يكاد المريب يقول خذونى هذا هو حالى مع حمدى العسكرى وحمدى العسكرى جارنا فى حارتنا او شارعنا الضيق كما تعرفون ، فحمدى قد انهى الثانوية العامة بمجموع يفتقد من قلته اى معنى لكلمة مجموع فلا اظن ان مسئولى الثانوية العامة قد بذلوا اى مجهود فى جمع درجات المذكور اعلاه التى اهلته للحصول على لقب ناجح ولان القدر احيانا يمنح من لا يستحق فقد سهلت الظروف لحمدى كوسة لم نعرف وقتها مصدر الحقل التى زرعت فيه فتم قبوله فى كلية الشرطة والغريب ان والدة حمدى كانت طوال سنوات دراسته فى الكلية تجزم ان حمدى طوال عمره كان يحلم بان يكون ضابط شرطه وتؤكد ان اول مهنة حلم بها هى عسكرى على باب القسم مع اننا رافقناه طوال عمره ولم تخرج اماله عن العمل فى بنك لعله كان يحلم بان يكون عسكرى على باب البنك على اية حال حديث ام حمدى سهل لنا اطلاق لقب حمدى العسكرى على صديقنا العزيز حمدى محمود الاحمدى، ولان حمدى ابن وحيد على ثلاثة بنات هم حمدية وفوقية التى اطلق عليها تحتية نظرا لجمال نصفها السفلى الشديد مقارنة بنصفها الاعلى واخيرا تحية ، كما ان والده يملك محلا ليس ببعيد عن شارعنا الضيق او حارتنا الى جانب منزل كبير بها مما اهله لان يكون من اعيانها فقد اصرت والدته على ان يتزوج ببيت والده وجانب امه ، فحولت دورين من المنزل الى ما يشبه الفيلا ليكون عش زوجية حمدى بيه كما تلقبه ، وزواج حمدى من ابنة قريب له من بعيد كشفت سر دخوله الشرطة فوالد العروس ضابط شرطة احيل الى المعاش وانتخب بمجلس الشورى ، على اية حال كل من راى زوجته تعجب من قبولها الزواج منه اما من عاشرها فقد تعجب من قدرة حمدى على احتمال ها اللوح الثلجى
بلا اية مواربة يتملق الجميع حمدى وهو يدرك هذا ويتلذذ به ايما تلذذ ، ارداكه بفطنته سر بدلته وتاثيرها على شعب حقنه نظامه الحاكم بكيمياء العوز والخوف فاصبح دائما من خاف سلم وامسى الذى له ظهر لا يمكن باى صورة ان يضرب على بطنه واضحى المشى جانب الحيط شطارة وحكمة ، فامعن حمدى فى تمثيل دورة بحنكة وزادت خدماته الغير مدفوعة لاهل الشارع الضيق حتى اصبح زعيما ليس متوجا ، اما المعارف من خارج الشارع الضيق فله فيهم الى جانب الاجر والثواب للسعى فى الخير قليل من الرزم عشرية كانت او عشرينية ، لا غرو فى ذلك فكثير من المنتفعين يتقاضون المال ولا ينجحون فى قضاء المصلحة فلا مناع من بذله لمن يقضونها فعلا هذا كان مبدا اصحاب المصلحة الشغوفين على قضائها ، اما مبدأ من يقبض هى الخدمة للغلابة بدلا من لفهم يوم ورا يوم لقضائها بلا فائدة اما المال حتى لا يطمع الغلابة فى كل ما يخصهم يكفى المهم فقط والملح كما انها وسيلة للتفريق بين اهالى شارعنا الضيق الاقرب وبين من هم فى حكم الغرب
والعبد لله لم يهضم ابدا شخصية حمدى فى تاريخ ما قبل ارتداء البدلة بالرغم من اننا تجمعنا شلة واحدة دائما ما مارست التسنكح والصرمحة ، والغريب فى الموضوع ثقة حمدى العمياء فى ارائى واندفاعه الدائم لتاييد راى حال احتاج الامر استفتاء على عدة اراء ، بل والاغرب سؤاله الدائم عنى وتأكيده لكل من حولى بما فيهم امى اننا اصدقاء من الدرجة الاولى اما بعد ارتداءه بدلة الكلية فلم يتغير الامر كثيرا كان رجوعه الاسبوعى لشارعنا الضيق له طقوس من ضمنها لقائى على القهوة وقدر يمتد الامر لسهرة او تمشية على كورنيش البحر ، ولن اذيعكم سرا اذ ظننت فى فترة ما اثناء تلك الايام ايام الجامعة او خيل لى خيالى الجامح ان حمدى يحاول بطريقة ما ان يقنعنى بالزواج من اى من خواته البنات وقبل ان تطلقوا ضحكاتم او تسبون وتلعنون غرور كاتب متواضع مثلى فلكم ان تعرفوا ان الحبيبة الاسطورية التى جمعت فى روحها وشكلها وصفاتها كل ما فى بنات شارعنا الضيق من محاسن الروح وجمال الجسد وصفات الانوثة لم تحتوى على الا على مؤخرة فوقية التى استحقت ذلك عن جدارة واستحقاق وضحكة تحية التى كانت تحفز ليس خيال شباب الشارع الضيق فقط ولكن خيال المنطقة بحالها فما بالكم بخيالى المحفز اصلا بالتالى فلا غرور فى ظنى انه كان يمهد لزواجى من احدى اخواته وخصوصا ان اصول حمدى الريفية تجعل من النسب وسيلة لتوطيد اوصار الصداقة ، اما فى المرحلة التاريخية الممتدة من بعد خروج حمدى من الكلية حتى الان فقد تلاحظ اختلاف شخصيته تماما كما اسلفت لكم فاصبح بين حمدى وبين اهل الشارع الضيق حاجز اسمه بدلة الشرطة اصبح الجميع يخشى بطشه او غضبه وبالرغم من عدم تكليل جهود حمدى فى تسهيل زواجى من اى من اخواته الثلاثة فقد ظلت صداقتنا المفروضة على فرضا كما هى بل زادت بعد تخرجنا وانخراطنا فى العمل ولا انكر ان تلك الصداقة عادت على بهالة اكبر من الاحترام لم اكن اتوقعها بل ورصدت بعض حالات التملق الا انى ايضا رصدت بعض حالات التعجب المصحوبة بلعن الزمن الذى جعل منى مجرد لزقة لحمدى العسكرى ، ولا انكر ابدا ان هذا زاد من سخطى ونقمتى على علاقتى الغريبة بحمدى ، التى بعض الاوقات اتعجب منها ومن تقبلى لها بل واتهم نفسى انى اسعى اليها خاصة بعد ارتداء حمدى للبدلة مرتديا قناع الفرض وانى من الادب ان لا اكسر جناح من سعى لصداقتى سعى حثيث ، زاد ما سمعته عن قسوة حمدى وتعامله الفظ مع المواطنين من حالة الكآبة التى تنتابنى كلما جلست معه وخصوصا بعد ان اصبح يجأر بلعن اهل الشارع الضيق وسبهم هم وجدود جدودهم من قلال الاصل العينة العشوائية للشعب المحتاج دائما لعصا لقيادته الا من رحم ربى وربه ، بل اصبح يتلذذ بازلال اهل الشارع الطامعين فى خدماته والغريب بل والمثير للاشمئزاز هو قبول الناس هذا السلوك المريض الذى يتطور يوم بعد يوم حتى اصبحت كلمة خد يا بن الكب تعالى هنا نداء طبيعى لاى من ابناء الشارع الصغير ، والشهادة لله لم اعرف حتى اليوم لماذا استبعدنى حمدى من منظومته التى وضعها للتعامل مع اهل الشارع الضيق
على اية حال حدث هذا يوم خميس حينما دخل حمدى لاعنا ابو ام الشارع الضيق وصفا اياهم بالمعرصين الذين لا قيمة لهم مؤكدا انه سيفعصهم ببيادته الميرى بلا رحمة فالرحمة لاتجوز على الواطيين من امثالهم مذكرا ان فضله على كل بيت فيها ، تسمر القهوجى يشله الخوف بينما انسل الزبائن الاغراب عن الشارع الضيق من القهوة ، حتى انا نفسى اصابنى الارتباك وهممت بمحاولة تهدئه بالرغم من شعورى فى تلك اللحظة بان صداقتى معه ما هى الا شوكة غرست بقوة فى عمودى الفرق فاصابتنى بالشلل التام اقتربت منه محاول تهدئته مستهديا اياه على غضبه وثورته بالله ، كانت استجابته ضعيفة قبل الجلوس فقط الا انه استمر فى توجيه السباب العشوائى لجميع اهل الشارع الصغير مختار بين الحين والاخر اسم لاعنا سلسفين جدوده واضفا اياه بما لا استطيع ذكره على شخص هنا ، تحرك القهوجى اخيرا محضرا شوب عناب من المخصوص واضعا اياه امام حمدى انتظرت حتى ينهى فاصل السباب وكان انتظارى طويلا يزيد عن العشرة دقائق ، وعندا واتتنى الفرصة عندا بدء فى شرب العناب بدأت كلامى متسائلا عما حدث بعد ان انهى على كوب العناب وصاح بصوته الغريب طالبا حجر تومباك مذيل طلبه بذكر ام القهوجى بما لا يعلم احد الا الله مدى صحته ثم قال لى بصوت خفيض واحد من ولاد ديك الكلب هنا فى الشارق الوسخ دا قدم شكوى ضدى فى التفتيش متهمنى بانى اتلقى رشاوى نظير خدمات غير قانونية ، لكن انا خلصت الموضوع وقفلته صحيح العين ستراقبنى فترة لكن بعدها سيهدأ كل شئ اما هو فساعرفه حتى لو ظللت ابحث عنه طوال عمرى انت لا تعرفنى عندما يتحدانى احد اتمتع بهزيمته وذله اراه امامى ينتهى بينما انا امزمز فى اصابعى ، احسست بمدى ما وصلت اليه روح حمدى العسكرى من تمرمغ فى الوحل انهت البدلة على كينونته الانسانية لا عجب فى هذا ابدا فالاعتداء على الناس ضربهم وتعذيبهم كاجراء روتينى من اجراءت التعامل مع المواطن المشتبه به او المتهم افقد حمدى معنى الانسانية لانه رائها امامه تهدر ثم مارس هو بنفسه اهدارها وكأن النظام يخلق منه وحش مع الايام ، كما انى استحسنت من بعث الشكوى يا له من شجاع انه استطاع الافلات من المنظومة التى صنعها حمدى منظومة خوف تمنع اى منا من التفكير او التصرف ، انتبهت على صوت حمدى الندالة بقى يا خويا انه ميش ماضى باعتها من مجهول الجبان ابن اللئيمة انتبهت لكلماته ثم رديت يا حمدى انت معرض لمثل هذه الامور بصفتك متعامل مع الجمهور ليل نهار من الطبيعى ان يشتكيك احدهم والطبيعى انك تدافع عن نفسك ، ينظر الى حمدى وكأنى اتحدث لغة اخرى ثم يعقب بس احنا الشرطة محدش يشتكينا الناس بتشتكى لينا بس واحنا نحكم ، جملة واحدة قالها حمدى فرتك بيها ام الدستور المصرى بل انه لامؤخذة حوله الى ورق تواليت ، فالمواطنون سواسية ولا يتميز احدهم عن الاخر بسبب الجنس او اللون او الديانة او العمل كما ان حق شكوى اى موظف مكفولة لكل مواطن مهما كانت درجة الموظف ، اما اخر جزء فى الجملة فلغى فيها حمدى العسكرى السلطة القضائية تماما ، رديت بهدوء على اية حال حصل خير يا حمدى