الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

جنون اوطة وبطولة فارس (هذيان كاتب)


(صحراء بلا نهاية بينما خيام بنى عبس تمتد خلف مالك بن شداد وهو لا يطيق النظر اليها ولا الى رجال قبيلة عبس بعد ان فاجئه عنتر بطلب ابنته للزواج, تزداد ملامحه تهجما كلما تصور احفاده لابنته موصومون ببشرة سمراء وبدماء ليست نقية نقاء دمائه العبسية العربية، لا فضيحة اكبر من تلك الفضيحة ولا حل ولا مخرج لها فعنتر قد اعترف به اخيه عمرو بن شداد وفروسيته وقوته جعلته ذو مكانه بين رجال القبيلة، بل شجاعته النادرة تضعه الفارس الاول وفعله قد صار حديث العرب بعد معركة بنى طيء ، هو نفسه لولا بشرته السودا لتمناه زوج لابنته)

اقرأ رواية عنتر وعبلة مع انى احفظ فيلمها للراحل العظيم فريد شوقى عن ظهر قلب ومن منا لم يتمنى ان يكون عنتر بالذات حينما رفع جزع نخله ودور الضرب فى الجماعة بتوع بنى طئ (عملها ازاى دى ) .

ولا انسى الفتى الفافى المولع بعبلة وهو العربى النقى ( دا غير العربى الثرى بتاع اليومين دول) اللى الهم ابو عبلة ان يرسل عنتر فى رحلة بلا عودة (تذكرة وان واى يعنى بلغتنا اليويمن دول ) بطلبه مهر عبلة كما قال بالنص مهر عبلة غالى ولا يقدر عليه غير الشجعان الف ناقة من النوق الحمر ما يدفعه غير فارس الفرسان النوق العصافير بأرض ملك الملوك النعمان وطبعا كلنا فاكرين عنتر واندفاعه لما سافر لحد بلاد الملك النعمان وهجومه على النوق الحمر العصافيرى (لبن العصافير هو لبن النوق الحمر وهو افضل انواع اللبن ولكنه كان صعب المنال لندرة النوق الحمر وامتلاك الملوك العظماء فقط لها لذلك اصبح لبن العصفور غالى جدا وطلب صعب المنال ) وهجوم الفرسان عليه وتكبيله بالحديد وازاى كسر الحديد بعد ان طالب بسقفة لجل النبى (اه اسف دى حتة من فيلم تانى )

النوم يداعب جفونى بل ترانى نمت حالما بتلك القصة الرائعة والدنيا حر موت مالك واقف محتار وعمال يبص يمين وشماال وقرفان قرف رهيب و السيجارة الكاميل ميش جايبة معاه نتيجة بقى الواد عنتر ابن اخوه يورطه الورطة السودة دى ابن زبيبة اه يانى يطلع نفس طويل وهو واقف سرحان متمنيا حدوث مصيبة لعنتر تاخده اذا بالواد بتاع هات العطر يا ولد يضحك بجانبه ويوشوشه فى ودانه انا عارف ايه اللى مضايقك وعندى الحل ينظر مالك مستنكر الى الفتى المعطر دائما ولسان حاله يقول مبقاش الا انت كمان دنت طول النهار بتضرب لما اتهريت ضرب فى الفيلم عايزنى اثق فيك فى الحلم ، يلوى الفتى بوزه وهو يقول هو كان بمزاجى نيازى مصطفى كان عايزنى اضرب كدة ، يضحك مالك امعانا فى غيظ الفتى وهو يقول ولا السهم اللى رشق فى رقبتك فى اخر الفيلم ، والله نيازى دا كان عليه حركات ، يقطع الفتى تلك الذكريات الحلوة لابو عبله وهو يقول دا كان فى الفيلم لكن فى الحلم الامر يختلف يا عمى يرد مالك عمى الدبب انت حتجيبلى تهمه عايز عنتر يسمع انى موافق عليك يخلص عليا ها قول فكرتك ولا حل عن نافوخى ، يبتسم الفتى وهو يخرج سيجارة ملفوفة لزوم التكتكة وبنادى هات الولعة يا ولد ، ثم يبتسم ويقول مهر صعب المنال ، يلوى مالك بوزة نعم يا خويا هو انا ناقصك هو فيه اصعب من النوق الحمر يا فالح انت شكلك البانجو اللى بتضربه اثر عليك ، يرد الفتى ايوة فيه قالها بكل جدية جعلت ابو عبلة ينظر اليه متسائلا هل هناك اصعب من النوق الحمر الا لبن العصافير وهو لبن النوق الحمر الطازج اللذيذ الذى لا يشربه الا الملك النعمان وخاصته ، يرد الفتى ايوة فيه وحاجة عمر ما عنتر حيعرف يجبها ، يزداد تركيز مالك ويشد السجارة الملغمة من ايد الواد المعطر ويسحب نفس جامد ويكتمه وهو بيحرك راسه ها قول ، يردد الفتى المعطر عشرة كيلو طماطم حمرة من سوق العبور فى القاهرة الدخان يحيط بمخ مالك وهو يطلق صيحة يا ابن الذينة كانت تايهة عنى فين دى يا واد ياه ايوة كدة ابقى خلينا نشوف بقى الواد عنتر حيعمل ايه

عنتر بيلف فى الخيمة رايح جاى وهو قرفان جدا بينما شيبوب يلطم خدوده وبينوح عشرة كيلو طماطم يا عنتر من وين يا عنتر يا مصيبتك يا عنتر طيب النوق الحمر واتصرفنا فيها دول حنعمل فيهم ايه دحنا حنتشبح يا عم ، ينظر عنتر وهو حيطق من الغيظ والله يا شيبوب لو كانت دى اخر مهمة اعملها ما بقصر لازم اجيب الطماطم الحمرة، الموضوع بس عايز جرأة وشجاعة وخطة محكمه ، يرد شيبوب حتعمل ايه يعنى يا فالح العمل عمل ربنا بقى احنا نتكل على الله بكرة ونروح مصر بس ميش حنركب عبارة طبعا لحسان تغرق ولا تولع بينا خلينا فى البرى احسن .

يقف عنتر حائرا فى الميناء البرى الجديد فى احمد حلمى الدنيا زحمة موت والحر رهيب وشيبوب عمال يكح من كتر التلوث والدخان وحظهم الاغبر جم مصر والسحابة السودة مع الحر عاملين كومبينا فل الفل وعنتر ماسك لجام الحصان وينظر للبشر باستغراب جدا، وشيبوب البنطلونات الجينز لوحت دماغه ، يا شيبوب سيبك من الحريم المتركبة دى وشوف وين الطريق لسوق العبور خلينا نلحق نجيب الطماطم ونرجع فى اتوبيس عشرة، يلوى شيبوب بوزه وهو يسال رجل كبير قولى يا عم الحاج من وين الطريق الى سوق العبور يرد الرجل اركب 454 بشرطة، ينادى شيبوب على عنتر نركب الباص ونتكل يا عنتر طيب والفرسة يا شيبوب نعمل فيها ايه نبيعها يا عنتر ما فى طريقة نركبها الباص ، لكن دى راحت معايا بلاد الملك النعمان لا يمكن ، ينظر شيبوب الى عنتر وهو يبتسم انت عارف انى شكلى انا اللى حبيعك يالا يا عم لحسان الطماطم اصلا مافيش ، انتظر شيبوب وعنتر عدة ساعات واستمعوا لنصائح البشر ببيع الفرسة فى نزلة السمان فهى فرسة عربية اصيلة ، ولما كان الكاش ما موجود فقد رضى عنتر باستبدال حصانه العربى الاصيل بتكتك اصيل برضوا وانطلق عنتر سائقا التكتك بيناما شيبوب يلوح لكل فتاة انه شيبوب بتاع انت تجلعلى عين وانا اجلعلك عين ونعيش عور احنا الاتنين

سوق العبور الساعة الثانية ظهرا طبعا دا بعد كام يوم فى الطريق من النزلة للسوق عنتر ينظر الى السوق بشغف وهو يتحسس سيفه ، بينما شيبوب يحاول اقناعه يا عنتر الطيب احسن دول عالم شبيحه ومجرمين ميش زى الناس بتوع الملك النعمان خلينا ننزل نشترى الطماطم بالتى هى احسن وخلاص ، ينظر ليه عنتر نظرة فاحصة ولسان حاله يقول انت شايف كدة يا شيبوب ، يكمل شيبوب محاولا اقناع عنتر يا عم لو ملقناش ابقى طلع سيفك وخوفهم يمكن اللى مخبى كام كيلو يطلعهملنا ، يومئ عنتر بالموافقة ويطلق العنان لتكتكه عابر بوابة السوق ، السوق كبير جدا والناس كتيرة جدا ولا مكان لقدم بل ان الناس تدفع التكتك بلا رحمة شيبوب انزل عنتر بسرعة وانطلق يركن التكتك فى الموقف على ان يعود لعنتر فى نفس المكان .

