الاثنين، 19 يناير 2009

عندما نطق الزمان قائلا : ليست كل الدقائق ستون ثانية !!!


اجلس وحيد وقد انتهيت من كل ما استطيع فعله فى هذا اليوم ، عملت لعبت ضحكت ، حتى انى طهوت واكلت وشربت ، فتحت التلفاز اغلقته مرة اخرى، دخلت الى سريرى نظرت الى الكتب الملقاه عليه لا اجد رغبة فى القراءة ، الساعة ما تزال الثامنة مساء


اكاد استسلم الى الياس لاشئ استطيع عمله الان ، استلقى على سريرى ناظرا للسقف اه لو املك بعض التعاويذ السحرية ارمى بها هذا المنزل فيتحول الى حديقة او ما شابه ، او لعلى املك الة الزمان فاعود الى العصور القديمة اتجول بينها متسكعا مضيعا الوقت، اشعر بارهاق وصداع يكاد يفتك براسى اغمض عيناى اجد صعوبة فى مقاومة النوم .


لكن شيئا ما يجبرنى على الانتباه، طرقات فى راسى ، لا انى اسمعها فقط انها اتية من هناك من الباب ، يا ترى من الزائر فى هذا الوقت لعله طيف حبيبتى لكنه يجتاز الابواب ولاتمثل له عائق ، الطرق يزداد قوة وان كان بغير عصبية ، اجدنى مضطرا للقيام بخطوات مترنحة لكنها سريعة صوب الباب ، اسحب المزلاج اجذب الباب بشدة يستجيب لى معلنا عن انه مفتوح الان ، انظر مندهشا اجد رجل عجوز مبتسما ابتسامة هادئة يلبس ثوب ناصع البياض يفوق اى ثوب ابيض رايته تنطلق منه رائحة الياسمين بينما شعره ابيض طويل مسدول على كتفيه وكذلك لحيته بيضاء كالثلج يلبس عوينات صغيرة ويمسك بيده عصا تشبه العصا السحرية ، اخذتنى ابتسامته فلم اتكلم بل نظرت مشدوها للحظات ثم انتبهت لقلة ذوقى فقلت بصوت يكاد يسمع : اهلا هل من خدمة اؤديها ؟ تزداد ابتسامته اتساعا وهو يهمس هل تعودت استقبال زوارك على بابك اجيب اه اسف افسح الطريق وانا اشير له ان تفضل واردف ظننتك اخطات العنوان فانا غريب لست من اهل البلد ولا يزورنى احد تقريبا


يجلس على كرسى وثير قائلا اعرف لا تقلق انى جئت اقصدك انت ، تبدوا على امارات الدهشة والارتباك لكنى اسيطر على انفعلاتى حتى لا اسبب لضيفى اية حرج واقول اذن حضرتك تعرفنى ، يومئ نعم يابنى انا اعرفك جيدا كما انك تعرفنى ، صحيح انت غاضب منى ناقم على لكننا فى النهاية متعارفين


انظر اليه وقد اخطلتت نظرات الارتباك والدهشة بنظرات بله فاصبح شكلى كما اتخيله يدعوا الى العطف، احاول الخروج من تلك الحالة قائلا بطريقة عفوية (تشرب ايه) ينظر الى بعطف قائلا لا داعى فلست فى حاجة الى شراب او اكل فقط جئت لاونسك قليلا ، نظرت اليه وتعلوا وجهى ابتسامة ولم استطع النطق ، مرت لحظات من الصمت بينما انا افكر من هذا الشخص لابد ان اسئلة لا غرابة فى هذا ولا حرج هل من المفروض ان اتغاضى عن سؤاله من انت لانه بدوره تغاضى عن تعريف نفسه ، استجمعت شجاعتى وقلت بكل ما اوتيت من صوت يدل على الاحترام والادب عذرا سيدى لكنى لم اتشرف بمعرفتك اشعر باذناى تلتهبان من الحرارة واندفاع الدم واجاد اجزم انهما الان باللون الاحمر بينما الحرارة تنتقل الى بقية اجزاء وجهى .


يرد بهدوء عهدته فيه منذ اول لحظة اعرف عنك الذكاء وسرعة البديهة يا بنى هلى خانتك فطنتك هذه المرة ، كلماته تستفز خلايا مخى للعمل بسرعة باحثة فى ذاكرتى عن رجل طاعن فى السن بشعر ولحية بيضاء لعلى قابلته فى اى مرحلة من مراحل حياتى ، ذاكرتى ترد بالنفى القاطع لم تقابله فى الواقع ابدا لكنها نصحتى ان ابحث فى جزء اخر مسئول عن من قابلتهم فى خيالى او كتاباتى او حتى اى كتابات قراتها ، تاتى النتائج بسرعة تفوق توقعى اول رجل قابلته بهذة المواصفات دلمبورت ناظر مدرسة هارى بوتر وساحر الخير العظيم ومؤسس جماعة العنقاء ، انظر اليه مبتسما ومندهشا هل انت المعلم دلمبورت ، يضحك الرجل ضحكة هادئة اه تقصد ناظر مدرسة السحرة ؟ لا لست انا ارد قائلا لكنك تعرفه يتململ فى مقعده نعم انا اعرف الجميع والازمهم طوال اليوم ، اه بدات افهم قليلا انت انت انت لعل فى طريقة لبسك وكلامك وهدوءك ما يؤكد انك حكيم الزمان لعله انت ، يضحك هذه المرة ضحكة قوية ويهتز جسدة العجوز المتماسك رغم طعنه فى السن ، اصبت بنسبة لا باس بها انا الزمان يا بنى


ارتمى على مقعد بجانبه فقد ظللت طوال تلك الفترة واقفا ، اه هذا يفسر قولك ضيقى ونقمتى انا اسف سيدى ولكنك تعرف كم احتاج الى ان تساعدنى فتسرع من خطاك حتى تمر تلك الايام ، ثم تخدمنى بان تتحرك ببطئ شديد عندما تاتى الايام الجميلة التى ستجمعنى بمن احب ، ولعلى لن اكون مغالى فى طلباتى اذا امنت لى تلك الدورة كاملة طوال حياتى


يضحك بحبور قائلا لا لم تغالى يا بنى فهذة طلبات البشر المعتادة ، بل اقل من المعتادة فدائما ما يطلبون منى التوقف عند لحظات السعادة وركوب الريح عند لحظات التعاسة ، و كما تعرف انا لا استطيع التوقف كما انى لا املك القدرة على ركوب الريح


انظر اليه فى خجل فانا لم تمنعنى حكمتى من الوصول بطلباتى الى ما يقول ، لكن منعنى خجلى من ان ابدوا احمقا اذا ماطلبت ما قال ، لكن ما قال هو ما اصبوا اليه ، وهل هناك احسن من توقف الزمان عند لحظات السعادة


يكمل حديثه قائلا اعرف ما تفكر فيه يا بنى ويكفى خجلك من ذكر ما تتمناه فهذا فى حد ذاته حكمه يفتقدها الكثير من بنى جنسك ، ابدى خجلى اكثر وان كان لن يلاحظ وسط هذا الكم من الاحمرار


ينظر الى ثم يقول هل تعلم انى اسير بخطى ثابتة منذ الاف السنين فالشمس تشرق فى موعدها وتغرب فى موعدها ، اما البشر فقد تكرموا بتقسيم اليوم الى ساعات والساعات الى دقائق والدقائق الى ثوانى ولا ضرر من ذلك طالما لم يخل بنظام الزمان ، لكنى اعجب من البشر فبالرغم تقسيمهم للزمن لم يدركوا حقائقه بعد ، وكم يتغير ويتاثر بهم هم انفسهم


تطلق منى صيحة استنكار ثم اردف الم تقل ان الزمن ثابت فى حركته ، ينظر الى مستنكرا لا لم اقل انا قلت انى اسير بخط ثابتة لكن انتم من تتغير خطاكم ، ولهذا انا اسير بخطى ثابتة وانتم من تشعرون انى اتغير ثم يصمت برهة ويقول ليست كل الدقائق ستون ثانية يا بنى ولم تكن ابدا كذلك ، لعل هذا يفسر ما انت فيه دقائق انتظارك ودقائق سعادتك يصمت قليل ثم يقول اه مر وقت طويل وانا معك هيا لعلى ازعجتك اليوم ساذهب ولتكمل انت نومك .


ثم يخرج بسرعة لم اعهدها فيه مبتسما الى كما جاء ، اود ان امنعه من الخروج فصحبته تروقنى وهل هناك افضل من صحبة الزمان ولكنى اتردد فالمؤكد انه لا يملك الكثير من الوقت ليمكث معى .


ليست كل الدقائق ستون ثانية ولم تكن ابدا كذلك ، هذا يفسر الكثير نعم يفسر كم يمر الوقت بطيئا ، كم تمتد الدقيقة لتحتوى الاف الثوانى وانا انتظرك حتى اظن ان اليوم دهرا كاملا لا استطيع انهائه مهما فعلت ، افكر فى هذا بينما انا متجها نحو سريرى ثم اتمدد عليه مفكرا فى حالى عندا اكون بين يديك وكيف انى اصارع الزمن دون ان تشعرى محاولا ابطاءه مفكرا اياه بدقائق الانتظار التى تطول حتى اكون بين يدك ولكن هيهات فهو يجرى لا يلوى على شئ ، وكأن دقائقه اصبحت مجرد ثوانى


كم هو جميل النوم وانت تستلم له كم مضى من الوقت وانا نائم بعد ان زارنى ذلك الشيخ ، ترى هل حقا زارنى ام اننى كنت احلم، اه هل تنطبق مقولته على الاحلام ام اننا نستطيع ان نتحكم فى دقائق احلامنا ؟؟؟؟؟


ليست هناك تعليقات: