الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

مصاص السعادة


يزحف ببطئ شديد بهدوء صارخ ، لكن بثقة اكبر مما تتوقع ، انها احد اسلحته بل اشدها فتكا ثقة زاحفة هادئة تكاد تشلك تماما تضفى علي روحك الارتباك المطلوب ، تشل جدارك الدفاعى ، تحاول منحك احساس كاذب بقدرتك على الهروب ، او لعلها توقع بتراخيه عنك ، لكن الحقيقة هو هنا لملاحقتك للبحث عن نقاط ضعف جدارك الحامى ، يحيط بك يجبرك على الانزواء ، انه الالم ، شعور مريع صعب ان تدمن الاستسلام له يشق روحك بلا اية رحمة بضربة خاطفة تحسبها من شدتها عمرا كاملا ، ثم ينزوى بهدوء ببطء لكن بثقة
يصبح اشد ثقة عندما يزحف اليك ممن هم اقرب اليك تدرك ان حتى جدارك الدفاعى بلا طائل فهو لا يعمل ضد من هم مقربين منك بل قد يكون فى هذا الوقت يحاول الامتداد ليحميهم فتفاجئ ان الالم خرج زاحفا منهم صوبك بينما انت مشغول بحمايتهم من الأم الاخرين ، هذا النوع تصاحبه برودة طاغية بطعم التجمد الموت البطئ تحت ظلال الالم ، او فلتقل يرافقه ظلام بلا نجوم يجعلك تسكن اليه منهزما بلا اية مقاومة داعيا اياه ان ينهى اكتساحه لروحك فى اسرع وقت ، الا انه يابى يتباطئ يدهس روحك وهو يحيط بك ببطئ متعمدا احداث اكبر تشوه بلا اية رحمة عفوا فلا رحمة مع الالم وخاصة عندما ياتى ممن هم الاقرب اليك كما تعتبر 
يقولون عندما تتالم ارواحنا عندما تعانى فى صمت فقلوبنا تنزف محبتها فى بطء لكن باستمرار ، نحاول جاهدين منعها لكن هذا هو القدر الذى نستسلم له فى النهاية ، لا انصحك بان تتركه ينزف لا تستسلم للالم ، حتى لو لم يمد اليك من حولك يد العون او حتى لو كانوا هم انفسهم من اقدموا على ايلامك ، ثم تركوك تصارع المك مكتفين بالمشاهدة 
فى كثير من الاحيان تخسر صراعك مع الالم ، ينتصرمحاولا تشكيل روحك من جديد كما يتراى له ، كيفما اتفق ، لكنك لن تعود ابدا كما كنت هكذا يهمس ، لكن احرص على ان لا تنتقم لا تحاول ان تطلق وحش المك ليهاجم الاخرين فعلى هذا يعتمد مصاص سعادة البشر على غضبك على رغبتك فى الانتقام بل حاصره بداخلك ، قلل خسائرك لاقصى درجة ممكنة ولتكن روح واحدة كافية لا تجعله يسبب مذبحة صغيرة هنا 
بالرغم من اننا نخسر حربنا ضد الالم عندما يكون موجه ضدنا ممن هم اقرب الينا فاننا نقاتل بشراسة عندما يحاول هذا الزاحف البارد ان يهاجم من هم تحت مظلتنا تحت جدارنا الدفاعى ، ناسف له ان المعركة لن تكون سهلة ، ارجوك لا تحاول التفكير فى ايذاء من احب من يحيطهم جدارى الدفاعى ، ابتعد لانك لن تجد مدينة مستسلمة بل جدار منيع لا ثغرة فيه ، هكذا احدث الالم الذى يحاول النيل ممن هم فى حدود مظلة حمايتى
يقولون ان الالم قصة طويلة قديمة بقدم التاريخ الا انها لا تهرم ابدا لا تقدم ولا يصيبها اثر الزمان ، بل على العكس هى تتجدد تتطور بصورة تجعل البعض يظن ان الانضمام الى كتيبتها هو الحل الوحيد للخلاص من تسلطها ، بكل بساطة اذا تالمت حاول ان تصيب بالمك اخرين ان تكون ذرة فى عملية انشطار متتالى ، ظانا بهذا ان الالم سيرحمك سيريحك سينتقل منك الى من الامتهم ، ظنك كاذب هى خدعة تكتيكية يستخدمها الالم لكى ينال منك ويحولك الى جندى فى صفوفه ، البعض الاخر يظن ان الالم نار لازمة للتغيير لكى تتحول الى شخص اخر مختلف تماما ، انت بهذا تحقق ما يتمناه الالم ان يجبرك على التشكل من جديد لتكون اخر لتنظر الى نفسك فى المراة فتتعجب انك لست انت نعم انت لست هو من صنعه الالم ، حاول ان يكون المك سببا لتمسكك بك لا تفقد روحك يسهولة ، نعم تغير الى الاحسن اضف الى نقسك ما يجعلك اكثر قدرة على ان تكون انت ، انت الذى بروحك اجربت اخرين على ايلامك حتى ينالو منها ، لاتكن انت اول من يتخلى عنها بل قوها اضف اليها ولا تبتعد عنها فتحاول ان تكون روح جديدة شكلها المك
لا عجب ان الالم عندما تستطيع احتوائه داخلك عندما يفشل فى ان يحولك الى جندى مخلص او ان يشكل روحك عندما تكون قادرا على ان تمنع نزيف حبك للاخرين هنا وهنا فقط يتشكل هو يتحول الى الامل يعيد ترتيب حروفه فيصبح شراع جديدا ياخذ روحك الى افق جديد يعبر بها الى مناطق النور وبك الى حيث تجد من يقدرك من يحاول ان يمنع عنك نوبات الالم الجديد ، كلنا يا صديقى نحاول ان نشكل المنا الى املنا ، هذا هو النجاح

الجمعة، 3 مايو 2013

جريمة


كل شئ هادئ فى منزله الكبير الذى يحسده عليه كثيرون ، وكيف لا يحسدونه وقد ابتسمت الدنيا له منذ اكثر من عشرة سنوات عندما كان طالبا فى السنة الثالثة كلية الحقوق وبالتحديد فى شهر يناير اثناء زيارته لكلية الطب تعرف بوردة التى تصغره بعام واحد ووردة الابنة الوحيدة لاب تاجر اقمشة كبير من زوجته الثالثة بعد ان ابت الاقدار منحه اطفال من زوجتيه الاولتين ، لذا فقد ولدت وردة ملكة متوجة لا يرفض لها طلب ولا تأبى لها رغبة كل ما تريده تناله ، حدث التعارف امام كافيتريا الكلية عندما سقطت منها كراسة المحاضرات اثناء هطول المطر بصورة لم تشهدها مدينتهم  من سنوات طويلة خف مؤنس بسرعة لالتقاط الكراسة بينما وردة تحتمى بحائط الكافيتريا غير قادرة على الوصول الى كراستها بجانب زميل مشترك لهما هو ممدوح جار مؤنس وزميل وردة فى نفس الدفعة ، كلما تذكر مؤنس ذلك اليوم انتابه شعور غريب ندم مخلوط باستسلام للقدر ، ردت وردة الجميل بدعوته على كوب من الشاى الساخن واثناء الحديث ادركت وردة ان مؤنس الرجل الذى تريده وطالما اردات وردة لابد ان تنال ، اما مؤنس فانبهر بوردة وحصارها له لكن اوجس دائما خيفة من دلعها وحيرة من تسلطها وحبها للسيطرة وازدراء الاخر الا انه فى اخر الامر استسلم لرغبتها وبادلها المشاعر ، لم تكف ابدا وردة على محاصرته فمؤنس عضو اتحاد الطلاب الى جانب وسامته الشديدة واصله النبيل بالرغم من كونه فقير مجهول المستقبل ، اما مؤنس فوجد انه بلا غد بالرغم من تفوقه الواضح فى كليته الا انه يعرف ان التعيين بالجامعة او النيابة يحتاج الى ظهر قوى وهو ما لا يملكه واقصى امانيه ان يلتحق بمكتب محاماة كبير وهو ايضا ما يحتاج الى تفوق غير طبيعى الى جانب واسطة تدفعه للامام وبالتالى مستقبله سيكون اكثر امان مع وردة لا شك فى ذلك ، استطاعت وردة ان تفرض مؤنس على عائلتها ووجد فيه والدها الرجل المهذب القادر على تحمل نزوات ابنته وطريقتها التى تميل الى التعالى فوافق على تلك الزيجة وباركها بل اقتنع بدعمها بلا حدود كما دعم ابنته بمستشفى استثمارى ضخم وضع فيه جل ثروته ووهبها ادارته ومن بعده امتلاكه .
وتبدا اولى صدمات مؤنس حينما بدأ هو ووردة التجهيز لفرحهم واعداد عش الزوجية فهى تصطحبه معها فى كل مكان وتبدى دائما الحاجة الى نصيحته الا انها فى النهاية تختار ما يحلو لها فى اشارة واضحة الى ان رايه استشارى قد يؤخذ به وقد لا يكون موضع اهتمام ، وهو ما حاول مؤنس تلافيه بل انه كاد ان يترك لها زمام الاعداد وحدها لكنها دائما ما ترفض بل وتصر اصرار جنونى على ان يكون معها فى كل اختيار بغض النظر عن نتيجته ، مر العرس بسلام وبدأ العروسين حياتهما ، حاول مؤنس جاهدا ان يغير من
طريقة زوجته لكنها لم تستجب ابدا بل ان الايام كانت كفيلة باظهار شخصيتها اكثر واكثر فهى المتحكمة الاولى باى قرار بل انها تصر ان يعرف الجميع هذا الكلام وساعدها على ذلك ان مؤنس لم يوفق كما كان متوقع فى الحصول على العمل الذى يناسب قدراته فعمل بمكاتب متوسطة المستوى لم تكن تدر عليه الدخل الكافى لتغطية مصاريف المستوى الذى يعيشانه هما وابنتهما ثم ما لبث ان تولى تحت ضغطها الشئون الادارية لمستشفاها العملاق ولم يجد سوى صديقه ممدوح الذى عينته وردة بالمستشفى ونيس له فيقضى معظم اوقاته معه بعد العمل او اثناءه ، اما ممدوح فشعر كصديق وجار لمؤنس بمدى تعاسته واستسلامه لقدره وحاول اكثر من مرة ان يدفعه لتغيير هذا المصير الذى ارتضاه صديقه لنفسه ، وخصوصا انه صديق مشترك ويدرك تماما ان وردة تحب زوجها على طريقتها وانها شخصية فى مجملها طيبة وان كانت تحتاج الى معاملة معينة وادرك ممدوح دائما ان السر يكمن فى تحرك مؤنس لكى يجد نفسه فى مكان اخر، فهذا هو الحل الوحيد من وجهة نظره فلم تكن ابدا وردة لتتغير طالما ظل مؤنس داخل نطاق سيطرتها العملية اما فى حالة خروجه عن تلك السيطرة وتميزه فى مكان اخر قد يجعل وردة تخفف من قبضتها المسيطرة والتى يدعمها استسلام مؤنس .
بالرغم من كل تلك الهالة الى فرضتها وردة على حياتهم وحرصها الشديد على ان تظهر هى واسرتها بمظهر السعداء وساعدها على ذلك ما آل اليها من ميراث فكانت تصرف بما يؤكد ان هذا البيت غارق فى كل اسباب السعادة ، فقد ظل مؤنس كارها لتلك الحياة نادما على اندفاعه فى الارتباط بها بل ان كل موقف تحرص فيه وردة على اظهار تحكمها وتسلطها يزيده نفورا منها ورغبته فى الثورة عليها ، لكن حاجز خفى يمنعه فلا يوجد فى حياته اى سبب يجعله يخرج عن هذا المصير وماذا عساه ان يفعل وقد استقرت به الحياة كما هو الان ومما يزيد من قوة وصلابة هذا الحاجز استسلام وردة له كانثى فهى طوع يده طالما كانا وحدهما يفعل بها ما يريد وهو ما زاد ارتباكه وعزوفه عن الثورة .
هذا الهدوء وتلك الراحة الذى لا يعكرصفوهما سوى زوجته وردة التى ما تزال كما هى وان زادت الايام من اقتناعها بان ما تفعله هو السعادة بعينيها ، وكبرت ابنته التى اصبحت تناهز العاشرة من عمرها ، اما مؤنس نفسه فقد قرر ان يتحرك محاولا انقاذ ما تبقى من حياته فها هو ينتظر فرصة حقيقية فرصة تنقذه من كل هذا فرصة يجد فيها نفسه ، استاذه بالجامعة كان يشغل منصب استشارى مجموعة استثمارية عملاقة وقرر ان يتقاعد ورشح لهم مؤنس بالرغم من ابتعاده عن المجال الا ان اقتناع استاذه به وبقدرته على حل مشاكل المؤسسة شجعه على ان يضعه فى زمرة المرشحين لشغل هذا المنصب وتكفلت قدرات مؤنس بان يكون الاختيار عليه هو من دون منافسيه ، كانت صدمة وردة اكبر مما توقع واتهمته انه يريد ان يتخلى عنها وعن نجاحهما المشترك ، اى نجاح مشترك تتحدث عنه فلم توحى هى ابدا لمؤنس انهما شريكى نجاح بل هى ودائما هى فقط التى ينسب لها اى نقلة ناجحة فى حياتهما العملية ، توترت العلاقة بينهما ولاول مرة اصاب وردة نوع من الخوف وعدم الثقة واصبحت اكثر مراعاة لمشاعر زوجها بصورة اجبرت المقربين منهما وخصوصا ممدوح على الاندهاش بالرغم من سعادة ممدوح بهذا فلم يكن يتوقع تلك النتائج السريعة ، وازداد مؤنس ثقة ونجاح فى تلك المؤسسة حتى اصبح عنصر رئيسى من متخذى القرار بها وهو ما مكنه من الابتعاد التام عن سيطرة وردة ، اصبحت زيارته الى المستشفى لمجرد ود الاصدقاء القدامى ،وفى احدى زيارته تعرف على دكتورة منى وهى الوافدة الجديدة للمستشفى بعد رحلة دراسات عليا باوروبا واعجب مؤنس بشخصيتها المناقضة تماما لشخصية زوجته والتى يعترف بانها اصبحت اقل حدة عن زى قبل لكنها ما تزال متسلطة مزدرية لمن حولها ، لكن تظل منى الانسانة المكافحة التى تأسرك بتواضعها وتنقل اليك شعور طاغى بالاهتمام والاحترام ، انتبهت وردة بحسها الانثوى الى اهتمام مؤنس بمنى واطلقت تحذيراتها الشديدة لكنها لم تكن من النوع الذى يغلق الباب الذى ياتى منه الريح فتطرد منى وتستريح بل اصرت على هزيمتها وهى داخل الميدان ، مما اوجد جو من التوتر كلما هم مؤنس بزيارة المستشفى ،مما دفع مؤنس ان يبحث عن لقاء منى خارج المستشفى وهو ما لم تمانع فيه منى بل شعر مؤنس انها تسعى للقاءه وتحرص على ان يكون اللقاء متواصل كلما سنحت الظروف ، لا تكف فيه عن الاستماع له ومشاركته مشاكله واماله بل ونقد طريقة وردة بطريقة غير مباشرة لكنها عنيفة
خرج مؤنس وابنته ولاء للعب فى الحديقة بعد الغداء فمؤنس يولى دائما جل اهتمامه لولاء فيجد معها الكثير من المتعة والسلوى يتخلص من كل احماله بينما تتوجه وردة بعد الغداء مباشرة الى المستشفى مرة اخرى ، شعر مؤنس فجأة بالم شديد بمعدته وهبوط كما ان جسمه اصبح اكثر برودة ايضا هو يتصفد كميات كبيرة من العرق مما اربك ولاء ، واندفعت للاتصال بوالدتها التى رجعت بمجرد وصولها الى المستشفى الى المنزل مرة اخرى وكشفت على زوجها وفسرت تلك الحالة بنوع من التوتر العصبى المصحوب بارهاق شديد وطلبت منه الراحة كما انها اقترحت عليه ان يستقيل من عمل المؤسسة المرهق ويرجع مرة اخرى الى المستشفى وهو ما رفضه مؤنس تماما ومرت الايام بصورتها المعتادة كما كانت ، واندمج مؤنس اكثر واكثر فى العمل كما ازداد استقلالية عن وردة حتى وان ظل دخله الكبير لا يتسق وحياته التى احبها ، كما زاد شعوره ان نجاح وردة نفسه انما سببه مجهودة الكبير فى العمل قبل ان ينتقل الى عمله الجديد وهو ما دائما تؤيده منى بل وتأتى بكل ما يؤكد تلك الاحاسيس الحقيقة ان منى اصبحت اكثر قربا لمؤنس حتى انها اصبحت ادرى بكل ما يحدث فى مملكة وردة
انتهى مؤنس كعادته من الغداء وكان على موعد مع ابنته ولاء للذهاب الى السينما فيوم الخميس دائما يفضل ان يذهب هو وزوجته وابنته للسينما او اى حفلة لفنان تحبه ابنته او زوجته ، الا انه فى هذا اليوم اعتذرت وردة لكونها مشغولة باجتماع هام جدا بالنقابة فانطلقت من فورها للاجتماع بينما بدأ مؤنس وولاء الاستعداد للذهاب الى السينما الا ان مؤنس شعر فجأة بنفس الاعراض التى انتابته من قبل بل ان الالام اجبرته على محاولة لفظ ما فى معدته من طعام تحركت ولاء للاتصال بوالدتها التى كانت كما هو متوقع قد اغلقت الموبايل فلم يكن امامها سوى الاتصال بصديق والدها ممدوح الذى ارسل سيارة اسعاف على وجه السرعة ، وحينما وصل مؤنس الى المستشفى اشرف ممدوح بنفسه على اجراء فحوصات وتحاليل شاملة لمؤنس وبعد عدة ساعات من المجهود المضنى كللت مساعى ممدوح بالنجاح وكتبت حياة جديدة لمؤنس واتجهت وردة صوب المستشفى حينما سمعت الخبر وظلت بجانبه حتى الصبح وحينما استرد مؤنس عافيته خرج بعد ظهر يوم الجمعة ليكمل فترة نقاهة قصيرة بمنزله وفسر ممدوح الموقف لوردة بتوتر عصبى وقرحة واكد انه سيكتب العلاج المناسب لمؤنس كما انه سيزوره ليقنعه باخذ اجازة والسفر للخارج
بدلا من زيارته بالمنزل طلب ممدوح من مؤنس ان يتقابلا فى كافيه وبادره ممدوح المتهجم بالسؤال عن علاقته بوردة ومدى تطورها والح فى محاصرة مؤنس الذى جاوب بان كل شئ عادى كما كان وانها فقط اقلت كثير من اسلوبها المستفز وبعد فترة من الصمت فجر ممدوح مفاجأة ان الطعام كان مسمما بسم الزرنيخ وان اكيد الجرعة هذه المرة كانت اكثر من المرة السابقة ، عقدت المفاجأة لسان مؤنس وحملق فى ممدوح ثم اشعل سيجارة وقال اظنك مخطئ فلا سبب منطقى يجعل اى ممن معى فى المنزل يلجأ لقتلى ولا اظن ان وردة تملك الجرأة لفعل هذا او حتى الدافع انت مخطئ او مغرض ، الا ان ممدوح اكد له انه احتفظ بنسخة من التحاليل موقعة من اكبر معمل بمصر وانه يعلم تماما انه ليس مخطئ بل انه على صواب ، وحذره من وردة لكن مؤنس اصر على موقفه وطلب منه ان يكتم هذا الموضوع لانه سينكر كل هذا بل سيوجه له اتهام بمحاولة بث اسباب الوقيعة بينه وبين زوجته ، كما نصحه باعادة التفكير لان لا يوجد اى دافع لما يتخيله ممدوح وان من الممكن ان يخطئ المعمل ، حتى وان كان هناك احتمال ضعيف لان يكون هذا صحيح من ادرانا ان وردة وراء تلك المحاولة
اخذ ممدوح يفكر اثناء رجوعه الى منزله عن سبب دفاع مؤنس عن وردة بالرغم ان ممدوح يعرف انها لا تتورع ان تفعل اى شئ للمحافظة على ما تمتلكه حتى لو بقتله كما ان سلوكها الجديد المهادن لهو دليل ضدها فهى تريد ان تثبت ان علاقتها بزوجها على احسن ما يكون ولا يشوبها اى شائبة بل هى فى تحسن ، لا شك انها المخطئة لا شك انها الفاعلة ، لم يكن امام ممدوح سوى الانتظار ومحاولة الايحاء لوردة ان الموضوع قد تم كشفه ومن ثم قرر ان يغير وجهته الى المستشفى لمقابلة رودة التى استقبلته كعادتها وحاول هو بما يملك من خبرات انسانية ان يوحى لها ان موضوع السم قد كشف وان القاتل يظن انه اذكى واكثر قدرة ممن حوله لكنه يفاجئ بعد فوات الاون ان الحقيقة غير ذلك ولم يلاحظ ممدوح اى تاثر على وردة بل استقبلت الموضوع بشئ من اللامبالاة والدهشة عن سبب حديث ممدوح الغريب الذى يخرج عن سياق الاحداث
بعد اسبوع تلقى ممدوح اتصال من مؤنس يخبره فيه ان وردة تعانى من نفس الالم التى عانى منها ولكن بصورة اشد وانها تنازع تحرك ممدوح بسرعة بسيارة اسعاف لانقاذ وردة الا انه وصل بعد ان اسلمت الروح كانت المفاجأة مروعة لهم جميعا وطلب ممدوح الشرطة لانه متأكد من موتها بالسم بينما جلس مؤنس مذهول لما حدث وتم ارسال ولاء الى بيت جدتها لابيها وحينما حضرت الشرطة اكد مؤنس ان بعد ان تم تحضير السفرة فى موعدها المحدد يوميا رن هاتف زوجته المحمول فاضطرت للقيام للردعلى المستشفى اما هو فاخذ يضع الفلفل الاسود بكمية بسيطة على طبقة الا ان الغطاء الخاص بها قد انفلت وانسكبت كمية اكبر من الفلفل فاضطر لابدال طبقه بطبق زوجته التى تميل الى الاكثار منه وحينما رجعت هى للمائدة كان هو اقد انهى غداءه هو وابنته وقاما ثم بعد ذلك بعدة ساعات حدث ما حدث ، اما ممدوح فقد اكد ان هناك محاولة مسجلة من قبل لستميم الزوج ولديه الادلة من تحاليل وخلافه الا ان مؤنس منعه من اتخاذ اللازم حفاظا على علاقته بزوجته وانه مما لاشك فيه ان تلك المحاولة قد انعكست على صاحبتها وان مؤنس كان المقصود لكنها ارداة الله ان يحدث ما حدث ، بعد تأكد الشرطة بالادلة الدامغة ان ماحدث قد حدث وشهادة الخادم ان سيدها استبدل الاطباق تم اغلاق ملف القضية
بعد اسبوعان رن موبايل مؤنس من رقم ارضى وكانت المتحدثة منى اين انت لماذا لا تردعلى تليفوناتى رد مؤنس انت اجننتى انتظرى فترة اخرى حتى تهدأ الامور فضحكت بدلال انى انتظرك بشوق يضحك انت مجنونة كدت ان تقتلينى فى المرة الثانية فكمية السم كادت ان تنهى حياتى ردت بسرعة بعد الشر فكل شئ محسوب يا حبيب قلبى اما انا فحينما حدثت زوجتك يوم موتها من المستشفى لكى اترك لك فرصة ابدال الاطباق كنت خائفة من عدم ردها على او انهائها المكالمة بسرعة لكنها لم تفعل وكيف تفعل وانا احدثها عن حيرتى فى قبول الزواج من ممدوح من عدمه فانطلقت تحثنى على هذا بكل ما اوتيت من حجج يضحك مؤنس انت ملكى انا فكيف تتزوجين من هذا الابله ترد فى دلال ساحدثك بعد شهر لكى نتفق على اجراءات الزواج
اما ممدوح فقط ظل عقله دائما يبحث عن شئ خطأ شئ لم يستوعبه فى تلك الاحداث شئ يرفضه عقله لكنه للاسف لم يتعرف عليه ابدا
مرت عشرة سنوات على زواج مؤنس ومنى ، ازدات ثروة مؤنس بصورة كبيرة اما منى فقد اصبحت مديرة للمستشفى بعد زواجها من مؤنس وممدوح هاجر الى كندا بعد خلاف مع مؤنس ، وولاء اصبحت طالبة بكلية الهندسة قسم الميكانيكا وان ظلت دائما على مسافة بعيدة جدا من منى وعلاقتها بابيها اصبحت اقل من العادية بكثير وهو ما ازعج مؤنس دائما ، منتظر ان يتكفل الزمن بمداواة هذا الجرح ونسيان
تخرجت ولاء بتقدير رائع وقررت ان تسافر الى انجلترى لمتابعة دراستها وهو ما ازعج مؤنس كثيرا وحاول اثنائها عن عزمها بل ووعدها بانشاء شركة كبيرة فى مجال اصلاح السيارات على احدث طراز تقودها الى عامل الاعمال لكن ولاء رفضت بشدة مما لم يترك لمؤنس سوى الاستسلام ، قررت ولاء زيارة قبر والدتها قبل السفر مصطحبة ابيها على ان تحصلها ماما منى كما كانت تدعوها فى شئ من التهجم على المطار لوداعها ، خرجت ولاء ومؤنس مبكرين ساعتين لزياة قبر وردة ثم الاتجاه الى المطار لتلحق بطائرتها المتجهة الى لندن ، بعد ان انهت كافة اجرائتها وودعت والدها اتجهت الى صالة الانتظار بينما موبايل مؤنس يرن من رقم لا يعرفه بصورة ملحة مما اجبره على الرد ليخبره المتصل ان السيدة حرمه قد توفيت بعد ان اصطدمت سيارتها بباص لم يتمالك مؤنس نفسه جرى خارج المطار متجها لسيارته وهو يحاول الاتصال بولاء لعلها تستطيع تأجيل سفرها ردت ولاء بعد عدة رنات -الو ايوة يا بابا لم سيتطع مؤنس سوى قول ماما منى ماتت يا ولاء عملت حادثة وماتت ، توقف مؤنس قجأة تسمر فى مكانه استند على حائط قريب منه بعد ان عجزت اقدامه على ان تبقيه صالبا طوله حاول ان ينطق لم يقدر لم يستجيب لسانه احس انه شل او خرس بل احس الما لا يطاق بيده اليسرى بعد عدة ثوانى من الصمت سمع كلمة سلام ترك الموبايل من يده او لم تستطع يده الامساك به اكثر من هذا ، لم يستطع الوقوف وهو مستندا او اجبرته قدماه على الجلوس ارضا ازداد الم يده ممتدا الى كتفه ومنه الى قلبه لكن ظل عقله يعمل محاولا ان يعيد صياغة ما سمعه من ابنته بينما يشعر ان كل جسده ينهار تباعا نعم يا ابى اعرف انها عملت حادث لكنى كنت احتاج منك ان تأكد موتها على فكرة يا بابا قالتها بصبغة مزدرية لقد رايتك من مكانى وانا مختفية جانب السفرة وانت تفتح علبة الفلفل الاسود قبل وضع الغداء لم افهم معنى هذا لفترة طويلة بعدها لكنى فى النهاية فهمت وادركت فانتقمت منكما اعذرنى لم استطع الانتقام منك فانت ابى لكن هى لا تمت لى بصلة صمت طويل انتظرت فيه ان يرد لكنه لم يستطع فاختتمت المكالمة بكلمة سلام
رجعت ولاء بعد اسبوع لتصفى كافة اعمال والدها ووالدتها بعد ان توفى والدها بأزمة قلبية اثر سماعة خبر وفاة زوجته على خلفية حادث ناتج عن مشاكل تقنية بسيارتها ادى الى عدم التحكم بالمقود لتصطدم بباص وتنشئ شركة كبيرة لصيانة السيارات 

الخميس، 28 مارس 2013

خمسة ثوانى فى ماساى مارا


انهينا تشهدنا ثم سلمنا يمينا ويسارا التفت الى من يجلس على يمينى وكان رجلا فى منتصف الاربعينات لا ادرى ان كنت اود ان اوبخه على حرصه على القراءة مع الامام ام اكتفى بالسلام عليه تجاهلته حنقا منه والتفت الى ابى الذى مد يده الحانية وسلم على قائلا بصونه الهادئ حرما كلماته ازالت الغضب الذى اشتعل بداخلى من هذا الرجل فرددت فى بهجة جمعا يا حاج التفت مرة اخرى لكى اسلم على الرجل بعد ان هدات عاصفتى فسلم على وهو يسبح بطريقة لم ارتاح لها فقررت ان افر هاربا بدلا من افقد كل حسنات صلاتى التفت فوجدت ابى على باب المسجد لمحت راسه من بين كثير من المصلين فهرولت مسرعا ، لا اعرف كيف اصطدمت بهذا الرجل مرة اخرى وهو يمشى عكس البشر نظر الى عينى ثم اشاح لم اعتذر له بل انطلقت لكى احصل والدى لم اجده بحثت فى وجوه كثيرين لم استطع العثور عليه اصابنى انقباض مفاجئ ، تخطيت عتبة المسجد ناظرا الى تلك الحديقة الصغيرة التى تحوطه لم اجدها هى الاخرى بل لم اجد احد وجدت فقط اشجارا متناثرة هنا و هناك اعشاب سفانا منتعشة سماء شبه صافية لا تخلو من بعض السحاب اين انا اغمض عيناى وافتحهما مرة اخرى لعلى سرحت لكن المنظر لم يتغير زاد فقط ذئب ، نعم ذئب تبدو عليه امارات الكبر لعلى احلم او ضربنى هذا الرجل المصلى بجانبى بشومة على راسى انتقاما من اصطدامى به ، لماذا لا اجرى لماذا لا تطاوعنى قدماى لماذا لا ينبض قلبى خوفا وهلعا هل لشعورى انه ذئب عجوز وهل الذئاب العجوزة لا تنهش اللحم بل تأكل خضروات ، اه انه يتقدم نحوى ببطئ اه يا قدماى تحركا انطلقا لكن هل فات الاوان وهل لى قدرة على الركض اسرع من ذئب حتى لو كان هرم ، لعلى كنت اسرع عندما كان وزنى لا يتجاوز الستين كجم فى عصر انتهى منذ امد ، انتبه على صوت انسانى يحينى ويلومنى على التأخير التفت حولى لعلى اجد مصدر الصوت لا يوجد سوى ذلك الذئب اجدنى ارد التحية بدهشة ممزوجة برهبة يستدير الذئب فجأة وهو على بعد خطوات منى معلنا ان اتبعنى ، اتبعه لائما قدمى التى استجابت لاوامرى الان بلا اى مقاومة وانا الذى رجوتها من دقائق ان تنقذنا فلم تكترث
نمشى سويا فى هدوء يسبقنى ذلك الذئب بخطوة او اثنين بينما من حولنا الاشجار متناثرة والسفانا رطبة جميلة اسمع اصوات طيور يطول بنا الطريق اسرح اتذكر فجأة انى فقدت اثر ابى بعد الصلاة اتسائل ان كان سبقنى الى هنا ونبه هذا الذئب الى وصولى هذا هو التقسير المنطقى لذلك الود الذى غلف كلام الذئب ، اه ومن متى تتكلم الذئاب انها تعوى ، اه تدهمنى فكرة انى انا نفسى قد تحولت الى ذئب لعل نظراتى الى هند جارتنا مكتنزة المؤخرة كبيرة الصدر وبحثى عن اى صدفة تجمعنى بها سبب ما انا فيه الان انظر الى يدى متفحصا هى كما كانت لم تصب بسوء ، اه لا تفسير لدى انتبه مرة اخرى انظر امامى اذا بنبع ماء كبير او بحيرة صغيرة لا ادرى امامنا ونحن شاخصان لها من فوق تلة صغبرة بينما على مرمى البصر فهد صياد يجلس القرفصاء على الارض نراه واضحا بينما تمنعه شجيرة ومجموعة من الحشائش عن الانكشاف لمن ياتى الى النبع مسالما ليرتوى ، ينظر الى الذئب مبتسما انظر اليه بريبة لعله اتى بى الى هنا لياكلنى ولكن لماذا تكبد كل تلك المسافة ، لعله يرضى غروره فيلتهمنى انا البشر امام اقرانه ومنافسيه فيثبت انه مازال قويا لم يطله كبر ولا هرم ، اخيرا ينطق لا تخف من النمرة فهى تستعد لاداء واجبها اليومى محاولة اصطياد فريسة تقتات منها واولادها ، ابتسم رغما عنى ابتسامة توحى انى غير معترض على مبدأ الصيد كوسيلة للطعام ففى هذا المكان يكون اعتراض من هذا النوع مكلف للحياة ، يشجعنى كلامه فاسئله بصوت ظننت انه لن يطاوعنى على الخروج لكنه خذلنى وخرج هل تعرفنى من قبل ، ينظر الى مندهشا فاحاول تغيير صيغة السؤال اعنى هل تتذكرنى يرد بهدوء طبعا اتذكرك فانت صديقى دائما تاتى الى هنا وقد حدثتنى بمجئيك على عجل لزيارتنا ، لم افهم من كلامه اى كلمة لم يهمنى الفهم فانا فى حالة من اللا فهم منذ فترة لكن ما اثار فضولى زيارة على عجل لماذا العجلة اذن وانا وانت نسير ببطئ وننظر الان بكل ارتياح الى نبع رائع تختفى خلف بعض شجيراته فهدة متحفزة ، اه انتبه الى خطأ هذا الذئب ، ارد بكبرياء الا تلاحظ يا صديقى ( لا تسالنى كيف اصبح صديقى وانا لم اره من قبل فهذه مقتضيات الموقف وايضا الرجل اقصد الذئب اكد اننا نعرف بعض من مدة فلا مناص من هذه الصفة ) انه فهد صياد وليس نمر ، يضحك الذئب كاتما ضحكته ناظرا الى متسائلا بحكمة اوتعرف الفرق بينهما ، اه ما الفرق بينهما كل ما اعرفه ان هذا هو الفهد اما النمر اه ما النمر صحيح وهل النمر فرائه مخطط ام ماذا اهم بالاجابة ، فجأة اشعر ان هذا الذئب الهادئ الحكيم ذكرنى بشخص ما يا ترى من هو ، اشرد بملاحظتى فى عالمى الخاص لعلى اظفر بمن من البشر يشبه ذئبى الحكيم ، ينتزعنى حكيمى من عالمى قائلا الفارق واضح جلى يا صديق ففراء الفهد منقط ببقع سوداء بسيطة اما النمر فمنقط بورديات ذات فراغ فى الوسط  كما ان راس النمر اكبر من الفهد وقوائمه اقصر والاهم الفهد يملك مجرى دمعى اسود يمتد من عينيه الى زوايا فمه  ثم يصمت ثوانى كافية لجعلى اتطلع اليه ان يكمل حديثه فيقول تراك لا تعرف كل هذا وانت الزائر الجوال لغاباتنا ام لعلك تختبر معلوماتى ايها البشرى ، كلامه فجانى فانا لم ازر هذا المكان من قبل او اى غابة فاخر مكان زرته به حبوانات كان افريكانو تلك شبه حديقة الحيوان لكن لكنته التى فيها ارتياب اخافتنى فاضطررت الى مهادتنه وتملقه بكلمات الثناء لعله يلين مرة اخرى يتقذنى من هذا الموقف الذى لم اتصور ابدا ان اواجهه فى حياتى نمر متوثب يدور حول النبع فيزعج القلة القليلة من الحيوانت الموجودة الان حتى النمرة تظهر توترها تقوم تتحرك من مخباها يضحك الذئب بينما انا ارتجف خوفا اسأله وقد نسيت ما بيننا من بدايات توتر هل هى مواجهة بين نمرين ام هى حيلة صيد بنظر الى نظرة مستنكرة جديدة ثم يهمس مالك يا صديقى اظنك تستهبل هزتنى الاهانة الصادرة من ذئب عجوز تمنيت لو عملت حسابى فى بندقية صيد خرطوش كانت كفيلة بخرس السنة كل ذى اربع فى هذه الغابة المشئومة لكن ما باليد حيلة انظر اليه متسائلا متجاهلا الاهانة الاستهبالية معتبرها مدح فى صورة قدح اذن فسر لى يضحك الذئب هل رايتم ذئب يضحك اه عفوا فهو ايضا يتكلم بنتزعنى كعادته من حالة توهانى الا تشتم رائحة الجو ايها البشرى الخبير بعالمنا انظر اليه وهو يشتم رائحة الجو اجاريه محاولا اكتشاف ما فى رائحة الجو من تغيير لن ينقذنى من هذا الموقف الا معجزة فاى اعتراف منى انى لم اجد للجو رائحة تذكر سيعتبر نوع من الهزار البائخ او الاستخاف بحالة الود بينى وبين شريكى الاجبارى انها رائحة شبق النمرة الا ترى النمر غير عابئ بأى فريسة الا ترى تفكيره وقد انصب على البحث عن مصدر الرائحة ابتسم له رغم ارادتى ياله من نمر هائج كاد ان بكلفنى صداقتى مع ذئب هرم بسبب نمرة قررت ان هذا موعد مناسب جدا للتزاوج وممارسة الجنس ماهذا الذى انا فيه ؟ هل احلم   واين ابى من كل هذا انظر الى الذئب يفلت منى سؤال مفاجئ للذئب هل تعرف ابى ؟ يرد وهو يتابع النمر وقد اكتشف مكان النمرة وبدء بقترب منها نعم اعرفه فهو صديق عزيز اه ترتاح نفسى اخيرا لا تفسير لكل هذا الا ان ابى هنا يردف الذئب - وقد وقف على اطراف اصابعه متابعا مداعبة النمر للنمرة ومحاولتها مهاجمته بدلال -  فهو صدبقى الذى لم اراه احببته من حكاياتك عنه لم استطع سوى ان اقول فى نفسى بالك من ذئب ابن كلب انا رويت لك القصص والحكايات عن ابى ؟ انا لم ارك اصلا من قبل ارد فى هدوء وقد قررت ان الموت نهشا بانياب ذئب عجوز ارحم كثيرا مما انا فيه من حيرة اين انا ايها الذئب لم اردفها بالعجوز حتى يكون هناك مجالا للصلح ففى النهاية العمر ميش بعزقه يرد وقد فقد اى اهتمام بانكارى المزعوم لمعرفتى بكل ما انا فيه انظر انظر انها تقاومه الملعونة هكذا النمور يا صديقى انسى انا ايضا سؤالى وكبف لاى انسان ان بفوت فرصة مشاهدة فيلم اباحى على الطبيعة من مكان التصوير مع فارق بسيط انه لنمر وانثاه المقاومة التى تهاجمه بشدة ، لكنها رغم ذلك اقل منه وزنا واضعف بضربها النمر ضربة موجعة خرجت منى اه رغم عنى اشفاقا عليها من عنفه انه تمكن منها بضربة واحدة تمر اللحظات بينما النمرة مستكينة تماما باخدها بقوة بينما فكه بعضها فى رقبتها تستكين اكثر واكثر ينتهى الموقف فجأة تقوم النمرة لتهاجمه لكنها تتراجع وتجلس فى مكانها مرة اخرى بلا اى حراك بدور النمر حوله مرة ثم يذهب اعلق انا انه حالة اغتصاب تستعدى بوليس كيس يا صديقى يضحك الذئب وقد اعطى ظهره اقصد ذيله للنبع معلنا ان اهمية المشهد اصبحت معدومة لديه ثم يقول هم هكذا النمور اكثر عملية من اى كائن هنا لا مداعبة لا ملاطفة النمر شرس عديم العاطفة فى ممارسته للجنس التى لا تكتمل الا بتلك العضة ثم يرتدى ثوب الحكمة وهو يقول تعرف يا صديقى واظنك خبرت هذا من قبل كم ان البشر خطائين فى حكمهم على الحيوانات بصفة عامة فها نحن الذئاب مثال للشره الجنسى فذئابكم البشرية كما تطلقون عليها هم هؤلاء الملاحقين للنساء المغتالين لانوثتهن بينما نحن الذئاب الحقيقية ليس لنا سوى زوجة واحدة نعيش معها متحملين كل مصائب الغابة لا نفكر ابدا فى تغييرها او العبث مع غيرها اظن بداخلى ان هذا الذئب يهزى فكيف اطلقنا على كل شره ذئب بشرى اذا كان الذئب الحقيقى هكذا يستطرد الذئب ذكور 95% من الحيوانات يا صديقى لا تكتفى بانثى واحدة ومنهم طبعا بنى الانسان لاننا نعتبره ابن عمومه فضله الله علينا لحكمة لا ندركها لكن ذكوره تنتمى الى تلك النسبة بينما النسبة الضئيلة منها الحيوان الماثل امامك الان المكتفى بانثى واحدة طوال حياته اهز راسى ايحاءا بمعرفتى بخلفية الموضوع ولما لا انا ادرك اننا بنى الذكور ننتمى الى 95% ادراكا تاما لا شك فيه ولا نقوص ، انظر حولى وقد انتقلت الشمس الى النصف الغربى لعل الان الساعة الثالثة انظر الى الذئب متحديا قائلا الا تقدمون الغداء فى هذه الغابة يرد الذئب نظرتى بنظرة اشرس انت تعرف ان الغداء مع صديقنا الفيل لكنه الان فى الجهة الاخرى من الغابة انتظر قليلا اسرح قليلا فيل وذئب الا تكتمل المائدة باسد هصور ام ان العداء بين الاسود والذئاب والاسود والافيال يمنع تلك الصحبة من الاتمام وهل الذئب على علاقة طيبة بالفيل ام انه السن قد ذوب خلافات الماضى افيق على خيال ليس عادى يمر على الضفة الاخرى من البحيرة الصغيرة او النبع الكبير نعم غير عادى لانه لامراة على ما اظن ليست قردة او شمبانزى انها فتاة منتصبة القامة تسير على قدمين انبه الذئب انظر اليست هذه بفتاة لا يكترث الى الذئب ولا ينظر مكتفيا برده لا ليست بفتاة انها ارهاصات ضربة شمسك المعتادة لا توجد فتيات فى غابتنا يقولها وكأنه ينكر وجود عاهرات فى قريته الصغيرة يا لك من ذئب سمج وهل تعيش فعلا فتاة فى مكان كهذا صحيح هو جميل لكن وجود امثالك فيه يجعله لا يطاق ارد عليه فى عناد ولكنى متاكد انى رايتها ثم انى لا اعانى من اثار ضربة شمس هى فتاة ليست بيضاء ولا سمراء شعرها ينساب على كتفيها والاهم ترتدى فستانا قصير شفافا لونه سماوى ينظر الى قائلا اخر مرة ظننت ان اللبؤة فتاه ترتدى زى ذهبى اللون لعلك رايت اى حيوان ارد فى عناد وقد بلغ بى الحنق مبلغه انا لم اتى الى هنا من قبل كما انى لا اعرف من انت يضحك الذئب اه ايها البشرى شغفك لانثى يجعلك تنكر صداقتى اظنك ايضا ستنكر صداقة الفيل او الاسد الذى اصيب فى معركة الضباع ويعيش الان بلا قطيع بل هو متجول دائما وحده متجنبا قطيعه الذى تملكه اخيه الاصغر يا لها من قصة ماساوية اه ان الجميع يتنكر للجميع لا ادرى لماذا خفتت نيران غضبى عليه بل وجدت نفسى احاول مواساته معلنا كلمة المصريين الشهيرة ميش القصد يا صديقى ثم اردف انا فقط رايتها جميلة تعبر فى هدوء تختال فى غنج يضحك العجوز السمج متسببا فى افاقتى من حلمى ثم يردف ايها البشرى المرة القادمة لا تاتى وحدك تعالى مع هند اتوقف عن الحركة اشعر ان اذناى تشتعلان غضبا ام خجلا لا ادرى ارد اتعرف هند ايها الصديق يلتفت الى نعم الم تاتى بها مرة واحدة احلت فيها الغابة كلها الى فوضى الا تتذكر فعلتك معها فى الساحة الغربية للنبع الاخر حينما قلدتك كل القردة المعروفة بحبها للجنس اكاد اسقط على الارض انا اتيت الى هنا مع هند مكتنزة الارداف كبيرة الصدر ذات النظرات الملتهبة التى تطلقها فتحرقنى ايام وليالى اجدنى اتودد اليه سائلا صديقى الذئب هل اقصد هل يعنى حدث هذا هنا امام الجميع يرد بعدم اكتراث اظنك نسيت لا طبعا لم يحدث هذا امام الجميع انتظر ثوانى من الصمت حتى لا يفاجأنى بتكملة لا ترضينى وعندما اتاكد ان لا تكملة للجملة اتنفس واقول له بثقة وكيف عرفت اذن يرد انا قلت انكم تواريتم لكن لم اذكر لك ان عيون القردة المتطفلة بطبيعتها تراقب كل من بالغابة وانكم كنت فى حالة تستدعى المراقبة ارد وقد كرهت هذا الذئب وحقائقه لماذا لم انتبه لرقابتهم يضحك الفيل الذى ظهر فجأة مهيب ضخما وقد وقف امامى مباشرة محيي اياى ثم قال بصوت عميق جدا اهلا صديقى البشرى ومن منا فى تلك اللحظة يعى ما حوله حتى انت ايها الفيل هزيل الجسم وكانك اطلال مملكة اخذة فى الافول ارد صامتا وليس ابلغ من الصمت الكلام يتحدث الفيل مخففا اثر الصدمة على لا تحزن ولا تخجل فانت فى غابة يا صديقى وهذا حققك ارد انا لست خجلا لكنى حزين لا ادرى لانى لم اتى بهند معى او لانى اتيت بها من قبل يتكلم الذئب محاولا تغيير الموضوع الم تكن جعان ايها البشرى اليك الطعام الان هيا بنا لا اعرف كيف سار هذا الركب الحاوى على فيل عجوز هرم وذئب حكيم وصل الى ارزل العمر وانا ، انا هل انا فعلا شاب فى مقتبل حياتى ام ترانى كبرت مثلهم لكنى تركت ابى منذ عدة ساعات فقط انا فى الرابعة  والعشرين من عمرى انتبه فجأة على صوت الذئب يعلن اننا وصلنا الى مقرالغداء انظر حولى اشجار باثقة اظنها ستهوى الان فى معدة صديقنا العملاق هذا لكن ترانى ماذا ساكل انظر الى الفيل متسالا فى خبث هل هذا غدائك يرد بصمت وهو يمد خرطومه ليحصد اول كمية نعم اما صديقنا الذئب فقد اصطاد ارنبا بريا اظنه يكفيه ثم بدء يلوك ورق اشجاره ايها الفيل لقد فقدت كل احترام لدى اين لباقتك وادبك وانا ضيفكم فى هذه الغابة الملعونة التفت لاجد الذئب جالسا واضعا الارنب بين يديه اقصد ساقيه الاماميتان ومنهمك فى الطعام لعنة الله على كل هذا اصرخ فجأة وقد طفح الكيل هذه المرة فعلا فليس بعد الجوع شئ اين طعامى يتوقف كل منهما فجأة عن الطعام ينظران اليا فى دهشة ، دهشمتهما اربكتنى تماما اكمل وكأن تلك النظرات لا تعنى لى شئ انتما بدأتما فى غدائكما بينما انا جوعان من الصبح ثم استطرد وانا ايضا ضيفكما هل هذا من شيم سادة الغابة اقولها بتردد فالمفروض اذا كانا هما من سادة الغابة فقد كنت الان مهضوما يبتسم الفيل وهو يزدرد كمية بسيطة من ورق الشجر ثم يشاور لى بخرطومه هاهى شجرتاك يا صديقى الموز والمناجو متجاورتان كما هما الم تصر انت كل مرة ان ناكل هنا حتى تقطف بنفسك من الشجر او تلتقط من تحتها ما يلذ لك ينتابنى شعور بالاحراج والخجل لا تعقيب لدى على ماقله الفيل صديقى سوى انى اكيد فى عالم اخر او انى انا لست انا فعلا انما انا هو ذلك الشخص الذى اتى هنا بهند ويعشق الموز والمانجو مع العلم انى لا اكل المانجو لانها تسبب لى املاح زائدة اتجه فى صمت الى شجرة الموز وجارتها شجرة المانجو اكل فى صمت اصابع الموز بينما جلس بجانبى قرد ياكل بتلذذ وينظر الى بشفقة
هل ما اراه الان امامى اسد اسد بلبدة ضخمة منعكشة بنية شديدة  هو اسد حتى وان لاحظت على قدمه الخلفية اليسرى لمحة عرج استعيذ بالله من كل سوء انظر الى الفيل المنهمك فى طعامه او الذئب الذى اجهز على ارنبه ثم اخذ يلعق اطرافة الامامية فى متعة بينما الاسد يقترب منى وهو فاغر فاه واظنه لا يتبسم انما اتى لانهاء ماساتى نهاية تليق بها فلا يمكن لتعيس مثلى ان ينجوا بفعلة الذهاب الى غابة لا اعرف اسمها حتى الان وحيد بلا سلاح ، بل ان تلك الفعلة كافية ان يجهز عليه اسد اعرج وسط فيل عجوز يشبه مدينة اخذة فى  الاضمحلال وذئب تعس هرم فقد زوجته وطردته عشيرته فاصبح هائما متشردا ، انظر الى الاسد فى تحد فلا اقل من ان اموت مقاوما شهيدا بدلا من الموت مستسلما واحمل بنى جلدتى عار يمسح سمعتهم فى تلك المنطقة يقف الاسد فجأة وقد تغيرت ملامحه فاضحى اسدا مندهشا بدلا من ان يكون اسد هصورا مهاجما ثم خرج منه صوت غليظ اجش اهلا صديقى مال يسيطر عليك ذهول ، الحقيقة لم يكن ذهولى المتنامى من وجود اسد اعرج طرد من قطيعه فاصبح وحيدا صعلوكا لكن من تلك الفتاة التى ظهرت مرة اخرى اقرب واجمل ترتدى نفس الثوب السماوى هى سمراء جميلة حقا انحف من هند لكنها اكثر اثارة انتبه على صوت اسدى ملك الغابة السابق وهو يقول بما تحلق يا صديقى البشرى ثم يضحك ضحكة تشبه زئير الاسد اه فهو اسد حقيقى فلا باس من ان يضحك كيفما يزار اسد ، ارد عليه هل تعيش هذه الفتاة هنا ينظر خلفه بتمعن ثم يعاود النظر الى اية فتاة انت تعرف تماما ان لا فتيات هنا فى ماساى مارا الا اذا كنت قد اتيت بها معك ينظر الى الفيل نظرة مشفقة وهو يلوك طعامه بينما يحوقل الذئب ينتابنى هدوء شديد فجأة لا اقاوم ما يقولونه فلابد ان هذه هى الحقيقة لا فتايات فى ماساى مارا ها ، ماذا ماساى مارا انظر الى الاسد مرة اخرى قائلا انحن فى ماساى مارا يرد الاسد نعم نحن فى قلب ماساى مارا الا تتذكر كم بذلت من الجهد كى تتعلم نطقها ارد - وقد تاكدت الان انى فقدت ذاكرتى او انى نقلت بالخطأ الى عالم اخر اوهربت روحى مفضلة جسدا اخر غير جسدى - ولكن اين ابى او هل تعرفون ابى ينظر الى الذئب متزمرا جازا على اسنانه اولم اقل لك اننا نعرفه من حكاياتك عنه واخرها حكاية مرضه واعتزاله العمل الم تكن مشفقا عليه خائفا من اثار ذلك على نفسيته ، لا يمكن ان تكون روحى حلت بجسد اخر لا انا اصبت بجنون اجلس على جزع شجرة ضخمة لا تحملنى قدماى اطلب بصوفت خفيض هل لى  ان اتجول بمفردى يرد الفيل وقد جلس ارضا طبعا لكن حذار فليس كل من فى ماساى مارا يرحب بك ولا تنسى حادسة وحيد القرن الذى كاد ان يفتك بك لم اعجب لكلامه لكنى ظللت جالسا فلا قبل لى بمواجهة وحيد قرن او ذو قرنين او حتى اى حيوان بلا قرون كل تلك الاحداث تعنى انى اتوافد هنا يوما على الاقل فى الاسبوع بل واصطحب معى هند التى لا اكلمها الا مرة كل شهر او شهرين كلمات معدودة يظهر فجأة ذلك الطيف الجميل لفتاة ترتدى ثوب سملوى شفاف قصير سمراء تبتسم يبدو لى اكثر قربا من اخر مرة بحيث ارى ملامحها الدقيقة الجميلة وابتسامتها المشجعة وانفها المميز لن اسئل هذه الصحبة البائسة قمت فجأة محاولا اللحاق بها تعبر تلك المساحة المكشوفة الى دغل اخذ فى الكثافة بينما انا ملاحقا لها اناديها انت انت تقف فجأة الحق بها تنظر الى فى دهشة نكبل عيناها الجميلتان لسانى لكن يدى تمسك كتفها هى حقيقة ليست خيال كما ادعى هؤلاء الحمقى البائسين احاول التحدث يخذلنى لسانى كما خذلتنى اقدامى من قبل تبتسم لى اريد ان اقول لها من انت اتعيشين هنا اين منزلك هل لك حبيب هل رايتنى هنا من قبل اهاربة انت ايضا مثلى من عالمك الى ماساى مارا لكن ولا كلمة تخرج من فمى فقد يدى على كتفها بينما هى صامتة تنظر الى مبتسمة ، اترك كتفها واجلس على الارض امامها ارفع راسى ناظرا اليها تجلس هى ايضا اتفهمين العربية اتتحدثيها مثلى لكن الكل يفهمنى هنا الاولى ان تفهمنى من من بنى جنسى ، اه اتكلم هى ايضا الحيوانات مثلى ، ااصطحبت حبيبها الى هنا مثلما اتيت انا بهند التى اتمنى الحديث اليها ، ااحب هند حقا انا لم احبها ابدا لكنى اشتهيها فقط اخجل من نفسى ، مازالت الفتاة جالسة امامى لكنها تنظر حولها من ان لاخر ، ااصبت بخرس امات لسانى اشعر انى اتصبب عرقا احاول جاهدا ان ابتسم ، اشعر بها تقول شيئا اشعر بها تقول انى افهمك تحدث بعينيك لا بلسانك لا احد هنا يتحدث بلسانه ، احاول جاهدا ان اتحدث بعيناى ، عندما نتحدث باعيننا تسقط الاسئلة الروتينية السمجة فلن اسئلها عن اسمها من اى مكان اتت لغة العيون تتحدث فقط عن ما نشعر به عن ما نود ان نقوله صامتين الغريب ان رغم ردائها السماوى الشفاف الا انى لم افكر لحظة فى اختلاس نظرة الى مفاتنها البادية اول سؤال تبادر الى ذهنى اين ابى اتدرين مكانه اود ان احدثه لا اعرف ان كانت فهمتنى ام لا لكنها نظرت الى وابتسمت ثم حولت نظرها الى السماء انقبض قلبى فجأة شعرت انى اصغر اتلاشى لا يمكن يا من انت تجلسين امامى انت تكذبين هكذا نقلت لها ما اريد ان اقوله بعينى ابى مازال هنا فى مكان ما على ارضنا لم ينتقل الى السماء لم تلتفت الى اعتراضى انما ربتت على قدمى بهدوء اشعر ان عيناى تخوننى تفلت دموعى ايتوفى ابى فى ارض مجهولة بعيدة انظر حولى الشمس تكاد تختفى تمسح تلك الفتاة دموعى لا اجد اى رغبة فى الحديث اليها تنسحب بهدوء ، الليل اكثر قتامة اتذكر اصدقائى الذين تركتهم ، اشتقت اليهم لا اعرف اذا كان السبب شعورى بالوحدة والضعف بعد وفاة ابى المزعومة ام هو استسلام لامر واقع اخرج من الدغل بصعوبة المكان اكثر اتساعا ووحشة بينما لا احد فيه غربة موحشة ، لكنى لم اشعر ابدا بخوف بل بحزن امدد فى نفس مكانى جانب شجرة الموز ناظرا للسماء استنجد بالله عز وجل و ابحث عن والدى اشعر بارهاق شديد تهرب اليقظة من عيناى ويتسلل النوم الى جفونى اليائسة