شكلك صحة ولسة جاى من بلدكم تشتغل ياد نظر عنتر الى مصدر الصوت وهو يبتسم انت ما تعرفنى انا عنتر يرد الرجل نعم يا روح امك عنتر مين يعنى فاكر نفسك ابو تريكة يستغرب عنتر الاسم ويظنه فارس من فرسان السوق وفجأة تدخل عربة كبير محملة طماطم ينطلق عنترة مسرعا نحو العربة رافعا سيفه وهو يصيح من اجلك يا عبلة الا انه بعد عدة خطوات يفاجأ بان العربة محمية بمجموعة من البلطجية بينما يتجمهر التجار استعدادا للشراء ينطلق عنتر غير عابئ نحو العربة ملوحا بسيفه يمينا ويسارا بينما شيبوب يحاول اللحاق به ومنعه وعندما تأكد شيبوب ان الفاس وقعت فى الراس رجع بسرعة وهو بيقول انجالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك واخد التكتك وطلع على احمد حلمى بينما عنتر فوجئ بهجوم السوق كله عليه بعضهم ينادى حرامى طماطم واخريصيح ارهابى ولم يشعر عنتر بنفسه الى وهو ملقى على الارض وفى يده طماطمية حمرة معفصة بينما جرد من كل ما يملك الا سرواله ، يقوم عنتر بسرعة بينما رجل كبير ينظر اليه نظرة عطف مالك يبنى بقى حد يعمل اللى انت عملته دا هو احنا عارفين نشترى الطماطم لما ناخدها كدة يسكت عنتر وقد قهر العجز كبراياءه ينسحب فى هدوء بينما ينطلق صوت الفنان القدير (قدير فى الشد طبعا)محمود الحسينى فكك فكك فكك ، يكمل العجوز بصوت عالى لو محتاج قرشين ولا حاجة ترجع بيهم بلدك قول يا بنى متكسفش ، يرجع عنتر الى الرجل هو يقول انى منتظر اخى شيبوب يضحك الرجل يبقى حتنتظر كتير الدنيا هنا واسعة ويمكن يكون تاه يتدخل ولاد الحلال يا عم تلاقيه هربان من مصيبة ولا عامل عاملة ، بينما اخرين لا والله دا شكله اضحك عليه عيل من العيال اللى عايزين يهاجروا تكونش المركب رميته هنا ، شربت سيجارة تانية نستنى اسمى فى ثانية وسالت على باب بيتنا قالولى دى ميش حتيتنا ، اسمع يبنى مفيش ادامك غير انك تعد هنا فى السوق تشتغلك شغلانة لحد لما اخوك يظهر يوافق عنتر وقد تحول يأسه الى امل ان يتمكن من خطف الطماطم

يعمل عنتر وينقلب الحال وتبقى الاشية معدن ويعجب بعبلة بس ميش بنت مالك لا بنت المعلمة شباطة وخصوصا انها تفهمت حبه للطماطم وبقت تعمله سلطة خضرة عليها طماطمتين كل يوم ، بينما شيبوب ايضا ربنا كرمه وشغاال بالتكتك طالبية فيصل ومركب كاسيت وبيسمع انا شارب تلاتة ستيلا انا راجل اوى ميش الة انا عامل دماغ قراقيش علشان خلاص مبقاش فى حشيش ، خلاص مبقيش فى احمر ورجع الاخضر وملا السوق

بقى ان تعرف صديقى القارئ انه زى كل الافلام اللى بتنتهى نهاية سعيدة سينتهى الحلم نهاية سعيدة عنددما يلتقى عنتر وشيبوب مرة اخرى وينزل سعر الطماطم من عشرة جنيه الى اتنين جنيه وذلك فى المستقبل القريب بعد انتخابات الرئاسة القادمة وبعد اطلاق الحكومة اغنية اعلانية تقول (ياللى انت يوماتى دماغك لازم تظبطها بطماطمتين ،ما تظبتها بكيلو كفتة وقرنين فلفل وخيارتين، اشربك شب ليمون لحسان نلاقيك زى الطماطم ماشى فى الشارع مجنون) الكفتة المقصودة هنا كفتة كلابى لزم الايضاح لامانة الكاتب

ما احلى الاحلام عندما تنتهى تلك النهاية السعيدة خصوصا انى فى اخر الحلم كنت جالس على كرسى المخرج وبقول كت وانا بقطم طماطمية حمرا جميلة

ليست هناك تعليقات: