الخميس، 26 يناير 2012

حكايات قهوتنا (العسكرى)



يكاد المريب يقول خذونى هذا هو حالى مع حمدى العسكرى وحمدى العسكرى جارنا فى حارتنا او شارعنا الضيق كما تعرفون ، فحمدى قد انهى الثانوية العامة بمجموع يفتقد من قلته اى معنى لكلمة مجموع فلا اظن ان مسئولى الثانوية العامة قد بذلوا اى مجهود فى جمع درجات المذكور اعلاه التى اهلته للحصول على لقب ناجح ولان القدر احيانا يمنح من لا يستحق فقد سهلت الظروف لحمدى كوسة لم نعرف وقتها مصدر الحقل التى زرعت فيه فتم قبوله فى كلية الشرطة والغريب ان والدة حمدى كانت طوال سنوات دراسته فى الكلية تجزم ان حمدى طوال عمره كان يحلم بان يكون ضابط شرطه وتؤكد ان اول مهنة حلم بها هى عسكرى على باب القسم مع اننا رافقناه طوال عمره ولم تخرج اماله عن العمل فى بنك لعله كان يحلم بان يكون عسكرى على باب البنك على اية حال حديث ام حمدى سهل لنا اطلاق لقب حمدى العسكرى على صديقنا العزيز حمدى محمود الاحمدى، ولان حمدى ابن وحيد على ثلاثة بنات هم حمدية وفوقية التى اطلق عليها تحتية نظرا لجمال نصفها السفلى الشديد مقارنة بنصفها الاعلى واخيرا تحية ، كما ان والده يملك محلا ليس ببعيد عن شارعنا الضيق او حارتنا الى جانب منزل كبير بها مما اهله لان يكون من اعيانها فقد اصرت والدته على ان يتزوج ببيت والده وجانب امه ، فحولت دورين من المنزل الى ما يشبه الفيلا ليكون عش زوجية حمدى بيه كما تلقبه ، وزواج حمدى من ابنة قريب له من بعيد كشفت سر دخوله الشرطة فوالد العروس ضابط شرطة احيل الى المعاش وانتخب بمجلس الشورى ، على اية حال كل من راى زوجته تعجب من قبولها الزواج منه اما من عاشرها فقد تعجب من قدرة حمدى على احتمال ها اللوح الثلجى
بلا اية مواربة يتملق الجميع حمدى وهو يدرك هذا ويتلذذ به ايما تلذذ ، ارداكه بفطنته سر بدلته وتاثيرها على شعب حقنه نظامه الحاكم بكيمياء العوز والخوف فاصبح دائما من خاف سلم وامسى الذى له ظهر لا يمكن باى صورة ان يضرب على بطنه واضحى المشى جانب الحيط شطارة وحكمة ، فامعن حمدى فى تمثيل دورة بحنكة وزادت خدماته الغير مدفوعة لاهل الشارع الضيق حتى اصبح زعيما ليس متوجا ، اما المعارف من خارج الشارع الضيق فله فيهم الى جانب الاجر والثواب للسعى فى الخير قليل من الرزم عشرية كانت او عشرينية ، لا غرو فى ذلك فكثير من المنتفعين يتقاضون المال ولا ينجحون فى قضاء المصلحة فلا مناع من بذله لمن يقضونها فعلا هذا كان مبدا اصحاب المصلحة الشغوفين على قضائها ، اما مبدأ من يقبض هى الخدمة للغلابة بدلا من لفهم يوم ورا يوم لقضائها بلا فائدة اما المال حتى لا يطمع الغلابة فى كل ما يخصهم يكفى المهم فقط والملح كما انها وسيلة للتفريق بين اهالى شارعنا الضيق الاقرب وبين من هم فى حكم الغرب
والعبد لله لم يهضم ابدا شخصية حمدى فى تاريخ ما قبل ارتداء البدلة بالرغم من اننا تجمعنا شلة واحدة دائما ما مارست التسنكح والصرمحة ، والغريب فى الموضوع ثقة حمدى العمياء فى ارائى واندفاعه الدائم لتاييد راى حال احتاج الامر استفتاء على عدة اراء ، بل والاغرب سؤاله الدائم عنى وتأكيده لكل من حولى بما فيهم امى اننا اصدقاء من الدرجة الاولى اما بعد ارتداءه بدلة الكلية فلم يتغير الامر كثيرا كان رجوعه الاسبوعى لشارعنا الضيق له طقوس من ضمنها لقائى على القهوة وقدر يمتد الامر لسهرة او تمشية على كورنيش البحر ، ولن اذيعكم سرا اذ ظننت فى فترة ما اثناء تلك الايام ايام الجامعة او خيل لى خيالى الجامح ان حمدى يحاول بطريقة ما ان يقنعنى بالزواج من اى من خواته البنات وقبل ان تطلقوا ضحكاتم او تسبون وتلعنون غرور كاتب متواضع مثلى فلكم ان تعرفوا ان الحبيبة الاسطورية التى جمعت فى روحها وشكلها وصفاتها كل ما فى بنات شارعنا الضيق من محاسن الروح وجمال الجسد وصفات الانوثة لم تحتوى على الا على مؤخرة فوقية التى استحقت ذلك عن جدارة واستحقاق وضحكة تحية التى كانت تحفز ليس خيال شباب الشارع الضيق فقط ولكن خيال المنطقة بحالها فما بالكم بخيالى المحفز اصلا بالتالى فلا غرور فى ظنى انه كان يمهد لزواجى من احدى اخواته وخصوصا ان اصول حمدى الريفية تجعل من النسب وسيلة لتوطيد اوصار الصداقة ، اما فى المرحلة التاريخية الممتدة من بعد خروج حمدى من الكلية حتى الان فقد تلاحظ اختلاف شخصيته تماما كما اسلفت لكم فاصبح بين حمدى وبين اهل الشارع الضيق حاجز اسمه بدلة الشرطة اصبح الجميع يخشى بطشه او غضبه وبالرغم من عدم تكليل جهود حمدى فى تسهيل زواجى من اى من اخواته الثلاثة فقد ظلت صداقتنا المفروضة على فرضا كما هى بل زادت بعد تخرجنا وانخراطنا فى العمل ولا انكر ان تلك الصداقة عادت على بهالة اكبر من الاحترام لم اكن اتوقعها بل ورصدت بعض حالات التملق الا انى ايضا رصدت بعض حالات التعجب المصحوبة بلعن الزمن الذى جعل منى مجرد لزقة لحمدى العسكرى ، ولا انكر ابدا ان هذا زاد من سخطى ونقمتى على علاقتى الغريبة بحمدى ، التى بعض الاوقات اتعجب منها ومن تقبلى لها بل واتهم نفسى انى اسعى اليها خاصة بعد ارتداء حمدى للبدلة مرتديا قناع الفرض وانى من الادب ان لا اكسر جناح من سعى لصداقتى سعى حثيث ، زاد ما سمعته عن قسوة حمدى وتعامله الفظ مع المواطنين من حالة الكآبة التى تنتابنى كلما جلست معه وخصوصا بعد ان اصبح يجأر بلعن اهل الشارع الضيق وسبهم هم وجدود جدودهم من قلال الاصل العينة العشوائية للشعب المحتاج دائما لعصا لقيادته الا من رحم ربى وربه ، بل اصبح يتلذذ بازلال اهل الشارع الطامعين فى خدماته والغريب بل والمثير للاشمئزاز هو قبول الناس هذا السلوك المريض الذى يتطور يوم بعد يوم حتى اصبحت كلمة خد يا بن الكب تعالى هنا نداء طبيعى لاى من ابناء الشارع الصغير ، والشهادة لله لم اعرف حتى اليوم لماذا استبعدنى حمدى من منظومته التى وضعها للتعامل مع اهل الشارع الضيق
على اية حال حدث هذا يوم خميس حينما دخل حمدى لاعنا ابو ام الشارع الضيق وصفا اياهم بالمعرصين الذين لا قيمة لهم مؤكدا انه سيفعصهم ببيادته الميرى بلا رحمة فالرحمة لاتجوز على الواطيين من امثالهم مذكرا ان فضله على كل بيت فيها ، تسمر القهوجى يشله الخوف بينما انسل الزبائن الاغراب عن الشارع الضيق من القهوة ، حتى انا نفسى اصابنى الارتباك وهممت بمحاولة تهدئه بالرغم من شعورى فى تلك اللحظة بان صداقتى معه ما هى الا شوكة غرست بقوة فى عمودى الفرق فاصابتنى بالشلل التام اقتربت منه محاول تهدئته مستهديا اياه على غضبه وثورته بالله ، كانت استجابته ضعيفة قبل الجلوس فقط الا انه استمر فى توجيه السباب العشوائى لجميع اهل الشارع الصغير مختار بين الحين والاخر اسم لاعنا سلسفين جدوده واضفا اياه بما لا استطيع ذكره على شخص هنا ، تحرك القهوجى اخيرا محضرا شوب عناب من المخصوص واضعا اياه امام حمدى انتظرت حتى ينهى فاصل السباب وكان انتظارى طويلا يزيد عن العشرة دقائق ، وعندا واتتنى الفرصة عندا بدء فى شرب العناب بدأت كلامى متسائلا عما حدث بعد ان انهى على كوب العناب وصاح بصوته الغريب طالبا حجر تومباك مذيل طلبه بذكر ام القهوجى بما لا يعلم احد الا الله مدى صحته ثم قال لى بصوت خفيض واحد من ولاد ديك الكلب هنا فى الشارق الوسخ دا قدم شكوى ضدى فى التفتيش متهمنى بانى اتلقى رشاوى نظير خدمات غير قانونية ، لكن انا خلصت الموضوع وقفلته صحيح العين ستراقبنى فترة لكن بعدها سيهدأ كل شئ اما هو فساعرفه حتى لو ظللت ابحث عنه طوال عمرى انت لا تعرفنى عندما يتحدانى احد اتمتع بهزيمته وذله اراه امامى ينتهى بينما انا امزمز فى اصابعى ، احسست بمدى ما وصلت اليه روح حمدى العسكرى من تمرمغ فى الوحل انهت البدلة على كينونته الانسانية لا عجب فى هذا ابدا فالاعتداء على الناس ضربهم وتعذيبهم كاجراء روتينى من اجراءت التعامل مع المواطن المشتبه به او المتهم افقد حمدى معنى الانسانية لانه رائها امامه تهدر ثم مارس هو بنفسه اهدارها وكأن النظام يخلق منه وحش مع الايام ، كما انى استحسنت من بعث الشكوى يا له من شجاع انه استطاع الافلات من المنظومة التى صنعها حمدى منظومة خوف تمنع اى منا من التفكير او التصرف ، انتبهت على صوت حمدى الندالة بقى يا خويا انه ميش ماضى باعتها من مجهول الجبان ابن اللئيمة انتبهت لكلماته ثم رديت يا حمدى انت معرض لمثل هذه الامور بصفتك متعامل مع الجمهور ليل نهار من الطبيعى ان يشتكيك احدهم والطبيعى انك تدافع عن نفسك ، ينظر الى حمدى وكأنى اتحدث لغة اخرى ثم يعقب بس احنا الشرطة محدش يشتكينا الناس بتشتكى لينا بس واحنا نحكم ، جملة واحدة قالها حمدى فرتك بيها ام الدستور المصرى بل انه لامؤخذة حوله الى ورق تواليت ، فالمواطنون سواسية ولا يتميز احدهم عن الاخر بسبب الجنس او اللون او الديانة او العمل كما ان حق شكوى اى موظف مكفولة لكل مواطن مهما كانت درجة الموظف ، اما اخر جزء فى الجملة فلغى فيها حمدى العسكرى السلطة القضائية تماما ، رديت بهدوء على اية حال حصل خير يا حمدى صلى على النبى وانسى ميش انت انهيت الموقف يرد حمدى متحمسا وحياتك فى نصف ساعة كنت مخلص الموضوع ، حمدت الله على عدم الجدال معه فى موضوع الدستور والسلطة القضائية فحمدى ينتمى الى عالم اخر غير عالمنا عالم الامن وفيه المتهم مدان حتى لو ثبتت براءته فكيف يكون غير مدان وهو يتلقى العقوبة مقدما قبل حتى ان يتم التحقيق معه ، منذ هذا اليوم زادت الحواجز بين حمدى والناس وقلت طلباتهم له الا من ياتى من خارج الشارع الضيق بل وقل جلوسه على القهوة او انعدم ، كما ان علاقتنا لم تعد كما كانت وان لم تنتهى بل يجزم البعض اننى الوحيد من اهل شارعنا الضيق الذى مايزل حمدى العسكرى يسلم عليه ويوده من وقت للاخر ، وتمنى البعض رحيل امه عن الدنيا حتى يعجل برحيله هو نفسه عن شارعنا الضيق فمن جاور الحداد يكتوى بناره دائما

الخميس، 5 يناير 2012

حكاوى قهوتنا (دبوس)




محمد دياب صديقنا فى القهوة والصداقة فى القهوة كالاخوة فى النضال وبالاخص عندما تكون القهوة واخدة ناصية شارعنا الضيق مع الشارع الرئيسى اى موقعها ساحر لنا كسكان حارة فى بعض الاقاويل وشارع ضيق فى اقاويل اخرى ، ومحمد دياب له لقب يشابه لقب صديقنا المتفائش فدياب منذ كان صغير دس له احدهم فى طعامه او شرابه او ربما التقط الفيروس من مرحاض عام العلم عند الله لكن المهم هو التقاطه فيروس المؤامرة فاصبح محمد دياب شكاك بشكل غير طبيعى يعزى اى حركة او تصرف لمؤامرة قد تكبر او تصغر حسب حدة مزاجه ، الغريب ان محمد عاش بهذا الفيروس وكأن صحته جت عليه كما يقولون فنما وترعرع وانفتلت عضلاته فاصبح كالوحش ، الا ان هذا الفيروس نفسه اصابنا نحن بمرض الصداع المزمن كما ان الفيروس فى بعض اطواره يكون معديا ، بما يجعلنا شكاكين مائلين لنظرية التأمر عفانا الله واياكم ، لن اطيل عليكم بسبب كل ما سبق اطلقنا على محمد دياب محمد دبوس ، ولدبوس قصص وحكايات لكن نظريتها الرئيسية ان كل من فى منزله يتأمر عليه وكل من فى بيتهم بتامر على اسرته وكل من فى الشارع يتامر على بيتهم وكل المنطقة تتامر على شارعنا الضيق وفى قول اخر حارتنا وهكذا وبناء على تلك النظرية تستطيع ان تفسر كل حكاوى وحكايات دبوس ، على اية حال فى هذا اليوم المشئوم لا ادرى كيف ولماذا قادتنى اقدامى المتامرة عليا الى القهوة فى تلك العصرية الصيفية والجو حار جدا بينما الواد الفنجرى وهو اسم القهوجى يرش المياه امام القهوة التى تكاد تخلو من الزبائن ، اجلس على الكرسى المفضل القابع فى زاوية القهوة والذى يكشف اكبر مساحة من القهوة ومن شارعنا الضيق جلست فى صمت احاول من موقعى هذا فهم العالم من حولى فسرحت ما هى العلاقة بين زيادة نسبة الكروسترول بين مواطنى المحروسة وفرض ضريبة جديدة على الطعام المحتوى على الدهون المشبعة فى الدول الاسكندنافية بنسبة تزيد عن ثلاثة بالمائة مما اجبر كثير من المنتجين على تصديرها لدولنا المسكينة مفضلين عدم دفع ضرائبها التى تفرض على مواطنى هذه الدول فقط ، نشط فيروس محمد دبوس بداخلى وتلاعب ابليس بافكارى محاولا ربط احداث مهاجمة الاسلام فى تلك الدول مع قصة زيادة مرضى الكروسترول وزيادة صادرات المنتجات ذات الدهون المشبعة ولم ينفذنى من نسج تلك المخططات الجهنمية التى اضطرتنى الترتيبات المنطقية الى تتبعها حتى حملة لويس التاسع الصليبية الا صوت محمد دبوس نفسه وهو يرتمى على مقعد مقابل لمقعدى المفضل وهو لاعنا العالم باسره مطلقا وابل من الشتائم التى يعف قلمى على ذكرها لحضراتكم ، افقت من سرحتى العظمى التى ندمت انها لم تكن سرحة من اياهم تجوب بين جمال فتيات حاراتنا مجمعة الجزء الاجمل من كل واحدة فى بطلة اسطورية لم ولن تاتى ابدا لان تركيبتها طبقا لحلمى تجعلها رابع المستحيلات ، اسف على الاستطراد على اية حال صوت دبوس انقذنى من ماساتى وشتائمه اضحكتنى كثير ولا تسالنى لماذا يا صديقى فانا لا اسمع هذا النوع من الشتائم وبتلك الكثافة الا فى الفهوة والقسم ، ياللعجب كيف يبدا الاثنين بحرف القاف اكيد هناك شبهة تواطأ ، تسائلت بكل جدية عن سر غضب دبوس وهذيانه بذلك الفاصل من الشتائم ، انتبه دبوس محركا راسه بصورة مسرحية اعتدنا عليها منذ الصغر وابتسم ابتسامة صفراء ثم انطلق فى ترتيب الاحداث منطقيا وصولا للنتيجة كالتالى الجو حار جدا لدرجة تكاد تشك في ان هناك من يحاول ان يحرقنا ، لكن تلك هى الخدعة الكبرى فلا ننتبه الى خدعة الجو الحار فهذا ليس الهدف ، اسرح قليلا فيما وراء الهدف من الجو الحار متاثرا برائحة عرف دبوس المميتة تلك الرائحة الممتزجة بعطر هوجو المضروب التى تذكرك برائحة المجارى فى طفولتنا عندما كانت الحكومة تغير كل مواسير الصرف بمواسير اكبر ، لعل السبب هو ان تنتشر تلك الروائح فتصيب المصريين بحساسية الصدر والامراض العصرية الاخرى او لعلها مؤامرة حكومية حتى تعودنا الحكومة على قرف العيش والعيشة ورائحة اللى عايشينها ، افوق على صوت دبوس الهدف ان الجو الحار سيدفعنا الى شرب مياه ورش الشوارع بالمياه ومن ثم فقدا ان المياه يوم بعد يوم حتى ينتهى النيل وندخل حزام فقر الماء المنتشر حولنا اسرح بخيالى متصورا صراع عنيفا بين الناس حول حنفية المياه التى منعت من البيوت واعتبرت سلعة استراتيجية توزعها الحكومة بكوبونات كما تصورت السوق السوداء تباع فيها كوب الماء وتهرب بواسطة عصابات تشبه مافيا الاراضى ، ثم يستطرد ليس هذا ايضا الهدف ليت كان الهدف هو تعطيش مصر كنا صبرنا على كل دا انتبه الى كلامه وحرقته انتبه الى ضيق افقى فقد تصورت المشكلة كلها فى مياه الشرب متناسيا التصحر الذى سيصيب ارضنا والبوار الذى سيعطبها ، لكن صديقنا دبوس ينظر الى ويقف مزيحا كرسى القهوة الخشبى مشيرا باصبعه وهل حلم اسرائيل من النيل الى الفرات لو لم يكن النيل ليس موجودا كما يريدون الان لكن الحلم من المحيط الى الخليج يعنى النيل اصبح عقبة فى طريقهم فهمت يا صديقى فهمت المؤامرة جاية من اية جهة ، نظرت اليه فاغرا فمى لاعنا ابو ام الحظ الذى اوقعنى فى يد دبوس فى هذا اليوم الحار وتضائلت رائحة عرق دبوس التى تعمى البصر بل وتقوض البصيرة امام نظرية دبوس التى وصلت الى حد لا يتصوره عكل كما قالت شويكار

الثلاثاء، 3 يناير 2012

حكاوى قهوتنا (سوسو)







يجلس صديقى العزيز المتفائش دائما وهو ينادى بصوته الجعورى القهوة ياد يا زناتى ، ولاسم متفائش قصة طويلة تمتد بطول عمر صديقى وجارى هذا فهو طوال عمره يتارجح بين التفائل والتشائم تارجح بندول الساعة الا ان بندلوه التفائشى مرتبط بالاماكن عكس بندول الساعة المرتبط بالزمان فهو متفائل دائما وابدا طوال فترة تواجده بالقهوة اما تشائمه فهو اكبر مساحة ويمتد من منزله العامر بزوجته المصون واربعة من الانباء الى بيت حماته مارا بمصلحته الحكومية التى توظف فيها منذا اكثر من عشرين عاما ، انظر اليه منتظرا نشرته الاخبارية اليومية ، لم يكذب صديقى العزيز خبر وانطلق مذيعا نشرته بمجرد ان استقر قاعدا على كرسيه شفت يا معلم تشرئب عيناى وتتطرأ اذناى بينما تسكب غددى الصماء كميات من الادرناليين تكفى لانطلاقى بسرعة الفهد الصياد استاذ فوزى جارنا فى الحارة - ماله يا عم - مراته امبارح طردته الساعة تلاتة الفجر - تلاتة الفجر ليه كدة - لا عادى قفشته بيحب حصانة - نعم حصانة ازاى يعنى اقولها والاحباط يصيبنى فى مقتل بعد ان كنت امنى نفسى بقصة تحول جلستنا القهوية الى ندوة مفتوحة نتبادل جميعنا فيها الاراءوالفتاوى التى ليس عليها حرج فلا حرج فى العلم ولا حرج فى الدين ولا حرج فى القهوة - ولا حاجة يا سيدى من كام يوم والعهدة على ام سمير جارتهم فى نفس البيت وجدت زوجة استاذ فوزى ورقة مكتوب بها كلمة سوسو فانتفضت وورفعت حالة الاستعداد من اللون الاخضر الى الاحمر وحكمت رائيها ان تفتش السيد فوزى تفتيش ذاتى فشر التفتيش فى مطار نيويورك الدولى فخلع المسكين ملابسه بينما حرمه المصون تفتش الملابس محاولة اكتشاف كينونة الكلمة الملعونة سوسو ثم جرته من فانلته الحمالات الى غرفة النوم لتباشر تحقيقها معه الذى استمر ما يقرب من الثلاث ساعات والشهادة لله السيد فوزى اصر على موقفه ولم يغير اقواله بالرغم من استعمال السيده حرمه المصون كل ادوات ووسائل التعذيب المنزلية كما مارست كل انواع الضغط النفسى عليه وصلت الى حرمانه من مصروف جيبه اليومى بل وحرمانه من النزول الى القهوة كل جمعة واتنين واربع ولكن كل هذا لم يدفعه الى تغيير اقواله التى تلخصت فى ان اسم سوسو اسم حصانة فى سباق الخيل كان يراهن عليها فوزى وزملائه بالعمل وتجنب هنا فوزى استخدام كلمة فرسة خوفا من التباس الامر على زوجته مما يخيل لها ان فسة ما هو الا مرادف مزة فيقوده هذا الى سوء المصير والعياذ بالله واصر ان تسجلها السيدة حرمه فى المحاضر كحصانة ولما يئست السيدة زوجته قررت اطلاق سراحه محذرة اياه من ان اى تضليل لجهات التحقيق او اكتشاف حقائق تفنن فى اخفائها ستؤدى به الى الوقوع تحت طائلة قانونها ، ومرت الايام حرصت فيها السيد حرمه على مراقبته بالوسائل المعروفة وغير المعروفة لنا نحن الرجال استخدمت فى ذلك كتيبة من الابناء والجيرة ولكن حرص فوزى على اظهار براءته كان الفيصل فى اهمال السيدة حرمه المصون للقضية وانشغالها بقضايا اهم ففى نهاية الامر يعتبر السيد فوزى فى حكم المشطب من زمان وهو بركة للبيت ، لكن قادت الصدفة امس الزوجة الى اكتشاف المأساة فبعد ان تعشى السيد فوزى وتفرج على التى فى دخل بيت الراحة تاركا موبايله على الكنبة متعمدا كما يفعل كل يوم ليترك مساحة ليشعر الست حرمه ان ليس هناك ما يخفيه عنها الا انه اثناء تواجده فى الحمام كسرت الحنفية فاضطر السيد فوزى الى التشمير ومحاولة معالجتها حتى لو مؤقتا وفى خضم محاولته السيطرة على الموقف نسى فوزى موباليه على الكنبة وتصادف جلوس السيدة حرمة امام التى فى لمتابعة المسلسل التركى فما كان الا اضاءت شاشة موبايله معلنه وصول ماسج من سوسو ، تسمرت زوجته وكشرت عن نابيها المتطابقين مع نابى الضباع الافريقية ثم اندفعت اليه فى الحمام وجذبته من بيجامته الكستور وهى تصرخ الحق يا حمار الحصانة بتاعتك بعتالك ماسج بهت الرجل ولم بنطق بينما زوجته تجره جرا عبر الصالة مصرحة تصريحها الحاسم روحلها الاسطبل يا فالح اهو بات معاها هناك واوع اشوف بردعتك دى هنا تانى سامع قالت اخر تحذير وهى تلقى به من على باستة الدور الثانى ، ينظر صديقنا الى وجوهنا التى تنوعت ردة فعلها ما بين مزهول من هول القصة ومرعوب من ان يلاقى مصير فوزى او شامت فى ما ال اليه حال المسكين فوزى او لاعن لغبائه فى التعامل مع المشكلة او متعجب من اختيار فوزى للحصانة ليخفى مصيبته معللا ذلك بان اكيد الست سوسو فعلا فرسة على حق اما العبد لله فقد سرحت فى تلك النمرة الملعونة المسجلة باسم كيتى على تليفونى المحمول وهى سكرتيرة السيد مدير عام الشركة وما هى الصفة التى ستطلقها زوجتى عليها اذا وجدت منها مكالمة او ميسد كول ، لا شك انها ستزعق مزمجرة الحق القطة بتنونولك هوهولها بسرعة لحسان تزعل ثم اتخيل يدها تقفش فى فروة راسى ملقية بى من البكلونة معلنة ميش عايز اسمع هوهوتك هنا تانى ، افيق على هبدة صاحبنا المتفائش على المنضدة وهو يعلن ان استاذ فوزى المسكين الان يقيم بصورة مؤقتة عند اخيه ويرسل المراسيل محاولا اقناع زوجته ان المتصل يومها كان الكلاف المسئول عن رعاية سوسو والذى نمت بينهما صداقة مبعثها الاعجاب المشترك بتلك الحصانة وان سوسو حصانة وبنت حصانة وابيها حصان لسابع جد فياتى الرد العب غيرها يا حمار

الاثنين، 2 يناير 2012

نجـــــلاء





مرت السنين كما تمر الشهور ومرت الشهور كما تمر الاسابيع اما الاسابيع فمرت كما تمر الايام وبدورها الايام مرت كما تمر الساعات التى لم تخزل من قبلها فمرت كما تمر الدقائق هكذا شعرت نجلاء بينما هى واقفة وحيدة تنظر من فرندة غرفتها بقصرها التى ورثته عن ابيها مفكرة فى كل تلك السنين تهب الرياح منعشة تمتزج برائحة الندى التى تتخلل رئتيها الى جميع خلايا جسمها بينما شعرها الاصفر الداكن والذى غزته بعض الشعرات البيضاء يتطاير معلنا تمرده فيدفعها لارسال يدها اليمنى لاخضاعه لسلطتها ، محطتان فى حياتها كانوا سببا فى تغيير حياتها تماما ، تبتسم لاول مرة فاختيارتها كانت عكس ما يتوقعه الجميع بل عكس ما كانت هى نفسها تتوقع لو كانت تلك المواقف حكيت لاخذ رايها ولم تعشها ، تخرجت من الجامعة وسط الحاح امها وضغط ابيها لاتمام زواجها من شريف ابن الحسب والنسب فأمها ترى الزواج من شريف يرفع راس العائلة ويضيف اليها ميزة جديدة فامه مثلها من عائلة عريقة تؤكد نسبها الى باشاوات الاستانة اما ابيه فرجل سياسة بارع الى جانب اعمالة التى تدر عليه الملايين مما يضمن لنجلاء ان تعيش فى نفس مستوى معيشتها الحالى او اعلى اما الاب فيرى فى تلك الزيجة دعم له فى معاركة التجارية المقبلة فوالد شريف رجل سياسة قوى صحيح هو لا يصل لمستواه المادى لكن قوته السياسة ستكون خير دعم ، مما جعل الاب والام يشكلان ضغط على النجلاء ، اما نجلاء نفسها فلم تكن فى حاجة الى اية ضغط فهى ليست بالفتاة الرومانسية الحالمة انما تؤمن بالحب الواقعى الحب الذى لا تضطر لدفع ضريبته من راحتها وسعادتها حب هادئ يدعمه رغد عيش لذلك لم تقاوم كثير بل تمنعت وهى راغبة لفترة قصيرة لزوم الشعور بالاهمية ، لا تريد ان تقسو على نفسها وتحكم على قرارها بالخاطئ فأى فتاة فى عمرها وظروفها لم تكن لترفض شريف ، اما شريف نفسه كان شابا هادئ يتخذ موقف المؤيد لها فى اى قرار او اتجاه طوال فترة التعارف ، عزت ذلك الى محاولته التقرب لها ففرحت متمنية ان يظل كما هو ، مرت اجراءات الزواج بصورة طبيعية تناسب تفكير العائلتين فتفننت الام والحماة فى ابراز حسبهما ونسبهما وغناهما لكل المدعوين اما الابوين فانشغلا بدعوة من هم اقوى واكبر لعل هذه تكون فرصة لتقوية العلاقات ، نجلاء فقط انشغلت بوضع تفاصيل حياتها الجديدة فحددت مع شريف مكان شهر العسل وتفاصيله كما اشرفت على تجهيز فيلا الزوجية ، انتهى كل شئ سريعا ووجدت نفسها فى عالمها الجديد ، عالمها التى لا تكفى الامنيات المدعومة بالامكانات ان تجعله جميل كما تحلم هى ، اكتشفت شريف لاول مرة متسلط كما لم ترى احد مثله من قبل يقلل من اهمية اى عمل تقوم به ، يتفه من اى رأى تتبناه ، منعها من العمل بحجة انها لا تحتاج الى ذلك ، كما حاول منعها من عمل ماجستير ووافق على مضض بعد تدخل العائلتين كان يكره خروجها من المنزل ، يحاول عرقلة اى محاولة لها للشعور باهميتها وكيانها ، بالرغم من محاولتها المستمرة المبالغة فى تعظيم ما يقوم به ودفعة للامام ، الا انها اكتشفت فى نهاية الامر انه متسلط يحاول افشال الاخر بقدر محاولته انجاح نفسه ، الا ان كل ذلك لم يكن فاصل فى حياتها كانت تستطيع ان تتحمله ان تعبر بكل تلك المشاكل الى بر الامان ، لكن مصيبتها الكبرى فيما اكتشفته ولم تستطع البوح به لاحد ، فشريف كان بخيل لدرجة غير متصورة بخيل فى كل شئ يغلف بخله لا مبالاة بالاخر ولا باثار ذلك البخل على من حوله ولم يتوقف هذا البخل على الماديات او بمعنى ادق لم تهتم هى بتلك النقطة فهى تملك ما تستطيع ان تعيش به ملكة وهو يعرف هذا ، لكن بخله امتد الى المشاعر ، كان بخيل فى مشاعره بدرجة لا يتصورها عقل ولا تدركها روح شعرت بذلك من ليلتها الاولى ، كلمات الحب التى حاول ان يقولها شعرت بها شحيحة ليس عن قلة حب بقدر ما هى ناجمة عن حرص فى المشاعر حتى مع ابنته هبة كان حريص بخيل يشعرها بان احضانه وقبلاته انما هى نعمة منه عليها لا تتوقعها بصورة دائما او حتى حينما تحتاجها ، حتى علاقتهما الجنسية كانت عكس ما تحلم فقد كان يشعر ان الاقتحام بقوة عنوان للرجولة طغيت انانيته على كل شئ وانه طالما حاول لابد ان ينال ما يريد شعرت بانه لص يسرقها لحظات سعادتها التى لم تصلها ابدا تشعر ان كل شئ يمر امامها فجأة وكأنها ترى فيلم اباحى لا تشترك فيه، لم تجد ما كانت تخفيه من اسرار عن المتعة التى سوف تلقاها بين يدى زوجها وحبيبها ، كرهت هذا كما لم تكره اى شئ بل كانت تشمئز من شريف نفسه ومن نفسها اذا دفعتها رغبتها ان تستجيب له فتصطدم بحائط بخله وانانيته وترجع محسورة لم تصل الى ما تريد ابدا حتى انها ظنت انه ليس موجود وان وصول المرأة الى الرضا مستحيل، تتذكر كيف انها فى يوم استعدت كما لم تستعد من قبل لبست اكثر ملابسها اثارة بعد ان اختبرت نعومتها انها حقا لو راها طفل لاستعجل بلوغه لينال من رحيقها فى هذا اليوم احست انها ملكة متوجة لكنه لم يكافأها ابدا بل حتى لم يحاول ان يبدى اعجابه بها فقط هاجمها كمجرم يحاول الاستيلاء على ما ليس له كرهت نفسها فى ذلك اليوم ، اهملت هذا الجانب بعدها لعله يبتعد عنها تمنت ان ينشغل بغيرها لكنه ابى هذا ليس لاخلاص بقدر بخله العام الذى جعله حريص حتى فى علاقاته ، لا تنسى مطلقا عندما علق على فيلم يندمج فيه الزوجين فى علاقات مستمرة بان هذا مدمر لصحتهما ، كرهت حتى تودده الحريص ، وجدت ان قلبها وروحها حتى جسدها كيانها كله اصبح يرفضه ،لكنها كانت دائما تلجأ لعقلها فهى ام لطفلة وتنعم بما لا يملكه الكثيرين ولا داعى لان تنهى زواجها بفضيحة ، فتجنبه والعيش بدون اى امل فيه كنا سيكفل لها المحافظة على مظهر اجتماعى ستفقده بطلاقها وسيعاقبها المجتمع بلعنة المطلقة ، لكن ازدات المواجهات بينهما ، شعر بصعوبة اخضاعها له فاصبح يتفنن فى تعذيبها ، كانت تساله دوما لماذا تزوجت اذا كنت تجد ان علاقتك بزوجتك مجرد منة منك عليها اذا كنت ترى ان مشاعرك بالكاد تكفيك لمذا تزوجت الا تعلم انك يجب ان تعطى منها لمن ارتبط بها ، تبادلا الاتهامات علانية امام الاهل ، قطع لها كتب دراستها فحرقت له ملفات عمله لا تنسى ابدا نقاشها الحاد مع فاتن صديقة عمرها عندا وبختها قائلة لا يمكن تترك كل هذا الاستقرار دا علشان السيكو سيكو حاولى ان تتعاملى مع الموقف بروية فالجنس مجرد لحظات انطلقت نجلاء كانها زلزال قرر ان يهد مدينة ملعونة كيف تجرئى يا فاتن انت لم تفهمى انا لا اهتم بالعملية الجنسية المجردة تلك اللدقائق المعدودة انت لا تدركى ان الجنس بمفهومة الاعم الاعمق هو تلك العلاقة الابدية بين الرجل وزوجته تلك العلاقة التى تبدا منذ ان تفتح عينيها فى الصباح فتجده مبتسم لها بحنو سؤاله عليها تليفونيا حتى ولو مرة واحدة اطمئنانه على حالتها وصحتها شغفه عندما يدلف الى المنزل بعد يوم شاق من العمل مفاجأته البسيطة التى تضفى فرح وزهو على زوجته تعامله معاه برقه الم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام رفقا بالقوارير اوليس الرفق يشمل الحنية الاهتمام المجاملات الرقيقة اللمسات الهادئة اوتجدى الامان فى كلمات بسيطة تشعرك بضعفك واحتياجك لحمايته طوال الوقت مهما بلغت قوتك ونفوذك هذا يا صديقة عمرى معنى الجنس فى مفهومه الاشمل ليس لى ذنب ان المجتمع حصره فى دقائق معدودة بالسرير ومنع على المرأة مطالبتها بحقها فى كل تلك الساعات بل الايام بل العمر وقد حلله الله لها تبتسم وهى تتذكر نظرة فاتن لها فى بلاهة ما لبثت ان تحولت الى نظرات اعجاب بموقفها بجراتها على ذكر ما نتخفيه معظم النساء فى صدورهن لم تملك فاتن الا ان تقول كلمة جملة واحدة تخلصى منه فى الحال يا نجلاء ، اصبح الوضع سئ ومزرى، ابنتها حلت نظرات الخوف محل البراءة ، لولا تخدل ابيها وحماها لانهاء الموضوع لحدثت مصيبة ، فضيحة مدوية ، الطلاق كان لحظة حرية جميلة لم تذقها دخلت غرفتها القديمة قفلت بابها خلعت ملابسها وقفت امام المراة نظرت الى وجهها جسدها لقد تغيرت خسائر بالجملة خسرتها فى تلك المعركة ، تعجبت لم تحس يجسدها منذ فترة طويلة جدا ذلك الارتباط التام به فقدته شعرت به مهمل يعانى من اللا مبالاة المتعمدة قررت ان ترجعه لسابق عهده، نامت فى تلك الليلة كما لم تنم منذ سنوات ، انتبتها احلام جميلة استجاب لها جسدها ، كما انتابتها ايضا كوابيس لم تجد لها سبب سوى ذكريات علاقتها التعيسة ، نفضت كل ذلك وبدأت العمل مع ابيها مرت سنة كاملة تتزكر الان كم كانت تحاول تجنب اى رجل وكل رجل تركز فى عملها فقط ، بل ضبطت نفسها تحاول اذيتهم وجرح مشاعرهم ومعملتهم باستعلاء ، وزاد من هذا نظراتهم الخانعة لها وتقربهم المصطنع منها بصفتها ابنة صاحب المال او حتى عميلة كبيرة تمثل شركتها ، كما لم تهمل رغباتهم الشهوانية التى ترسل اسهمها اعينهم فى لحظات يظنون انها غافلة عنهم ، شعرت مرات كثيرة بانها تنتقم من شريف فى كل الرجال ، لكن فجأة حدث ما لم يكن فى الحسبان ، عكس الجميع كان هو منظم مندمج فى عمله نظراته قاسية ليس فيها خنوع او خضوع ، حاولت ان ترضى ضميرها بضبطه متلبسا بنظرات شهوانية تأكل مؤخرتها فلم تفلح كان كالصندوق المغلق لا يفصح عن ما فيه ، سالته مرة فى موضوع لا علاقة له به متصورة انه سيهب لمعرفة الاجابة من اى زميل او يكتشفها بنفسه فترى فيه المتملق ، خزلها باجابته ان هذا الموضوع ليس من اختصاصه وان عليها البحث عنه بنفسها او البحث عن الموظف المسئول ، بدأت تتعلق به وزادها حرمانها من كل المشاعر طوال تلك السنين ، لكنها ابت ان تندفع فتدفع فاتورة جديدة ، بدأت التقرب منه بكل الطرق البسيطة استجاب لها ببطئ ، شعرت بانه مختلف كلية لا يشارك زوجها السابق سوى الاسم والذى شكل فترة عائق بينهما قررت فى النهاية ان تتجاهله ، فرضت على ابيها الزواج كما اقنعت امها انها لن تكون سعيدة الا معه ، تمت الاجراءات فى جو عائلى خالى من اى بهرجة ، وفاجأ عائلتها بوضع شروط قاسية كما فاجأت هى العائلة بقبول تلك الشروط ، اشترط ان تعيش فى شقته ويصرف عليها من حر ماله كما اشترط ان تترك خلفها اموالها لا تستخدمها الا فيما يخصها ، يوم الزواج شعرت بانقباض غريب شعرت انها انقذت نفسها من لص لتسلم نفسها الى اخر كاد هذا الشعور يحطم حياتها الجديدة او على اقل تقدير يجعل بدايتها مرتبكة، ادرك شريف هذا فاحتواها بهدؤه واظهار لهفته على ان يكون معها كانت كلماته قوية فياضه ولمساته محركة لمشاعرها اما نظراته فكانت مسكرة جعلتها فى عالم اخر لم تعرف هذا الشغف من قبل كانت تنتظر هجومه فى اية لحظة كما تعودت مع الاخر ففجأها بترويه حتى كادت ان تهاجمه هى ، تعلمت معه معنى الحب معنى العطاء افهمها ان المرأة قلعة محصنة يغزوها الرجل بجيشه فيقذفها الاول بمدافعه حتى تتحطم اسوارها السور يلو الاخر وبعد ان يشعر ان مقاومتها انتهت يرسل جنوده الفاتحة التى يستقبلها الجميع بالورود ، احبت اللحظات التى يجمعهما السرير فيها استعدت لها دائما ، لم تدرك ان الرجل قد يملك كل هذه القدرة على العطاء ، كان يقول لها سعادتى من سعادتك لا اشعر برجولتى الا حينما تصرخين فى اذنى مستنجده بى من متعتك ، تبتسم بدلال وانوثة ، شئ واحد كان ينغص احساسها كانت تشعر برائحة اخرى بينهما تشعر ان هناك امراة اخرى او اكثر تشم رائحتها فى سريرها ، حدثت نفسها انه لو كان هناك اخرى لقلت حيويته ، اختبرت قدراته فكان رائع كالعادة بالعكس هى دائما ما تشعر بعدم قدرتها على مجاراته ، كانت تسقط نائمة منه بينما هو دائما جاهز لاعادة الكرة بلا اى ارهاق او ملل ، كنت تهرب منه ضاحكة معتذرة او تضع راسها على صدرة وتنام بعمق بينما هو يربت على شعرها ، لكنها تشعر بهذا تشعر باخرى فاحساسها كأمرة لا يمكن ان يخونها ابدا هناك اخرى او اخريات ، اخيرا جمعت شجاعتها واجهته اخبرته انها تشعر بانفاس اخرى تنطلق ملتهبة بينهما لم ينكر ابدا بل اعترف لها بصحة ما كانت تشعر به اخذتها المفاجأة ردت عليه ماذا اذن اذا فعلت انا ما تفعله رد بهدوء ساقتلك ، ضحكت بهستريا اذن يحق لى قتلك الان اليس كذلك ، رد والابتسامة تعلو وجهه نعم يحق لكى اتجه الى مكتبه واخرج مسدسه واعطاه ا اياه نظرت له واجمة القت المسدس على الارض ، قاطعته عدة ايام ، ثم فجأته وهو نائم بالرسيبشن هل تحبنى رد نعم اعشقك ، اعشقك منذ اول لحظة رايتك فيها بل قبل ان اراكى عشقتك حينما سمعت صوتك ، اذن لماذا ردت بهدوء ، اجاب بصدق كما عهدته هذا ليس له علاقة بحبك او كرهك بل هو قدرى انا لا استطيع تحمله اشعر انى كالبركان الذى ينفجر كل ساعة مطلقا حممه ، ترد واجمة تعنى انى لست مقصرة معك وانى لا استحق هذا منك ، نعم اعنيه وادركه تماما واشعر به لكن جسدى لا قبل لى بمقاومته حاولت كثيرا فلم استطع ، تصمت تستدير متجهة الى غرفتها بينما عيناه متعلقة بها ، تغلق باب غرفتها يرجع هو للرقاد على الكنبة ، مرت عدة ساعات خرجت من غرفتها تحركت حوله لثمته بقبلاتها اخذته بين يديها فعلت ما لم تفعله فى حياتها حاولت ان تشبعه كما وكيفا ، كانت امتع لياليها شعرت انها جرت عشرات الكيلو مترات لكنها فى النهاية استسلمت لقدراته لا تستطيع مجابهته ، ماذا يضيرها اذا كان لايقصر معها فى اى شئ ، هل هو من تلومه ام الاخر الذى كادت ان تنسى انوثتها معه ، قررت ثانى قرارتها قررت ان تستمر معه تبذل كل ما تستطيعه فما نيل المطالب بالتمنى ، حربها الضروس كانت خير معين لها جعلت حياتها ممتعة بها كثير من التحديات ، اصبحت تشم تلك الرائحة على فترات تتباعد مع الزمن رزقت بهالة ، اختفت تلك الرائحة تماما ، لم تواتيها الشجاعة لمواجهة فاتن فمن المؤكد ان فاتن ستحلل الموقف على انه ضعف منها ستنظر الى الموضوع بسطحية فرضها علينا مجتمعنا الذى ظلم المرأة عندما تتعامل مع البخيل الانانى فى مشاعره ومع الرجل الذى ياسرها تماما بعطائه ستفهم حرصى على خوض تلك الحرب بانها حرب المضطر او قد تفسر موقفى بموقف السيدة الضعيفة التى لم تجد بد من قبول الموقف برمته خوفا من خوض تجربة الطلاق الثانى التى كانت ستقضى على وقد تشطح بفكرها فتؤكد ان قبولى هذا تحت فرضية انه لا يعوض ولن اجد رجل مثله او تتهمنى بانى مريضة بداء الشهوة التى انستنى ابسط حقوقى ، هذا كله والله ابعد ما يكون عن الحقيقة فنفس السبب الذى دفعنى للفرار من الاول هو السبب الذى دفعنى للحفاظ على الثانى كم اصبح يومى مملوء بحبه وعطفه اختفى شعورى الدائم بالخوف بعدم الامان وبالرغم من انى اصبحت اعيش فى مستوى اقل ماديا الا انى كنت اكثر سعادة وانا ادفع هذه الضريبة بل كنت افرح بما ننجزه على بساطته فرحة لا توصف عكس ما كان ينتابنى من شعور ببرودة عندما كان الاول يحضر لى اى شئ مضافا اليه ضريبة المن التى احسها واراها فى عينه ، كنت انتظر تليفونه فى عملى وكانه قدر اتى اتى قد يتاخر ولكن سياتى ولم يكذب حدثى ابدا كان يهاتفنى ليطمئن على مع انى اجلس فى شركة ابى محاطة بالكل ، هو يدرك انه الوحيد القادر على بث الشعور بالطمانينة فى نفسى ، وعندما نعود الى المنزل الذى كنت احاول جاهدة الوصول اليه قبله حتى يجدنى فى استقباله لانعم برؤية شغفه على حضنى حضن صغير وسؤاله عن الغداء واعلانه استعداده المساعدة ندلف الى المطبخ سويا ونبدأ فى اعداد الغداء لن يدرك ابدا احد كم هى جميلة تلك اللحظات وهو يداعبنى بينما يقطع مداعبته لتقطيع السلطة او ليلحق حلة على النار وينتهى الامر بوجبة غداء رائعة حرمت منها سنوات وسنوات بالرغم من امتلاكى طاقم كامل من الخدم كان يساعدنى وانا اعد ما اعده من قبل ، تبتسم نجلاء متذكرة ذهابها لفاتن يوم خصيصا بعد انتهاء المعركة بشهور لتحكيها لها ، كان رد فعل فاتن مغايرا لما كنت اتوقعه فقد هناتنى على قرارى وعلى شجاعتى المتناهية فى خوض حرب كهذه للحفاظ على ما بنيته متعجبة من ان الكثيرين يعزون الصمود فى تلك المواقف لطول زمن الزواج متناسين نا زواج شهر بمشاعر صادقة حقيقة قد يترك اثر يزيد عن زواج سنوات بلا اى مشاعر بل هو عبارة عن طلاق صامت

نعم هما قراران كانا اصعب ما اخذت من قرارات فالاول قرارها بالانفصال بالرغم من ان كل العطيات التقليدية كانت تؤدى الى احتفاظها بتلك العلاقة والكف عن مواجهته او تحديه لكنها فعلت العكس صعدت المشاكل متخذة قرارها ، اما قرارها الثانى فكان الاحتفاظ بشريف الثانى بالرغم من ان معطيات الموقف تجعلها تهب مبتعده عنه ، فى قرارها الاول تحكم عقلها فى كل الاحداث وادارها بقوة اما فى الثانى تحرك قلبها اخذا بزمام المبادرة وقادها فى معركتها حتى فازت

تهب الريح مشتدة تخرج ضحكات هبة وهالة نجلاء من ذكرياتها ، تبتسم وهى تستدير خارجة من الفرندة مغلقة الباب