السبت، 23 فبراير 2008

يوم من الالم

البرد القارس يخترق النوافذ والاغطية ويتسلل الى اطرافى يا لها من ليلة، البرق والرعد صديقان متلازمان لايصمتان ما يزالا يقرعا باب مدينتنا الجميلة بينما انا كامن فى سريرى متدثر بكل ما املك من اغطية بل واضع طاقية صوف على راسى اغفوا قليلا ثم ما البس صحوا على اصوات الرعد الذى دائما ما يسبقه نور صديقه الا انى استسلمت للنوم اخيرا

اه الم جزء من جسدى يتالم خلايا اعصابى ترسل اشارات الالم بسرعة وباستمرار الى مخى لعله يستطيع ايقاظى انا النائم بينما جزء من جسدى يعانى ، ينجح مخى اخيرا فى ايقاظى ، اضع يدى على فكى الاسفل اه ما هذا الالم الرهيب انه ضرسى وكانى لا اجد ما يؤلمنى الا يكفى دور البرد الذى يحاصرنى فى سريرى رغما عنى ، لا احتمل الم الاسنان اكرهه بشدة كما اكره جميع اطباء الاسنان

قمت بسرعة اغسل اسنانى بمعجونى المعالج ايضا للثة اكيد التهاب بسيط باللثة سيزول مع مسكن ، ارجع سريرى مرة اخرى بعد ان تناولت حبة المسكن ، اقلل من قيمة الالم احاول النوم ، لا استطيع البرد واسنانى وبنت الجيران الجميع يطاردنى .

الساعة الان السادسة ، اشعر بنبض غريب فى فكى احسه يتورم مع كل دفعة من الدم تصله، الالم يصبح مستمرا ويحاول ان يحتل مساحات اخرى من جسدى ، لن استسلم له سالبس وانزل لعل النزول ينسينى هذا الالم ، الهروب فى هذه الحالة مفيد جدا

نور الصباح يكاد يضئ الدنيا بينما الشمس الغائب الحاضر فحضورها لا يترجم الى اشعة جميلة ذهبية تبعث الدفئ فينا لذا الجميع يعتمد على ذاته يحاول ان يدفئ جسده بطريقته من يحك يديه، من يرتدى كل ما يملك على ما اعتقد، من تحدى البرد غير عابئ به ،اما انا فمصيبتى مزدوجة فالبرد يهاجمنى من الخارج بينما الم اسنانى ينشر الثورة على بالداخل وضع لا احسد عليه

ماذا افعل الان الكل مشغول بحاله بين تلاميذ مدارس وطلاب جامعات وموظفين الجميع منطلق ينشد الدفئ ، اما انا فاهيم بسيارتى لا اعرف ماذا افعل ، الوقت يمر ببطئ والالم يزيد كما لم ارى من قبل احس ان وجهى ينتفخ كالبالون ، اشعر ان الالم نجح ان يضم الكثير من الاجزاء الى ثورته فكى الاسفل كله لثتى الجزء الايمن من رقبتى ، لكن لا يهم مازلت اسيطر على الوضع فبقيتى مازالت تابعة لى وتدين بولائها الى.

ماذا افعل الساعة الان اقتربت من الثامنة وانا اهيم بلا هدف سوى ان يخف هذا الالم الذى لايعبئ بمحاولتى بل يعمل جاهدا على السيطرة تماما على ، اه افطر لعل الاكل يخفف المى اذهب الى محمد احمد لم اذهب اليه منذ امد طويل سنين اخر مرة ذهبت اليه كنت مع ابى بعد ان اخذنى فى جولة جميلة الى حديقة الحيوان كنت احب تلك الرحلة المكررة كل مرة خروج مع ابى، اكاد احفظها الا انى احبها لا املها احسه صديقى اضحك كما لم اضحك طوالى الاسبوع ، انطلقت السيارة مستجيبة الى رغبتى بينما انا اتذكر اطباق الفول والطعمية ورفض اختى الدائم لاكل البيض بينما انا ابستم لنفسى فى خبث اكيد سيئول الى بعد ان رفضته.

وصلت الى محمد احمد الساعة الان الثامنة والنصف لا مكان لاضع به سيارتى لا احتمل البحث اكاد اغلقها وانزل عينانى تبحثان عن مكان كما يبحث الصقر عن فريسة مهما كانت صغيرة، احدهم يشير الى ان تفضل لا افكر ادفع بسيارتى الى المكان الذى اشار اليه اغلقها بسرعة اشرب شرفة ماء تقينى من البرد كما اعتد من صغرى ثم انزل انظر اليه السيد السايس ولسان حالى يقول لن اتاخر طبعا لن اتاخر ساقضى على الام ثم اتى مكللا باكاليل النصر وانعم عليك ببقشيش كبير

ادخل محمد احمد بهدوء محاولا استرجاع ذكرياتى القديمة فى هذا المكان اكره ان اجلس فى الطابق الارضى لااشعر بحلاوة الاكل فيه انطلق جاريا من يد ابى الى الطابق الاعلى متاكدا انه سيلحقنى ، انطلقت الان ايضا لكن هذه المرة محاولا الهرب من الالم الا انى اعرف انه سيلحقنى لا محالة فارض المعركة حدتت بالطابق الاول بهذا المطعم مظاهر الترحيب من النادل مصحوبة بنظرات تساؤل عما اريد ، طلبت الاكل المعتاد

رصت الاطباق اختى تاكل بهدوء وتمضغ الطعام كما ينصح الجميع اما انا فاكل بسرعةلا اكاد امضغ الطعام، ابى ينظر الينا مبتسما بينما ينتابنى شعور بالخوف فبالرغم حبى للاكل فى المطعم الا انه اشارة لقرب انتهاء اليوم الذى احبه لكن ما باليد حيلة سيتنهى وسياتى ثانية ويتنهى ثانية لابد ان اكل الان واستمتع ، لا استطيع المضغ بعد مرور كل هذه اسنوات فما زلت لا اكاد امضغ لكنى الان لا استطيع تحريك فكى الالم اقوى منى يدفع بنبضته الساخرة منى اتستطيع ان تاكل اتظن نفسك فى نزهه للقضاء على انا الان الاقوى اتغلل الى اجزاءك لن تنجو منى يا هذا تلك رسالتى اليك اما الاستسلام او انتظر المزيد والمزيد ، احاول جاهد المضغ ضرسى يؤلمنى الام فظيعة اشعر بتاثيرها فى فكى العلوى الان بل فى رقبتى اشعر بالام غريبة اضطر للانسحاب ساكل على الناحية اليمنى الالم يخف الاانه موجود لا استطيع ان اكل هكذا اخبرنى مخى متوسلا ان انسحب من معركة الاكل، فهى خاسرة فلا يجب ان نخسر البقية الباقية من قوة احتمالنا فى هذه المعركة اطب الحساب وانسحب بسرعة، اتنفس اصعداء بمجرد ان خرجت من باب المطعم لا مفرلابد ان افكر فى حل جذرى للمشكلة

اتوجه الى اقرب صيدلية طالبا مسكن موضعى لالام الاسنان تنظر الي الصيدلية ثم تدخل لتحضر انبوب مرهم ادفع ثمنه وافتحة واضع جزء كبير منه على فكى الاسفل من الداخل بينما كلماتها تنفذ الى اذنى اذهب للطبيب احسن فكك وارم نزلت كلماتها على كالصاعقة نعم انا شعربذلك لكنى اعرف من داخلى انه مجرد شعور ليس اكثر نظرت اليها شاكرا ثم خرجت دقائق والالم يزول ياترى كم من الزمن سيمنحنى هذا المسكن مانعا عنى الالم وما هى خطتى انا لا اعرف طبيب اسنان جيد اه دكتورى القديم اخر مرة ذهبت اليه من 12 سنة لا اظنه مازال موجودا بل اين عيادته

احاول التذكر انطلق فى شوارع محطة الرمل محاولا تحديد مكان عيادته مستعينا بذاكرتى ساصل فلن اهزم فى يوم واحد مرتين الالم خف كثير الا انه مازال موجودا النار تحت الرماد والثورة تنتظر اللحظة المناسبة لتعود اقوى من الاول هكذا تعلمت من التاريخ

الشوارع متشابهة وذاكرتى مشوشة الا هناك بريق امل فالشارع به مطلع كبير وبه كنيسة على ما اتذكر لكن المشكلة انى اشك فى انه هنا بمحطة الرمل اكاد اياس اليوم ليس يومى امر على قهوة اجد نفسى جالسا على احد كراسيها وما ان جلست حتى لحقنى القهوجى (تحت امرك يا باشا) طلبت شاى بالقرنفل كما قرات فى القائمة المعلقة وانا اعرف ان القرنفل مسكن لالام الاسنان،مر بائع الجرائد فابتعت الجرائد اليومية كلها كان الالم قد وصل لاقل درجاته اكاد لا اشعر به ولا بفكى كله اندمجت فى القراءة بينما انا اشرب الشاى بالقرنفل ممزوجا بطعم المرهم المسكن

نظرت الى القهوجى فاتى الى سائلا عن طلبى فطلبت شاى مرة اخرى ثم سالته عن شارع به مطلع وبه كنيسه فنظر الى اللاشئ واخذ يداعب ذقنه الطويلة واتخذ موضع المفكر للحظات طويلة ثم قال انا شاكك فى شارعين ثم اخذ يشرح لى الشارعين شكرته وانطلقت مسرعا فالساعة الان الحادية عشر والنصف والالم بدء يعود تدريجيا فعالجته بجرعة جديدة من المرهم ، ها انا ذا وصلت نعم هو هذا الشارع الحمد لله انطلقت الى العمارة سائلا عن هذا الطبيب الذى قد يكون سافر او هاجر او رحل الى العالم الاخر

لحسن حظى الطبيب حى يرزق وعايدته تعمل بانتظام كما اكد لى السيد البواب الا ان العمل يبد افى الشتاء الساعة السادسة اما الصيف فيبدا السابعة والدكتور يسافر مرتين فى السنة مرة بالشتاء لمؤتمر بامريكا ومرة بالصيف للتصييف مع العائلة شكرته وابتعدت هاربا لو كنت انتظرت قليلا لعرفت تاريخ الطبيب واسرته

الثانية عشر ومعنوياتى مرتفعة والمسكن يعمل بصورة جيدة امامى 6 ساعات كاملة اشعر بالجوع لكنى لن اكل الان بل ساذهب الى السينما اعشق سينما امير كنت احبها قبل التجديد والان احبها بعد التجديد اعتبرها جزء من تاريخى بالاسكندرية قطعت التذكرة ودخلت ثم خرجت فقطعت تذكرة لفيلم اخر حفلة الساعة الثالثة ا استطيع ان ادخل فى اليوم اربع او خمس حفلات، الساعة الان السادسة الا الربع احب السينما جدا اعشقها منذ طفولتى امتع فسحة بالنسبة لى ان اذهب الى السينما ثم اخرج الى الاكل الجوع يقتلنى اشعر انى ضعيف البرد والزكام ايضا لا يرحمونى والم اسنانى كلما حاول المعاودة عالجته بالمسكن

قررت ان اكل عند جابى اعشق هذا المطعم الايطالى الصغير بهدوئه وروحه الكلاسيكية، البيانو بعزفه رائع كل من يجلسون احسهم من عصر مضى حتى وان كانوا من ابناء جيلى ، اكل بسرعة لالحق الطبيب ولكن هل انا احتاج ان اذهب فعلا لا اعرف لكن ساذهب مهما حدث انهيت طعامى وانطلقت مسرعا الى العايدة استقبلنى البواب استقبال الاصدقاء متسائلا لمذا التاخير يا استاذ (الحقه ليكون مشى ) انطلقت مسرعا ركبت الاسانسير الى الطابق الرابع اشعر كانى اصعد عشرة طوابق من الطوابق الجديدة المصعد يقف معلنا الوصول بينما صوت البواب يلاحقنى لا تنسى اغلاق الباب بقوة يا استاذ ، فتحت باب العايدة فوجدت بعض المرضى يجلسون والصمت يخيم على المكان اكيد الطبيب هنا ما دام الاخوة ورفقاء كفاح الام الاسنان هنا ، توجهت الى الممرضة مباشرة نظرت الى نظرة استفسار ممتزجة بملل قائلة تحت امرك طلبت زيارة الطبيب فرحبت وكانى لابد ان اخذ مواقفتها ما علينا دفعت رسوم الزيارة وعرفت ترتيبى الخامس وانطلقت لجلوس بركن الصالة هانت كلها ساعة وتنتهى القصة حاوت ان اشغل نفسى برفقاء الكفاح اقصد رفقاء الالم

فى الركن المقابل لى رجل متبرم مصاحبا اكيد لزوجته الى يظهر على وجهها الضيق قد يكون من الالم اومن الانتظار وبجانبهم يجلس اب وثلاثة بنات بينما تجلس الام بجهة المقابلة فالبنات يقطعن صالة الانتظار فى رحلات مكوكية من الاب الى الام والعكس بينما الاب يؤكد (بلاش دلع) ولاء فقط هى المريضة اما انتم بتدلعوا وانا لا احب الدلع ثم تتغير ملامحه فجأة متزامنه مع نحنة الام ونظرتها اليه فيرق صوته متسائلا كيف تهاجمكم الام السنان مرة واحدة كيف حدث هذا اشعر وكان الرجل يكاد ينفجر من الغيظ وتطل من عينه افكاره التى تؤكد ان نظرية المؤامرة عليه موجودة لكن من الاطراف المتامرة لا يعرف قد تكون زوجته والبنات او زوجته والتسوس او جميعهم مع بعض الكل خانوك يا ريتشارد

اما جانبى فيجلس رجلان المريض على ما يبدوا الملاصق لى فهو يمسك فكه من ان لاخر بينما الاخر واظنه صديقة او قريبه يجلس ناظرا للارض مستحضرا هيبة الموقف يدور بينهم حديث عن كفاة الدكتور وانه من المدرسة القديمة فى طب الاسنان الحريصة على تخليصك من الالم فى اسرع وقت ثم يسود صمت وينتهى الموقف الى ما بدء منه، استبشرت خيرا احب التخلص من الالم فى اسرع وقت، لكن هذا الصديق يستكثر عليا الفرحة بيستطرد معلنا حتى لو بالخلع مؤكدا كلامه ان الطبيب طالما وجد انه مازال هناك اسنان او ضروس اخرى يسارع بخلع الجزء المريض نظرت اليه مستنكرا اهذا يا اخى مبدا طبى بهذه الطريقة لن يبذل الطبيب اى مجهود للعلاج لا مع اخر ضرس املكه

جذبت انتباهى اه من الطقلة ولاء بمعطفها الصوف وشعرها الاسود المضفر بينما تسقط من عينيها دمعة الم اما الاخرتان فلا اجد اى ملامح الم على وجههما هذا الاب المسكين محق فهى فعلا نظرية المؤامرة رجعت بنظرى الى ولاء سرحت فى دمعتها تذكرت اول سنة تساقطت من اسنانى اللبنية شعرت بتخلخلها ذهبت جاريا لجدتى فرحت جدا وقالتلى اصبر عليها فكلما صبرت كلما قل الدم الذى ستنزفه لا تكن كالاولاد الاغبياء وتلعب بلسانك فيها فتكون سنتك الجديدة ليست بوضع سليم كن صبورا تناساها ومر اسبوع كامل وانا اخاف ان المسها بلسانى خوف يصل الى درجة الحرمانية، احب ان تكون اسنانى الدائمة جميلة مثل اقرانى ، اصبحت السنة فى وضع يسمح لها انت تخلع لو فقط جذبت بهدوء وقمت بذلك بنفسى لم اسمح لاحد ان يجذبها حتى لو كانت جدتى ولم انزف ولا نقطة دم كلام جدتى سليم كلما صبرت كلما قل ما تفقده من دماء
نظرت جدتى الى السنة ثم قالت تقذفها مع شروق الشمس بكل قوتك حتى تصل اليها وانت تغنى( يا شمس يا شموسة خذى سنة الحمار وهاتى سنة العروسة) ، كنت اطيع جدتى وسوف اطيعها فى هذا ايضا بالرغم يقينى انى لست حمار وايضا رغم انى الا اتمنى ابدا ان اكون عروسة او ان امتلك سنة عروسة كما نى ادرك ان مهما كانت قوتى فلن تصل السنة اكيد للشمس البعيدة، نظرت الي جدتى قائلة اعرف ما تفكر فيه لكن لابد ان تقول هذا وانت تلقيها حتى تكون اسنانك الجديدة جميلة ومعتدلة ، كلمتها كانت كافية لانطلق فى الفجر مع اشراقة الشمس منفذا تلك الطقوس وما ان قذفت بالسنة من البلكون حتى ادركت انى فقدت شيئا غاليا فانطلقت ال الشارع باحثا عنها بعد انتهاء الطقوس، ساجدها واحتفظ بها لكن للاسف لم اجدها فحزنت فترة عليها وحرصت بعد ذلك ان اقوم بالطقوس على السطح حتى القيها فتقع فى بلكونة جدتى فيسهل الحصول عليها، وقد احتفظت بكل اسنانى اللبنية ما عدا الاولى فترة طويلة حتى رميتهم ابان فترة مراهقتى ومحاولة تخلصى من طفولتى

ضحكت فجأة وتزامنت ضحكتى مع ميل الزوجة على زوجها المتبرم فنظر الى نظرة ضيق ، زوجته كل دقيتين تميل عليه لابد انها تلقى عليه تقرير الالم بينما هو كالمسكين يبحث عن اى مخرج له فجاة دخل الطبيب لقد كبر كثيرا وورائه مريض كنت ابحث عنه فهؤلاء ثلاثة حالات اما الرابع فهاهو يدخل خلف الطبيب نظرت الممرضة الينا معلنه انه رقم واحد فحول الجميع نظره غير عابئ بتصريحها
بينما انا افكر فى تلك الممرضة ثقيلة لدم التى تؤدى عملها بكل برود وبلا اى روح فوجئت برجل يتجه نحوى( باشمهندس ازيك اخبار حضرتك ايه) نظرت متسائلا وانا ارد عليه الحمد لله لم اكن فى مزاج رائق يسمح لى بالتذكر الا انه لم يرحمنى( اهلا يا هندسة وحشنى والله انا شفتك مرة واحدة فاكرنى دحنا زملاء فى شركة واحدة) نظرت اليه مدققا لا اعرفه اكاد اجزم ليس لى زملاء عمل هنا لكن لا يعطينى فرصه (وازى الزملاء كلهم ميش كويسين برضه) اكاد اردعليه فيلحقنى قائلا( انت جاى بالكارنيه انا يا هندسة لثتى تعبانى قلت استفيد من الكارنيه اللى مرمى فى البيت من غير فائدة) لم اكن قادر على الرد احسست ان الرجل جلب معه كل الامى اللى كانت رحلت عنى لن اخلص منه الا بقول ( نعم انا كمان بالكارنيه ضحك وقال (تمام يا هندسة بس انت برضه ميش فاكرنى انا ممدوح محاسب المخازن يا باش مهندس شريف) فنظرت اليه وانا اكاد انفجر( انا ميش مهندس شريف ولا اعمل هنا اصلا) فنظر الي ولسان حاله يقول الرجل يستعر منى او لا يريد مكالمتى وقد ازداد موقفى سؤء فى نظره انى اكدت له انى بالكارنيه جلس الرجل متنمر بينما انا تجاهلته تماما خرج الرجل الاول بينماا نادت الممرضه على الحالة الثانية فانطلق الرجل المتبرم مسرعا الى الداخل بينما زوجته تمشى ببطئ جدا حتى ظننت انها لن تصل الى باب غرفة الطبيب ابدا، سمعنا صيحات المريضة بينما صوت الطبيب ينادى الممرضة التى انطلقت مسرعة ثم سمعنا صوت صفعة شديدة تخيلتها على وجه الممرضه ففرحت جدا بل سعدت بذلك وتخيلتها خارجة بينما اصابع السيدة معلمة على وجهها لن استطع كتم ضحكتى ، مرت دقائق وخرجت الممرضة سليمة بلا اى علامات ايتها المفترية هل وصلت بكى الدرجة الى ان تضربى المرضى لو كنت الطبيب لطرتدك فورا ، مرت دقائق اخرى وفوجئنا بالرجل وقد تعلم وجهه بخمسة اصابع بينما اذنيه حمراء جدا بينما زوجته تبتسم ثم تتسع ابتسمتها ويعلو صوت ضحكتها ، بينما الممرضة تبادلها الضحكات يالها من زوجة مفترية هل هان عليكى هذا المسكين فتضربيه هذه الصفعة بعد ان صحبك طوال فترة المك ،نظرت الى الرجلين فوجدتها يتاهبان الى الدخول بينما المريض يقول لزميله (علشان كدة جبتك ومجبتهاش) وانطلقا يضحكان بينما والد ولاء نظر الى زوجته نظرة تحذير او فلنقل نظرة استعطاف

خرج الرجل وهو يتاوه من الالم بينما قامت الاسرة اصغيرة منطلقين الى غرفة الطبيب وظللت انا وممدوح الشاكك في دائما ينظر اليا كلما تحركت لعلى اخرج الكارنيه الذى عرفت معناه بعد ذلك

انتهت رحلتى امام الطبيب وحاولت ان اذكره بي بينما هو يؤكد انه متذكرنى وانا اوقن انه لا يتذكر حتى المريض الذى خرج قبلى، جلست على الكرسى الذى اكرهه جدا وفتحت فمى نظر الطبيب وقال لى تسوس لازم تنظيفة وحشوه حنظف اليوم ونحشو غدا الضرس كويس لو كنت انتظرت فترة كمان كنت حتخلع ، اكره اطباء الاسنان عن كل الاطباء عملهم يزيد المك والحفارة تنخر فى ضرسى ، كل زيارتى للاطباء بل والعمليات التى عملتها وانا كبير كنت اذهب لوحدى وادخل مهزرا مع الطبيب والممرضات ولم اخاف ابدا الا من طبيب الاسنان
وضع لى الحشو المؤقت ووصف لى مسكن وطالبنى بالمجئ بعد يومين للحشو

خرجت كانت الساعة العاشرة وشيعنى الاخ ممدوح بنظرة عتاب فمن الواضح انه مازال مقتنع انى مهندس شريف

الأربعاء، 20 فبراير 2008

مأزق طفل ( مهداه الى روح جدتى) عليها رحمة الله وكل اهلى اجمعين

كلما وقعت فى مشكلة كبيرة فى طفولتى لم اجد سوى جدتى لامى احكى لها فتبادلنى الراى والنصيحة وبالرغم من طبيعة حياتها القاسية ، الا ان نصائحها كانت دائما برقة وحنية ممزوجة بشئ من القسوة والعتاب .
لم اكن اعرف سبب هذا العتاب هل هو نتيجة ثقتها بقدراتى انى استطيع ان احل اى مشكلة ، ام بسبب انها لا تتوقع انى سانفذ نصائحها ، الا انى كنت اتلقى تلك النصائح بكل رحب وسعة . اما القسوة فهى ناشئة عن شخصيتها التى تمتزج بين المصرية والتركية وتمسكها دائما بكل ما هو خير وصواب فى نظرها

وفى احدى مشاكلى - لسنا بصدد الحديث عن المشكلة- الا انى كنت اعتبرها مازق كبير ومشكلة عويصة لا حل لها ذهبت الى غرفة جدتى حاكيا لها ما حدث لى ، فنظرت الى مبتسمة لثوانى الا ان ملامحها رجعت الى عبوسها قائلة لن احل لك مشكلتك هذه المرة فانا لا املك الحل وايضا لن استطيع من الان ان احل لك اى مشكلة فلا يوجد احد يستطيع حل كل المشاكل .
نظرت اليها بهلع فهى كانت حتى هذه اللحظة هى ملاذى فى هذه الدنيا وخط دفاعى الاول والاخير ، الا انها انقذتنى من هذه الهواجس قائلة ساحكى لك قصة تذكرها كلما حدثت لك مشكلة كبيرة وصعوبتها بعمق بئر خاوية من مائها
لم ادرك معنى صعوبة بئر عميقة خاوية من مائها الا انى لم اكن فى مزاج رائق لتلقى حكاية برغم ولعى الشديد بالحكايات والقراءة الذى يصل الدرجة الجنون لذلك لم اسئلهاعن معناها كعادتى عندما لا ادرك معنى شئ فقلت لها دون اكتراث احكيها لعلها تنتهى منها بسرعة واذهب انا للتفكير فى مشكلتى

نظرت الى قائلة ارجوا ان تفهمها جيدا ، وفى كل مشكلة تتذكرها كاول حل لهذه المشكلة مهما كبرت ، امنت على كلامها بتحريك رقبتى وقد بدأ فضولى للحكايات يسيطر على ويغلب قلقى

بدات جدتى حكيتها قائلة فى قرية بعيده جدا تزوج رجل غنى من امرأة فانجب منها البنين والبنات وعاشا حياة كريمة حتى تذكرها الله عز وجل فحزن الرجل وقد اصبح اولاده كبارا وتزوجوا فشعر بوحدة ووحشة كبيرة فقرر هو الاخر ان يتزوج من امراة فى وسط العمر تؤنس وحدته وكان له ما اراد فتزوج امراة فقيرة من نساء القرية بالرغم من معارضة ابنائه لذلك وشاءت ارادة الله ان تنجب هذه المراة طفل جميل نعم بخير والده بالرغم من كره اخوته له ولان الله الدائم فقد توفى الرجل وابنه فى العاشرة من العمر طفل صغير ولم يتركه القدر بل عالجه بضربه اخرى فتوفيت والدته فى اعقاب والده فبات الفتى وحيدا لا يملك من الدنيا الا ميراثه واخوة طامعين فيه مستكثرين ان يشاركهم فى مال ابيهم .
واكتملت اركان المأزق فقرر الاخوة التخلص من اخيهم واختاروا بئر عميقة نضبت مائها ليرموه فيها ، ولما دخل الليل حملو اخيهم عنوة والقوا به فى البئر وانتظروا ان يسمعوا اصوات استغاثة او انين وجع فلم يسمعوا شئ فادركوا انهم قتلوا اخيهم ، فمنهم من ندم ومنهم من فرح الا انهم اجمعوا على ان يردموا البئر فى الصباح اكراما لاخيهم بعد وفاته للنادمين واخفاء لجريمه ارتكبوها غير النادمين
وحين طل الصبح بنوره انطلقوا حاملين فئوسهم الى البئر وسط تعجب اهل القرية الا انهم اعلنوا ان اخيهم كان يلعب فسقط فيها ومات فواجب عليهم الان ان يواروه التراب فاستحسن اهل القرية الفكرة واكبروا الاخوة الذين يهتموا باخيهم ميتا وقرروا مساعدتهم

انطلق الجميع يهيل الرمال داخل البئر كل بما قدر ولم يهتم احد بالنظر داخل البئر حتى ارتفعت الرمال وفوجئ الجميع بالطفل يرتفع مع الرمال الى فوهة وهو حى يرزق وقد ملت الجروح جسده الصغير وايضا تغطى الرمال وجهه الا انه يبتسم لهم هلع اخوته وملئهم الرعب وظنوا انها النهاية الا ان اخيهم ارتمى فى حضنهم قائلا كنت اتوقعكم تنقذون يا اخوتى بعد ان وقعت فى البئر

اخذ الاخوة الطفل الى المنزل وهناك سالوه وهم يبكون كيف انقذت نفسك مرتين يا اخينا مرة حينما رميناك بالبئر ومرة حينما اهلنا عليك التراب نظراليهم بوجهه الطفولى قائلا اما الاولى فقد كفانى الله عز وجل شرها فاصبت بجروح وقضاء الله خير من اى قضاء وصبرى عليه نعمه رزق من عندالله ، اما الثانية فكلما اهلتم ترابكم نفضته عن جسدى ووقفت فوقه حتى وصلت بترابكم هذا الى قمة البئر ثانية
استكبره اخوته وقدروا ذكائه وثقته بالله تعالى

اتذكر هذه القصة كلما وقعت فى مازق بعمق بئر خاوية فاحمد الله عز وجل على قضائه وانفض تراب من يحولون دفنى تحتهفاذا به يسقط تحتى فاخذه خطوة لاعلى حتى اصل الى فوهتك ايها البئر ، وفى النهاية اعفو واسامح لان العفو من شيم الرجال

الأحد، 17 فبراير 2008

انتظرك دائما

اعرف انه مستحيل ان تاتى وتشاركينى احلامى ، عقلى يدرك ذلك تماما يعيه ، الا ان قلبى يشعر بكى يحسك وانا حائر بينهم ، كلما تذكرت كلماتك اشعر بالنشوة تسرى فى عروقى يدفعها قلبى النابض بحبك الى انحاء جسدى ممزوجة بفرحة تسيطر على تجعلنى احب الحياة تلغى عقلى وادراكى للواقع الذى طالما تحليت به .

لكن اين هى هكذا يقول عقلى يرسل اشارته الكهربية الحاملة للوحشة المستسلمة للواقع فيخمد اعصابى يطفىء تلك الفرحة التى نشرها قلبى يحاصر النشوة فيخنقها

الا انى انتظرك احساس محب انك ستاتى يوما ما ستعيدى كلماتك الجميلة فيدفعها قلبى الى جسدى فينتشى فينتابنى احساس انى املك العالم كله حتى وانا على اطراف الصحراء ، هل ستأتى اشك عقلى يجبرنى عى ذلك ينهرنى بشدة لسان حاله يقول لست انت الذى اعرفك اين رصانتك اين واقعيتك لا تستسلم لقلبك المريض بحبها قاومه

هل ستاتى بكلماتك العذبة الرقيقة فتمنحينى حق الحلم وتمنحى قلبى حق الحياة تنصريه على عقلى الذى طالما هزم قلبى ، ام تنسيننى فيكون عقلى محق ينظر الينا طالبا اعترافنا انه محق دائما

لا تخزلينى اسف لا تخزلى قلبى انى انتظرك

السبت، 16 فبراير 2008

احلام صغيرة ،،، احلام جميلة ،،،،، احلام مستحيلة

ساعات الواحد بيفكر فى الاحلام - واقصد هنا الامنيات التى تصل الى درجة الحلم- التى مرت عليه طوال حياته منذ ان كان طفلا صغيرا حتى الان ، ما هو الحلم الصغير الذى تضحك كلما تذكرته وما هو الحلم الجميل الذى يفرحك كلما مر مرة اخرى امامك ، وما هو الحلم المستحيل الذى طالما حلمته به ولا زلت تحلمه بالرغم من ادراكك انه حلم مستحيل ......

انها دعوة لتذكر احلامنا التى راودتنا وامنياتنا الجميلة التى طالما تمنينها وكانت تمثل فى وقت ما من حياتنا شئ يصل الى درجة الحلم

اتذكر ان اول احلامى او امنياتى الصغيرة هى ان كل الابقار تهاجر من كوكب الارض الى كوكب اخر وبالتالى تنتهى مشكلة اللبن التى طالما ارقتنى فى حياتى فقد كنت اصحوا حتى قبل ان يرن جرس المنبه افكر فى حجة او خطة اهرب بها من شرب اللبن ، كانت امنيتى لفترة طويلة الغريب فى الموضوع انى فى مرحلة الاعدادى احببت اللبن جدا واصبح اشربه بكل سلاسة بل اشتريه انا نفسى

وتتابعت احلامى منذ ذلك الوقت على سبيل المثال حلمى بان املك بساط الريح فاسافر الى انحاء الارض، واشاهد كل البلاد وطبعا لا يخلوا الحلم من بعض المغامرات البطولية لابن النيل

اما حينما اصبت فى مرحلة المراهقة فتطورت احلامى فاصبحت احلم بتملك طاقية الاخفاء طبعا انتم تدرون لماذا ، لكى ادخل جميع الابواب المغلقة ، يالابقى مهى احلام

اما حلمى المستحيل فظل يراودنى من طفولتى مرورا بمراهقتى حتى وصولى الى ما انا فيه الان ، هو حلم تمنيته وانا اعلم انه مستحيل هو ان اعيش فى مدينة البط هذا المكان الذى احبه جدا واشعر اننى ساكون سعيدا جدا بالعيش فيه لا تسالنى لماذا لانى لا املك اجابة قد يكون السبب ان الحياة سهلة وجميلة وقد يكون السبب ولعى الشديد بسكان المدينة او قد يكون السبب توقف الزمن بها فلا احد يكبر ولا احد يشيخ لا اعرف الا انى تمنيت هذا بشدة وبصورة متواصلة ، بالرغم من ان هذا الحلم دائما ما يسبب لى الاحراج بالذات لو احدهم سالنى ما اكثر حلم تمنيت حدوثة فاجاوبه ببساطة اتمنى ان اعيش بمدينة البط فينظر الى مندهشا مشفقا او شاكا فى جديتى او سلامة قواى العقلية

اعتقد انتم الان تشكون فى الاثنين لكنها احلام مستحيلة

الخميس، 14 فبراير 2008

احبها لانها الحب ذاته

نظرت الى بتلك النظرة العذبة التى تروى ظمأى قائلة انا اعرف انك تحب الحب اليس كذلك

ابتسمت لها وحالى يقول من منا لايحب الحب من منى لايتمنى ان يرافقه الحب مدى طريقه كله يمسك بيديه فينتشله وقت ان يحتاجه احب الحب لانه كالاخ الكبير ننظر اليه بشغف واعجاب ونتمنى ان نكون مثله

حولت نظرتها عنى وابتسمت ابتسامة صافية ثم قالت اخاف انك لاتحبنى بل تحب الحب نفسه تحب حالته المطلقه تحب ان تعيشه هو، اما انا فمجرد تكمله للحالة الهواء الذى تتنفسه لتظل فى دائرة الحب

احبك لانك الحب فانا لم اعرفه الا حينما وجدتك، لم اعرف التحرر من قيودى الا بين يديك انت صحيح الهواء الذى اتنفسه ولكن ليس لكى اظل فى دائرة الحب بل لان نفسى اصبحت بين يديك تجوب العالم خلفك تستنشق رحيقك الندى فيزيدها هياما بكى، حافظى عليها فهى ملكك الان ,,,,,,,قتلها كم لم اقلها من قبل احبك احبك

نظرت الى بنظرتها العذبة قائلة كلمتها الجميلة........

الأربعاء، 13 فبراير 2008

الاحساس بالجمال

الاحساس بالجمال ميزة خصنا بها الله عز وجل عن باقى الكائنات ، الا ان ايقاع حياتنا السريع او احتياجنا للسعى وراء الرزق طمر هذه الميزة ، فاصبح الفقراء يعتبرونها من مميزات الاغنياء اما الاغنياء فاصبحوا يرونها من الاشياء التى ليس لها وقت
حتى انا نفسى اصبحت لا احسه ولا اتذوقه اجرى فقط خلف رزقى اذا اعتبرت نفسى من الفقراء او اجد انه لا وقت لدى لهذا اذا حسبت على فئة الاغنياء .
نفسى الان اتوقف عن السعى لحظة احس بجمال ما حولى ومن حولى المس هذا الجمال بمشاعرى انقله الى داخلى فيزيح الكأبة التى اعيشها ، كما يزيح الاخضر الصحراء فيخفيها او حتى اجعله سياج لقلبى يحميه من وحشية هذه الحياة بل يحميه من وحشيتى

اريد ان اتذوق الجمال فيشبعنى ، احتاج الى هذا النوع من الشبع

واعتقد انتم ايضا

الثلاثاء، 12 فبراير 2008

اول خطوة

دايما بتكون صعب وساعات بنشوفها مستحيلة يمكن كلنا ناسينا الاحساس دا لاننا كنا صغيرين اوى ، لكن بيرجعلنا تانى لما بنبتدى اول خطوة فى حاجة جديدة.......... بالذات لو الحاجة دى بتهمنا اوى وبنحسها حتفرق معانا زى بالظبط لما الطفل بيحس ان الخطوة حتوديه حتة بعيييد كان بيحلم بيها وهو لسه متعلمش المشى