الثلاثاء، 15 فبراير 2011

ثورة مصر الاسباب 1- موروثات النظام


مولد جديد لشعبنا المصرى ، ثورة ارجعت لنا جزء من ماضى كاد يصبح مجرد ماضى بلا اى تاثير على حاضر او حتى توجيه لمستقبل ، على ايه حال تكلم الكثير وحلل الجميع سياسين وغيرهم ابعاد كل ملحمة الثورة ، مما يصعب جدا من مهمة اى انسان عادى مثلى ان يضيف اى جديد لكن بما اننا فى عصر جديد يجب على الجميع فيه الادلاء برأيه والمشاركة فى صنع المستقبل الجديد لذافقد رايت ان ادون رائيى المتواضع فى كل ماحدث وان احاول جاهد المساعدة فى ما سيحدث

البداية تبدأ من النظام فبطبيعة الحال الثورة اكيد نتيجة اخطأ فادحة والاخطاء لها سببين فى رائى الشخصى السبب الاول هو الموروث الفكرى للنظام والثانى اضافته هو نفسه لهذا الموروث ولنبدأ بالموروث الفكرى للنظام

النظام السابق ورث مجموعة فكرية اعتبرها مسلمات غير قابلة للتغيير للاسف هذه الموروثات تركة كبيرة ثقيلة بدأت تتكون بعد انقلاب 1952 الذى بدأها بان الشعب لابد ان يلتف حول قيادته التفاف كامل فكرى وعاطفى فالقيادة البصيرة الحكيمة الراعية للوطن الساهرة على حمايته ورعايته وانمائه وكل ما تنتقى من كلمات اما المختلف مع القيادة فهو بطبيعة الحال معطل لكل هذا ثم تطور الامر من معطل لحاقد ومفسد ثم متامر فخائن

الموروث الثانى اهل الثقة حماة الوطن ، برغم ان هذا الموروث كان له ظروفه بعد انقلاب 1952 نظرا لان القائمين عليه كان سلاحهم الاكبر هو ثقتهم فى بعضهم البعض ،كما ان اهل الخبرة كانوا فى ذلك الوقت من اعداء الثورة الوليدة طبقا لرأى صناعها الا انه استمر وتوغل بطريقة سرطانية حتى انك قلما ما تجد مسئول فى منصب يستحقه بالفعل

الموروث الثالث وقد نضج هذا الموروث فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وهو one man show بمعنى ان الرجل الكبير هو الملهم والمفكر والزعيم ثم زاد عليه الرئيس السادات الاب والقائد والكبير

الموروث الرابع وهو موروث غريب جدا لانه عكس ما يحدث فى الطبيعة فالنجاح له اب واحد فقط اما الفشل فله مجموعة من الاباء ليس من بينهم ابدا الاب الاوحد للنجاح وبالتالى فى حالات الاخفاقات والنكسات يتم التضحية بمجموعة من الاباء الصغار بواسطة الاب الكبير مع ان المسئولية الاولى دائما تقع على عاتق الرجل الاول

الموروث الخامس وهو من اخطر الموروثات التماسك الداخلى لدرء الاخطار الخارجية او بمعنى اكثر وضوح نسيان المشاكل الداخلية من اجل حل المشاكل الخارجية والغريب ان المشاكل الخارجية لم تحل ابدا مع العلم ان النظام لابد ان يحل كل من المشاكل الداخلية والخارجية متوازيين بقدر الاستطاعة

الموروث السادس ان الحكومة هى ام الشعب فهى المسئولة عن تعليمه وتشغيله واعاشته وبالتالى فهى المانحة والمانعة وهذا الموروث تكمن خطورته فى انه مؤثر جدا على طبيعة العلاقة مع الشعب فقد تحولت الحكومة من موظفين لدى الشعب مهمتهم تيسير اعماله اصبحت الحكومة بالمعنى البلدى هى ام الشعب وبالتالى يجب احترامها وشكرها على كل ما تعطيه

الموروث السابع النظام البرلمانى والذى اصبح ليس ذوفائدة او حاجة فاسباب تواجده الرئيسية وهى التشريع والمراقبة اصبحت من مهام الحكومة الام وبالتالى تحول البرلمانى لمجرد خادم ومقضى حاجات لاهل دائرته بدلا من ان يكون مشرع ومراقب وزاد الطين بلة شرط ان يكون نصف البرلمان من العمال والفلاحين وهذا قضى تماما على معنى البرلمان مع الوقت وبعد ان كانت مصر من اولى الدول التى اسست الحياة البرلمانية التشريعية اصبح البرلمان ساحة لقضاء الخدمات وتمرير المصالح فى البداية لمجرد خدمة الدائرة ثم اصبح بزنيس

الموروث الثامن وهو كيفية التقييم للمسئول فدائما المسئول عمل كذا وكذا ويتم تجاهل ما هو البرنامج او الرؤية المستقبلية للمسئول والتى سيتم محاسبته عليها وبالتالى اصبحت اولى خطوات الثقة للنظام الجديد هى كشف عورات النظام السابق

الموروث التاسع التعامل الامنى هو الحل الامثل لكل معارضة غير مروضة وهو ما نما واستفحل ابتداء من حادث المنشية وحتى حادث المنصة مقتل السادات

الموروث العاشر الدعم الاعلامى المطلق للنظام من صحافة واعلام مرئى ومسموع لدرجة جعلت مفهوم الاعلام لدى كل من الحكومة والشعب هو بكل بساطة اخبار الحكومة وتحليل قرارتها بصورة واحدة فقط

كل هذه الموروثات جعلت من مصر دولة غريبة جدا من الاخر بالبلدى متعرفلهاش خط سياسى واضح او حتى اقتصادى هل هى دولة شيوعية ام دولة راسمالية ام اشتراكية

واعتقد ان تلك الموروثات كانت اول الطريق لثورة 25 يناير والتى انهت عصر انقلاب يوليو بعد 59 عاما من الحكم تعاقب عليها اثنان من مجلس قيادته واخر تلميذ نفس المدرسة لان تلك الموروثات المسلم بها اغرقت الانظمة فى حالة من الترهل وبطئ التفكير، بل واعتبارها اداوت حل اى مشكلة تواجه النظام مع الشعب وهذا ما حدث فى احدات حادث المنشية و النكسة، 18 و19 يناير وازمة 81 ، وايضا احداث ثورة 26 يناير بنفس الطريقة مع اعتماد على مرورث اكثر من الاخر على حسب ظروف الحدث

ليست هناك تعليقات: