الجمعة، 3 مايو 2013

جريمة


كل شئ هادئ فى منزله الكبير الذى يحسده عليه كثيرون ، وكيف لا يحسدونه وقد ابتسمت الدنيا له منذ اكثر من عشرة سنوات عندما كان طالبا فى السنة الثالثة كلية الحقوق وبالتحديد فى شهر يناير اثناء زيارته لكلية الطب تعرف بوردة التى تصغره بعام واحد ووردة الابنة الوحيدة لاب تاجر اقمشة كبير من زوجته الثالثة بعد ان ابت الاقدار منحه اطفال من زوجتيه الاولتين ، لذا فقد ولدت وردة ملكة متوجة لا يرفض لها طلب ولا تأبى لها رغبة كل ما تريده تناله ، حدث التعارف امام كافيتريا الكلية عندما سقطت منها كراسة المحاضرات اثناء هطول المطر بصورة لم تشهدها مدينتهم  من سنوات طويلة خف مؤنس بسرعة لالتقاط الكراسة بينما وردة تحتمى بحائط الكافيتريا غير قادرة على الوصول الى كراستها بجانب زميل مشترك لهما هو ممدوح جار مؤنس وزميل وردة فى نفس الدفعة ، كلما تذكر مؤنس ذلك اليوم انتابه شعور غريب ندم مخلوط باستسلام للقدر ، ردت وردة الجميل بدعوته على كوب من الشاى الساخن واثناء الحديث ادركت وردة ان مؤنس الرجل الذى تريده وطالما اردات وردة لابد ان تنال ، اما مؤنس فانبهر بوردة وحصارها له لكن اوجس دائما خيفة من دلعها وحيرة من تسلطها وحبها للسيطرة وازدراء الاخر الا انه فى اخر الامر استسلم لرغبتها وبادلها المشاعر ، لم تكف ابدا وردة على محاصرته فمؤنس عضو اتحاد الطلاب الى جانب وسامته الشديدة واصله النبيل بالرغم من كونه فقير مجهول المستقبل ، اما مؤنس فوجد انه بلا غد بالرغم من تفوقه الواضح فى كليته الا انه يعرف ان التعيين بالجامعة او النيابة يحتاج الى ظهر قوى وهو ما لا يملكه واقصى امانيه ان يلتحق بمكتب محاماة كبير وهو ايضا ما يحتاج الى تفوق غير طبيعى الى جانب واسطة تدفعه للامام وبالتالى مستقبله سيكون اكثر امان مع وردة لا شك فى ذلك ، استطاعت وردة ان تفرض مؤنس على عائلتها ووجد فيه والدها الرجل المهذب القادر على تحمل نزوات ابنته وطريقتها التى تميل الى التعالى فوافق على تلك الزيجة وباركها بل اقتنع بدعمها بلا حدود كما دعم ابنته بمستشفى استثمارى ضخم وضع فيه جل ثروته ووهبها ادارته ومن بعده امتلاكه .
وتبدا اولى صدمات مؤنس حينما بدأ هو ووردة التجهيز لفرحهم واعداد عش الزوجية فهى تصطحبه معها فى كل مكان وتبدى دائما الحاجة الى نصيحته الا انها فى النهاية تختار ما يحلو لها فى اشارة واضحة الى ان رايه استشارى قد يؤخذ به وقد لا يكون موضع اهتمام ، وهو ما حاول مؤنس تلافيه بل انه كاد ان يترك لها زمام الاعداد وحدها لكنها دائما ما ترفض بل وتصر اصرار جنونى على ان يكون معها فى كل اختيار بغض النظر عن نتيجته ، مر العرس بسلام وبدأ العروسين حياتهما ، حاول مؤنس جاهدا ان يغير من
طريقة زوجته لكنها لم تستجب ابدا بل ان الايام كانت كفيلة باظهار شخصيتها اكثر واكثر فهى المتحكمة الاولى باى قرار بل انها تصر ان يعرف الجميع هذا الكلام وساعدها على ذلك ان مؤنس لم يوفق كما كان متوقع فى الحصول على العمل الذى يناسب قدراته فعمل بمكاتب متوسطة المستوى لم تكن تدر عليه الدخل الكافى لتغطية مصاريف المستوى الذى يعيشانه هما وابنتهما ثم ما لبث ان تولى تحت ضغطها الشئون الادارية لمستشفاها العملاق ولم يجد سوى صديقه ممدوح الذى عينته وردة بالمستشفى ونيس له فيقضى معظم اوقاته معه بعد العمل او اثناءه ، اما ممدوح فشعر كصديق وجار لمؤنس بمدى تعاسته واستسلامه لقدره وحاول اكثر من مرة ان يدفعه لتغيير هذا المصير الذى ارتضاه صديقه لنفسه ، وخصوصا انه صديق مشترك ويدرك تماما ان وردة تحب زوجها على طريقتها وانها شخصية فى مجملها طيبة وان كانت تحتاج الى معاملة معينة وادرك ممدوح دائما ان السر يكمن فى تحرك مؤنس لكى يجد نفسه فى مكان اخر، فهذا هو الحل الوحيد من وجهة نظره فلم تكن ابدا وردة لتتغير طالما ظل مؤنس داخل نطاق سيطرتها العملية اما فى حالة خروجه عن تلك السيطرة وتميزه فى مكان اخر قد يجعل وردة تخفف من قبضتها المسيطرة والتى يدعمها استسلام مؤنس .
بالرغم من كل تلك الهالة الى فرضتها وردة على حياتهم وحرصها الشديد على ان تظهر هى واسرتها بمظهر السعداء وساعدها على ذلك ما آل اليها من ميراث فكانت تصرف بما يؤكد ان هذا البيت غارق فى كل اسباب السعادة ، فقد ظل مؤنس كارها لتلك الحياة نادما على اندفاعه فى الارتباط بها بل ان كل موقف تحرص فيه وردة على اظهار تحكمها وتسلطها يزيده نفورا منها ورغبته فى الثورة عليها ، لكن حاجز خفى يمنعه فلا يوجد فى حياته اى سبب يجعله يخرج عن هذا المصير وماذا عساه ان يفعل وقد استقرت به الحياة كما هو الان ومما يزيد من قوة وصلابة هذا الحاجز استسلام وردة له كانثى فهى طوع يده طالما كانا وحدهما يفعل بها ما يريد وهو ما زاد ارتباكه وعزوفه عن الثورة .
هذا الهدوء وتلك الراحة الذى لا يعكرصفوهما سوى زوجته وردة التى ما تزال كما هى وان زادت الايام من اقتناعها بان ما تفعله هو السعادة بعينيها ، وكبرت ابنته التى اصبحت تناهز العاشرة من عمرها ، اما مؤنس نفسه فقد قرر ان يتحرك محاولا انقاذ ما تبقى من حياته فها هو ينتظر فرصة حقيقية فرصة تنقذه من كل هذا فرصة يجد فيها نفسه ، استاذه بالجامعة كان يشغل منصب استشارى مجموعة استثمارية عملاقة وقرر ان يتقاعد ورشح لهم مؤنس بالرغم من ابتعاده عن المجال الا ان اقتناع استاذه به وبقدرته على حل مشاكل المؤسسة شجعه على ان يضعه فى زمرة المرشحين لشغل هذا المنصب وتكفلت قدرات مؤنس بان يكون الاختيار عليه هو من دون منافسيه ، كانت صدمة وردة اكبر مما توقع واتهمته انه يريد ان يتخلى عنها وعن نجاحهما المشترك ، اى نجاح مشترك تتحدث عنه فلم توحى هى ابدا لمؤنس انهما شريكى نجاح بل هى ودائما هى فقط التى ينسب لها اى نقلة ناجحة فى حياتهما العملية ، توترت العلاقة بينهما ولاول مرة اصاب وردة نوع من الخوف وعدم الثقة واصبحت اكثر مراعاة لمشاعر زوجها بصورة اجبرت المقربين منهما وخصوصا ممدوح على الاندهاش بالرغم من سعادة ممدوح بهذا فلم يكن يتوقع تلك النتائج السريعة ، وازداد مؤنس ثقة ونجاح فى تلك المؤسسة حتى اصبح عنصر رئيسى من متخذى القرار بها وهو ما مكنه من الابتعاد التام عن سيطرة وردة ، اصبحت زيارته الى المستشفى لمجرد ود الاصدقاء القدامى ،وفى احدى زيارته تعرف على دكتورة منى وهى الوافدة الجديدة للمستشفى بعد رحلة دراسات عليا باوروبا واعجب مؤنس بشخصيتها المناقضة تماما لشخصية زوجته والتى يعترف بانها اصبحت اقل حدة عن زى قبل لكنها ما تزال متسلطة مزدرية لمن حولها ، لكن تظل منى الانسانة المكافحة التى تأسرك بتواضعها وتنقل اليك شعور طاغى بالاهتمام والاحترام ، انتبهت وردة بحسها الانثوى الى اهتمام مؤنس بمنى واطلقت تحذيراتها الشديدة لكنها لم تكن من النوع الذى يغلق الباب الذى ياتى منه الريح فتطرد منى وتستريح بل اصرت على هزيمتها وهى داخل الميدان ، مما اوجد جو من التوتر كلما هم مؤنس بزيارة المستشفى ،مما دفع مؤنس ان يبحث عن لقاء منى خارج المستشفى وهو ما لم تمانع فيه منى بل شعر مؤنس انها تسعى للقاءه وتحرص على ان يكون اللقاء متواصل كلما سنحت الظروف ، لا تكف فيه عن الاستماع له ومشاركته مشاكله واماله بل ونقد طريقة وردة بطريقة غير مباشرة لكنها عنيفة
خرج مؤنس وابنته ولاء للعب فى الحديقة بعد الغداء فمؤنس يولى دائما جل اهتمامه لولاء فيجد معها الكثير من المتعة والسلوى يتخلص من كل احماله بينما تتوجه وردة بعد الغداء مباشرة الى المستشفى مرة اخرى ، شعر مؤنس فجأة بالم شديد بمعدته وهبوط كما ان جسمه اصبح اكثر برودة ايضا هو يتصفد كميات كبيرة من العرق مما اربك ولاء ، واندفعت للاتصال بوالدتها التى رجعت بمجرد وصولها الى المستشفى الى المنزل مرة اخرى وكشفت على زوجها وفسرت تلك الحالة بنوع من التوتر العصبى المصحوب بارهاق شديد وطلبت منه الراحة كما انها اقترحت عليه ان يستقيل من عمل المؤسسة المرهق ويرجع مرة اخرى الى المستشفى وهو ما رفضه مؤنس تماما ومرت الايام بصورتها المعتادة كما كانت ، واندمج مؤنس اكثر واكثر فى العمل كما ازداد استقلالية عن وردة حتى وان ظل دخله الكبير لا يتسق وحياته التى احبها ، كما زاد شعوره ان نجاح وردة نفسه انما سببه مجهودة الكبير فى العمل قبل ان ينتقل الى عمله الجديد وهو ما دائما تؤيده منى بل وتأتى بكل ما يؤكد تلك الاحاسيس الحقيقة ان منى اصبحت اكثر قربا لمؤنس حتى انها اصبحت ادرى بكل ما يحدث فى مملكة وردة
انتهى مؤنس كعادته من الغداء وكان على موعد مع ابنته ولاء للذهاب الى السينما فيوم الخميس دائما يفضل ان يذهب هو وزوجته وابنته للسينما او اى حفلة لفنان تحبه ابنته او زوجته ، الا انه فى هذا اليوم اعتذرت وردة لكونها مشغولة باجتماع هام جدا بالنقابة فانطلقت من فورها للاجتماع بينما بدأ مؤنس وولاء الاستعداد للذهاب الى السينما الا ان مؤنس شعر فجأة بنفس الاعراض التى انتابته من قبل بل ان الالام اجبرته على محاولة لفظ ما فى معدته من طعام تحركت ولاء للاتصال بوالدتها التى كانت كما هو متوقع قد اغلقت الموبايل فلم يكن امامها سوى الاتصال بصديق والدها ممدوح الذى ارسل سيارة اسعاف على وجه السرعة ، وحينما وصل مؤنس الى المستشفى اشرف ممدوح بنفسه على اجراء فحوصات وتحاليل شاملة لمؤنس وبعد عدة ساعات من المجهود المضنى كللت مساعى ممدوح بالنجاح وكتبت حياة جديدة لمؤنس واتجهت وردة صوب المستشفى حينما سمعت الخبر وظلت بجانبه حتى الصبح وحينما استرد مؤنس عافيته خرج بعد ظهر يوم الجمعة ليكمل فترة نقاهة قصيرة بمنزله وفسر ممدوح الموقف لوردة بتوتر عصبى وقرحة واكد انه سيكتب العلاج المناسب لمؤنس كما انه سيزوره ليقنعه باخذ اجازة والسفر للخارج
بدلا من زيارته بالمنزل طلب ممدوح من مؤنس ان يتقابلا فى كافيه وبادره ممدوح المتهجم بالسؤال عن علاقته بوردة ومدى تطورها والح فى محاصرة مؤنس الذى جاوب بان كل شئ عادى كما كان وانها فقط اقلت كثير من اسلوبها المستفز وبعد فترة من الصمت فجر ممدوح مفاجأة ان الطعام كان مسمما بسم الزرنيخ وان اكيد الجرعة هذه المرة كانت اكثر من المرة السابقة ، عقدت المفاجأة لسان مؤنس وحملق فى ممدوح ثم اشعل سيجارة وقال اظنك مخطئ فلا سبب منطقى يجعل اى ممن معى فى المنزل يلجأ لقتلى ولا اظن ان وردة تملك الجرأة لفعل هذا او حتى الدافع انت مخطئ او مغرض ، الا ان ممدوح اكد له انه احتفظ بنسخة من التحاليل موقعة من اكبر معمل بمصر وانه يعلم تماما انه ليس مخطئ بل انه على صواب ، وحذره من وردة لكن مؤنس اصر على موقفه وطلب منه ان يكتم هذا الموضوع لانه سينكر كل هذا بل سيوجه له اتهام بمحاولة بث اسباب الوقيعة بينه وبين زوجته ، كما نصحه باعادة التفكير لان لا يوجد اى دافع لما يتخيله ممدوح وان من الممكن ان يخطئ المعمل ، حتى وان كان هناك احتمال ضعيف لان يكون هذا صحيح من ادرانا ان وردة وراء تلك المحاولة
اخذ ممدوح يفكر اثناء رجوعه الى منزله عن سبب دفاع مؤنس عن وردة بالرغم ان ممدوح يعرف انها لا تتورع ان تفعل اى شئ للمحافظة على ما تمتلكه حتى لو بقتله كما ان سلوكها الجديد المهادن لهو دليل ضدها فهى تريد ان تثبت ان علاقتها بزوجها على احسن ما يكون ولا يشوبها اى شائبة بل هى فى تحسن ، لا شك انها المخطئة لا شك انها الفاعلة ، لم يكن امام ممدوح سوى الانتظار ومحاولة الايحاء لوردة ان الموضوع قد تم كشفه ومن ثم قرر ان يغير وجهته الى المستشفى لمقابلة رودة التى استقبلته كعادتها وحاول هو بما يملك من خبرات انسانية ان يوحى لها ان موضوع السم قد كشف وان القاتل يظن انه اذكى واكثر قدرة ممن حوله لكنه يفاجئ بعد فوات الاون ان الحقيقة غير ذلك ولم يلاحظ ممدوح اى تاثر على وردة بل استقبلت الموضوع بشئ من اللامبالاة والدهشة عن سبب حديث ممدوح الغريب الذى يخرج عن سياق الاحداث
بعد اسبوع تلقى ممدوح اتصال من مؤنس يخبره فيه ان وردة تعانى من نفس الالم التى عانى منها ولكن بصورة اشد وانها تنازع تحرك ممدوح بسرعة بسيارة اسعاف لانقاذ وردة الا انه وصل بعد ان اسلمت الروح كانت المفاجأة مروعة لهم جميعا وطلب ممدوح الشرطة لانه متأكد من موتها بالسم بينما جلس مؤنس مذهول لما حدث وتم ارسال ولاء الى بيت جدتها لابيها وحينما حضرت الشرطة اكد مؤنس ان بعد ان تم تحضير السفرة فى موعدها المحدد يوميا رن هاتف زوجته المحمول فاضطرت للقيام للردعلى المستشفى اما هو فاخذ يضع الفلفل الاسود بكمية بسيطة على طبقة الا ان الغطاء الخاص بها قد انفلت وانسكبت كمية اكبر من الفلفل فاضطر لابدال طبقه بطبق زوجته التى تميل الى الاكثار منه وحينما رجعت هى للمائدة كان هو اقد انهى غداءه هو وابنته وقاما ثم بعد ذلك بعدة ساعات حدث ما حدث ، اما ممدوح فقد اكد ان هناك محاولة مسجلة من قبل لستميم الزوج ولديه الادلة من تحاليل وخلافه الا ان مؤنس منعه من اتخاذ اللازم حفاظا على علاقته بزوجته وانه مما لاشك فيه ان تلك المحاولة قد انعكست على صاحبتها وان مؤنس كان المقصود لكنها ارداة الله ان يحدث ما حدث ، بعد تأكد الشرطة بالادلة الدامغة ان ماحدث قد حدث وشهادة الخادم ان سيدها استبدل الاطباق تم اغلاق ملف القضية
بعد اسبوعان رن موبايل مؤنس من رقم ارضى وكانت المتحدثة منى اين انت لماذا لا تردعلى تليفوناتى رد مؤنس انت اجننتى انتظرى فترة اخرى حتى تهدأ الامور فضحكت بدلال انى انتظرك بشوق يضحك انت مجنونة كدت ان تقتلينى فى المرة الثانية فكمية السم كادت ان تنهى حياتى ردت بسرعة بعد الشر فكل شئ محسوب يا حبيب قلبى اما انا فحينما حدثت زوجتك يوم موتها من المستشفى لكى اترك لك فرصة ابدال الاطباق كنت خائفة من عدم ردها على او انهائها المكالمة بسرعة لكنها لم تفعل وكيف تفعل وانا احدثها عن حيرتى فى قبول الزواج من ممدوح من عدمه فانطلقت تحثنى على هذا بكل ما اوتيت من حجج يضحك مؤنس انت ملكى انا فكيف تتزوجين من هذا الابله ترد فى دلال ساحدثك بعد شهر لكى نتفق على اجراءات الزواج
اما ممدوح فقط ظل عقله دائما يبحث عن شئ خطأ شئ لم يستوعبه فى تلك الاحداث شئ يرفضه عقله لكنه للاسف لم يتعرف عليه ابدا
مرت عشرة سنوات على زواج مؤنس ومنى ، ازدات ثروة مؤنس بصورة كبيرة اما منى فقد اصبحت مديرة للمستشفى بعد زواجها من مؤنس وممدوح هاجر الى كندا بعد خلاف مع مؤنس ، وولاء اصبحت طالبة بكلية الهندسة قسم الميكانيكا وان ظلت دائما على مسافة بعيدة جدا من منى وعلاقتها بابيها اصبحت اقل من العادية بكثير وهو ما ازعج مؤنس دائما ، منتظر ان يتكفل الزمن بمداواة هذا الجرح ونسيان
تخرجت ولاء بتقدير رائع وقررت ان تسافر الى انجلترى لمتابعة دراستها وهو ما ازعج مؤنس كثيرا وحاول اثنائها عن عزمها بل ووعدها بانشاء شركة كبيرة فى مجال اصلاح السيارات على احدث طراز تقودها الى عامل الاعمال لكن ولاء رفضت بشدة مما لم يترك لمؤنس سوى الاستسلام ، قررت ولاء زيارة قبر والدتها قبل السفر مصطحبة ابيها على ان تحصلها ماما منى كما كانت تدعوها فى شئ من التهجم على المطار لوداعها ، خرجت ولاء ومؤنس مبكرين ساعتين لزياة قبر وردة ثم الاتجاه الى المطار لتلحق بطائرتها المتجهة الى لندن ، بعد ان انهت كافة اجرائتها وودعت والدها اتجهت الى صالة الانتظار بينما موبايل مؤنس يرن من رقم لا يعرفه بصورة ملحة مما اجبره على الرد ليخبره المتصل ان السيدة حرمه قد توفيت بعد ان اصطدمت سيارتها بباص لم يتمالك مؤنس نفسه جرى خارج المطار متجها لسيارته وهو يحاول الاتصال بولاء لعلها تستطيع تأجيل سفرها ردت ولاء بعد عدة رنات -الو ايوة يا بابا لم سيتطع مؤنس سوى قول ماما منى ماتت يا ولاء عملت حادثة وماتت ، توقف مؤنس قجأة تسمر فى مكانه استند على حائط قريب منه بعد ان عجزت اقدامه على ان تبقيه صالبا طوله حاول ان ينطق لم يقدر لم يستجيب لسانه احس انه شل او خرس بل احس الما لا يطاق بيده اليسرى بعد عدة ثوانى من الصمت سمع كلمة سلام ترك الموبايل من يده او لم تستطع يده الامساك به اكثر من هذا ، لم يستطع الوقوف وهو مستندا او اجبرته قدماه على الجلوس ارضا ازداد الم يده ممتدا الى كتفه ومنه الى قلبه لكن ظل عقله يعمل محاولا ان يعيد صياغة ما سمعه من ابنته بينما يشعر ان كل جسده ينهار تباعا نعم يا ابى اعرف انها عملت حادث لكنى كنت احتاج منك ان تأكد موتها على فكرة يا بابا قالتها بصبغة مزدرية لقد رايتك من مكانى وانا مختفية جانب السفرة وانت تفتح علبة الفلفل الاسود قبل وضع الغداء لم افهم معنى هذا لفترة طويلة بعدها لكنى فى النهاية فهمت وادركت فانتقمت منكما اعذرنى لم استطع الانتقام منك فانت ابى لكن هى لا تمت لى بصلة صمت طويل انتظرت فيه ان يرد لكنه لم يستطع فاختتمت المكالمة بكلمة سلام
رجعت ولاء بعد اسبوع لتصفى كافة اعمال والدها ووالدتها بعد ان توفى والدها بأزمة قلبية اثر سماعة خبر وفاة زوجته على خلفية حادث ناتج عن مشاكل تقنية بسيارتها ادى الى عدم التحكم بالمقود لتصطدم بباص وتنشئ شركة كبيرة لصيانة السيارات 

ليست هناك تعليقات: