الأحد، 25 يناير 2009

شقــــــــــــــــــــــــاوة طيـــــــــــــــــــــــــــف ......


اشعر بجفونى ثقيلة حتى انى لا استطيع رفعها لثوانى قليلة لمتابعة القراءة ، اقاوم بشدة حتى استطيع الانتهاء مما اقراءه ، تنهار مقاومتى فجأة اضع الكتاب بجانبى بلا اى اهتمام ، اشعر بسعادة بالغة وانا استسلم لجفونى الناعسة اتقلب حاضنا وسادتى ، اكاد ان اذهب فى نوم عميق لايوجد من يمنعنى من الارتماء فى تلك البئر العميق الا طيفك انت يا حبيبتى ، لعله ياتى فيامر النوم بالطيران بعيدا عنى ، ثم يجلس بجانبى لنتسامر طوال الليل .

لا اعرف كم مر من الزمان ، لكنى اشعر بنفحات هواء تلمس وجهى بينما اصابع حانية تخترق شعرى ، لا استطيع فتح عيناى من الضوء لكنى احاول جهاد مواربتها بحيث ارى من ذلك الزائر الجميل وكأنى لا اعرفه ، اشعر الان بقدرتى على فتح عيناى ولكنى اتمهل قليلا مداعبا طيفك الجميل مبديا حزنى لتاخره علي اليوم ، تضحك ضحكة هادئة تجتاحنى غامرة كل جزء منى بالسعادة قائلا بهمس كفى يا حبيبى اعرف انك مستيقظ ، تبتعد عنى لتجلس على (التواليت) وتنظر الى المراة ، لا استطيع تصور بعدها بعد ان كانت قريبة هكذا ، اهب مفزوعا متسائلا مبدايا قدر من الضيق يعبر عن ما اشعر به من وحدة وهى بعيدة عنى اين كنت طوال النهار ؟ متوقعا منها ان تستقبل تسائلى وضيقى بأبتسامتها الرقيقة المشعة للسعادة وكانها تجيد تعويذة السعادة ، صدق حدسى فابتسمت تلك الابتسامة الرائعة مرددة سؤالى اين كنت ؟ اين كنت ؟ ثم تتحرك بطريقتها الطيفية السريعة مستلقية على السرير بينما انا واقف امام ( التواليت ) حزر فزر اين كنت ؟ اتحرك نحوها مبتسما مجاوبا الاجابة المتوقعة لا ادرى ، تقفز لتقف بجانبى وتلمسى خدى بيديها الناعمة قائلة اعرف انك لا تدرى وتطبع قبلة حانية على شفتى بسرعة خاطفة وتبتعد يرتد تاثيرها على وكانها ومضة سعادة تجتاح جسدى مرة اخرى استسلم لها تماما اتركها لتدفعنى دفعا الى تخيل عناقها بينما يدى تتلمس جسدها الجميل ، ارتد الى حاضر بسرعة على صوتها الهادئ ايه اين انت ايها الشقى ؟ وهى تغمز بعينها الجميلة ، اه اشعر بأندفاع الدماء الى راسى وكانها تملك من البصيرة ما يجعلها ترى تلك الومضة وتاثيرها على اردد بصوت متفائل انا هنا بجانبك ، احاول بكل شجاعتى الاقتراب منها قليل لعلى افوز بقبلة جديدة ، تنظر الى اه اذا (غلب حمارك يا استاذ) ، اكاد اجيبها لم يغلب حمارى لكنى انا نفسى من غلبت لكنى امنع كلماتى من الخروج فى اللحظة الاخيرة ، وانا اومئ برأسى ان نعم ، تضحك ضحكتها الناعمة مرة اخرى تهدم سور اخر من اسوار مقاومتى ، ثم تردف لعلى اذا رصدت لك جائزة ، تشحذ عزمك على الاكتشاف ايها الكشاف القديم ، تزداد نظراتى جراءة لها وانا اقول ما هى تلك الجائزة ؟ ، تستسلم لنظراتى بل تشجعنى باقترابها منى هامسة اطلب ما تريد ، تترد كلماتها فى اذناى ما تريد ما تريد ، اغمض عينانى للحظات ، اريد ان اكون بين احضانك هيا قلها بسرعة الان قلها ، حبيبى اين انت ؟ ينقذنى صوتها وكأنه ياخذ بيدى من بئر عميق ، اردد مسرعا اريد ان اكون بين احضانك ان اتخللك فنندمج معا اريد ان اشعر بتلك الدفقات من السعادة الغامرة فى اقوى صورها عندما تنتقل الى مباشرة منك ، توقفنى نظرتها الداهشة الممتزجة بقليل من النظرات الحالمة عن الاسترسال ، اشعر بالحرارة تجتاح جسدى كله ، تمر لحظات صمت طويلة ، يقطعها صوتها ضعيفا لم لاتكمل كلماتك ، اطرق فى صمت انها ليست مجرد كلمات انها امنيات يا حبيبتى ، تبتسم ومازلت اشعر باضطرابها لكنها تقترب منى وكأنها مدفوعة بقوة غامضة ، ترتمى فى حضنى رافعة راسها لتلتقى نظراتنا ، تهمس كم اشتاق اليك ، انهارت اخر قلاعى اصبحت بلا مقاومة تذكر كانى مدينة فقدت جميع حصونها تستعد للاجتياح وما اجمله ، تبتعد عنى فجأة قائلة بصوت يملئه اللوم كم ابتعدت بنا عن الموضوع ايها المخادع ، هيا خمن اين كنت؟ ، لا املك اى مقدره على التفكير سوى فى حضنها لكنى احاول ان اتماسك معيد بناء القليل من الاسوار والقلاع لكنى ادرك كم هى هشة بل ادرك انها تشتاق الى التساقط الواحد تلو الاخر مرحبا باجتياحها لى ، اه لا ادرى بينما انا اخطوا اليها بنفس تلك القوة الغامضة لكنها بعد ان ازدادت على ما اعتقد الاف المرات ، تنظر الى مشجعة مبتسمة احتضنها بشدة اشعر بيدها تجذبنى اليها اكثر ، نغرق فى بحر من القبلات المنطلقة فى كل مكان اشعر اننى اذوب تماما ن اذهب بعيدا بعيدا داخلها ، تحثنى على المضى قدما وبثبات بنظراتها ولمساتها ، تختفى الاشياء من حلوى او يتوقف ادراكى للاشياء ، لا شئ اشعره او احسه الا هى اكاد اشعر بكل جزء فيها يزيدنى هذا الاحساس التصاقا بها ، تنتفض وهى فى احضانى وترتجف ، تنتقل تلك الانتفاضة الى تجتاحنى بقوة ، افوق على صوتها الهادئ ولمستها الجميلة ونحن على الارض ، كم انت جميل ، وتهرب بعينيها من عيناى ، ثم تقول بصوت يملؤه اللوم اول مرة ارى احد يحصل على جائزته قبل ان ينطق باجابته الصحيحة انت الان فى ورطة اما ان تقول الاجابة الصحيحة او اضطر اسفة لسحب الجائزة منك ، ابتسم وانا اضمها الى صدرى واداعب شعرها لكى ما تشائين ، تضحك ضحكة جميلة اشاء ان تحصل على جائزتك دائما وان لا تخطئ اجابتك ابدا ، ارد بصوت جاد وهل عمرى اخطأت ؟ ، تضحك وهى تفلت من بين يداى قائلة لا , ثم تضع شالا صغيرا يغطى جزء منها وهى تخرج من الغرفة على اية حال سنؤجل السؤال الى المرة القادمة ولكن حذار لا جائزة بدون اجابة ، انظر اليها بلا اى تعليق بينما عيناى تحاول جاهدة ان تحتفظ بنظرة منها قبل ان ترحل

الاثنين، 19 يناير 2009

عندما نطق الزمان قائلا : ليست كل الدقائق ستون ثانية !!!


اجلس وحيد وقد انتهيت من كل ما استطيع فعله فى هذا اليوم ، عملت لعبت ضحكت ، حتى انى طهوت واكلت وشربت ، فتحت التلفاز اغلقته مرة اخرى، دخلت الى سريرى نظرت الى الكتب الملقاه عليه لا اجد رغبة فى القراءة ، الساعة ما تزال الثامنة مساء


اكاد استسلم الى الياس لاشئ استطيع عمله الان ، استلقى على سريرى ناظرا للسقف اه لو املك بعض التعاويذ السحرية ارمى بها هذا المنزل فيتحول الى حديقة او ما شابه ، او لعلى املك الة الزمان فاعود الى العصور القديمة اتجول بينها متسكعا مضيعا الوقت، اشعر بارهاق وصداع يكاد يفتك براسى اغمض عيناى اجد صعوبة فى مقاومة النوم .


لكن شيئا ما يجبرنى على الانتباه، طرقات فى راسى ، لا انى اسمعها فقط انها اتية من هناك من الباب ، يا ترى من الزائر فى هذا الوقت لعله طيف حبيبتى لكنه يجتاز الابواب ولاتمثل له عائق ، الطرق يزداد قوة وان كان بغير عصبية ، اجدنى مضطرا للقيام بخطوات مترنحة لكنها سريعة صوب الباب ، اسحب المزلاج اجذب الباب بشدة يستجيب لى معلنا عن انه مفتوح الان ، انظر مندهشا اجد رجل عجوز مبتسما ابتسامة هادئة يلبس ثوب ناصع البياض يفوق اى ثوب ابيض رايته تنطلق منه رائحة الياسمين بينما شعره ابيض طويل مسدول على كتفيه وكذلك لحيته بيضاء كالثلج يلبس عوينات صغيرة ويمسك بيده عصا تشبه العصا السحرية ، اخذتنى ابتسامته فلم اتكلم بل نظرت مشدوها للحظات ثم انتبهت لقلة ذوقى فقلت بصوت يكاد يسمع : اهلا هل من خدمة اؤديها ؟ تزداد ابتسامته اتساعا وهو يهمس هل تعودت استقبال زوارك على بابك اجيب اه اسف افسح الطريق وانا اشير له ان تفضل واردف ظننتك اخطات العنوان فانا غريب لست من اهل البلد ولا يزورنى احد تقريبا


يجلس على كرسى وثير قائلا اعرف لا تقلق انى جئت اقصدك انت ، تبدوا على امارات الدهشة والارتباك لكنى اسيطر على انفعلاتى حتى لا اسبب لضيفى اية حرج واقول اذن حضرتك تعرفنى ، يومئ نعم يابنى انا اعرفك جيدا كما انك تعرفنى ، صحيح انت غاضب منى ناقم على لكننا فى النهاية متعارفين


انظر اليه وقد اخطلتت نظرات الارتباك والدهشة بنظرات بله فاصبح شكلى كما اتخيله يدعوا الى العطف، احاول الخروج من تلك الحالة قائلا بطريقة عفوية (تشرب ايه) ينظر الى بعطف قائلا لا داعى فلست فى حاجة الى شراب او اكل فقط جئت لاونسك قليلا ، نظرت اليه وتعلوا وجهى ابتسامة ولم استطع النطق ، مرت لحظات من الصمت بينما انا افكر من هذا الشخص لابد ان اسئلة لا غرابة فى هذا ولا حرج هل من المفروض ان اتغاضى عن سؤاله من انت لانه بدوره تغاضى عن تعريف نفسه ، استجمعت شجاعتى وقلت بكل ما اوتيت من صوت يدل على الاحترام والادب عذرا سيدى لكنى لم اتشرف بمعرفتك اشعر باذناى تلتهبان من الحرارة واندفاع الدم واجاد اجزم انهما الان باللون الاحمر بينما الحرارة تنتقل الى بقية اجزاء وجهى .


يرد بهدوء عهدته فيه منذ اول لحظة اعرف عنك الذكاء وسرعة البديهة يا بنى هلى خانتك فطنتك هذه المرة ، كلماته تستفز خلايا مخى للعمل بسرعة باحثة فى ذاكرتى عن رجل طاعن فى السن بشعر ولحية بيضاء لعلى قابلته فى اى مرحلة من مراحل حياتى ، ذاكرتى ترد بالنفى القاطع لم تقابله فى الواقع ابدا لكنها نصحتى ان ابحث فى جزء اخر مسئول عن من قابلتهم فى خيالى او كتاباتى او حتى اى كتابات قراتها ، تاتى النتائج بسرعة تفوق توقعى اول رجل قابلته بهذة المواصفات دلمبورت ناظر مدرسة هارى بوتر وساحر الخير العظيم ومؤسس جماعة العنقاء ، انظر اليه مبتسما ومندهشا هل انت المعلم دلمبورت ، يضحك الرجل ضحكة هادئة اه تقصد ناظر مدرسة السحرة ؟ لا لست انا ارد قائلا لكنك تعرفه يتململ فى مقعده نعم انا اعرف الجميع والازمهم طوال اليوم ، اه بدات افهم قليلا انت انت انت لعل فى طريقة لبسك وكلامك وهدوءك ما يؤكد انك حكيم الزمان لعله انت ، يضحك هذه المرة ضحكة قوية ويهتز جسدة العجوز المتماسك رغم طعنه فى السن ، اصبت بنسبة لا باس بها انا الزمان يا بنى


ارتمى على مقعد بجانبه فقد ظللت طوال تلك الفترة واقفا ، اه هذا يفسر قولك ضيقى ونقمتى انا اسف سيدى ولكنك تعرف كم احتاج الى ان تساعدنى فتسرع من خطاك حتى تمر تلك الايام ، ثم تخدمنى بان تتحرك ببطئ شديد عندما تاتى الايام الجميلة التى ستجمعنى بمن احب ، ولعلى لن اكون مغالى فى طلباتى اذا امنت لى تلك الدورة كاملة طوال حياتى


يضحك بحبور قائلا لا لم تغالى يا بنى فهذة طلبات البشر المعتادة ، بل اقل من المعتادة فدائما ما يطلبون منى التوقف عند لحظات السعادة وركوب الريح عند لحظات التعاسة ، و كما تعرف انا لا استطيع التوقف كما انى لا املك القدرة على ركوب الريح


انظر اليه فى خجل فانا لم تمنعنى حكمتى من الوصول بطلباتى الى ما يقول ، لكن منعنى خجلى من ان ابدوا احمقا اذا ماطلبت ما قال ، لكن ما قال هو ما اصبوا اليه ، وهل هناك احسن من توقف الزمان عند لحظات السعادة


يكمل حديثه قائلا اعرف ما تفكر فيه يا بنى ويكفى خجلك من ذكر ما تتمناه فهذا فى حد ذاته حكمه يفتقدها الكثير من بنى جنسك ، ابدى خجلى اكثر وان كان لن يلاحظ وسط هذا الكم من الاحمرار


ينظر الى ثم يقول هل تعلم انى اسير بخطى ثابتة منذ الاف السنين فالشمس تشرق فى موعدها وتغرب فى موعدها ، اما البشر فقد تكرموا بتقسيم اليوم الى ساعات والساعات الى دقائق والدقائق الى ثوانى ولا ضرر من ذلك طالما لم يخل بنظام الزمان ، لكنى اعجب من البشر فبالرغم تقسيمهم للزمن لم يدركوا حقائقه بعد ، وكم يتغير ويتاثر بهم هم انفسهم


تطلق منى صيحة استنكار ثم اردف الم تقل ان الزمن ثابت فى حركته ، ينظر الى مستنكرا لا لم اقل انا قلت انى اسير بخط ثابتة لكن انتم من تتغير خطاكم ، ولهذا انا اسير بخطى ثابتة وانتم من تشعرون انى اتغير ثم يصمت برهة ويقول ليست كل الدقائق ستون ثانية يا بنى ولم تكن ابدا كذلك ، لعل هذا يفسر ما انت فيه دقائق انتظارك ودقائق سعادتك يصمت قليل ثم يقول اه مر وقت طويل وانا معك هيا لعلى ازعجتك اليوم ساذهب ولتكمل انت نومك .


ثم يخرج بسرعة لم اعهدها فيه مبتسما الى كما جاء ، اود ان امنعه من الخروج فصحبته تروقنى وهل هناك افضل من صحبة الزمان ولكنى اتردد فالمؤكد انه لا يملك الكثير من الوقت ليمكث معى .


ليست كل الدقائق ستون ثانية ولم تكن ابدا كذلك ، هذا يفسر الكثير نعم يفسر كم يمر الوقت بطيئا ، كم تمتد الدقيقة لتحتوى الاف الثوانى وانا انتظرك حتى اظن ان اليوم دهرا كاملا لا استطيع انهائه مهما فعلت ، افكر فى هذا بينما انا متجها نحو سريرى ثم اتمدد عليه مفكرا فى حالى عندا اكون بين يديك وكيف انى اصارع الزمن دون ان تشعرى محاولا ابطاءه مفكرا اياه بدقائق الانتظار التى تطول حتى اكون بين يدك ولكن هيهات فهو يجرى لا يلوى على شئ ، وكأن دقائقه اصبحت مجرد ثوانى


كم هو جميل النوم وانت تستلم له كم مضى من الوقت وانا نائم بعد ان زارنى ذلك الشيخ ، ترى هل حقا زارنى ام اننى كنت احلم، اه هل تنطبق مقولته على الاحلام ام اننا نستطيع ان نتحكم فى دقائق احلامنا ؟؟؟؟؟


الجمعة، 2 يناير 2009

بين السما والارض


لا ادرى كيف يتخذ الانسان قرار اجراء جراحه هكذا بمنتهى البساطة , تسلم جسدك لشخص لا تعرفه ولا تجمعك به اى علاقة ، بالاحرى كل ما تعرفه عنه انه يملك المقدره على اصلاح المشكلة الطبية المستعصية كما يدعى الناس من حولك او كما تؤكد اليافطة الكبيرة المعلقة على مبنى العيادة


على اية حال هو قرار جرئ جدا وقد يكون الانسان مضطر اليه بعد مشاكل كثيرة او محاولات اصلاح بالطرق التقليدية لم تؤتى اى ثمار بالظبط كما هو الحال فى المفاوضات العربية الاسرائلية المستمرة من عشرات السنين او مفاوضات الحلم العربى الذى تحول الى كابوس



على اية حال ها هو باب المستشفى الاستثمارى وانا متجه بشنطة تحتوى على بيجامة فخمة حريرية (قال يعنى حلبسها ) وعدة غيارات واداوت الحلاقة !!! ، لم ينقصنى سوى مايوه ولبس رياضى لزوم البسين ولعب التنس


استقبال بابتسامات عريضة من النوع الفندقى وفتح الكومبيوتر (لزوم تاكيد ان المستشفى تدار باحدث الاساليب )مع تاكيد شخصى منى ان الانسة لا تفقه شئ فى الكومبيوتر - اه حضرتك محتاج غرفة درجة اولى ولا سويت ولا سوبر سويت معلش حضرتك الدرجة الاولى مليانة والسويتات كلها محجوزة بس فيه واحد محجوز والنزيل اسفة اقصد المريض لسه مجاش اجاوبها الاجابة الوحيدة المتبقية طبعا خلاص سوبر سويت

تنظر الى بتعجب كأن كان من المفروض انى اجادلها واناقشها حتى احصل على السويت المحجوز (حجزا وهميا على ما اعتقد ) والذى يعتبر خط رجعة فى حالة ما اذا نشفت مخى وقررت عدم اجراء العملية واعلنت ان هذا ابتزاز


ابتسامة على وجهها تؤكد انى زبون لقطة وميش بتاع مشاكل ومن عينة هين قرشك ولا تهين نفسك تضغط على زر بجانبها تحضر ممرضة ممن يطلقوا عليهم ملائكة الرحمة (طبعا دا زمان هم دلوقتى سفراء جهنم) تنظر بتهكم لكنها ما تلبس الا ان تبدل ابتسامتها التهكمية بابتسامة مغرية بعد ان تسمع الاستاذ الدور الرابع ( متهيالى دور السوبر سويتس )


نعبر الاستقبال الى داخل المستشفى ، نتجه الى المصعد تتبادل مع الحديث بصوت حنين وكاننا لسنا فى مستشفى انما فى كازينو الوردة البيضة - انت يتشتغل ايه - انا مهندس - شكلك باين عليه - لم افهم العبارة لكنى مشغول بما سيحدث بعد قليل


يقف المصعد فجاة معلنا الدور الرابع نخرج لنجد امامنا مقر الممرضات غرفة الطبيب المشرف على الدور او ما الى ذلك وتتسلمنى ممرضة جديدة اكثر ملائكية من رفيقتى السابقة ( لزوم الدور الرابع ) تدخلنى السوبر سويت وهى تجاوب على سؤال تبادر الى ذهنى وانا فى الاستقبال - الفرق بين السوبر سويت والسويت هو هذا (البارتيشين بينك وبين المرافق) وتردف كلامها استرح وحاول تكون هادئ بعد قليل سياتى الطاقم الطبى لاعدادك للعملية ( وكانهم سيعدوننى الى الانطلاق الى القمر ) لم ارد عليها فالجدال والنقاش مع الاطباء او الاطقم الطبية يعتبر فى عرفهم جريمة


شعور غريب ينتابنى بعد ان خلعت ملابسى وارتديت تلك الملابس الخاصة بالعملية شعور كانى بين السما والارض


دقة على الباب لم ينتظر فاعلها الاذن له بالدخول ، تقتحم الغرفة طبيبة ومعها ممرضتين ، تبتسم لى وهى تطمئننى لاتخف دى عملية من النوع الساهل ثم تنطلق فى قياس درجة الحرارة الضغط ومراجعة التحاليل وبعض الاسئلة من نوعية متى بدا الالم يهاجمك ومتى اخر مرة اصبت بنوبة الم ، وانا اجاوبها بكل صدق ووضوح ، ثم اسئلها سؤال قلب الجو الهادئ فى الغرفة ( ليه كل الاسئلة دى حتقدم او تاخر ) تترك الدوسيه من يدها وتسال السؤال المعتاد حضرتك دكتور ، طبعا الاجابة معروفة فتنطلق بالعبارة الشهيرة (خلاص سيبنى اشوف شغلى) ابتسم تسالنى انت عملت منظار سى تى ايه ؟ تنظر لها الممرضة بتعجب فما تلبث ان تقول اسفة اشعة اؤكد لها ان كل ما فعلته فى الفايل الموجود امامها تبتسم وتؤكد بالشفا العملية بعد ساعة وتنهى كلامها طبعا انت عارف ممنوع الاكل والشرب وانت اكيد صايم من امبارح اومئ براسى بما يعنى نعم


يخرج الطاقم الطبى احاول اغماض عينى لعلى احصل على القليل من الهدوء اتذكر لحظاتى السعيدة ابتسم يا ليتنى اصطحب من احببت معى لغرفة العمليات اتوه فى عالمى البعيد كلمات همسات ضحكات ، هل ساعيش لاراكى ثانية ام ساصعد الى السماء لاراقبك من عالم اخر


الباب يدق فجاءة وتدخل ممرضة تعلن هيا الطبيب جاهز انظر الى الساعة مازال امامى ساعة الا ربع تبتسم المريض الاول لم ياتى فقرر الطبيب اجراء جراحتك اولا انظر اليها مستغربا -لكنى لست جاهزا مازال امامى الكثير لافكر فيه تنظر الى فى بلاهة ثم تردف متفكرش كلها ساعة وتطلع تفكر براحتك


ابتسم لها واخرج معها الى غرفة الجراحة


ما كل هؤلاء الناس (احذية كثيرة فى المنطقة قبل الخط الاحمر تدل على وجود اكثر من عشرة اشخاص بالداخل) تبتسم الممرضة انهم الطاقم الجراحى - كل هؤلاء دى على كدة غرفة العمليات (حتبقى زى الاوتوبيس) تضحك الممرضة ( ميش للدرجادى ) اقابل الدكتور الذى يعرفنى بدكتور التخدير ويسالنى السؤال المعتاد جاهز يا بطل - ارد الاجابة المعتادة طبعا جاهز - طيب يالا بينا نص ساعة ونطلع


الغريب انه لم يقم بل اصطحبتنى الممرضة الى غرفة العمليات ونمت على السرير وسط كلمات المساعدات متخفش دى حاجة سهلة اوى واخرى زى شكة الدبوس ميش حتحس غير بالشكة دى بس (وهى تركب الكانيولا فى يدى اليسرى ) ثم طبيب من النوع الظريف يحقنى بالمخدر ويسالنى عن عملى فاجاوبه مهندس كههههههههههههههههههههههههههررررررررررباااااااااااااااااااااااااااااا وانظر يمينى الى المساعدة وهى تجهز الادوات