السبت، 23 فبراير 2008

يوم من الالم

البرد القارس يخترق النوافذ والاغطية ويتسلل الى اطرافى يا لها من ليلة، البرق والرعد صديقان متلازمان لايصمتان ما يزالا يقرعا باب مدينتنا الجميلة بينما انا كامن فى سريرى متدثر بكل ما املك من اغطية بل واضع طاقية صوف على راسى اغفوا قليلا ثم ما البس صحوا على اصوات الرعد الذى دائما ما يسبقه نور صديقه الا انى استسلمت للنوم اخيرا

اه الم جزء من جسدى يتالم خلايا اعصابى ترسل اشارات الالم بسرعة وباستمرار الى مخى لعله يستطيع ايقاظى انا النائم بينما جزء من جسدى يعانى ، ينجح مخى اخيرا فى ايقاظى ، اضع يدى على فكى الاسفل اه ما هذا الالم الرهيب انه ضرسى وكانى لا اجد ما يؤلمنى الا يكفى دور البرد الذى يحاصرنى فى سريرى رغما عنى ، لا احتمل الم الاسنان اكرهه بشدة كما اكره جميع اطباء الاسنان

قمت بسرعة اغسل اسنانى بمعجونى المعالج ايضا للثة اكيد التهاب بسيط باللثة سيزول مع مسكن ، ارجع سريرى مرة اخرى بعد ان تناولت حبة المسكن ، اقلل من قيمة الالم احاول النوم ، لا استطيع البرد واسنانى وبنت الجيران الجميع يطاردنى .

الساعة الان السادسة ، اشعر بنبض غريب فى فكى احسه يتورم مع كل دفعة من الدم تصله، الالم يصبح مستمرا ويحاول ان يحتل مساحات اخرى من جسدى ، لن استسلم له سالبس وانزل لعل النزول ينسينى هذا الالم ، الهروب فى هذه الحالة مفيد جدا

نور الصباح يكاد يضئ الدنيا بينما الشمس الغائب الحاضر فحضورها لا يترجم الى اشعة جميلة ذهبية تبعث الدفئ فينا لذا الجميع يعتمد على ذاته يحاول ان يدفئ جسده بطريقته من يحك يديه، من يرتدى كل ما يملك على ما اعتقد، من تحدى البرد غير عابئ به ،اما انا فمصيبتى مزدوجة فالبرد يهاجمنى من الخارج بينما الم اسنانى ينشر الثورة على بالداخل وضع لا احسد عليه

ماذا افعل الان الكل مشغول بحاله بين تلاميذ مدارس وطلاب جامعات وموظفين الجميع منطلق ينشد الدفئ ، اما انا فاهيم بسيارتى لا اعرف ماذا افعل ، الوقت يمر ببطئ والالم يزيد كما لم ارى من قبل احس ان وجهى ينتفخ كالبالون ، اشعر ان الالم نجح ان يضم الكثير من الاجزاء الى ثورته فكى الاسفل كله لثتى الجزء الايمن من رقبتى ، لكن لا يهم مازلت اسيطر على الوضع فبقيتى مازالت تابعة لى وتدين بولائها الى.

ماذا افعل الساعة الان اقتربت من الثامنة وانا اهيم بلا هدف سوى ان يخف هذا الالم الذى لايعبئ بمحاولتى بل يعمل جاهدا على السيطرة تماما على ، اه افطر لعل الاكل يخفف المى اذهب الى محمد احمد لم اذهب اليه منذ امد طويل سنين اخر مرة ذهبت اليه كنت مع ابى بعد ان اخذنى فى جولة جميلة الى حديقة الحيوان كنت احب تلك الرحلة المكررة كل مرة خروج مع ابى، اكاد احفظها الا انى احبها لا املها احسه صديقى اضحك كما لم اضحك طوالى الاسبوع ، انطلقت السيارة مستجيبة الى رغبتى بينما انا اتذكر اطباق الفول والطعمية ورفض اختى الدائم لاكل البيض بينما انا ابستم لنفسى فى خبث اكيد سيئول الى بعد ان رفضته.

وصلت الى محمد احمد الساعة الان الثامنة والنصف لا مكان لاضع به سيارتى لا احتمل البحث اكاد اغلقها وانزل عينانى تبحثان عن مكان كما يبحث الصقر عن فريسة مهما كانت صغيرة، احدهم يشير الى ان تفضل لا افكر ادفع بسيارتى الى المكان الذى اشار اليه اغلقها بسرعة اشرب شرفة ماء تقينى من البرد كما اعتد من صغرى ثم انزل انظر اليه السيد السايس ولسان حالى يقول لن اتاخر طبعا لن اتاخر ساقضى على الام ثم اتى مكللا باكاليل النصر وانعم عليك ببقشيش كبير

ادخل محمد احمد بهدوء محاولا استرجاع ذكرياتى القديمة فى هذا المكان اكره ان اجلس فى الطابق الارضى لااشعر بحلاوة الاكل فيه انطلق جاريا من يد ابى الى الطابق الاعلى متاكدا انه سيلحقنى ، انطلقت الان ايضا لكن هذه المرة محاولا الهرب من الالم الا انى اعرف انه سيلحقنى لا محالة فارض المعركة حدتت بالطابق الاول بهذا المطعم مظاهر الترحيب من النادل مصحوبة بنظرات تساؤل عما اريد ، طلبت الاكل المعتاد

رصت الاطباق اختى تاكل بهدوء وتمضغ الطعام كما ينصح الجميع اما انا فاكل بسرعةلا اكاد امضغ الطعام، ابى ينظر الينا مبتسما بينما ينتابنى شعور بالخوف فبالرغم حبى للاكل فى المطعم الا انه اشارة لقرب انتهاء اليوم الذى احبه لكن ما باليد حيلة سيتنهى وسياتى ثانية ويتنهى ثانية لابد ان اكل الان واستمتع ، لا استطيع المضغ بعد مرور كل هذه اسنوات فما زلت لا اكاد امضغ لكنى الان لا استطيع تحريك فكى الالم اقوى منى يدفع بنبضته الساخرة منى اتستطيع ان تاكل اتظن نفسك فى نزهه للقضاء على انا الان الاقوى اتغلل الى اجزاءك لن تنجو منى يا هذا تلك رسالتى اليك اما الاستسلام او انتظر المزيد والمزيد ، احاول جاهد المضغ ضرسى يؤلمنى الام فظيعة اشعر بتاثيرها فى فكى العلوى الان بل فى رقبتى اشعر بالام غريبة اضطر للانسحاب ساكل على الناحية اليمنى الالم يخف الاانه موجود لا استطيع ان اكل هكذا اخبرنى مخى متوسلا ان انسحب من معركة الاكل، فهى خاسرة فلا يجب ان نخسر البقية الباقية من قوة احتمالنا فى هذه المعركة اطب الحساب وانسحب بسرعة، اتنفس اصعداء بمجرد ان خرجت من باب المطعم لا مفرلابد ان افكر فى حل جذرى للمشكلة

اتوجه الى اقرب صيدلية طالبا مسكن موضعى لالام الاسنان تنظر الي الصيدلية ثم تدخل لتحضر انبوب مرهم ادفع ثمنه وافتحة واضع جزء كبير منه على فكى الاسفل من الداخل بينما كلماتها تنفذ الى اذنى اذهب للطبيب احسن فكك وارم نزلت كلماتها على كالصاعقة نعم انا شعربذلك لكنى اعرف من داخلى انه مجرد شعور ليس اكثر نظرت اليها شاكرا ثم خرجت دقائق والالم يزول ياترى كم من الزمن سيمنحنى هذا المسكن مانعا عنى الالم وما هى خطتى انا لا اعرف طبيب اسنان جيد اه دكتورى القديم اخر مرة ذهبت اليه من 12 سنة لا اظنه مازال موجودا بل اين عيادته

احاول التذكر انطلق فى شوارع محطة الرمل محاولا تحديد مكان عيادته مستعينا بذاكرتى ساصل فلن اهزم فى يوم واحد مرتين الالم خف كثير الا انه مازال موجودا النار تحت الرماد والثورة تنتظر اللحظة المناسبة لتعود اقوى من الاول هكذا تعلمت من التاريخ

الشوارع متشابهة وذاكرتى مشوشة الا هناك بريق امل فالشارع به مطلع كبير وبه كنيسة على ما اتذكر لكن المشكلة انى اشك فى انه هنا بمحطة الرمل اكاد اياس اليوم ليس يومى امر على قهوة اجد نفسى جالسا على احد كراسيها وما ان جلست حتى لحقنى القهوجى (تحت امرك يا باشا) طلبت شاى بالقرنفل كما قرات فى القائمة المعلقة وانا اعرف ان القرنفل مسكن لالام الاسنان،مر بائع الجرائد فابتعت الجرائد اليومية كلها كان الالم قد وصل لاقل درجاته اكاد لا اشعر به ولا بفكى كله اندمجت فى القراءة بينما انا اشرب الشاى بالقرنفل ممزوجا بطعم المرهم المسكن

نظرت الى القهوجى فاتى الى سائلا عن طلبى فطلبت شاى مرة اخرى ثم سالته عن شارع به مطلع وبه كنيسه فنظر الى اللاشئ واخذ يداعب ذقنه الطويلة واتخذ موضع المفكر للحظات طويلة ثم قال انا شاكك فى شارعين ثم اخذ يشرح لى الشارعين شكرته وانطلقت مسرعا فالساعة الان الحادية عشر والنصف والالم بدء يعود تدريجيا فعالجته بجرعة جديدة من المرهم ، ها انا ذا وصلت نعم هو هذا الشارع الحمد لله انطلقت الى العمارة سائلا عن هذا الطبيب الذى قد يكون سافر او هاجر او رحل الى العالم الاخر

لحسن حظى الطبيب حى يرزق وعايدته تعمل بانتظام كما اكد لى السيد البواب الا ان العمل يبد افى الشتاء الساعة السادسة اما الصيف فيبدا السابعة والدكتور يسافر مرتين فى السنة مرة بالشتاء لمؤتمر بامريكا ومرة بالصيف للتصييف مع العائلة شكرته وابتعدت هاربا لو كنت انتظرت قليلا لعرفت تاريخ الطبيب واسرته

الثانية عشر ومعنوياتى مرتفعة والمسكن يعمل بصورة جيدة امامى 6 ساعات كاملة اشعر بالجوع لكنى لن اكل الان بل ساذهب الى السينما اعشق سينما امير كنت احبها قبل التجديد والان احبها بعد التجديد اعتبرها جزء من تاريخى بالاسكندرية قطعت التذكرة ودخلت ثم خرجت فقطعت تذكرة لفيلم اخر حفلة الساعة الثالثة ا استطيع ان ادخل فى اليوم اربع او خمس حفلات، الساعة الان السادسة الا الربع احب السينما جدا اعشقها منذ طفولتى امتع فسحة بالنسبة لى ان اذهب الى السينما ثم اخرج الى الاكل الجوع يقتلنى اشعر انى ضعيف البرد والزكام ايضا لا يرحمونى والم اسنانى كلما حاول المعاودة عالجته بالمسكن

قررت ان اكل عند جابى اعشق هذا المطعم الايطالى الصغير بهدوئه وروحه الكلاسيكية، البيانو بعزفه رائع كل من يجلسون احسهم من عصر مضى حتى وان كانوا من ابناء جيلى ، اكل بسرعة لالحق الطبيب ولكن هل انا احتاج ان اذهب فعلا لا اعرف لكن ساذهب مهما حدث انهيت طعامى وانطلقت مسرعا الى العايدة استقبلنى البواب استقبال الاصدقاء متسائلا لمذا التاخير يا استاذ (الحقه ليكون مشى ) انطلقت مسرعا ركبت الاسانسير الى الطابق الرابع اشعر كانى اصعد عشرة طوابق من الطوابق الجديدة المصعد يقف معلنا الوصول بينما صوت البواب يلاحقنى لا تنسى اغلاق الباب بقوة يا استاذ ، فتحت باب العايدة فوجدت بعض المرضى يجلسون والصمت يخيم على المكان اكيد الطبيب هنا ما دام الاخوة ورفقاء كفاح الام الاسنان هنا ، توجهت الى الممرضة مباشرة نظرت الى نظرة استفسار ممتزجة بملل قائلة تحت امرك طلبت زيارة الطبيب فرحبت وكانى لابد ان اخذ مواقفتها ما علينا دفعت رسوم الزيارة وعرفت ترتيبى الخامس وانطلقت لجلوس بركن الصالة هانت كلها ساعة وتنتهى القصة حاوت ان اشغل نفسى برفقاء الكفاح اقصد رفقاء الالم

فى الركن المقابل لى رجل متبرم مصاحبا اكيد لزوجته الى يظهر على وجهها الضيق قد يكون من الالم اومن الانتظار وبجانبهم يجلس اب وثلاثة بنات بينما تجلس الام بجهة المقابلة فالبنات يقطعن صالة الانتظار فى رحلات مكوكية من الاب الى الام والعكس بينما الاب يؤكد (بلاش دلع) ولاء فقط هى المريضة اما انتم بتدلعوا وانا لا احب الدلع ثم تتغير ملامحه فجأة متزامنه مع نحنة الام ونظرتها اليه فيرق صوته متسائلا كيف تهاجمكم الام السنان مرة واحدة كيف حدث هذا اشعر وكان الرجل يكاد ينفجر من الغيظ وتطل من عينه افكاره التى تؤكد ان نظرية المؤامرة عليه موجودة لكن من الاطراف المتامرة لا يعرف قد تكون زوجته والبنات او زوجته والتسوس او جميعهم مع بعض الكل خانوك يا ريتشارد

اما جانبى فيجلس رجلان المريض على ما يبدوا الملاصق لى فهو يمسك فكه من ان لاخر بينما الاخر واظنه صديقة او قريبه يجلس ناظرا للارض مستحضرا هيبة الموقف يدور بينهم حديث عن كفاة الدكتور وانه من المدرسة القديمة فى طب الاسنان الحريصة على تخليصك من الالم فى اسرع وقت ثم يسود صمت وينتهى الموقف الى ما بدء منه، استبشرت خيرا احب التخلص من الالم فى اسرع وقت، لكن هذا الصديق يستكثر عليا الفرحة بيستطرد معلنا حتى لو بالخلع مؤكدا كلامه ان الطبيب طالما وجد انه مازال هناك اسنان او ضروس اخرى يسارع بخلع الجزء المريض نظرت اليه مستنكرا اهذا يا اخى مبدا طبى بهذه الطريقة لن يبذل الطبيب اى مجهود للعلاج لا مع اخر ضرس املكه

جذبت انتباهى اه من الطقلة ولاء بمعطفها الصوف وشعرها الاسود المضفر بينما تسقط من عينيها دمعة الم اما الاخرتان فلا اجد اى ملامح الم على وجههما هذا الاب المسكين محق فهى فعلا نظرية المؤامرة رجعت بنظرى الى ولاء سرحت فى دمعتها تذكرت اول سنة تساقطت من اسنانى اللبنية شعرت بتخلخلها ذهبت جاريا لجدتى فرحت جدا وقالتلى اصبر عليها فكلما صبرت كلما قل الدم الذى ستنزفه لا تكن كالاولاد الاغبياء وتلعب بلسانك فيها فتكون سنتك الجديدة ليست بوضع سليم كن صبورا تناساها ومر اسبوع كامل وانا اخاف ان المسها بلسانى خوف يصل الى درجة الحرمانية، احب ان تكون اسنانى الدائمة جميلة مثل اقرانى ، اصبحت السنة فى وضع يسمح لها انت تخلع لو فقط جذبت بهدوء وقمت بذلك بنفسى لم اسمح لاحد ان يجذبها حتى لو كانت جدتى ولم انزف ولا نقطة دم كلام جدتى سليم كلما صبرت كلما قل ما تفقده من دماء
نظرت جدتى الى السنة ثم قالت تقذفها مع شروق الشمس بكل قوتك حتى تصل اليها وانت تغنى( يا شمس يا شموسة خذى سنة الحمار وهاتى سنة العروسة) ، كنت اطيع جدتى وسوف اطيعها فى هذا ايضا بالرغم يقينى انى لست حمار وايضا رغم انى الا اتمنى ابدا ان اكون عروسة او ان امتلك سنة عروسة كما نى ادرك ان مهما كانت قوتى فلن تصل السنة اكيد للشمس البعيدة، نظرت الي جدتى قائلة اعرف ما تفكر فيه لكن لابد ان تقول هذا وانت تلقيها حتى تكون اسنانك الجديدة جميلة ومعتدلة ، كلمتها كانت كافية لانطلق فى الفجر مع اشراقة الشمس منفذا تلك الطقوس وما ان قذفت بالسنة من البلكون حتى ادركت انى فقدت شيئا غاليا فانطلقت ال الشارع باحثا عنها بعد انتهاء الطقوس، ساجدها واحتفظ بها لكن للاسف لم اجدها فحزنت فترة عليها وحرصت بعد ذلك ان اقوم بالطقوس على السطح حتى القيها فتقع فى بلكونة جدتى فيسهل الحصول عليها، وقد احتفظت بكل اسنانى اللبنية ما عدا الاولى فترة طويلة حتى رميتهم ابان فترة مراهقتى ومحاولة تخلصى من طفولتى

ضحكت فجأة وتزامنت ضحكتى مع ميل الزوجة على زوجها المتبرم فنظر الى نظرة ضيق ، زوجته كل دقيتين تميل عليه لابد انها تلقى عليه تقرير الالم بينما هو كالمسكين يبحث عن اى مخرج له فجاة دخل الطبيب لقد كبر كثيرا وورائه مريض كنت ابحث عنه فهؤلاء ثلاثة حالات اما الرابع فهاهو يدخل خلف الطبيب نظرت الممرضة الينا معلنه انه رقم واحد فحول الجميع نظره غير عابئ بتصريحها
بينما انا افكر فى تلك الممرضة ثقيلة لدم التى تؤدى عملها بكل برود وبلا اى روح فوجئت برجل يتجه نحوى( باشمهندس ازيك اخبار حضرتك ايه) نظرت متسائلا وانا ارد عليه الحمد لله لم اكن فى مزاج رائق يسمح لى بالتذكر الا انه لم يرحمنى( اهلا يا هندسة وحشنى والله انا شفتك مرة واحدة فاكرنى دحنا زملاء فى شركة واحدة) نظرت اليه مدققا لا اعرفه اكاد اجزم ليس لى زملاء عمل هنا لكن لا يعطينى فرصه (وازى الزملاء كلهم ميش كويسين برضه) اكاد اردعليه فيلحقنى قائلا( انت جاى بالكارنيه انا يا هندسة لثتى تعبانى قلت استفيد من الكارنيه اللى مرمى فى البيت من غير فائدة) لم اكن قادر على الرد احسست ان الرجل جلب معه كل الامى اللى كانت رحلت عنى لن اخلص منه الا بقول ( نعم انا كمان بالكارنيه ضحك وقال (تمام يا هندسة بس انت برضه ميش فاكرنى انا ممدوح محاسب المخازن يا باش مهندس شريف) فنظرت اليه وانا اكاد انفجر( انا ميش مهندس شريف ولا اعمل هنا اصلا) فنظر الي ولسان حاله يقول الرجل يستعر منى او لا يريد مكالمتى وقد ازداد موقفى سؤء فى نظره انى اكدت له انى بالكارنيه جلس الرجل متنمر بينما انا تجاهلته تماما خرج الرجل الاول بينماا نادت الممرضه على الحالة الثانية فانطلق الرجل المتبرم مسرعا الى الداخل بينما زوجته تمشى ببطئ جدا حتى ظننت انها لن تصل الى باب غرفة الطبيب ابدا، سمعنا صيحات المريضة بينما صوت الطبيب ينادى الممرضة التى انطلقت مسرعة ثم سمعنا صوت صفعة شديدة تخيلتها على وجه الممرضه ففرحت جدا بل سعدت بذلك وتخيلتها خارجة بينما اصابع السيدة معلمة على وجهها لن استطع كتم ضحكتى ، مرت دقائق وخرجت الممرضة سليمة بلا اى علامات ايتها المفترية هل وصلت بكى الدرجة الى ان تضربى المرضى لو كنت الطبيب لطرتدك فورا ، مرت دقائق اخرى وفوجئنا بالرجل وقد تعلم وجهه بخمسة اصابع بينما اذنيه حمراء جدا بينما زوجته تبتسم ثم تتسع ابتسمتها ويعلو صوت ضحكتها ، بينما الممرضة تبادلها الضحكات يالها من زوجة مفترية هل هان عليكى هذا المسكين فتضربيه هذه الصفعة بعد ان صحبك طوال فترة المك ،نظرت الى الرجلين فوجدتها يتاهبان الى الدخول بينما المريض يقول لزميله (علشان كدة جبتك ومجبتهاش) وانطلقا يضحكان بينما والد ولاء نظر الى زوجته نظرة تحذير او فلنقل نظرة استعطاف

خرج الرجل وهو يتاوه من الالم بينما قامت الاسرة اصغيرة منطلقين الى غرفة الطبيب وظللت انا وممدوح الشاكك في دائما ينظر اليا كلما تحركت لعلى اخرج الكارنيه الذى عرفت معناه بعد ذلك

انتهت رحلتى امام الطبيب وحاولت ان اذكره بي بينما هو يؤكد انه متذكرنى وانا اوقن انه لا يتذكر حتى المريض الذى خرج قبلى، جلست على الكرسى الذى اكرهه جدا وفتحت فمى نظر الطبيب وقال لى تسوس لازم تنظيفة وحشوه حنظف اليوم ونحشو غدا الضرس كويس لو كنت انتظرت فترة كمان كنت حتخلع ، اكره اطباء الاسنان عن كل الاطباء عملهم يزيد المك والحفارة تنخر فى ضرسى ، كل زيارتى للاطباء بل والعمليات التى عملتها وانا كبير كنت اذهب لوحدى وادخل مهزرا مع الطبيب والممرضات ولم اخاف ابدا الا من طبيب الاسنان
وضع لى الحشو المؤقت ووصف لى مسكن وطالبنى بالمجئ بعد يومين للحشو

خرجت كانت الساعة العاشرة وشيعنى الاخ ممدوح بنظرة عتاب فمن الواضح انه مازال مقتنع انى مهندس شريف

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

i hate this pain , and u described it in details