السبت، 10 أكتوبر 2009

مرارة الهزيمة وحلاوة النصر ( قطعنا لسان جولدا )

(ولم يكن يخامرنى شك فى ان هذه القوات المسلحة كانت من ضحايا نكسة 1967 ولم تكن ابدا من اسبابها ، عاهدت الله وعاهدتكم على ان نثبت للعالم ان نكسة 1967 كانت استثناء فى تاريخيا وليست قاعدة وقد كنت فى هذا اصدر عن ايمان بالتاريخ يستوعب سبعة الاف سنة من الحضارة) الرئيس الراحل انور السادات


سيظل الاسرائليون لسنوات طويلة قادمة يحاولون بشتى الطرق الهاء المصريين عن بطولات حرب الاستنزاف ونحن نساعدهم للاسف بتكاسلنا الرهيب عن محاولة جمع الاحداث البطولية لتلك الحرب او حتى معرفتها لنرويها جيل بعد جيل ، واعتقد ان مهمة الاسرائليين اصبحت اسهل بعد مرور كل تلك السنوات وموت الابطال الذين قاموا بتلك البطولات ، لكن الحمد لله وجود الانترنت الان سهل كثير من مهمة البحث والجمع لتلك البطولات .


اكد جميع الخبراء ان حرب الاستنزاف كانت عنصر النجاح الاول فى العبور ، ناهيك عن الخسائر المادية الفادحة والتى يتحملها دافع الضرائب الامريكى والاروبى فقد حطمت تلك الحرب الروح المعنوية للجندى الاسرائيلى وساهمت فى انفصاله معنوية عن قيادته العسكرية والسياسية


واذا كنا نحتفل سنويا يوم السادس من اكتوبر بالعبور الاكبر، فقد اهملنا الاحتفال او حتى تذكر يوم العبور الاصغر وهو يوم العاشر من يوليو عام 1969 ، لذا ارجو ان تتيحوا لى الفرصة لتذكيركم بتلك الملحمة ، وقد اكتملت فصولها فى السادس من اكتوبر 1973.


بالرغم من كل المواجهات مع العدو على طول الجبهة وايضا فى العمق ظلت تلك المواجهات محدودة من حيث اعداد الجنود العابرة والمعدات حتى وان كان تاثيرها المعنوى موجع فقد ظلت ذات تاثير عسكرى محدود او قصير الاجل حتى اتت الفرصة فى العاشر من يوليو لقلب تلك الحقيقة واضافة لمسة جديدة على الصورة لتقضى تماما على معنويات العدو .


بور توفيق مدينة ساحلية غرب القناة تعتبر امتداد لمدينة السويس ويقابلها على الضفة الشرقية للقناة لسان يشرف على القناة وعلى مدينة السويس والادبية ، وقام العدو بتحصين اخر نقطة على اللسان بمجموعة من المدافع المجنزرة والدبابات ونقاط الاستطلاع والدشم الحصينة ، وقاموا بضرب تنكات البترول وباعثات الضوء مما تسبب فى خسائر فادحة للقوات المصرية والاقتصاد المصرى وبصبر بالغ انتظر المصريون حتى قاموا بالملحمة الصغرى


قام المرشحون للعملية بالتدريب على مهاجمة نقطة مماثلة ولكن لا تطل على الماء انما فى فلب الصحراء فى جبل عتاقة ويعتبر التدريب اصعب بكثير فى تلك المنطقة ، كما استغرق التلقين فترة طويلة وتحركت القوات فى يوم العاشر من يوليو صباحا مجموعات صغيرة للاختباء فى منازل ومستشفيات ومدارس داخل بور توفيق وظلت المحموعة كامنة بلا اى حراك حتى اتت ساعة الصفر وقامت المدفعية بعمل غطاء مكثف من نيران المدفعية الثقيلة فى حين تحركت القوات الى خنادق مجهزة على شط القناة وهى تحمل الاسلحة والمعدات الى جانب قوارب العبور وعند انتهاء توقيت الغطاء المدفعى كانت القوارب على وشك الوصول الى الضفة الشرقية وبقاذفات الار بى جي تم تدمير الاسلاك الشائكة والالغام وتمهيد طريق للقوات حتى الوصول الى النقاط الحصينة والاشتباك مع العدو الذى فوجئ تماما بما حدث ، الذهول كما تؤكد الروايات منع العدو من مجرد المقاومة وانتهت النقطة فى عدة ساعات وقامت القوات المصرية بأنزل علم العدو ورفع العلم المصرى وتصويره كما تم رفع علم على صهريج المياه لم يستطع العدو انزاله الا بتدمير الصهريج نفسه وعرضت الصور للعلم المصرى على الضفة الشرقية فى الجرائد المصرية وعلى التلفاز ، وبدأ انسحاب القوات مرة اخرى تحت غطاء المدفعية مرة اخرى ، وحاول طيران العدو النيل منهم دون جدوى .


اما ما حدث فى تل ابيب فكان رد فعل عنيف جدا ، الصحف الاسرائلية اكدت ان المصريين عبروا بقوة تزيد عن الاف جندى للتمكن من تدمير تلك النقطة وخرجت جولدا مائير بتصريح يعبر عن الحالة السيئة التى كانت عليها الحكومة هناك عندما قالت لقد قطع المصريون لسانى .



وظل تلك النقطة الهامة جدا عسكريا بلا اى فائدة تذكر حتى تم الاتفاق على وقف اطلاق النار، وفى تلك الفترة قام العدو باعادة بناء وتحصين تلك النقطة من جديد ولك بصورة اقوى من الاول ، وتمر الايام وياتى العبور الاكبر وتقوم قواتنا المسلحة بعمل بطولى اكبر واشمل فتعبر القناة بطول امتدادها ومن ضمنها تلك النقطة وتحاصرها قواتنا لعدة ايام قبل ان تستسلم القوات الاسرائيلية بقيادة الضابط شالومو اردنست المسكين لنا ويصر قائد القوات المصرية وهو الضابط زغلول فتحى على ان يكون التسليم بالعلم الاسرائيلى وهى حادئة لم تحدث من قبل ولم تتكرر بعد ذلك امعانا فى تحطيم معناويات اعدائنا الاحباء ويالها من لحظات اثلجت صدور المصريين وردت لهم كرامتهم ، ولكى نرى تلك اللحظات فى الفيديو استمر كفاح قواتنا ستة اعوام كاملة كسروا فيها حواجز كثيرة بل وصدرو الكثير من الرعب الى العدو ويظهر ذلك على اوجه الجنود المساكين الذين لعنوا يوم كيبور بما جلبه عليهم من موت محقق


ليست هناك تعليقات: