الجمعة، 31 ديسمبر 2010

اكلة رأس السنة



كل سنة وانتم طيبين سنة جديدة سعيدة عليكم ، ميش عارف الواحد ممكن يسهر فين انهاردة ، طبعا السهرة لازم يكون فيها عشاء فخم دسم حاجة كدة تشبعك اخر يوم فى السنة، وبمناسبة الاكل طبعا احنا نحب اوى نحول كل مناسبة لاكل ودى حاجة ننفرد بها كشعب مصرى بصفة خاصة وكشعب عربى بصفة عامة ، يعنى مثلا لو فكرنا فى عيد ميلاد حنفكر نجيب تورتة شكلها ازاى وايه السندوتشات اللى ممكن نحطها جنب التورتة ويا ترى لو جبنا كمان شوية جاتوهات حيبقى احسن ولا ايه النظام ، اما الافراح فالبوفيه مادة رئيسية من مواد البحث والاختلاف هل فيه سى فود ولا مؤخذة ولا حنقضيها اوزى بس ولا رومى ، حتى لو الفرح على السطح حنفكر اذا كانت السندوتشات بيض بالبسطرمة ولا جبنة رومى ، ولا اعرف حقيقة السبب فى هذا هل هو علاقة جينية خفية بين الاعصاب الدالة على امتلاء المعدة والهرمونات المسببة للشعور بالسعادة والانبساط ، وننفرد نحن بصفة خاصة بوجود تلك العلاقة الجينية .

الغريب ان حتى الفسحة العاطفية فى مجتمعنا (الخروجة الحلوة يعنى ) لازم تشمل اكلة سواء كانت عشاء او غداء حتى لو اكلين فى البيت علشان نوفر مفيش مانع من جيلاتى او ترمس وحمص او حتى كوزين ذرة ، ولو حصل ان زوج وزوجة مر على جوازهم اكتر من سنة بتتحول الخروجة الى وجبة مفرحة للطرفين الطرف النسائى فرحان لانه حيرتاح من عناء الطبخ ولامؤخذة اما الطرف الرجالى ففرحان لانه حيترحم اخيرا من العك اللى بياكله كل يوم وبعد الاكل مطلوب منه وصلة نفاق بنت لذينة عن طعامة العك اقصد الاكل وجماله وتعجب من الاكل اللى كان بياكله زمان وطبعا تنتهى الوصلة بامنيات حارة باستمرار السعادة الاكلية وجعلها ازلية

اما الاغرب فعلا فهو انتقال العلاقة الجينية من جيل الى جيل مع ظهورها فى الاطفال بصورة واضحة سافرة نظرا لعدم قدرتهم عن التخبية واللف والدوران فمثلا ميش ممكن واحدة طويلة عريضة اقصد جميلة رقيقة حتقول لخطيبها ولا حبيبها ولا حتى جوزها حتغدينى فين انهاردة لكن ممكن تحشرها كدة فى وسط الكلام او حتى تلزقها فى اخره ، اما الاطفال فنظرا لبرائتهم وتلقائيتهم فا بيرزعوها مباشرة كدة لما تقولهم حنخرج انهاردة يا ولاد يردوا مباشرة وحتغدونا فين بقى او ممكن يكونوا اثر تحديدا ويطلبوا مكان الغداء اللى بيتمنوه ، والاجمل بقى فى الموضوع ان المطاعم النشطة المدركة لاحتياجات الزبائن انشئت بداخلها اماكن لالعاب الاطفال علشان توفر على الجميع عناء الانتقال من مكان لمكان

اما بقى شباب الجامعات فارتبطت الخروجة بالاكل فى اغرب واعجب الاماكن مثلا فى مدينتى الجميلة الاسكندرية سيد صواريخ وشيخو والفلاح للكبدة وحودة جندل للماكولات البحرية والصعدى للكشرى والمجهول للفواكه ( اى حاجة غير اللحمة فى الدبيحة ) ومحدش طبعا يسالنى على الاماكن دى عرفتها منين ، والحقيقة دا بيتناسب مع روح المغامرة والاندفاع للشباب حتى فى اختيار اماكن وانواع الاكل

والحقيقة كل دا دفعنى لتبنى نظرية اننا نملك ثقافة اكلية فريدة حتى فى تراثنا المصرى المتمثل فى الامثال القديمة زى كل اللى يعجبك والبس اللى يعجب الناس ( على فكرة اتغير وبقى اسمه كل اللى يعجبك ومتلبسش حاجة خالص ) والمثل الظريف القائل اقصر طريق لقلب جوزك معدته (اتغير دلوقتى بقى خدى تكتك ولفى من اى طريق لحد لما تبلفى الزبون) ، السؤال اللى بيطرح نفسه الان هل وكيف نستطيع تغيير هذه العادة بحيث تكون الفسح مجردة من الطعام الا فيما ندر، يمكن دا محتاج اننا نحاول نغير كمان اهداف الخروج وبالتالى الاماكن اللى ممكن نخرج ليها .

طبعا حتقولولى يا ريت تبتدى بنفسك وانا موافق ابتدى بنفسى بس طبعا بعد اكلة راس السنة اقصد خروجة راس السنة يعنى منتو عارفين بقى دى بتحصل مرة فى السنة وانا بقالى كام يوم محتار اكل اقصد اخرج فين ، بعد عزاب استقريت على تلات اماكن اختار منهم واحد الاول بوفيه سى فووود محصلش، والتانى باربكيو فى الهواء الطلق والتالت بوفيه سورى تحفة ، اه سف بالرجوع لموضوعنا اتمنى من كل واحد فيكوا بجد يفكر فى كلامى كويس ويحاول يغير الثقافة الخروجية المغلفة بعنصر اكلى مستمر .

بس انتو ايه رايكوا الباربكيو احسن ولا السى فود ؟ اصل انا بفكر جامد برضه فى البوفيه السورى

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

فولتارين



كل شئ صامت ، الا الالم هو وحده من يتكلم ، لغة صعبة التعبير سريعة الفهم ، يتشاركها كل البشر ، لماذا الفولتارين ، لانه قوى يخرس هذه اللغة عالية الصوت ، لكنه للاسف مجرد مسكن يقلل الالم ولا يزيل سببه

السكون يسود الصيدلية كما يسود كل انحاء القرية القابعة على اطراف المحافظة القبلية فبرد طوبة يجبر الجميع على الكمون والاستدفاء الا المضطرين لقضاء حاجة، وبالرغم من تلك الموجة القارصة من البرد فقد ظلت صيدلية القرية فاتحة لابوابها بينما الدكتورة تحاول جاهدة الاحتفاظ بقليل من حرارة كوب الشاى الممسكة به بكلتا يديها ، وكلما خطت عقارب الساعة خطوة نحو الحادية عشر كلما تاكدت من انتهاء اليوم دون دخول زبون واحد ، وبين تأرجح رغبتها بين عدم اعتلال اى من ابناء قريتها بدرجة تجبره على النزول فى هذا الجو وبين تطلعها الى القيام بعملها جلست ناظرة الى الساعة

خطواتها المسرعة تسابق حبات المطر يدفعها الم جنبها المزمن المتكرر ، ذلك الضيف الثقيل الذى ياتى فى صورة نوبات مؤلمة جدا ولا يخففها الا الحقنة (بتاعة الوجع) ، تمنت لو سكنت تماما فكل حركة من عضلات جسمها تزيد الالم ، لكن الصيدلية بعيدة والمطر لا ينقطع والبرد اكثر تاثيرا فهو يخترق لحمها وبهاجم عظمها ، تذكرت اول مرة هاجمتها الام الحصوات وكاد الالم يفتك بجسدها الصغير وبعد شرب الينسون والنعناع وكمية من منقوع الشعير سالت زينب والدتها لماذا نتالم لماذا نتوجع ونعانى ، ابتسمت امها واحتضنتها هامسة (لان ربنا عايز كدة دايما نحمده) ، لم تقتنع ابدا زينب بكلام امها فلماذا يعاقبنا الله بالام مع اننا نسترضيه ونؤدى ما علينا ، اسرعت خطواتها فالصيدلية على بعد خطوات ، طرقت بيدها طرقات رقيقة لا تتناسب ولهفتها على فتح الباب والدخول اليها .

