعبة النمر للنمرة ومحاولتها مهاجمته بدلال -  فهو صدبقى الذى لم اراه احببته من حكاياتك عنه لم استطع سوى ان اقول فى نفسى بالك من ذئب ابن كلب انا رويت لك القصص والحكايات عن ابى ؟ انا لم ارك اصلا من قبل ارد فى هدوء وقد قررت ان الموت نهشا بانياب ذئب عجوز ارحم كثيرا مما انا فيه من حيرة اين انا ايها الذئب لم اردفها بالعجوز حتى يكون هناك مجالا للصلح ففى النهاية العمر ميش بعزقه يرد وقد فقد اى اهتمام بانكارى المزعوم لمعرفتى بكل ما انا فيه انظر انظر انها تقاومه الملعونة هكذا النمور يا صديقى انسى انا ايضا سؤالى وكبف لاى انسان ان بفوت فرصة مشاهدة فيلم اباحى على الطبيعة من مكان التصوير مع فارق بسيط انه لنمر وانثاه المقاومة التى تهاجمه بشدة ، لكنها رغم ذلك اقل منه وزنا واضعف بضربها النمر ضربة موجعة خرجت منى اه رغم عنى اشفاقا عليها من عنفه انه تمكن منها بضربة واحدة تمر اللحظات بينما النمرة مستكينة تماما باخدها بقوة بينما فكه بعضها فى رقبتها تستكين اكثر واكثر ينتهى الموقف فجأة تقوم النمرة لتهاجمه لكنها تتراجع وتجلس فى مكانها مرة اخرى بلا اى حراك بدور النمر حوله مرة ثم يذهب اعلق انا انه حالة اغتصاب تستعدى بوليس كيس يا صديقى يضحك الذئب وقد اعطى ظهره اقصد ذيله للنبع معلنا ان اهمية المشهد اصبحت معدومة لديه ثم يقول هم هكذا النمور اكثر عملية من اى كائن هنا لا مداعبة لا ملاطفة النمر شرس عديم العاطفة فى ممارسته للجنس التى لا تكتمل الا بتلك العضة ثم يرتدى ثوب الحكمة وهو يقول تعرف يا صديقى واظنك خبرت هذا من قبل كم ان البشر خطائين فى حكمهم على الحيوانات بصفة عامة فها نحن الذئاب مثال للشره الجنسى فذئابكم البشرية كما تطلقون عليها هم هؤلاء الملاحقين للنساء المغتالين لانوثتهن بينما نحن الذئاب الحقيقية ليس لنا سوى زوجة واحدة نعيش معها متحملين كل مصائب الغابة لا نفكر ابدا فى تغييرها او العبث مع غيرها اظن بداخلى ان هذا الذئب يهزى فكيف اطلقنا على كل شره ذئب بشرى اذا كان الذئب الحقيقى هكذا يستطرد الذئب ذكور 95% من الحيوانات يا صديقى لا تكتفى بانثى واحدة ومنهم طبعا بنى الانسان لاننا نعتبره ابن عمومه فضله الله علينا لحكمة لا ندركها لكن ذكوره تنتمى الى تلك النسبة بينما النسبة الضئيلة منها الحيوان الماثل امامك الان المكتفى بانثى واحدة طوال حياته اهز راسى ايحاءا بمعرفتى بخلفية الموضوع ولما لا انا ادرك اننا بنى الذكور ننتمى الى 95% ادراكا تاما لا شك فيه ولا نقوص ، انظر حولى وقد انتقلت الشمس الى النصف الغربى لعل الان الساعة الثالثة انظر الى الذئب متحديا قائلا الا تقدمون الغداء فى هذه الغابة يرد الذئب نظرتى بنظرة اشرس انت تعرف ان الغداء مع صديقنا الفيل لكنه الان فى الجهة الاخرى من الغابة انتظر قليلا اسرح قليلا فيل وذئب الا تكتمل المائدة باسد هصور ام ان العداء بين الاسود والذئاب والاسود والافيال يمنع تلك الصحبة من الاتمام وهل الذئب على علاقة طيبة بالفيل ام انه السن قد ذوب خلافات الماضى افيق على خيال ليس عادى يمر على الضفة الاخرى من البحيرة الصغيرة او النبع الكبير نعم غير عادى لانه لامراة على ما اظن ليست قردة او شمبانزى انها فتاة منتصبة القامة تسير على قدمين انبه الذئب انظر اليست هذه بفتاة لا يكترث الى الذئب ولا ينظر مكتفيا برده لا ليست بفتاة انها ارهاصات ضربة شمسك المعتادة لا توجد فتيات فى غابتنا يقولها وكأنه ينكر وجود عاهرات فى قريته الصغيرة يا لك من ذئب سمج وهل تعيش فعلا فتاة فى مكان كهذا صحيح هو جميل لكن وجود امثالك فيه يجعله لا يطاق ارد عليه فى عناد ولكنى متاكد انى رايتها ثم انى لا اعانى من اثار ضربة شمس هى فتاة ليست بيضاء ولا سمراء شعرها ينساب على كتفيها والاهم ترتدى فستانا قصير شفافا لونه سماوى ينظر الى قائلا اخر مرة ظننت ان اللبؤة فتاه ترتدى زى ذهبى اللون لعلك رايت اى حيوان ارد فى عناد وقد بلغ بى الحنق مبلغه انا لم اتى الى هنا من قبل كما انى لا اعرف من انت يضحك الذئب اه ايها البشرى شغفك لانثى يجعلك تنكر صداقتى اظنك ايضا ستنكر صداقة الفيل او الاسد الذى اصيب فى معركة الضباع ويعيش الان بلا قطيع بل هو متجول دائما وحده متجنبا قطيعه الذى تملكه اخيه الاصغر يا لها من قصة ماساوية اه ان الجميع يتنكر للجميع لا ادرى لماذا خفتت نيران غضبى عليه بل وجدت نفسى احاول مواساته معلنا كلمة المصريين الشهيرة ميش القصد يا صديقى ثم اردف انا فقط رايتها جميلة تعبر فى هدوء تختال فى غنج يضحك العجوز السمج متسببا فى افاقتى من حلمى ثم يردف ايها البشرى المرة القادمة لا تاتى وحدك تعالى مع هند اتوقف عن الحركة اشعر ان اذناى تشتعلان غضبا ام خجلا لا ادرى ارد اتعرف هند ايها الصديق يلتفت الى نعم الم تاتى بها مرة واحدة احلت فيها الغابة كلها الى فوضى الا تتذكر فعلتك معها فى الساحة الغربية للنبع الاخر حينما قلدتك كل القردة المعروفة بحبها للجنس اكاد اسقط على الارض انا اتيت الى هنا مع هند مكتنزة الارداف كبيرة الصدر ذات النظرات الملتهبة التى تطلقها فتحرقنى ايام وليالى اجدنى اتودد اليه سائلا صديقى الذئب هل اقصد هل يعنى حدث هذا هنا امام الجميع يرد بعدم اكتراث اظنك نسيت لا طبعا لم يحدث هذا امام الجميع انتظر ثوانى من الصمت حتى لا يفاجأنى بتكملة لا ترضينى وعندما اتاكد ان لا تكملة للجملة اتنفس واقول له بثقة وكيف عرفت اذن يرد انا قلت انكم تواريتم لكن لم اذكر لك ان عيون القردة المتطفلة بطبيعتها تراقب كل من بالغابة وانكم كنت فى حالة تستدعى المراقبة ارد وقد كرهت هذا الذئب وحقائقه لماذا لم انتبه لرقابتهم يضحك الفيل الذى ظهر فجأة مهيب ضخما وقد وقف امامى مباشرة محيي اياى ثم قال بصوت عميق جدا اهلا صديقى البشرى ومن منا فى تلك اللحظة يعى ما حوله حتى انت ايها الفيل هزيل الجسم وكانك اطلال مملكة اخذة فى الافول ارد صامتا وليس ابلغ من الصمت الكلام يتحدث الفيل مخففا اثر الصدمة على لا تحزن ولا تخجل فانت فى غابة يا صديقى وهذا حققك ارد انا لست خجلا لكنى حزين لا ادرى لانى لم اتى بهند معى او لانى اتيت بها من قبل يتكلم الذئب محاولا تغيير الموضوع الم تكن جعان ايها البشرى اليك الطعام الان هيا بنا لا اعرف كيف سار هذا الركب الحاوى على فيل عجوز هرم وذئب حكيم وصل الى ارزل العمر وانا ، انا هل انا فعلا شاب فى مقتبل حياتى ام ترانى كبرت مثلهم لكنى تركت ابى منذ عدة ساعات فقط انا فى الرابعة  والعشرين من عمرى انتبه فجأة على صوت الذئب يعلن اننا وصلنا الى مقرالغداء انظر حولى اشجار باثقة اظنها ستهوى الان فى معدة صديقنا العملاق هذا لكن ترانى ماذا ساكل انظر الى الفيل متسالا فى خبث هل هذا غدائك يرد بصمت وهو يمد خرطومه ليحصد اول كمية نعم اما صديقنا الذئب فقد اصطاد ارنبا بريا اظنه يكفيه ثم بدء يلوك ورق اشجاره ايها الفيل لقد فقدت كل احترام لدى اين لباقتك وادبك وانا ضيفكم فى هذه الغابة الملعونة التفت لاجد الذئب جالسا واضعا الارنب بين يديه اقصد ساقيه الاماميتان ومنهمك فى الطعام لعنة الله على كل هذا اصرخ فجأة وقد طفح الكيل هذه المرة فعلا فليس بعد الجوع شئ اين طعامى يتوقف كل منهما فجأة عن الطعام ينظران اليا فى دهشة ، دهشمتهما اربكتنى تماما اكمل وكأن تلك النظرات لا تعنى لى شئ انتما بدأتما فى غدائكما بينما انا جوعان من الصبح ثم استطرد وانا ايضا ضيفكما هل هذا من شيم سادة الغابة اقولها بتردد فالمفروض اذا كانا هما من سادة الغابة فقد كنت الان مهضوما يبتسم الفيل وهو يزدرد كمية بسيطة من ورق الشجر ثم يشاور لى بخرطومه هاهى شجرتاك يا صديقى الموز والمناجو متجاورتان كما هما الم تصر انت كل مرة ان ناكل هنا حتى تقطف بنفسك من الشجر او تلتقط من تحتها ما يلذ لك ينتابنى شعور بالاحراج والخجل لا تعقيب لدى على ماقله الفيل صديقى سوى انى اكيد فى عالم اخر او انى انا لست انا فعلا انما انا هو ذلك الشخص الذى اتى هنا بهند ويعشق الموز والمانجو مع العلم انى لا اكل المانجو لانها تسبب لى املاح زائدة اتجه فى صمت الى شجرة الموز وجارتها شجرة المانجو اكل فى صمت اصابع الموز بينما جلس بجانبى قرد ياكل بتلذذ وينظر الى بشفقة
هل ما اراه الان امامى اسد اسد بلبدة ضخمة منعكشة بنية شديدة  هو اسد حتى وان لاحظت على قدمه الخلفية اليسرى لمحة عرج استعيذ بالله من كل سوء انظر الى الفيل المنهمك فى طعامه او الذئب الذى اجهز على ارنبه ثم اخذ يلعق اطرافة الامامية فى متعة بينما الاسد يقترب منى وهو فاغر فاه واظنه لا يتبسم انما اتى لانهاء ماساتى نهاية تليق بها فلا يمكن لتعيس مثلى ان ينجوا بفعلة الذهاب الى غابة لا اعرف اسمها حتى الان وحيد بلا سلاح ، بل ان تلك الفعلة كافية ان يجهز عليه اسد اعرج وسط فيل عجوز يشبه مدينة اخذة فى  الاضمحلال وذئب تعس هرم فقد زوجته وطردته عشيرته فاصبح هائما متشردا ، انظر الى الاسد فى تحد فلا اقل من ان اموت مقاوما شهيدا بدلا من الموت مستسلما واحمل بنى جلدتى عار يمسح سمعتهم فى تلك المنطقة يقف الاسد فجأة وقد تغيرت ملامحه فاضحى اسدا مندهشا بدلا من ان يكون اسد هصورا مهاجما ثم خرج منه صوت غليظ اجش اهلا صديقى مال يسيطر عليك ذهول ، الحقيقة لم يكن ذهولى المتنامى من وجود اسد اعرج طرد من قطيعه فاصبح وحيدا صعلوكا لكن من تلك الفتاة التى ظهرت مرة اخرى اقرب واجمل ترتدى نفس الثوب السماوى هى سمراء جميلة حقا انحف من هند لكنها اكثر اثارة انتبه على صوت اسدى ملك الغابة السابق وهو يقول بما تحلق يا صديقى البشرى ثم يضحك ضحكة تشبه زئير الاسد اه فهو اسد حقيقى فلا باس من ان يضحك كيفما يزار اسد ، ارد عليه هل تعيش هذه الفتاة هنا ينظر خلفه بتمعن ثم يعاود النظر الى اية فتاة انت تعرف تماما ان لا فتيات هنا فى ماساى مارا الا اذا كنت قد اتيت بها معك ينظر الى الفيل نظرة مشفقة وهو يلوك طعامه بينما يحوقل الذئب ينتابنى هدوء شديد فجأة لا اقاوم ما يقولونه فلابد ان هذه هى الحقيقة لا فتايات فى ماساى مارا ها ، ماذا ماساى مارا انظر الى الاسد مرة اخرى قائلا انحن فى ماساى مارا يرد الاسد نعم نحن فى قلب ماساى مارا الا تتذكر كم بذلت من الجهد كى تتعلم نطقها ارد - وقد تاكدت الان انى فقدت ذاكرتى او انى نقلت بالخطأ الى عالم اخر اوهربت روحى مفضلة جسدا اخر غير جسدى - ولكن اين ابى او هل تعرفون ابى ينظر الى الذئب متزمرا جازا على اسنانه اولم اقل لك اننا نعرفه من حكاياتك عنه واخرها حكاية مرضه واعتزاله العمل الم تكن مشفقا عليه خائفا من اثار ذلك على نفسيته ، لا يمكن ان تكون روحى حلت بجسد اخر لا انا اصبت بجنون اجلس على جزع شجرة ضخمة لا تحملنى قدماى اطلب بصوفت خفيض هل لى  ان اتجول بمفردى يرد الفيل وقد جلس ارضا طبعا لكن حذار فليس كل من فى ماساى مارا يرحب بك ولا تنسى حادسة وحيد القرن الذى كاد ان يفتك بك لم اعجب لكلامه لكنى ظللت جالسا فلا قبل لى بمواجهة وحيد قرن او ذو قرنين او حتى اى حيوان بلا قرون كل تلك الاحداث تعنى انى اتوافد هنا يوما على الاقل فى الاسبوع بل واصطحب معى هند التى لا اكلمها الا مرة كل شهر او شهرين كلمات معدودة يظهر فجأة ذلك الطيف الجميل لفتاة ترتدى ثوب سملوى شفاف قصير سمراء تبتسم يبدو لى اكثر قربا من اخر مرة بحيث ارى ملامحها الدقيقة الجميلة وابتسامتها المشجعة وانفها المميز لن اسئل هذه الصحبة البائسة قمت فجأة محاولا اللحاق بها تعبر تلك المساحة المكشوفة الى دغل اخذ فى الكثافة بينما انا ملاحقا لها اناديها انت انت تقف فجأة الحق بها تنظر الى فى دهشة نكبل عيناها الجميلتان لسانى لكن يدى تمسك كتفها هى حقيقة ليست خيال كما ادعى هؤلاء الحمقى البائسين احاول التحدث يخذلنى لسانى كما خذلتنى اقدامى من قبل تبتسم لى اريد ان اقول لها من انت اتعيشين هنا اين منزلك هل لك حبيب هل رايتنى هنا من قبل اهاربة انت ايضا مثلى من عالمك الى ماساى مارا لكن ولا كلمة تخرج من فمى فقد يدى على كتفها بينما هى صامتة تنظر الى مبتسمة ، اترك كتفها واجلس على الارض امامها ارفع راسى ناظرا اليها تجلس هى ايضا اتفهمين العربية اتتحدثيها مثلى لكن الكل يفهمنى هنا الاولى ان تفهمنى من من بنى جنسى ، اه اتكلم هى ايضا الحيوانات مثلى ، ااصطحبت حبيبها الى هنا مثلما اتيت انا بهند التى اتمنى الحديث اليها ، ااحب هند حقا انا لم احبها ابدا لكنى اشتهيها فقط اخجل من نفسى ، مازالت الفتاة جالسة امامى لكنها تنظر حولها من ان لاخر ، ااصبت بخرس امات لسانى اشعر انى اتصبب عرقا احاول جاهدا ان ابتسم ، اشعر بها تقول شيئا اشعر بها تقول انى افهمك تحدث بعينيك لا بلسانك لا احد هنا يتحدث بلسانه ، احاول جاهدا ان اتحدث بعيناى ، عندما نتحدث باعيننا تسقط الاسئلة الروتينية السمجة فلن اسئلها عن اسمها من اى مكان اتت لغة العيون تتحدث فقط عن ما نشعر به عن ما نود ان نقوله صامتين الغريب ان رغم ردائها السماوى الشفاف الا انى لم افكر لحظة فى اختلاس نظرة الى مفاتنها البادية اول سؤال تبادر الى ذهنى اين ابى اتدرين مكانه اود ان احدثه لا اعرف ان كانت فهمتنى ام لا لكنها نظرت الى وابتسمت ثم حولت نظرها الى السماء انقبض قلبى فجأة شعرت انى اصغر اتلاشى لا يمكن يا من انت تجلسين امامى انت تكذبين هكذا نقلت لها ما اريد ان اقوله بعينى ابى مازال هنا فى مكان ما على ارضنا لم ينتقل الى السماء لم تلتفت الى اعتراضى انما ربتت على قدمى بهدوء اشعر ان عيناى تخوننى تفلت دموعى ايتوفى ابى فى ارض مجهولة بعيدة انظر حولى الشمس تكاد تختفى تمسح تلك الفتاة دموعى لا اجد اى رغبة فى الحديث اليها تنسحب بهدوء ، الليل اكثر قتامة اتذكر اصدقائى الذين تركتهم ، اشتقت اليهم لا اعرف اذا كان السبب شعورى بالوحدة والضعف بعد وفاة ابى المزعومة ام هو استسلام لامر واقع اخرج من الدغل بصعوبة المكان اكثر اتساعا ووحشة بينما لا احد فيه غربة موحشة ، لكنى لم اشعر ابدا بخوف بل بحزن امدد فى نفس مكانى جانب شجرة الموز ناظرا للسماء استنجد بالله عز وجل و ابحث عن والدى اشعر بارهاق شديد تهرب اليقظة من عيناى ويتسلل النوم الى جفونى اليائسة