الثلاثاء، 4 يناير 2011

وطن يجب ان يستفيق




الثلاثين من ديسمبر والواحد والثلاثين من ديسمبر يومان اسودان فى تاريخ مصر ويحملان ذكريات سيئة ستدوم فترة وتحتاج الى مجهود ضخم جدا لازالة اثارها ، قد تجد كلامى غريبا فالحادث الارهابى حدث يوم 31 ولم يحدث يوم 30 اى حادث ارهابى ولكنى اؤكد ان ما حدث فى استاد القاهرة هو حادث ارهابى عنصرى قذر صدر من فئة لم تتعلم ان الفرق بين الناس بقدراتها وليس بلونها ولا شكلها فعندما يصيح اربعين الف اسود قرد فهذا عمل ارهابى قائم على احتقار الاخر .

لا ادرى كيف ان انسان مصرى يعيش فى هذا الوطن له جيرانه من كل جزء من مصر الصعيد بحرى النوبة ويتعامل معهم يوميا ، يزعل يفرح ياكل يشرب يتعب ويعانى معهم يدخل الاستاد فيتحول الى شخص اخر تحت ضغوط انا اؤكد انها دخيلة ولها اجندة لتنال من هذا الوطن فيحتقر انسان اخر بناء على لونه ، كيف حدث هذا فالعنصرية فى بلاد اخرى امريكا مثلا قائمة ومرسخة لمئات السنوات ومع ذلك استطاعت الامة الامريكية ان تتخلص جزيا من هذا لموضوع بحزم وقوة ، ونحن الان نسير فى الطريق المعاكس .

وللاسف كما هى طريقتنا فى حل كل المشاكل نبدأ بانكار حدوثها اصلا وننتهى باعلان وجود الماس الكهربى او عقب السيجارة او المختل العقلى اوكحل نهائى نظل ننكرها وننكرها طالما ظلت هى تكبر وتستفحل وليس ادل على كلامى من فيلم النوم فى العسل الذى لخص واوجز بشدة طريقة المصريين فى التعامل مع المشكلة فالمشكلة ليست موجودة طالما لم ترصدها الحكومة او بمعنى ادق لا تريد ان ترصدها الحكومة اما الشعب فطالما ظلت المشكلة بعيدة عن البعض طالما ظل البعض غير مهتمين وطالما استطعنا انكار حدوثها اصلا او وضع رؤوسنا فى الرمال او المطاطاة حتى تمر الريح التى لا تمر ابدا فنظل مطاطاين دوما

القصد ما حدث فى الاسكندرية مأساة اخرى ، مأساة قائمة على تجاهل الاحداث والمعطيات وعدم التعامل بجدية مع مشكلة بدأت منذ سنوات وهى المحاولات المضنية لخلق مشكلة عقائدية فى مصر تظل قائمة سنوات وشنوات وقد تنتهى بحرب اهلية ومع ذلك ظل الجميع ينظر ويتعجب للاحداث التى تتوالى بصورة منتظمة حتى وصلت الى ذروتها بحادث كنيسة الدقيسين ، مع استغلال بعض الجماعات لتلك الظروف لتحقيق اهداف خاصة بها كاقباط المهجر والجماعات المتطرفة ، وبدل من تصدى الحكومة لتلك المخططات تنتظر الفعل لتقوم هى برد الفعل اما المسلمين والاقباط فانقادوا وراء تلك المحاولات خالقين المناخ المناسب للانفجار فى حالة حدوث شرار الذى حدث فى الاسكندرية

واعتقد ان تركيب الامة المصرية بشقيه يفرض على شق الاغلبية ان يتفهم ظروف ومعطيات الاقلية ويحاول جاهدا توفير المناخ اللازم لكبت اى شعور بالاضطهاد لديها ، كما انه يكون اكثر صبرا واصرارا على ازالة اسباب الفتنه بصفته الاكثرية او الاغلبية او بمعنى اقرب الاخ الاكبر ، وقد حث الاسلام على التعايش السلمى مع الاخر طالما ان الاخر لا يبغى غير التعايش السلمى ، كما حث الاسلام على حرية العبادة وحسن المعاشرة وحرم مهاجمة الاخر او ايذائه طالما هو جزء من نسيج الامة ويبغى رفعتها ، وللعلم الاسلام من الاديان التى حرمت ايذاء المدنيين حتى فى الحرب بل اكثر حرمت ايذاء الطبيعة اثناء القتال فلا يجوز قطع الاشجار او حرق الرزاعات او تسميم المياه ، فالاولى بذلك الدين ان يحرم وبشدة ايذاء من يتعايشون فى سلام مع ابناءه ، وازيد على ذلك ان مصر ظلت دائما نسيج واحد لا تفرق بين مسلم وقبطى ابدا بل تنفرد مصر بتغلغل وتلاحم الطرفين بحيث لا تجد منطقة الا واحتوت على عنصرى الامة

اما الاقلية او العنصر الاخر فوجب عليه عدم التعامل مع اى مشكلة على اساس انه الطرف الاقل او الاخ الاصغر وعدم اعطاء الفرصة لتلك المحاولات للنيل من وحدتنا فكما اشرنا الى واجب الاخ الاكبر علينا ان نؤكد على دور الاخ الاصغر فجورج ومينا كيرولوس يجب ان يدركوا ان من يفعل هذا يريدهم ان يصيحوا نحن اقلية مضطهدة تريد حماية نفسها من اغلبية عنصرية ، كما عليهم ان يتفهموا ان لهم فى هذا الوطن كما للطرف الاخر بالظبط ، كما انهم يجب يتفهموا ان الجميع يستنكر هذا الفعل ولا يرضاه بل ان الكثير من المسلمين تحرك تركات عملية تثبت لاى شخص اعماه غضبه انهم لا يقبلوا اى اذى او ضرر يلحق باخوتهم الاقباط حتى الوصول الى عمل دروع بشرية تحيط بالكنائس يوم عيد الميلاد المجيد لحمايتها من اى عمل ارهابى

على اى حال يجب ان نستفق جميع وندرك ان نار التعصب لا تفرق بين اسود او ابيض وبين قيطى ومسلم بل تحرق الجميع وتظلم مستقبل نجده اصلا يميل الى الظلمة بطبعه فبدلا من محاولتنا تحسين احولنا بما ينير مستقبلنا نجدنا نستسلم لمحاولات لا تهدأ لتفرقتنا وانهاء ما تبقى من امل لنا

ليست هناك تعليقات: