كيف تحول الرئيس السابق من رئيس واعد الى رئيس سئ تمنى الجميع الخلاص من حكمه باى طريقة كانت ؟ اجابة هذا السؤال ستحدد السبب الثانى من اسباب الثورة
مبارك رجل عسكرى انتمى الى مدرسة العسكر التى استولت على الحكم فى مصر وسيطرت عليه من الخمسينات والتواجد فى المؤسسة العسكرية كان جواز المرور لتبؤ مكانه جيدة فى منظومة الحكم فى مصر فالوزراء والمحافظين ورؤساء مجلس ادارة المؤسسات الكبرى كلهم عسكريين بل نجد ان السادات نفسه تولى رئاسة مؤسسة صحفية ولعبت النكسة دور مهم فى تسارع خطى بزوغ نجم مبارك فتولى بعدها المناصب القيادية فى سلاح الطيران وهو من الاسلحة الهامة جدا وبعد انتهاء حرب اكتوبر كان مبارك من المقربين للسادات ولا عجب فى ذلك فكل الاراء لاصدقاء مبارك العسكريين تتحدث عن شخصية مطيعة جدا للاوامر متزنة فى انفعالاتها تقدس الحياة العسكرية ، وكان من المنطقى ان يختار السادات رجل من المدرسة العسكرية لخلافته يتسم بالصفات السابقة بحيث لا يكن مناوئ له او بديل جاهز بل تابع مخلص قادر على التنفيذ والدعم على ان يتلقى جائزته لاحقا بتولى حكم البلاد ، وبالرغم من الاختلاف البين بين الشخصيتين فقط حرص مبارك على لعب دوره بصورة جيدة جدا جعلت السادات يسترضيه عندما قرر مبارك الاستقالة من منصبه اعتراضا على تقليص صلاحياته لصالح احدى الوزراء المدنيين
وفور انتهاء احداث المنصة وتولى مبارك الحكم تغيرت شخصية مبارك تماما واصبح يلعب دور الرجل الاول ولا ننسى خطاباته الاولى التى قال فيها انه ضد الفساد ويرفض تولى الحكم اكثر من فترتين وان مصر مكانتها بين اشقائها العرب ، كما ان التنمية هى السلاح الوحيد للخروج من ازمات مصر ، لكن للاسف الشديد لم يكن ذلك الرئيس الواعد الذى حلم الناس ان مصر ستتحول للحكم المدنى الديموقراطى على يديه هو ذلك الرئيس الذى قرر الاستمرار فى سدة الحكم بعد عامه الثانى عشر مبررا ذلك بتكملة مسيرة التنمية التى اعتقد فى رائى الشخصى انها تباطئت جدا بعدها حتى توقفت فى نهاية ولايته الثالثة لتبدء مرحلة الانهيار التام بعدها مع بدايه حكومة اكثر رؤساء الوزارة فى مصر مغالطة ونصب وهو عاطف عبيد
مبارك شخصية عنيدة كما يصفه المقربين منه ويتجلى ذلك فى اقصائه لعلى لطفى لاصراره على التحول الى السياسة الراسمالية القائمة على انهاء الدعم والتوجه الى فكر السوق الحرة وهو ما كان يرفضه مبارك لايمانه بقدرة الدولة على السيطرة عن طريق التحكم فى مقدرات الحياة الاقتصادية اليومية للمواطن ، كما تجلى فى استبعاده للجنزورى لاختلاف حول اسراع البرنامج الاقتصادى المصرى ، كما وضح جدا فى مواقف كثيرة خارجية ومما زاد من تفشى تلك الصفة السيئة هو دعم الحاشية التى بدأت فى اللعب على تلك الصفة لدعم موقفها فى المؤسسة الاعلى فى مصر
كما ان الفوبيا التى سببها موت السادات وازدياد المد الارهابى فى مصر جعل الجزء الامنى من تفكير مبارك يطغى على الجزء السياسى وبالتالى تدخل الامن فى كل الاحداث المحيطة بالحكومة المصرية بصورة استفحلت فى اخر عشرة سنوات لدرجة جعلت الداخلية كلها فى خدمة حماية النظام ، وهذا الجزء ارجع مصر الى عهد زوار الليل التى خطط له ونفذه صلاح نصر فى عهد عبد الناصر، وجعل التعامل مع كثير من القوى السياسية فى مصر من خلال الداخلية مما ضيق مساحة التحرك للمعارضين السياسيين الحقيقيين ، مع العلم ان الدول التى تلجأ للحلول الامنية تقدم دائما مجموعة من الحلول الاجتماعية التى تدفع الفئة الغير مهتمة بالسياسة للدفاع عن النظام ولكن فشل الحكومات المتعاقبة فى توفير هذه الميزة دمر بكل بساطة ما بسموه بالحل المزدوج الامنى الاجتماعى
نرجع للخلفية العسكرية لمبارك والتى اثرت تماما على مفهومه للديموقراطية مما جعل طرحه للديموقراطية طرح ناقص حتى وان حاولت المنظومة كلها تجميله فطرح الديموقراطية والذى سمى بديموقراطية النباح او الهوهوة بالبلدى بمعنى قل ما تريد ودعنى افعل ما اريد فالاحزاب والجماعات السياسية مكبلة بنظام امنى اما الذين لهم القدرة على الكلام او النباح فهم برامج التوك شو مثلا والصحفيين المعارضيين للحكومة كلها وكل ما هو حزب وطنى ما عدا سيادة الرئيس
تداخل اسرة مبارك بصورة كبيرة فى منظومة المؤسسة الرئاسية سهل من مهمة الحاشية فى اللعب على اكثر من حبل للوصول الى اماكن اعلى وضمان البقاء فى دائرة الحكم ، واكبر مثال على ذلك فاروق حسنى وانس الفقى فاقترابهم من سوزان مبارك جعلهم بالرغم من انعدام كفائتهم من صناع القرار فى الفترة الاخيرة ، كما ان محاولات زوجة الرئيس الظهور بمظهر الداعمة الاجتماعية للنظام عن طريق حل مشاكل المرأة ودفع مشروع القراة للجميع للظهور ( مع ايمانى الشديد بان هذا المشروع نجح نجاح كبير ) فان تزايد نفوذ الزوجة جعل هناك بطانة مخصوصة تخدمها ومع الوقت اصبحت حريصة على وجود هذه البطانة فى الوزارة والاماكن الحيوية التى تخدم برامجها
اخيرا موضوع التوريث وما صاحبة من اهتزاز للمؤسسة الحاكمة بصور كبيرة جعلت الوزارة والحزب فى خدمة هذا الدافع البغيض ، كما ان الصراع العنيف على السلطة والنفوذ بين التيار الجديد الذى جلبه جمال مبارك وبين التيار القديم من رجال مبارك الاب جعل حتى الحكومة نفسها فى مأزق محاولة ارضاء الطرفين
من الاسباب الاخرى لتحول مبارك ابنيه علاء وجمال فالاول الاكبر ظل لسنوات طويلة مستغلا لنفوذ والده وسلطاته فى التأثير على رجال الاعمال مما سبب نوع من الخوف المكتوم من مشاركته لاى رجل اعمال ناجح ، الا ان اعمال علاء مهما كانت لا تمثل اى شئ بالنسبة للطفل المدلل لامه وابيه جمال مبارك ، ومشكلة جمال انه تشبس بفكرة التوريث بصورة سيطرت على تفكيره تماما بالرغم انه يفتقد الى الكثير من مؤهلات الحكم وهذا دفعه الى محاولة التخلص من المنافسين على المنصب بصورة وقتية بدلا من الانتظار للقضاء عليهم خلال المراحل الانتخابية ، كما ان انبهار جمال بشخصية احمد عز اخفى تماما الصور السيئة لرجل الاعمال المستغل للموقف
مبارك رجل عسكرى انتمى الى مدرسة العسكر التى استولت على الحكم فى مصر وسيطرت عليه من الخمسينات والتواجد فى المؤسسة العسكرية كان جواز المرور لتبؤ مكانه جيدة فى منظومة الحكم فى مصر فالوزراء والمحافظين ورؤساء مجلس ادارة المؤسسات الكبرى كلهم عسكريين بل نجد ان السادات نفسه تولى رئاسة مؤسسة صحفية ولعبت النكسة دور مهم فى تسارع خطى بزوغ نجم مبارك فتولى بعدها المناصب القيادية فى سلاح الطيران وهو من الاسلحة الهامة جدا وبعد انتهاء حرب اكتوبر كان مبارك من المقربين للسادات ولا عجب فى ذلك فكل الاراء لاصدقاء مبارك العسكريين تتحدث عن شخصية مطيعة جدا للاوامر متزنة فى انفعالاتها تقدس الحياة العسكرية ، وكان من المنطقى ان يختار السادات رجل من المدرسة العسكرية لخلافته يتسم بالصفات السابقة بحيث لا يكن مناوئ له او بديل جاهز بل تابع مخلص قادر على التنفيذ والدعم على ان يتلقى جائزته لاحقا بتولى حكم البلاد ، وبالرغم من الاختلاف البين بين الشخصيتين فقط حرص مبارك على لعب دوره بصورة جيدة جدا جعلت السادات يسترضيه عندما قرر مبارك الاستقالة من منصبه اعتراضا على تقليص صلاحياته لصالح احدى الوزراء المدنيين
وفور انتهاء احداث المنصة وتولى مبارك الحكم تغيرت شخصية مبارك تماما واصبح يلعب دور الرجل الاول ولا ننسى خطاباته الاولى التى قال فيها انه ضد الفساد ويرفض تولى الحكم اكثر من فترتين وان مصر مكانتها بين اشقائها العرب ، كما ان التنمية هى السلاح الوحيد للخروج من ازمات مصر ، لكن للاسف الشديد لم يكن ذلك الرئيس الواعد الذى حلم الناس ان مصر ستتحول للحكم المدنى الديموقراطى على يديه هو ذلك الرئيس الذى قرر الاستمرار فى سدة الحكم بعد عامه الثانى عشر مبررا ذلك بتكملة مسيرة التنمية التى اعتقد فى رائى الشخصى انها تباطئت جدا بعدها حتى توقفت فى نهاية ولايته الثالثة لتبدء مرحلة الانهيار التام بعدها مع بدايه حكومة اكثر رؤساء الوزارة فى مصر مغالطة ونصب وهو عاطف عبيد
مبارك شخصية عنيدة كما يصفه المقربين منه ويتجلى ذلك فى اقصائه لعلى لطفى لاصراره على التحول الى السياسة الراسمالية القائمة على انهاء الدعم والتوجه الى فكر السوق الحرة وهو ما كان يرفضه مبارك لايمانه بقدرة الدولة على السيطرة عن طريق التحكم فى مقدرات الحياة الاقتصادية اليومية للمواطن ، كما تجلى فى استبعاده للجنزورى لاختلاف حول اسراع البرنامج الاقتصادى المصرى ، كما وضح جدا فى مواقف كثيرة خارجية ومما زاد من تفشى تلك الصفة السيئة هو دعم الحاشية التى بدأت فى اللعب على تلك الصفة لدعم موقفها فى المؤسسة الاعلى فى مصر
كما ان الفوبيا التى سببها موت السادات وازدياد المد الارهابى فى مصر جعل الجزء الامنى من تفكير مبارك يطغى على الجزء السياسى وبالتالى تدخل الامن فى كل الاحداث المحيطة بالحكومة المصرية بصورة استفحلت فى اخر عشرة سنوات لدرجة جعلت الداخلية كلها فى خدمة حماية النظام ، وهذا الجزء ارجع مصر الى عهد زوار الليل التى خطط له ونفذه صلاح نصر فى عهد عبد الناصر، وجعل التعامل مع كثير من القوى السياسية فى مصر من خلال الداخلية مما ضيق مساحة التحرك للمعارضين السياسيين الحقيقيين ، مع العلم ان الدول التى تلجأ للحلول الامنية تقدم دائما مجموعة من الحلول الاجتماعية التى تدفع الفئة الغير مهتمة بالسياسة للدفاع عن النظام ولكن فشل الحكومات المتعاقبة فى توفير هذه الميزة دمر بكل بساطة ما بسموه بالحل المزدوج الامنى الاجتماعى
نرجع للخلفية العسكرية لمبارك والتى اثرت تماما على مفهومه للديموقراطية مما جعل طرحه للديموقراطية طرح ناقص حتى وان حاولت المنظومة كلها تجميله فطرح الديموقراطية والذى سمى بديموقراطية النباح او الهوهوة بالبلدى بمعنى قل ما تريد ودعنى افعل ما اريد فالاحزاب والجماعات السياسية مكبلة بنظام امنى اما الذين لهم القدرة على الكلام او النباح فهم برامج التوك شو مثلا والصحفيين المعارضيين للحكومة كلها وكل ما هو حزب وطنى ما عدا سيادة الرئيس
تداخل اسرة مبارك بصورة كبيرة فى منظومة المؤسسة الرئاسية سهل من مهمة الحاشية فى اللعب على اكثر من حبل للوصول الى اماكن اعلى وضمان البقاء فى دائرة الحكم ، واكبر مثال على ذلك فاروق حسنى وانس الفقى فاقترابهم من سوزان مبارك جعلهم بالرغم من انعدام كفائتهم من صناع القرار فى الفترة الاخيرة ، كما ان محاولات زوجة الرئيس الظهور بمظهر الداعمة الاجتماعية للنظام عن طريق حل مشاكل المرأة ودفع مشروع القراة للجميع للظهور ( مع ايمانى الشديد بان هذا المشروع نجح نجاح كبير ) فان تزايد نفوذ الزوجة جعل هناك بطانة مخصوصة تخدمها ومع الوقت اصبحت حريصة على وجود هذه البطانة فى الوزارة والاماكن الحيوية التى تخدم برامجها
اخيرا موضوع التوريث وما صاحبة من اهتزاز للمؤسسة الحاكمة بصور كبيرة جعلت الوزارة والحزب فى خدمة هذا الدافع البغيض ، كما ان الصراع العنيف على السلطة والنفوذ بين التيار الجديد الذى جلبه جمال مبارك وبين التيار القديم من رجال مبارك الاب جعل حتى الحكومة نفسها فى مأزق محاولة ارضاء الطرفين
من الاسباب الاخرى لتحول مبارك ابنيه علاء وجمال فالاول الاكبر ظل لسنوات طويلة مستغلا لنفوذ والده وسلطاته فى التأثير على رجال الاعمال مما سبب نوع من الخوف المكتوم من مشاركته لاى رجل اعمال ناجح ، الا ان اعمال علاء مهما كانت لا تمثل اى شئ بالنسبة للطفل المدلل لامه وابيه جمال مبارك ، ومشكلة جمال انه تشبس بفكرة التوريث بصورة سيطرت على تفكيره تماما بالرغم انه يفتقد الى الكثير من مؤهلات الحكم وهذا دفعه الى محاولة التخلص من المنافسين على المنصب بصورة وقتية بدلا من الانتظار للقضاء عليهم خلال المراحل الانتخابية ، كما ان انبهار جمال بشخصية احمد عز اخفى تماما الصور السيئة لرجل الاعمال المستغل للموقف