صلى على النبى وانسى ميش انت انهيت الموقف يرد حمدى متحمسا وحياتك فى نصف ساعة كنت مخلص الموضوع ، حمدت الله على عدم الجدال معه فى موضوع الدستور والسلطة القضائية فحمدى ينتمى الى عالم اخر غير عالمنا عالم الامن وفيه المتهم مدان حتى لو ثبتت براءته فكيف يكون غير مدان وهو يتلقى العقوبة مقدما قبل حتى ان يتم التحقيق معه ، منذ هذا اليوم زادت الحواجز بين حمدى والناس وقلت طلباتهم له الا من ياتى من خارج الشارع الضيق بل وقل جلوسه على القهوة او انعدم ، كما ان علاقتنا لم تعد كما كانت وان لم تنتهى بل يجزم البعض اننى الوحيد من اهل شارعنا الضيق الذى مايزل حمدى العسكرى يسلم عليه ويوده من وقت للاخر ، وتمنى البعض رحيل امه عن الدنيا حتى يعجل برحيله هو نفسه عن شارعنا الضيق فمن جاور الحداد يكتوى بناره دائما
بلا اية مواربة يتملق الجميع حمدى وهو يدرك هذا ويتلذذ به ايما تلذذ ، ارداكه بفطنته سر بدلته وتاثيرها على شعب حقنه نظامه الحاكم بكيمياء العوز والخوف فاصبح دائما من خاف سلم وامسى الذى له ظهر لا يمكن باى صورة ان يضرب على بطنه واضحى المشى جانب الحيط شطارة وحكمة ، فامعن حمدى فى تمثيل دورة بحنكة وزادت خدماته الغير مدفوعة لاهل الشارع الضيق حتى اصبح زعيما ليس متوجا ، اما المعارف من خارج الشارع الضيق فله فيهم الى جانب الاجر والثواب للسعى فى الخير قليل من الرزم عشرية كانت او عشرينية ، لا غرو فى ذلك فكثير من المنتفعين يتقاضون المال ولا ينجحون فى قضاء المصلحة فلا مناع من بذله لمن يقضونها فعلا هذا كان مبدا اصحاب المصلحة الشغوفين على قضائها ، اما مبدأ من يقبض هى الخدمة للغلابة بدلا من لفهم يوم ورا يوم لقضائها بلا فائدة اما المال حتى لا يطمع الغلابة فى كل ما يخصهم يكفى المهم فقط والملح كما انها وسيلة للتفريق بين اهالى شارعنا الضيق الاقرب وبين من هم فى حكم الغرب
والعبد لله لم يهضم ابدا شخصية حمدى فى تاريخ ما قبل ارتداء البدلة بالرغم من اننا تجمعنا شلة واحدة دائما ما مارست التسنكح والصرمحة ، والغريب فى الموضوع ثقة حمدى العمياء فى ارائى واندفاعه الدائم لتاييد راى حال احتاج الامر استفتاء على عدة اراء ، بل والاغرب سؤاله الدائم عنى وتأكيده لكل من حولى بما فيهم امى اننا اصدقاء من الدرجة الاولى اما بعد ارتداءه بدلة الكلية فلم يتغير الامر كثيرا كان رجوعه الاسبوعى لشارعنا الضيق له طقوس من ضمنها لقائى على القهوة وقدر يمتد الامر لسهرة او تمشية على كورنيش البحر ، ولن اذيعكم سرا اذ ظننت فى فترة ما اثناء تلك الايام ايام الجامعة او خيل لى خيالى الجامح ان حمدى يحاول بطريقة ما ان يقنعنى بالزواج من اى من خواته البنات وقبل ان تطلقوا ضحكاتم او تسبون وتلعنون غرور كاتب متواضع مثلى فلكم ان تعرفوا ان الحبيبة الاسطورية التى جمعت فى روحها وشكلها وصفاتها كل ما فى بنات شارعنا الضيق من محاسن الروح وجمال الجسد وصفات الانوثة لم تحتوى على الا على مؤخرة فوقية التى استحقت ذلك عن جدارة واستحقاق وضحكة تحية التى كانت تحفز ليس خيال شباب الشارع الضيق فقط ولكن خيال المنطقة بحالها فما بالكم بخيالى المحفز اصلا بالتالى فلا غرور فى ظنى انه كان يمهد لزواجى من احدى اخواته وخصوصا ان اصول حمدى الريفية تجعل من النسب وسيلة لتوطيد اوصار الصداقة ، اما فى المرحلة التاريخية الممتدة من بعد خروج حمدى من الكلية حتى الان فقد تلاحظ اختلاف شخصيته تماما كما اسلفت لكم فاصبح بين حمدى وبين اهل الشارع الضيق حاجز اسمه بدلة الشرطة اصبح الجميع يخشى بطشه او غضبه وبالرغم من عدم تكليل جهود حمدى فى تسهيل زواجى من اى من اخواته الثلاثة فقد ظلت صداقتنا المفروضة على فرضا كما هى بل زادت بعد تخرجنا وانخراطنا فى العمل ولا انكر ان تلك الصداقة عادت على بهالة اكبر من الاحترام لم اكن اتوقعها بل ورصدت بعض حالات التملق الا انى ايضا رصدت بعض حالات التعجب المصحوبة بلعن الزمن الذى جعل منى مجرد لزقة لحمدى العسكرى ، ولا انكر ابدا ان هذا زاد من سخطى ونقمتى على علاقتى الغريبة بحمدى ، التى بعض الاوقات اتعجب منها ومن تقبلى لها بل واتهم نفسى انى اسعى اليها خاصة بعد ارتداء حمدى للبدلة مرتديا قناع الفرض وانى من الادب ان لا اكسر جناح من سعى لصداقتى سعى حثيث ، زاد ما سمعته عن قسوة حمدى وتعامله الفظ مع المواطنين من حالة الكآبة التى تنتابنى كلما جلست معه وخصوصا بعد ان اصبح يجأر بلعن اهل الشارع الضيق وسبهم هم وجدود جدودهم من قلال الاصل العينة العشوائية للشعب المحتاج دائما لعصا لقيادته الا من رحم ربى وربه ، بل اصبح يتلذذ بازلال اهل الشارع الطامعين فى خدماته والغريب بل والمثير للاشمئزاز هو قبول الناس هذا السلوك المريض الذى يتطور يوم بعد يوم حتى اصبحت كلمة خد يا بن الكب تعالى هنا نداء طبيعى لاى من ابناء الشارع الصغير ، والشهادة لله لم اعرف حتى اليوم لماذا استبعدنى حمدى من منظومته التى وضعها للتعامل مع اهل الشارع الضيق
على اية حال حدث هذا يوم خميس حينما دخل حمدى لاعنا ابو ام الشارع الضيق وصفا اياهم بالمعرصين الذين لا قيمة لهم مؤكدا انه سيفعصهم ببيادته الميرى بلا رحمة فالرحمة لاتجوز على الواطيين من امثالهم مذكرا ان فضله على كل بيت فيها ، تسمر القهوجى يشله الخوف بينما انسل الزبائن الاغراب عن الشارع الضيق من القهوة ، حتى انا نفسى اصابنى الارتباك وهممت بمحاولة تهدئه بالرغم من شعورى فى تلك اللحظة بان صداقتى معه ما هى الا شوكة غرست بقوة فى عمودى الفرق فاصابتنى بالشلل التام اقتربت منه محاول تهدئته مستهديا اياه على غضبه وثورته بالله ، كانت استجابته ضعيفة قبل الجلوس فقط الا انه استمر فى توجيه السباب العشوائى لجميع اهل الشارع الصغير مختار بين الحين والاخر اسم لاعنا سلسفين جدوده واضفا اياه بما لا استطيع ذكره على شخص هنا ، تحرك القهوجى اخيرا محضرا شوب عناب من المخصوص واضعا اياه امام حمدى انتظرت حتى ينهى فاصل السباب وكان انتظارى طويلا يزيد عن العشرة دقائق ، وعندا واتتنى الفرصة عندا بدء فى شرب العناب بدأت كلامى متسائلا عما حدث بعد ان انهى على كوب العناب وصاح بصوته الغريب طالبا حجر تومباك مذيل طلبه بذكر ام القهوجى بما لا يعلم احد الا الله مدى صحته ثم قال لى بصوت خفيض واحد من ولاد ديك الكلب هنا فى الشارق الوسخ دا قدم شكوى ضدى فى التفتيش متهمنى بانى اتلقى رشاوى نظير خدمات غير قانونية ، لكن انا خلصت الموضوع وقفلته صحيح العين ستراقبنى فترة لكن بعدها سيهدأ كل شئ اما هو فساعرفه حتى لو ظللت ابحث عنه طوال عمرى انت لا تعرفنى عندما يتحدانى احد اتمتع بهزيمته وذله اراه امامى ينتهى بينما انا امزمز فى اصابعى ، احسست بمدى ما وصلت اليه روح حمدى العسكرى من تمرمغ فى الوحل انهت البدلة على كينونته الانسانية لا عجب فى هذا ابدا فالاعتداء على الناس ضربهم وتعذيبهم كاجراء روتينى من اجراءت التعامل مع المواطن المشتبه به او المتهم افقد حمدى معنى الانسانية لانه رائها امامه تهدر ثم مارس هو بنفسه اهدارها وكأن النظام يخلق منه وحش مع الايام ، كما انى استحسنت من بعث الشكوى يا له من شجاع انه استطاع الافلات من المنظومة التى صنعها حمدى منظومة خوف تمنع اى منا من التفكير او التصرف ، انتبهت على صوت حمدى الندالة بقى يا خويا انه ميش ماضى باعتها من مجهول الجبان ابن اللئيمة انتبهت لكلماته ثم رديت يا حمدى انت معرض لمثل هذه الامور بصفتك متعامل مع الجمهور ليل نهار من الطبيعى ان يشتكيك احدهم والطبيعى انك تدافع عن نفسك ، ينظر الى حمدى وكأنى اتحدث لغة اخرى ثم يعقب بس احنا الشرطة محدش يشتكينا الناس بتشتكى لينا بس واحنا نحكم ، جملة واحدة قالها حمدى فرتك بيها ام الدستور المصرى بل انه لامؤخذة حوله الى ورق تواليت ، فالمواطنون سواسية ولا يتميز احدهم عن الاخر بسبب الجنس او اللون او الديانة او العمل كما ان حق شكوى اى موظف مكفولة لكل مواطن مهما كانت درجة الموظف ، اما اخر جزء فى الجملة فلغى فيها حمدى العسكرى السلطة القضائية تماما ، رديت بهدوء على اية حال حصل خير يا حمدى صلى على النبى وانسى ميش انت انهيت الموقف يرد حمدى متحمسا وحياتك فى نصف ساعة كنت مخلص الموضوع ، حمدت الله على عدم الجدال معه فى موضوع الدستور والسلطة القضائية فحمدى ينتمى الى عالم اخر غير عالمنا عالم الامن وفيه المتهم مدان حتى لو ثبتت براءته فكيف يكون غير مدان وهو يتلقى العقوبة مقدما قبل حتى ان يتم التحقيق معه ، منذ هذا اليوم زادت الحواجز بين حمدى والناس وقلت طلباتهم له الا من ياتى من خارج الشارع الضيق بل وقل جلوسه على القهوة او انعدم ، كما ان علاقتنا لم تعد كما كانت وان لم تنتهى بل يجزم البعض اننى الوحيد من اهل شارعنا الضيق الذى مايزل حمدى العسكرى يسلم عليه ويوده من وقت للاخر ، وتمنى البعض رحيل امه عن الدنيا حتى يعجل برحيله هو نفسه عن شارعنا الضيق فمن جاور الحداد يكتوى بناره دائما