اشتاق جدا الى المطر ، مرت ايام بل سنين طويلة لم اتجول فيها تحت الامطار مبتسما للمسة حبات المطر الجميلة لملابسى وتكاثرها حتى انها تهزم مقاومة ملابسى للبلل وتتغلل تلك الحبات لتلمس جسدى برقة فتصيبة ببرودة تدفع نفسى للسعادة
اشتاق الى ذلك الاحساس بشدة كما اشتاق الى لمستك لا بل الى كلمتك ، لا اعرف كم مر من الوقت وانت بعيدة فانا لا اعد الايام فما بالك باللحظات التى تمر كما السنين لن استيطع عدها ، لكنها تثقل كاهلى
حينما يكثر السحاب الرمادى فى السماء ويشتد موج البحر وتنذر الرياح بقدومك ايتها الحبات ،امعن فى تاملها والشعور بها، انتظر نزولك وكانما نزولك فيه انطلاق لروحى الحبيسة ، بمجرد ان تنفصل تلك الحبات وتتحرك بسرعة حتى تحررنى انطلق لاستقبالها استقبال العاشق لمعشوقته
حينما تقتربين منى بنظراتك الباحثة عنى حينما يلمس جسدك جسدى حينما تشتد نبضات قلبى وينذر عطرك بقدومك امعن النظر فى عينيك اشعر بلمستك التى تحرر جسدى من سجنه بمجرد ان تهب نسمات عطرك على تحررنى لاستقبلك استقبال الناسك ليوم جديد
وهل هناك احسن من التجول تحت المطر ومحاولة ملئ الكفوف بتلك المياه الصافية ثم الارتواء بها ، يا ليتك ايها المطر تشتد فتتواصل قطراتك حتى تغرقنى ثم تهدا ويمر السحاب ويتركنا ليروى اخرين فتظهر الشمس من بعده وتنطلق الوانك ايها الطيف كسهام تصيب النفوس بالفرح ، كم هو جميل ذلك الهواء النقى الصافى الذى يتخلل صدرى متضامنا مع سهام قوس قزح مصمما على هزيمة الحزن داخلى
وهل هناك اقوى من حضنك الدافئ من الارتماء فيه ومحاولة احتوائك بكفيى هاتين والارتواء من قبلاتك الجميلة ، يا ليت شوقك يشتد كالمطر الغزير حتى يغرقنى فى بحر من حبك تضارب امواجه ، ثم يهدا شوقك تاركنا لحنيتك التى تابى الا ان ترمينا بسهام السعادة ، كم هو جميل تلك اللمسات الرقيقة التى تلمسنى متعاونة مع حنينك فى القضاء على غضبى
تهدا حبات المطر وتتركنا ننتظر السحاب مرة ومرات اخر فنعيش على فرحة الانتظار وخيال المنتظر الملهوف واحلامه ، يتوقع سحابك ايتها الحبات فى اى وقت ومن اية طريق فتنعمى عليه مرات بسرعة وتقسين عليه مرات فيتابعك ليله ونهاره حتى تتذكريه او فلنقل حتى تستطيعى ان تتذكريه فتسرعى ايه
يهدا حنينك وتثقل جفونك الحالمة تستسلمين للنوم وتتركينى انتظر حضنك الدافئ مرة ومرات اخر اعيش على فرحة الانتظار اتوقع عناقك بين لحظة واخرى اتلهف ابتسامتك ، لكنك تقسين عليا مرات فتتركينى مستمعا بانتظارى متابعا لسكناتك وحركاتك، او قد تنعمين عليا او فلنقل يوقظك شوقى اليك فتسرعى الى وترونى من عذوبتك
لا امل الانتظار ولكنى عطش اكاد اموت من شدة العطش ايتها الحبات اتوق الى مائك العذب استفبله بين كفى فيروى ظماى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق