الأحد، 13 سبتمبر 2009

صعبانين عليا


من ضمن فوائد الصيام والشهر المبارك الشعور بالاخرين ومعاناتهم ، واخيرا لعبت الفضائيات دور حيويا فى زيادة شعور المواطن العادى ( اللى زى كدة يعنى ) بمشاكل اخوته المواطنين من خلال البرامج المختلفة ، ولا انكر ان افقى قد توسع تماما فى هذا المجال فقد كنت ضيق الافق تماما متصورا ان المعاناة تكمن فى المشاكل الاقتصادية والجوع والفقر المتغلل فى كيان الوطن، لكن وبكل بساطة وجدت مشاكل اقسى واغرب بكثير من الجوع والفقر وبالتالى وجب على ان انقلها لعلى اغير ايضا من وجهة نظركم الضيقة (ولامؤخذة )



المشكلة الاولى ( ياريت اضمن لابنى مهنة اسهل)


تجلس المذيعة بوجه مبتسم ابتسامة تبين اسنانها المستوية بفعل اشعة الليزر ( اوعدنا يا رب ) بينما يجلس الممثل المشهور بالجهة المقابلة ، منتظر الاسئلة ويبدوا عليه الارهاق الشديد او ولنقل التوتر الشديد ، تقطع المذيعة الصمت بمقدمة ظريفة (انا عارفة ان حضرتك مرهك جدا من العمل وان الشغل اليويمن دول واخد كل وكتك وسدكنى سدكنى انا سعيدة جدا بكبول حضرتك للتسجيل معانا ) يرد الفنان بابتسامة تزيد من ارهاقه وهو يقول ( انت عارفة انى بعتبرك صديقة عزيزة وعارف انى لما اجى فى برنامجك ححس انى فى بيتى ) ترد المذيعة مندفعة (طبعا طبعا يا استاذ ويا ريت تشرحلنا فى البداية اخبار المسلسلات ايه ) يرد الفنان بكل تواضع ( طبعا انت عارفة انى عامل مسلسل رجل بلا ظل ، ومسلسل تانى ظل بلا رجل والحقيقة العملين مختلفين تماما، ونفسى نفسى المشاهدين يعجبهم العملين ) ترد المذيعة بضحكة عالية ( طبعا طبعا يا فندم احنا بنستنى اعمال حضرتك من السنة للسنة، واخبار المدام والاولاد ايه) يعبث وجه الفنان وهو يرد ( والله المدام زعلانة منى جدا لانى مشغول فى الشغل على طول تصورى السنادى لغيت المصيف علشان الشغل بعد ما كنا حجزنا تذاكر الطيران ودا مسببلى ازمة مع المدام والاولاد ، لكن ارجع واقول ان لولها ودعمها المتواصل ليا مكنتش بقيت كدة ، اما الاولاد فهم داخلين على المدارس بقى ) تسترسل المذيعة ( وياترى الاولاد بقى ليهم ميول ومواهب فنية زى باباهم ) يضحك الفنان ( طبعا كلهم فن دول بيمثلوا فى مسرح المدرسة لكن بينى وبينك انا ميش عايزهم يطلعوا ممثلين ، دى اصعب مهنة بتاخد مجهود خرافى وتوتر وشد عصبى وضغوط طول الوقت ، دحنا بنتعب جدا لدرجة ان الواحد بعد فترة بيحس انه عجز ، لا انا عايز ولادى يمارسوا مهنة اسهل من الفن ، مهنة عادية ميكنوش محتاجين فيها كل كيانهم فى العمل ) ترد المذيعة ( احنا مكدرين تضحياتكم علشان الفن يا افندم )


طبعا اقوم مسرعا من امام جهاز التلفاز ، اقف امام المرايا ، احمد ربنا انى بقيت مهندس ولست ممثلا فالهندسة لاتحتاج اى مجهود بدنى او عصبى بالعكس فنحن صحيح (بنطلطع تحت الشمس لساعات طويلة قد تصل الى 10 ساعات متواصلة لكن نيجى ايه جنب حضرته اللى بياخد شوط كامل على البلاج فى الشمس وهو يا عينى لابس المايوه وحواليه الكومبارس من كل الاوزان والالوان بيتعب برضه ، بنسهر فى المواقع وساعات بنطبق لكن بنسهر ومعانا الزملاء والفنيين ، اعدين نحكى طول الليل ، لكن المسكين بيسهر فى نايت كلوب وبعد ما يسمع اغنية ظريفة تقوم معركة بالزجاجات والكراسى ويتهد حيله فيها) .

خلاصة الكلام صعب عليا الفنان واولاده اللى حيلقو نفس مصيره حبا فى الفن ، وبدعوا انهم ينجوا من هذه المهنة ويشتغلوا مهندسين ولا حتى دكاترة



المشكلة الثانية (منين اجيب لبن العصفور )


يقف مقدم البرنامج وهو برنامج للطبخ ، بينما يحيط به مطبخ رائع الجمال لو قدر لى انى امتلكه حعيش فيه واستغنى عن بقية الشقة (بصراحة مساحتة اصلا ممكن تكون قدر الشقة فا بالتالى ميش حستغنى عن بقيت الشقة بمزاجى) ومجهز بتجهيزات تشعر معها انه مركبة فضاء وليس مطبخ لطبخ الطعام ، يبتسم المقدم وهو يبدا البرنامج ( كل سنة وانتو طيبين بمناسبة رمضان السنادى انا محضرلكم 30 طبخة حتاكلوا صوابعكم وراها بس حاولوا تحطوا سكر على صوابعكم علشان تبقى حلوة زى الاكل للى حتعملوه ، وحرصت انى اجيب اكل صحى وسهل العمل ومكوناته موجودة فى كل بيت علشان برضه اصدقائى الرجالة ميزعلوش منى علشان المصاريف ، حنبتدى انهاردة باكله خفيفة خالص ، الفخدة الضانى وكلكوا طبعا عارفين طريقة عملها العادية ، لا بقى السنادى احنا حنعملها كحلويات يعنى حتتاكل بعد الفطار تحلية يعنى ، طبعا كلكم اكيد مستغربين ، دى اكلة مشهورة جدا فى عدة دول خلينا الاول ناخد المقادير واللى اكيد حتلاقوها فى التلاجة او دولاب البقالة

1- فخدة ضانى كدة جميلة صغيرة حسبة 3 او 3 كيلو

2- زبيب، مشمش مجفف ، حلقات اناناس وكيوى ، ومانجو لو موجود يعنى

3- زيت ذرة وزيت زيتون

4- عصير رمان وعصير تفاح ، وعصير عنب ابيض او احمر ميش حندقق

5- شوية مكسرات بندق وصنيبر وجوز ولوز وعين جمل وفستق ، يعنى الحاجات الموجودة فى البيت دى على طول

6- زبادى وخل وزبدة ولبن ، طبعا علشان يكون الطعم اجمل يفضل لبن الماعز لانه اخف واكثر بروتين


بعد معرفة طريقة الطهى طبعا قمت بسرعة من امام الجهاز ادور فى التلاجة ودولاب البقالة بتاعى على المدخلات البسيطة دى ، بس ملقتهاش معلش مهو يمكن علشان انا ميش مهتم بالحاجات دى ، قلت اخطف رجلى للسوبر ماركت واهو منها فسحة ومنها اجيب المقادير دى ، مهو حضرته قال الاكلة ميش مكلفة خالص فرصة بقى والحقيقة تعبت تعبت تعبت يعنى وانا بدور على الحاجات المطلوبة، ياه الناس بتتعب برضه ، والحمد لله بعد ما جيبت كل الحاجات دى وحاسبت فى السوبر ماركت عملت الوجبة الرخيصة دى واكلت طول الشهر على حسها ( طبعا فى موائد الرحمن )


المشكلة الثالثة ( احنا لحم ودم وسيلكون .احم احم )


لقاء فى منزل الراقصة الشهيرة والممثلة فى نفس الوقت وهو لقاء على الافطار تعزم فيه الفنانة المذيعة على فطورة معتبرة (غالبا اللى طابخها المقدم بتاع البرنامج اللى فوق بدال ما يرموا الاكل بيعمول عليه برنامج تانى واهو كله شغل انتاج) ، المهم فاصل من الترحيب والمدح فى الفنانة الرائعة ذات الحاجة واربعين ربيعا والتى امنية حياتها ان يرزقها الله بمولود ( والله قدير على كل شئ) طبعا تستطرد الفنانة اه صحيح انا فى نص التلاتينات من عمرى بس حققت كتير اوى من طموحاتى يرتفع ضغطى جدا (فالحاجة القابعة امامى كانت تمثل ادوار البطولة بينما انا مراهق ، طابعا فاكرها كويس منا كنت مراهق بقى، ودلوقتى بقت ادى فى العمر) ، المهم الكلام يتنوع (يجيب بعضه يعنى ، ويدخل فى الحسد وخلافة، تؤكد الفنانة انا ميش عارفة اعداء النجاح عايزين مننا ايه يا اختى هو ايه كلام ليل ونهار عننا محنا لحم ودم برضه زينا زيهم ، هما الناس دول اللى جايبين مصر لورا عارفة ليه لان كل ما الحسد انتشر الحاجات خربت وباظت وكله من فلوس مصر وبكدة البلد بتخرب )


طبعا الفنانات لحم ودم وساعات بيكون لحم ودم وسيلكون يعنى المفروض نعذرهم ومنبصلهمش فى السبوبة اللى طلعالهم مهما بيتعبوا اوى وفى الاخر بنيجى احنا بعنينا المأورة المدورة ونحسدهم بجهلنا واحنا ميش عارفين اننا بنضر بلدنا لان كل ما نحسدهم حاجة تبوظ وتكلفتها على مصر نعمل ايه بقى يعنى ، يا ريت جهل وبس لا كمان حقد مننا لله بقى .
المشكلة الرابعة (اشاعات اشاعات ....)

تنطلق الكلمات من الفنانة الشابة فى برنامج الصراحة راحة يا عينى وانت بتعرف (انا زهكت من الاشاعات دى ميش ممكن الناس ميش سايبة حد فى حالة خالس ، يعنى الناس بتهاجمنى جدا لانى كليباتى مكسرة الدنيا ، اللى يقول نافخة واللى يقول شافطة وناقص يقولو شدة وكل دا محصلش محصلش)
اسرح قليلا طبعا اكيد محصلش لا نافخة ولا شفطة خالص ، الاختلاف اللى حصل بين اول وتانى كليب يرجع الى التضخم الوجدانى اللى حصلها ، وممكن تكون كل الاشاعات دى مصدرها هى نفسها لان مفيش حد يتصور انها ممكن تشفط دى لكن تنفخ دى محل شك ، يلا ما علينا.



اخيرا ارجو للجميع صوما مقبولا وافطارا شهيا ، دا لو مكنتوش فطرطوا من كلامى اصلا، وسيبونى بقى اتفرج على المسلسل الخطير رجل بلا ظل

ليست هناك تعليقات: