لم اكن فى وضع استعداد لاى زيارة او فلنقل لم يزرنى احد فى منزلى المتواضع منذ على الاقل ثلاثة اعوام ، لا تضحك او تستنكر نعم ثلاثة سنوات بلا اى زيارة رقم قياسى يعكس حالة من الانعزال التام ، رائع اذا انا منعزل تماما شئ لطيف المهم نعود الى ما بدأناه لم اكن فى وضع استعداد لاى زيارة بل لا اخفى عنكم سرا انى لا املك جرس للمنزل بالتالى مع وجود باب حديدى الاول ثم الباب العادى يجعل الطرق على بابى مستحيل الم اقل لكم منعزل ، على اية حال رغم كل هذا ها انا ذا احظى بزيارة خاطفة ليس دون مناسبة فاليوم عيد ميلادى ال45 ، لا استعدادات لا مفاجأت فقط بعض الرسائل عن طريق السوشيال ميديا تتمنى لى السعادة والعمر الطويل بعض اللايكات والابتسامات والورود الالكترونية تدفق بصورة اعتيادية لا جديد حتى الان
ارتدى بيجامتى جالسا اتوسل الوقت ان يمر لعل هذا اليوم الذى لا تعرف فيه ان كنت سعيدا ام حزينا هل تتحول الى مهرج ظريف ام فيلسوف عميق التفكير، فجأة وبلا اى مقدمات بينما النوم يداعب جفونى التى تحولت بفعل الارهاق الى حمل ثقيل مضنى اسمع اصوات نعم هى اصوات لاقدام تتحرك متجولة بغير اكتراث لا انها قدمين وعصا تدب فى الارض البورسينيلية محدثة وقع مزعج انتبه من نومى احاول جاهدا القيام ام انى احلم انفض النوم بصعوبة تكاد تخلع قلبى احاول الاتزان واقفا بينما الخطوات تقترب ازداد توترا انطق بحلق جاف من ؟ لا اجابة هل انا نائم احلم ام انى واقف مستنفر لا اعرف الارهاق يجتاحنى اتحرك اولى خطواتى بجسد يصرخ من الالم الحارق
استمر رغم الالم حتى ادلف الى الاستقبال اجدها امامى تنظر مبتسمة واثقة تدب بعصى ذهبية على الارجح هى لا حاجة لها اللهم الا زيادة الوقار الذى اكتسبته متناسقة القوام رمادية الشعر اقرب للسواد بينما عيناها السماوية امومية الطلة تمنحنى امان دون طلب اتوجس خيفة سائلا بصوت يكاد يكون متنمرا من انت وكيف دخلتى الى هنا ؟ تبتسم مذيبة هذا التنمر الذى لم ابذل اى جهد فى المحافظة عليه ثم تنطق بصوت دافئ لعلك لم تطلع على بريدك الالكترونى انظر فى بلاهة اكد لى كثير من الزملاء انها مصاحبة لحالات عدم الفهم التى تنتابنى من ان لاخر ارد الحقيقة اخر مطالعة كانت فى الخامسة ولم يصلنى بريد الكترونى منك ثم انتبه مردفا اه بالمناسبة انا لا اعرفك بالاساس حتى ترسلى اليا ايميل بزيارتك ثم ما علاقة الاميل الرسمى بزيارتى بمنزلى ارجو التوضيح الجملة الاخير اخذت صيغة رسمية اعجبتنى لان رد فعل السيدة الرائعة المظهر هو الارتباك للحظات ثم اخرجت من حقيبتها الجلدية غريبة الطراز جهاز لوحى ناظرة فيه بتمعن اسفة الخطأ منى الارسال لم يتم تعود الى حالة البلاهة بصورة مضاعفة ثم اجاوب بروح متعاونة لا يهم يحدث هذا بعض الاوقات لا مشكلة ثم انتبه ان المشكلة لم تكن فى البريد الالكترونى انما فى كيفية دخول المنزل اعود الى تنمرى متسائلا بطريفة اردت ان تكون وقحة تماما كيف دخلتى الى منزلى هل هذا اعتداء تبتسم ارجوكى لا تبتسمى سيدتى اتركينى محافظا على تنمرى اه ها هى ترجعنى الى النقطة صفر بصوت هادئ واثق كل سنة وانت طيب خمسة واربعون عاما العمرالطويل لك ، هل تغاضيت من قبل عن سبب زيارة او حتى كيفية دخول الضيوف منزلك؟ هل هذا خطأ كبير ان تغض البصر عن كل هذا؟ وتبادلها التحية الدافئة بمثلها هل هذا تقصير فى المحافظة على انعزالى المعتاد؟ اى كانت اجابتك اليك ما حدث فقد جاوبت بدفئ طفولى وانت طيبة ثم تماديت اذا افترضنا ان عمرى المتوقع هو 60 عاما فانا انبئك سيدتى المجهولة انى الان قد قضيت 75 % منه انتبه فجأة لكبر الرقم نعم 75% منه بلا اى مبالغة تبتسم مخرجانى من بوادر الاحباط لهذا اتيت لعل البريد الاكلترونى كان سيوضح لك انى اتيت للتهنئة والمراجعة فنحن نراجع كل ربع من حياتك اشرد محاولا التذكر هل هناك من راجع معى فى منتصف العمر او ربعه الاول اجيبها بائسا هل انت مكتب المراجعة القانونى تنظر لى بنظرة مندهشة مشمئزة لا طبعا ولماذا يتابعك مراجع قانونى ارد طيب اى مكتب مراجعة انت وكيف دخلتى الى منزلى؟ ترد غريب امرك الا تدعونى للجلوس على الاقل، خجل يجتاحنى ام حيرة اجاوب اسف جدا سيدتى تفضلى تجلس امامى بينما اندفع انا الى المطبخ مناديا اعملك قهوة ولا شاى ترد باريحية تثير الشك لا لو عصير يكون افضل اتسمر فانا كعادتى حائز على جائزة الثلاجة الخاوية لسنوات متتالية ارد باريحية موقنا ان لا يزيل الاحراج الا مزيد من التقرب لا يوجد للاسف الا انى خبير بصنع القهوة ترد ضاحكة لا مانع مخاطرة لكنها محسوبة اشرع فى عمل القهوة مستدعيا كل ما لدى من ذكاء ثم اسئل بخبث استجمعنه بصعوبه لا اتذكر زيارتك السابقة فهى من خمسة عشر سنة منتظر اجابة اصبحت عاجزا عن توقعها ثوانى مرت قبل ان تقول انا لم ات اليك من قبل اه اردد الحمد لله مازلت بعقلى لعلها زميلتك او زميلك قد اتيا من قبل او لعلك المسئولة عن ثلاثة ارباع العمر انتظر اجابة لم تاتى اخرج حاملا الفنجان كما علمنى ابى وبجانبه كوب الماء البارد تنظر الى فى حنو وتشكرنى بذوق بالغ ابتسم واجلس قبالها ترشف اول رشفة بتلذذ واضح بثم تقول لا هذا ولا ذاك من المفترض انى مسئولة عن ملفك وكما قلت لك انى اراجعك كل خمسة عشر عاما لكن بشرط ان تكون وحيدا فى هذا اليوم فاتى انا مستغلة هذا اليوم لاراجع معك خمسة عشر عاما كاملة اتحرك مضطربا تنظر الى دون اى كلمات تعنى ان فى عيد ميلادى الخامس عشر كنت مشغولا وايضا الثلاثين ترد بهدوء لست وحدك كثيرون هكذا ارد والان انا وحيدا ترد ايضا لست وحدك كثبرون هكذا صمت لعدة ثوانى ثم اقول اذا هى حالة عامة ترد مباشرة تستطيع قول هذا اتقبل الحقيقة باستسلام ثم اسئل اذا ماذا تودين ان تراجعى تخرج اللاب توب من شنطتها تفتحة مركزة ،انظر الى عينيها ارى انعاكاسات لفايل وورد غالبا ترفع عينيها فجأة هل انت سعيد ؟ لا اجابة تعيد النظر الى الجهاز تنطق دون ان ترفع عينيها اخر خمسة عشر عاما من المفترض انهم الاكثر انجازا والاكثر معرفة للحقائق هل تشعر بهذا ؟ لا اجابة تسأل مرة اخرى هل نضجت ؟ لا اجابة تترك الجهاز بجانبها وتنظر الى نظرة متسائلة ارد انا لا اعرف اى اجابة لكل هذا سيدتى بل لا اعرفك اصلا ترجع مستندة الى ظهر المقعد قائلة اما انك لا تعرف اجابة فهذا ممكن لكن لابد ان توضح لماذا اما انك لا تعرفنى فهذه حالة عامة وليس مطلوب منك ان تعرفنى ولنركز فى سبب عدم معرفتك اقوم مرتبكا اصدقها القول انا لا اركز كيف اكون سعيدا انا اعيش كيفما اتفق بسيط امرى احاول ان ابتسم لا ابخل على نفسى بضحكة احب واكره ولا الوم نفسى كثيرا بل انظر الى الغد اما ما انجزت فهو جيد اجتهد فقط وساشعر ان ما انجزته جيدا لانى فقط اجتهدت اما النضج فاعتقد انى كذلك منذ امد منذ ان اصبحت لا احمل ضغينة بقدر المستطاع اتعصب اليوم وانسى تماما ليس غدا ولكن ايضا اليوم لا احكم على الاخرين ابدا بل اسمعهم واساندهم قدر المستطاع سيدتى هذا انا باختصار او فلنقل هذا الجانب الجيد فى اما السيئ فلا داعى لذكره الان تنظر الى وقد انهت فنجان القهوة تضعه برفق ثم تقول اذا احب ان اوضح لك انه المتبقى ربع اخير واشكرك على حسن الاستقبال ارد بسرعة الن تعلقى على ما قلت تتحرك بهدوء هذا هو تعليقى الوحيد سعدت بلقائك امامى قائمة طويلة انظر اليها تفتح الباب وتخرج تنظر الى مبتسمة ثم تغلقه
اشعر بالدوار اتجه الى السرير مباشرة مرهق منهك استسلم الى النوم ، اصحوا وقد شارف الليل على الانتهاء اتذكر حلمى الظريف بكافة تفاصيله ابتسم محاولا استنتاج سبب هذا الحلم الغريب اقوم متكاسلا كعادتى لشرب الماء متجولا فى قلعتى اتجه صوب الثلاجة اشرب فى استمتاع اغلق الثلاجة متذكرا كوب الماء البارد وفنجان القهوة اضحك ساخرا اتسمر فى مكانى فها هو الاستقبال امامى وفنجان قهوة موضوع على طرف المنضدة بجانبه كوب من الماء البارد فقد برودته على ما اتعقد