الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

الجنيه غلب الكارنيه


انتخابات مصر مجلس الشعب 2010 حملة اعلانية ضخمة لحس المواطن على الانتخاب بكل الطرق ودفعه للادلاء بصوته فى صندوق الانتخابات ( يعنى دلق الصوت فى الجردل) بدلا من اطلاقه فى الهواء الطلق (كبه فى الارض)


يعنى من الاخر كدة ولامؤخذة بدال ما كل مواطن عمال يفتى وينظم البلد وهو اعد على القهوة بيشدله حجرين اهو يهز طوله ويقول هو عايز مين من شلة المترشحين دول ويخليه يفتى بداله بس تحت القبة ، والحقيقة الحكومة ايضا اهابت بالذى يرى فى نفسه من الحكمة واللباقة والاستعداد للعمل العام وتحمل مسئولية الوطن ممن يملكون الحصافة ورزانة العقل والافق الواسع والادراك الكامل لمشاكل الامة التقدم باوراق ترشيحه ، وقد اتت الحملة اكلها ونفذ سهمها فتقدم السادة الوزراء معظمهم او اجمعهم الا من ابت نفسه والسادة الوجهاء والاعيان ممن وجدوا فى انفسهم تطابقا مع متطلبات المرحلة، الا ان الحملة كانت تتصف بالحماسة والمشاعر الملتهبة ، فالهبت مشاعر البعض ممن لا يملكون ما تتطلبه المرحلة فهبوا غير مقدرين لعواقب اندفاعهم الغير محسوب لترشيح انفسهم .


لا ادرى لماذا تملكتنى روح الدعابة السمجة حينما طالعت اخبار الحملات الانتخابية ، واقسم اننى حتى هذه اللحظة لم استطع التوصل لسبب هذه الروح الدعابية الشريرة ، الا اننى ادركت ان الاخبار نفسها اقد اججت من تضخم هذه الروح فمثلا خبر فى احدى الصحف ينقل لنا زيارة وزير الى دائرته وجلوسه لشرب الشاى مع المواطنين على القهوة ، يعنى الراجل نزل من العربية وشدله كرسى وسقف بايده ونده بصوت جهورى واحد شاى كشرى على ماية بيضا، وليه لا مهو اقصر طريقة لصوت الناخب قهوته ، سعاد حسنى قالت كدة فى هو وهى بس بتصرف ، وكمان نابليون بونابرت نفسه كان بينزل يفقر فى حلقات الذكر تقربا للمصريين يعنى سيادة الوزير ذاكر التاريخ كويس واتفرج كمان على المسلسلات وبالتالى قدر انه يوصل للفكرة الجامدة دى


مسئولى الحكومة يستعدون للانتخابات بما يضمن لها ان تشرف الشعب المصرى كله دا خبر ظريف جدا ، برضه روح الدعابة دى فكرتنى باستعداد الحكومة المكية فى عصر فؤاد للانتخابات بما يخرجها صورة لائقة بتاريخ الامة المصرية لكن للاسف اياميها مكنش المترشحين قرأو كتاب (اترشح وفور زى ماتعوز) والذى احتوى على خلاصة الافكار التزويرية سواء بشراء الاصوات او دفع موتانا رحمة الله عليهم الى الادلاء باصواتهم ايمانا منا بدورهم الحيوى ابان حياتهم فى المساهمة برفعة وطننا وتاكيدا على اصالة المصريين بانهم لا ينسوا ابدا موتاهم مما افسد استعداد الحكومة وفازت المعارضة ب90% من كراسى البرلمان مما حدا بجلالة الملك رحمة الله عليه بحل البرلمان بعد انعقاده بساعتين فقط فى سابقة لم تحدث من قبل ولا من بعد ، لكن على مين الحكومة هذه المرة وزعت على من يستحق من المرشحين النسخة الاصلية من الكتاب مما يجنب مصر ويلات حل البرلمان وفضيحة قتل الحياة النيابية ودا بالطبع حيشرف الشعب المصرى كله


مناظرة ديموقراطية جدا بين مرشح الحزب الحاكم ومرشح المعارضة باحدى الدوائر ، يا سلام ميش عارف ليه ساعتها افتكرت مسرحية المتزوجون بس نسميها المترشحون لما لينا المرشح اللى عليه العين ومعاها مؤيديها سمير ونفيسة المرشح اللى ميش عليه العين ومعاها مؤيديها جورج كانوا فى مناظر انتخبية قوية بدات بنفيسة بتقول الخير كتير يا خويا يرد جورج بنبرة غنائية بس الغلابة اكتر بس الغلابة اكتر ، فتسأل لينا فى فضول واندهاش هو احنا غلابة يا حبيبى يرد سمير مستنكرا لا طبعا احنا مساكين يا روحى ودا بالظيط اللى اكيد حصل فى المناظرة ان المعارضة اعلنت الخير كتير بس متاكل من الكبار وبالتالى الغلابة بيكتروا فيرد المرشح الحكومى ازاى بس هو احنا غلابة يا جماعة وعلشان احنا شعب شهم ومبنحبش نحرج حد حنرد طبعا ونقول لا طبعا احنا مساكين


من الاخبار الطريفة ايضا ان الصرف على دعاية الانتخابات وصل لعدد كبير من مئات الملايين اه والله عدد كبير منهم رقم غير متصور على الشاى والقهوة والحاجة الساقعة ، ودا فكرنى بالحكمة الجديدة والتى تتداول بصورة واسعة الان ان ولامؤخذة الجنيه غلب الكارنيه ، وبالتالى الجنيه كان البلاى ميكر ويمكن كمان الهداف اللى خلص ماتش الانتخابات بالضربة القاضية تماما


اخيرا بلا اى دعابة نحن نحتاج لتعلم الديموقراطية اولا قبل ان نمارسها حكومة وشعبا ، فمن ناحية نحتاج طبعا لمنع التجاوزات الانتخابية والتى دائما ما يكون مسئول عنها المرشحين بكل فئاتهم تلك الممارسات القائمة على المصالح والعصبيات احيانا وعلى اعتبار ان الانتخابات موسم سبوبة وابجنى تجدنى ، ومن ناحية اخر نحتاج جدا وبشدة الى مواطن يستطيع تحديد المرشح الذى يؤيده ، يفهم جيدا المطلوب من المرشح واخيرا يدرك اهمية صوته ، ونحتاج فى النهاية الى شعب وحكومة يدركان اهمية البرلمان وان البرلمان ليس مكان لتقضية مصالح دائرة بقدر ما هو مكان لمراقبة ومحاسبة وتوجيه الحكومة ، اقرار القوانين ومناقشتها مما يتطلب ان يكون رجل البرلمان رجل مدرك وفاهم ميش راجل ابن بلد وبيخدم اهالى الدئرة وخلاص ، وعلى ما اعتقد ان هذا سيحتاج الى عدة اجيال بشرط ان نبدأ

ليست هناك تعليقات: