الاثنين، 11 يونيو 2012

فــــــعـــــــل خـــطـــــــير

كم كان الامر يبدوا صعبا او يكاد يكون مستحيلا ، لدرجة ان التفكير فيه كان يدفعه الى الخوف ، قشعريرة تسرى فى بدنه بمجرد التفكير فى هذا الفعل ، الصداع يصيبه بمجرد ان يتصور انه مقدم على تلك الخطوة ، يبتدع الاعذار للتأجيل ، يدعى الانشغال او الاستمتاع بأمر اخر ، يتجاهل نظرات المحفزين والمستنكرين ، يتعامل ببرود مع كلمات التشجيع، فلا احد منهم سيقوم بهذا الا هو نفسه ، هو من سيتعرض للخطر الكبير لذا هو الوحيد وفقط الوحيد الذى يقرر متى يقدم على هذا
يحوم حول المكان متنمرا ينظر حوله مستمدا من نظرات التشجيع المزيد من الثقة والجرأة ، تخدعه شجاعته فجأة يتراجع ، تكاد الدموع تخدعه متسلله امام الجميع لكنه يتماسك مرة اخرى ينظر الى هدفه ، يتوسل شجاعته ان تؤازره ، يستدير محاولا ان يجمع كل ما يمكنه جمعه من شجاعه واقدام وتشجيع ممن حوله ، يفاجأه عدم اهتمام من حوله وانشغالهم عنه ، يصيبه هذا بخيبة امل
يقرر نسيان الموضوع فلا احد يهتم بمدى اهمية ما سيقوم به بل من الواضح انه يتجاهلونه ، هل هان الى هذه الدرجة ام انه هو نفسه خذلهم فادركوا ان لا امل فيه ، اعتقاده الاخير جعله يشفق على موقفه ، لكن كيف يستطيع ان يعيد اهتمامهم ، يصرخ مستنجدا ام يتسآل عن سبب يدفعه الى انجاز مهمته ، قرر ان يدمج بين الفعلتين فيصرخ مستنجدا ثم يطلق سؤاله بطريقة مسرحية تجذب الانتباه
قام بما خطط له كانت النتائج مبهرة التفت الجميع اليه استعاد اهتمامهم بل وفاز ايضا بتركيزهم ، لابد من انجاز المهمة فى الحال فلا يمكن المغامرة بفقدان اهتمامهم مرة اخرى فلا معنى لانجاز الامر من دون توثيقهم له
اخيرا يقرر القفز الى بركة السباحة ، يجرى بسرعة يتجاهل الخوف الرعب الرعشة الصداع يتذكر تشجيع امه يسترجع تحفيز ابوه ، تنتابه فرحة لاستعادته اعجابهم مرة اخرى ، تصدمه برودة الماء ، يغطس فى الماء يحاول الصعود مسرعا الى السطح مستعدا لاستنشاق اكبر كم من الهواء متمنيا ان تلتقى نظرته ونظرة امه وان تحتضن ابتسامه ابيه ابتسامته , يمر الوقت كالدهر حتى يكاد يشعر بان الزمن توقف وهو تحت الماء , يدفع بيديه وقدميه لاعلى , يزيد الضوء من حوله يصل الى السطح باحثا بعينيه عن امه وابيه يجدهم حيث تركهم امه نظرها متعلق عليه بينما ابيه يبتسم

ليست هناك تعليقات: