ابن النيل كلمة اعتز بها كثير كلما سمعتها ازداد حبى لها ، مع انى لا اسكن على النيل،،، مثل كبار البلد لكنى اشعر ان النيل بل مصر كلها تسكن داخلى
الثلاثاء، 21 يوليو 2009
هناك فى مملكتنا..........................
الأحد، 12 يوليو 2009
مرارة الهزيمة وحلاوة النصر (مناورة الموت)
تلك الكلمات البسيطة المعبرة لا اجد انسب منها مدخلا للحديث عن ملحمة من القرن العشرين ، ليست ملحمة عسكرية فحسب بل ايضا ملحمة انسانية بل نستطيع نعتها بالمعجزة الانسانية فى زمن اعتمدت فيها المعجزات على الالة وقوة ادائها وندرت المعجزات التى تعتمد على ما ينبض فى صدور الرجال ، لست بصدد سرد احداث معركتى الاستنزاف و العبور من الناحية التكتيكية او حتى من الناحية الاحصائية وكلها نواحى تصب فى الجانب المصرى تماما ، لكن ما شدنى كثير فى هاتين المعركتين هو الجانب الانسانى قدرة الانسان المصرى اللا متناهية فى امتصاص مرارة الهزيمة وتحويلها الى دافع رهيب لتحقيق معجزات على المستوى الفردى او الجماعى ازهلت العالم بل بهرته ، كتب كثيرة ومواقف اكثر بكثير حكيت من الجانب الاسرائيلى يشوبها الغيظ الممزوج بالرهبة وعدم التصديق، بعضها تحس حاكيها كانه كان فى كابوس يردد احداثه من ان لاخر كلما ضاق صدره بكتمانه ، والاخر تشعر برائحة الاعجاب تفوح منه رغما عن حاكيها ومحاولاته المضنية لكتمان تلك الرائحة ، على ايه حال ساحاول بكل الطرق البحث عن تلك الملاحم الانسانية الواحدة تلو الاخرى فهى ملاحم تستحق التسجيل حتى ولو فى مدونتى البسيطة تلك التى بين ايديكم، واليكم اول تلك البطولات لطيار شاب فى نهاية العشرينات من عمره ابان تلك الاحداث وهو الان مازال حى يرزق
الاسم حسن سالم الرافعى
المهنة بطل مصرى
العمل عمل اعجازى جعل العدو المسكين يطلق عليه الطيار المجنون سخرية منه ، لا بل محاولة مضنية لكبت الاعجاب وتغليف الجزء الشارد منه بنبرة سخرية لا يفهم معناها الا مصرى مثلى
الزمان 24 اكتوبر 1973
يشرح الفيلم المرفق الموقف من وجهة النظر الاسرائيلية وهى بالطبع مليئة بكلمات السخرية والاستهجان فكيف لطائرة ميج 21 يقودها طيار مصرى ان تفوز فى معركة مباشرة على طائرة ميراج والفارق لمن لا يعرف كبير جدا بين الاثنين يجعل التفوق لصالح الميراج بنسبة لا تقل عن 99% حتى لو الطيار يقل مستواه عن نصف مستوى قائد الميج21 ، كما ان من مشاكل الميج 21 هو صغر خزان الوقود بالنسبة للميراج مما يجعل استمرار المناورة فى صالح الطائرة الميراج لان مع الوقت سينفذ الوقود ناهيك عن التفوق المطلق للنيران بالميراج عن الميج21 .
هنا يلجأ الشاب المصرى الى مناورة وهو ما يهمنى فى تلك القصة التى ترقى الى المعجزة البشرية وتسمى تلك المناورة مناورة الموت او الطيران بالسرعة صفر وقد تعلمها الطيارون المصريون بسوريا على يد مجموعة من الطياريين الباكستانيين، ويحكى عن قائد السرب 49 وهو السرب الذى ينتمى الي بطلنا ان التدريب على تلك المناورة كان يتم لعدة مئات من المرات وفى كل الاجواء والتوقيتات لدرجة انه كان يتم فى الليال الغير مقمرة الحالكة الظلام يتم فيها استخدام احساس الطيار فقط ، هل تدرون معنى تلك الكلمات احساس الطيار فقط بطائرته والاجواء من حوله هو ما يحكم نجاته من مناورة هو من قام بها ولم يجبر عليها ، والغرض من تلك المناورة هو اخضاع الفارق التكنولوجى بين طيران العدو والطيران المصرى للقدرات الانسانية فى مهمة يعتبرها الغرب من المهمات المستحيلة التى لا طائل من التدريب عليها ، ولمعرفة مدى ثقة هؤلاء الطيارين فى قدراتهم ومحاولة اثبات انهم جديرين بحماية سماء مصر عكس ما قيل عنهم ايام النكسة ساشرح لكم ببساطة الفرق بين مناورة الموت كما كان يطلق علبها بينهم فى مصر والمناورة سبليت اس العادية split s المناورتان لهم نفس السلوك وهو الاتجاه الى اسفل مع الجاذبية مما يزيد من سرعة الطائرة تماما ويجعلها على الرادارات المعادية تبدو بسرعة صفرية ولكن السبليت اس العادية لايمكن القيام بها الا على ارتفاع 6500 قدم حتى يستطيع الطيار كبح جماح الطائرة والجاذبية والصعود مرة اخرى قبل فوات الاون ، والاقدام عليها من ارتفاع اقل وليكن مثلا 5000 قدم تعتبر جنون وتهور عسكرى يحاسب عليه الطيار ، اما القيام بها على ارتفاع 3000 قدم يعتبر الموت بعينه وهذا ما تدرب عليه الطيارون المصريون وسميت لهذا بأسم مناورة الموت وتحتاج الى جانب القدرات العادية للطيارين فى كل العالم ثقة بالنفس تفوق الحدود الطبيعية وايمان بقضية او ظلم بين تجبر الطيار على بذل كل ما يملك من قدرات انسانية لاثبات العكس ، بل تحتاج الى قلوب تنبض بحب ارضها حب مطلق ترفض الاستسلام للهزيمة ، بل ترفض مجرد تلك الكلمة ، ارواح تحتاج فرصة لاثبات ان اصحابها غير باقية عليها طالما فى اطلاقها من اجسادها حرية هذا الوطن
اما الهدف التكتيكى من المناورة هو عكس اتجاه الطائرة بصورة مباغته تجعل عملية مطاردتها شبه مستحيلة ان لم تكن مستحيلة فعلا .
الغريب فى القصة ان الطيار الاسرائيلى ينعت الطيار المصرى بالمجنون ويؤكد انه فى لحظة ما اثناء المطاردة ظن ان ذلك المصرى اختار الانتحار وقتل نفسه على ان يدمر بواسطة نيرانه ، الا انه فوجئ بان الطيار المصرى يخرج من بين الاتربة المثارة حول طائرته فى اقرب نقطة للارض مرتفعا مرة اخرى كما الصاروخ هاربا من مطاردتى محققا مناورة مدهشة ، وليس كما ذكرت العسكرية الاسرائيلية اننى اطلقت قذائفى لتصيبه وتدمره بل الحقيقة انه نجا ، نعم نجا وحقق ما لم تتصوره يا مسكين ، وهو حى يرزق ويمارس دوره كالمصل الذى يحمى شباب تلك الامة ، ودائما ما سنحقق ما نبهركم به ، نعم نحن المصريين ليس عسكريا فقط بل فى كل المجالات عليك فقط ان تنتظر وتنبهر وتحاول ان تغلف انبهارك بلكنة سخرية لا تفيد
ملاحظة تظهر طائرة العدو وعليها العلامة العسكرية لجنوب افريقيا حيث انها تم شرائها عبر النظام العنصرى فى ذلك الوقت (طبقا لمقولة قائد السرب 49)