تنتبه الدكتورة على دقات الساعة العاشرة ، تتحرك ذهابا وايابا ما بين باب الصيدلية ومكتبها وهى ترشف قليلا من كوب الشاى ، عام دراسى واحد وتنتهى من دراستها ، وتصبح اخيرا صيدلانية كما حلمت وهى صغيرة تستطيع مساعدة الجميع على الشفاء وتحضير الادوية والمركبات تستطيع بعلمها ان تساعد اهل قريتها ، تضع كوب الشاى على المكتب تفتح اجندتها الخاصة بالمرضى المترددين ، لكل مريض صفحة بها ملاحظات على تطور حالته من خلال الادوية ، صوت الرعد ينفض جسدها يعقب الانتفاضة رعشة تحول حالتها من التفاؤل الى التشاؤم فالفقر شئ بشع يبسط اذرعة على معظم بيوت القرية ، والعلاج رفاهية لا يمارسها الكثيرون بل من الممكن ان لا تفكر بها او تعرفها معظم بيوت القرية ، تنتبه الدكتورة على صوت طرقات تتجه ببطء يتناسب مع جو التشاؤم المتولد عن صوت الرعد.

اهلا زينب كيف حالك صديقتى العزيزة ترد زينب بصوت واهن (كويسة الحمد لله بس جنبى بيوجعنى جدا )، اكيد انا عارفة ثوانى احضر الحقنة ، اجلسى تقولها وهى تنطلق لالتقاط حقنة مسكن قوية وبيد مدربة تدفع المسكن ليسرى فى جسد زينب ، توتر زينب يقل مع شعورها ان هناك الان من يحارب الام جنبها ، تنظر زينب مبتسمة بضعف وهى تقول كيف حالك يا دكتورة وكيف احوال المذاكرة ترد الدكتورة وهى تحضر علبة دواء وتضها على المكتب انا الحمد الله تمام، لكن انت يا زينب التى دائما ما تتعبينى بعدم اتباعك التعليمات ، اؤكد انك لم تتناولى دواءك منذ فترة تشيح زينب جدتى تحتاجه اكثر منى تنظر الدكتورة باستنكار هذا الدواء لا يفيدها يا زينب اقسم لكى للمرة العاشرة انه لا يفيدها ترد زينب بنبرة مرتبكة انه يريحها، ترتفع نبرة الدكتورة انه مجرد شعور نفسى فقط لكن جدتك تحتاج الى العلاج الخاص بها فقط ترد زينب وقد بدأ الالم ينحسر ويتركز فقط فى جنبها بعد ان كان مسيطر على جميع اجزاء جسدها (بس انت عارفة يا دكتورة العين بصيرة واليد قصيرة) تخف نبرة صوت الدكتورة وهى تقول نعم اعلم يا زينب لحظة صمت تسرح فيها الدكتورة متذكرة كيف دبرت زينب الجرعات الاولى من علاج جدتها بصعوبة بالغة ، تقطع زينب حالة الصمت (انا حمشى بقى يا دكتورة) تبتسم الدكتورة لزينب انتظرى يا زينب تبقى نصف ساعة واغلق الصيدلية ونمشى سويا، لكن انصحك بتناول الدواء فى مواعيده فنوبات الالم تنذر ان حالة كليتك تزداد سوء مع الوقت ترد زينب ربنا الشافى تتجه الدكتورة الى المكتب وتتناول علبة الدواء تفضلى يا زينب ولا تعطى اية جرعات لجدتك تنظر زينب الى الدواء بحزن اكره ان اراها تتألم تربت الكتورة على كتف زينب وهى تبتسم قائلة اعرف تدمع عين زينب انت تعرفين انها الباقية لى من كل اسرتى، تتجه الدكتورة الى مكتبها ترتدى البالطو ، تخرج مع زينب التى استعادت جزء كبير من عافيتها بعد حقنة المسكن بينما الجو يزداد برودة والشوارع خالية تماما الا من ماء المطر ورياح عاتية تمسك زينب يد الدكتورة مستمدة منها شعور بالامان بالرغم من فارق العمر لصالح زينب الا ان عامل العلم اعطى زينب شعور جارف بالطمأنينة وهى متشبسة بيد الدكتورة ، بينما الدكتورة تفكر فى زينب وكيف ان حياتها تحولت كلها لمحاولة توفير الدواء لجدتها بكل السبل الممكنة وهل اصبحت الحياة رخيصة لهذا الحد حتى يضيعها الانسان فى مجرد المحاولة والمعافرة فى ايجاد دواء هو من المفروض تواجده فى يد كل مريض ، يزداد كرهها للواقع المؤلم تشعر اكثر بالبرد كلما شعرت بابتعاد الحلم بعلاج كل انسان كلما احتاج، احلام ايجاد الدواء لكل داء احلام احلام احلام ، تسحب زينب يدها من يد الدكتورة ووهى تقول تصبحى على خير ، تنطلق زينب سريعا الى منزلها بينما تالدكتورة ما زالت تفكر فى واقعها البعيد عن كل ما حلمت به لا يمكن ان يكون الواقع هو حقنة مسكن بلا علاج لا يمكن ان يكون الواقع مجرد فولتارين ، تنتبه الدكتورة على صرخة مدوية تهزم صوت الرياح بل تهزم كل صوت داخل الدكتورة صرخة تنهى قصة اخرى من قصص الالم

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

الجنيه غلب الكارنيه


انتخابات مصر مجلس الشعب 2010 حملة اعلانية ضخمة لحس المواطن على الانتخاب بكل الطرق ودفعه للادلاء بصوته فى صندوق الانتخابات ( يعنى دلق الصوت فى الجردل) بدلا من اطلاقه فى الهواء الطلق (كبه فى الارض)


يعنى من الاخر كدة ولامؤخذة بدال ما كل مواطن عمال يفتى وينظم البلد وهو اعد على القهوة بيشدله حجرين اهو يهز طوله ويقول هو عايز مين من شلة المترشحين دول ويخليه يفتى بداله بس تحت القبة ، والحقيقة الحكومة ايضا اهابت بالذى يرى فى نفسه من الحكمة واللباقة والاستعداد للعمل العام وتحمل مسئولية الوطن ممن يملكون الحصافة ورزانة العقل والافق الواسع والادراك الكامل لمشاكل الامة التقدم باوراق ترشيحه ، وقد اتت الحملة اكلها ونفذ سهمها فتقدم السادة الوزراء معظمهم او اجمعهم الا من ابت نفسه والسادة الوجهاء والاعيان ممن وجدوا فى انفسهم تطابقا مع متطلبات المرحلة، الا ان الحملة كانت تتصف بالحماسة والمشاعر الملتهبة ، فالهبت مشاعر البعض ممن لا يملكون ما تتطلبه المرحلة فهبوا غير مقدرين لعواقب اندفاعهم الغير محسوب لترشيح انفسهم .


لا ادرى لماذا تملكتنى روح الدعابة السمجة حينما طالعت اخبار الحملات الانتخابية ، واقسم اننى حتى هذه اللحظة لم استطع التوصل لسبب هذه الروح الدعابية الشريرة ، الا اننى ادركت ان الاخبار نفسها اقد اججت من تضخم هذه الروح فمثلا خبر فى احدى الصحف ينقل لنا زيارة وزير الى دائرته وجلوسه لشرب الشاى مع المواطنين على القهوة ، يعنى الراجل نزل من العربية وشدله كرسى وسقف بايده ونده بصوت جهورى واحد شاى كشرى على ماية بيضا، وليه لا مهو اقصر طريقة لصوت الناخب قهوته ، سعاد حسنى قالت كدة فى هو وهى بس بتصرف ، وكمان نابليون بونابرت نفسه كان بينزل يفقر فى حلقات الذكر تقربا للمصريين يعنى سيادة الوزير ذاكر التاريخ كويس واتفرج كمان على المسلسلات وبالتالى قدر انه يوصل للفكرة الجامدة دى


مسئولى الحكومة يستعدون للانتخابات بما يضمن لها ان تشرف الشعب المصرى كله دا خبر ظريف جدا ، برضه روح الدعابة دى فكرتنى باستعداد الحكومة المكية فى عصر فؤاد للانتخابات بما يخرجها صورة لائقة بتاريخ الامة المصرية لكن للاسف اياميها مكنش المترشحين قرأو كتاب (اترشح وفور زى ماتعوز) والذى احتوى على خلاصة الافكار التزويرية سواء بشراء الاصوات او دفع موتانا رحمة الله عليهم الى الادلاء باصواتهم ايمانا منا بدورهم الحيوى ابان حياتهم فى المساهمة برفعة وطننا وتاكيدا على اصالة المصريين بانهم لا ينسوا ابدا موتاهم مما افسد استعداد الحكومة وفازت المعارضة ب90% من كراسى البرلمان مما حدا بجلالة الملك رحمة الله عليه بحل البرلمان بعد انعقاده بساعتين فقط فى سابقة لم تحدث من قبل ولا من بعد ، لكن على مين الحكومة هذه المرة وزعت على من يستحق من المرشحين النسخة الاصلية من الكتاب مما يجنب مصر ويلات حل البرلمان وفضيحة قتل الحياة النيابية ودا بالطبع حيشرف الشعب المصرى كله


مناظرة ديموقراطية جدا بين مرشح الحزب الحاكم ومرشح المعارضة باحدى الدوائر ، يا سلام ميش عارف ليه ساعتها افتكرت مسرحية المتزوجون بس نسميها المترشحون لما لينا المرشح اللى عليه العين ومعاها مؤيديها سمير ونفيسة المرشح اللى ميش عليه العين ومعاها مؤيديها جورج كانوا فى مناظر انتخبية قوية بدات بنفيسة بتقول الخير كتير يا خويا يرد جورج بنبرة غنائية بس الغلابة اكتر بس الغلابة اكتر ، فتسأل لينا فى فضول واندهاش هو احنا غلابة يا حبيبى يرد سمير مستنكرا لا طبعا احنا مساكين يا روحى ودا بالظيط اللى اكيد حصل فى المناظرة ان المعارضة اعلنت الخير كتير بس متاكل من الكبار وبالتالى الغلابة بيكتروا فيرد المرشح الحكومى ازاى بس هو احنا غلابة يا جماعة وعلشان احنا شعب شهم ومبنحبش نحرج حد حنرد طبعا ونقول لا طبعا احنا مساكين


من الاخبار الطريفة ايضا ان الصرف على دعاية الانتخابات وصل لعدد كبير من مئات الملايين اه والله عدد كبير منهم رقم غير متصور على الشاى والقهوة والحاجة الساقعة ، ودا فكرنى بالحكمة الجديدة والتى تتداول بصورة واسعة الان ان ولامؤخذة الجنيه غلب الكارنيه ، وبالتالى الجنيه كان البلاى ميكر ويمكن كمان الهداف اللى خلص ماتش الانتخابات بالضربة القاضية تماما


اخيرا بلا اى دعابة نحن نحتاج لتعلم الديموقراطية اولا قبل ان نمارسها حكومة وشعبا ، فمن ناحية نحتاج طبعا لمنع التجاوزات الانتخابية والتى دائما ما يكون مسئول عنها المرشحين بكل فئاتهم تلك الممارسات القائمة على المصالح والعصبيات احيانا وعلى اعتبار ان الانتخابات موسم سبوبة وابجنى تجدنى ، ومن ناحية اخر نحتاج جدا وبشدة الى مواطن يستطيع تحديد المرشح الذى يؤيده ، يفهم جيدا المطلوب من المرشح واخيرا يدرك اهمية صوته ، ونحتاج فى النهاية الى شعب وحكومة يدركان اهمية البرلمان وان البرلمان ليس مكان لتقضية مصالح دائرة بقدر ما هو مكان لمراقبة ومحاسبة وتوجيه الحكومة ، اقرار القوانين ومناقشتها مما يتطلب ان يكون رجل البرلمان رجل مدرك وفاهم ميش راجل ابن بلد وبيخدم اهالى الدئرة وخلاص ، وعلى ما اعتقد ان هذا سيحتاج الى عدة اجيال بشرط ان نبدأ

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

جنون اوطة وبطولة فارس (هذيان كاتب)


(صحراء بلا نهاية بينما خيام بنى عبس تمتد خلف مالك بن شداد وهو لا يطيق النظر اليها ولا الى رجال قبيلة عبس بعد ان فاجئه عنتر بطلب ابنته للزواج, تزداد ملامحه تهجما كلما تصور احفاده لابنته موصومون ببشرة سمراء وبدماء ليست نقية نقاء دمائه العبسية العربية، لا فضيحة اكبر من تلك الفضيحة ولا حل ولا مخرج لها فعنتر قد اعترف به اخيه عمرو بن شداد وفروسيته وقوته جعلته ذو مكانه بين رجال القبيلة، بل شجاعته النادرة تضعه الفارس الاول وفعله قد صار حديث العرب بعد معركة بنى طيء ، هو نفسه لولا بشرته السودا لتمناه زوج لابنته)

اقرأ رواية عنتر وعبلة مع انى احفظ فيلمها للراحل العظيم فريد شوقى عن ظهر قلب ومن منا لم يتمنى ان يكون عنتر بالذات حينما رفع جزع نخله ودور الضرب فى الجماعة بتوع بنى طئ (عملها ازاى دى ) .

ولا انسى الفتى الفافى المولع بعبلة وهو العربى النقى ( دا غير العربى الثرى بتاع اليومين دول) اللى الهم ابو عبلة ان يرسل عنتر فى رحلة بلا عودة (تذكرة وان واى يعنى بلغتنا اليويمن دول ) بطلبه مهر عبلة كما قال بالنص مهر عبلة غالى ولا يقدر عليه غير الشجعان الف ناقة من النوق الحمر ما يدفعه غير فارس الفرسان النوق العصافير بأرض ملك الملوك النعمان وطبعا كلنا فاكرين عنتر واندفاعه لما سافر لحد بلاد الملك النعمان وهجومه على النوق الحمر العصافيرى (لبن العصافير هو لبن النوق الحمر وهو افضل انواع اللبن ولكنه كان صعب المنال لندرة النوق الحمر وامتلاك الملوك العظماء فقط لها لذلك اصبح لبن العصفور غالى جدا وطلب صعب المنال ) وهجوم الفرسان عليه وتكبيله بالحديد وازاى كسر الحديد بعد ان طالب بسقفة لجل النبى (اه اسف دى حتة من فيلم تانى )

النوم يداعب جفونى بل ترانى نمت حالما بتلك القصة الرائعة والدنيا حر موت مالك واقف محتار وعمال يبص يمين وشماال وقرفان قرف رهيب و السيجارة الكاميل ميش جايبة معاه نتيجة بقى الواد عنتر ابن اخوه يورطه الورطة السودة دى ابن زبيبة اه يانى يطلع نفس طويل وهو واقف سرحان متمنيا حدوث مصيبة لعنتر تاخده اذا بالواد بتاع هات العطر يا ولد يضحك بجانبه ويوشوشه فى ودانه انا عارف ايه اللى مضايقك وعندى الحل ينظر مالك مستنكر الى الفتى المعطر دائما ولسان حاله يقول مبقاش الا انت كمان دنت طول النهار بتضرب لما اتهريت ضرب فى الفيلم عايزنى اثق فيك فى الحلم ، يلوى الفتى بوزه وهو يقول هو كان بمزاجى نيازى مصطفى كان عايزنى اضرب كدة ، يضحك مالك امعانا فى غيظ الفتى وهو يقول ولا السهم اللى رشق فى رقبتك فى اخر الفيلم ، والله نيازى دا كان عليه حركات ، يقطع الفتى تلك الذكريات الحلوة لابو عبله وهو يقول دا كان فى الفيلم لكن فى الحلم الامر يختلف يا عمى يرد مالك عمى الدبب انت حتجيبلى تهمه عايز عنتر يسمع انى موافق عليك يخلص عليا ها قول فكرتك ولا حل عن نافوخى ، يبتسم الفتى وهو يخرج سيجارة ملفوفة لزوم التكتكة وبنادى هات الولعة يا ولد ، ثم يبتسم ويقول مهر صعب المنال ، يلوى مالك بوزة نعم يا خويا هو انا ناقصك هو فيه اصعب من النوق الحمر يا فالح انت شكلك البانجو اللى بتضربه اثر عليك ، يرد الفتى ايوة فيه قالها بكل جدية جعلت ابو عبلة ينظر اليه متسائلا هل هناك اصعب من النوق الحمر الا لبن العصافير وهو لبن النوق الحمر الطازج اللذيذ الذى لا يشربه الا الملك النعمان وخاصته ، يرد الفتى ايوة فيه وحاجة عمر ما عنتر حيعرف يجبها ، يزداد تركيز مالك ويشد السجارة الملغمة من ايد الواد المعطر ويسحب نفس جامد ويكتمه وهو بيحرك راسه ها قول ، يردد الفتى المعطر عشرة كيلو طماطم حمرة من سوق العبور فى القاهرة الدخان يحيط بمخ مالك وهو يطلق صيحة يا ابن الذينة كانت تايهة عنى فين دى يا واد ياه ايوة كدة ابقى خلينا نشوف بقى الواد عنتر حيعمل ايه

عنتر بيلف فى الخيمة رايح جاى وهو قرفان جدا بينما شيبوب يلطم خدوده وبينوح عشرة كيلو طماطم يا عنتر من وين يا عنتر يا مصيبتك يا عنتر طيب النوق الحمر واتصرفنا فيها دول حنعمل فيهم ايه دحنا حنتشبح يا عم ، ينظر عنتر وهو حيطق من الغيظ والله يا شيبوب لو كانت دى اخر مهمة اعملها ما بقصر لازم اجيب الطماطم الحمرة، الموضوع بس عايز جرأة وشجاعة وخطة محكمه ، يرد شيبوب حتعمل ايه يعنى يا فالح العمل عمل ربنا بقى احنا نتكل على الله بكرة ونروح مصر بس ميش حنركب عبارة طبعا لحسان تغرق ولا تولع بينا خلينا فى البرى احسن .

يقف عنتر حائرا فى الميناء البرى الجديد فى احمد حلمى الدنيا زحمة موت والحر رهيب وشيبوب عمال يكح من كتر التلوث والدخان وحظهم الاغبر جم مصر والسحابة السودة مع الحر عاملين كومبينا فل الفل وعنتر ماسك لجام الحصان وينظر للبشر باستغراب جدا، وشيبوب البنطلونات الجينز لوحت دماغه ، يا شيبوب سيبك من الحريم المتركبة دى وشوف وين الطريق لسوق العبور خلينا نلحق نجيب الطماطم ونرجع فى اتوبيس عشرة، يلوى شيبوب بوزه وهو يسال رجل كبير قولى يا عم الحاج من وين الطريق الى سوق العبور يرد الرجل اركب 454 بشرطة، ينادى شيبوب على عنتر نركب الباص ونتكل يا عنتر طيب والفرسة يا شيبوب نعمل فيها ايه نبيعها يا عنتر ما فى طريقة نركبها الباص ، لكن دى راحت معايا بلاد الملك النعمان لا يمكن ، ينظر شيبوب الى عنتر وهو يبتسم انت عارف انى شكلى انا اللى حبيعك يالا يا عم لحسان الطماطم اصلا مافيش ، انتظر شيبوب وعنتر عدة ساعات واستمعوا لنصائح البشر ببيع الفرسة فى نزلة السمان فهى فرسة عربية اصيلة ، ولما كان الكاش ما موجود فقد رضى عنتر باستبدال حصانه العربى الاصيل بتكتك اصيل برضوا وانطلق عنتر سائقا التكتك بيناما شيبوب يلوح لكل فتاة انه شيبوب بتاع انت تجلعلى عين وانا اجلعلك عين ونعيش عور احنا الاتنين

سوق العبور الساعة الثانية ظهرا طبعا دا بعد كام يوم فى الطريق من النزلة للسوق عنتر ينظر الى السوق بشغف وهو يتحسس سيفه ، بينما شيبوب يحاول اقناعه يا عنتر الطيب احسن دول عالم شبيحه ومجرمين ميش زى الناس بتوع الملك النعمان خلينا ننزل نشترى الطماطم بالتى هى احسن وخلاص ، ينظر ليه عنتر نظرة فاحصة ولسان حاله يقول انت شايف كدة يا شيبوب ، يكمل شيبوب محاولا اقناع عنتر يا عم لو ملقناش ابقى طلع سيفك وخوفهم يمكن اللى مخبى كام كيلو يطلعهملنا ، يومئ عنتر بالموافقة ويطلق العنان لتكتكه عابر بوابة السوق ، السوق كبير جدا والناس كتيرة جدا ولا مكان لقدم بل ان الناس تدفع التكتك بلا رحمة شيبوب انزل عنتر بسرعة وانطلق يركن التكتك فى الموقف على ان يعود لعنتر فى نفس المكان .

شكلك صحة ولسة جاى من بلدكم تشتغل ياد نظر عنتر الى مصدر الصوت وهو يبتسم انت ما تعرفنى انا عنتر يرد الرجل نعم يا روح امك عنتر مين يعنى فاكر نفسك ابو تريكة يستغرب عنتر الاسم ويظنه فارس من فرسان السوق وفجأة تدخل عربة كبير محملة طماطم ينطلق عنترة مسرعا نحو العربة رافعا سيفه وهو يصيح من اجلك يا عبلة الا انه بعد عدة خطوات يفاجأ بان العربة محمية بمجموعة من البلطجية بينما يتجمهر التجار استعدادا للشراء ينطلق عنتر غير عابئ نحو العربة ملوحا بسيفه يمينا ويسارا بينما شيبوب يحاول اللحاق به ومنعه وعندما تأكد شيبوب ان الفاس وقعت فى الراس رجع بسرعة وهو بيقول انجالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك واخد التكتك وطلع على احمد حلمى بينما عنتر فوجئ بهجوم السوق كله عليه بعضهم ينادى حرامى طماطم واخريصيح ارهابى ولم يشعر عنتر بنفسه الى وهو ملقى على الارض وفى يده طماطمية حمرة معفصة بينما جرد من كل ما يملك الا سرواله ، يقوم عنتر بسرعة بينما رجل كبير ينظر اليه نظرة عطف مالك يبنى بقى حد يعمل اللى انت عملته دا هو احنا عارفين نشترى الطماطم لما ناخدها كدة يسكت عنتر وقد قهر العجز كبراياءه ينسحب فى هدوء بينما ينطلق صوت الفنان القدير (قدير فى الشد طبعا)محمود الحسينى فكك فكك فكك ، يكمل العجوز بصوت عالى لو محتاج قرشين ولا حاجة ترجع بيهم بلدك قول يا بنى متكسفش ، يرجع عنتر الى الرجل هو يقول انى منتظر اخى شيبوب يضحك الرجل يبقى حتنتظر كتير الدنيا هنا واسعة ويمكن يكون تاه يتدخل ولاد الحلال يا عم تلاقيه هربان من مصيبة ولا عامل عاملة ، بينما اخرين لا والله دا شكله اضحك عليه عيل من العيال اللى عايزين يهاجروا تكونش المركب رميته هنا ، شربت سيجارة تانية نستنى اسمى فى ثانية وسالت على باب بيتنا قالولى دى ميش حتيتنا ، اسمع يبنى مفيش ادامك غير انك تعد هنا فى السوق تشتغلك شغلانة لحد لما اخوك يظهر يوافق عنتر وقد تحول يأسه الى امل ان يتمكن من خطف الطماطم

يعمل عنتر وينقلب الحال وتبقى الاشية معدن ويعجب بعبلة بس ميش بنت مالك لا بنت المعلمة شباطة وخصوصا انها تفهمت حبه للطماطم وبقت تعمله سلطة خضرة عليها طماطمتين كل يوم ، بينما شيبوب ايضا ربنا كرمه وشغاال بالتكتك طالبية فيصل ومركب كاسيت وبيسمع انا شارب تلاتة ستيلا انا راجل اوى ميش الة انا عامل دماغ قراقيش علشان خلاص مبقاش فى حشيش ، خلاص مبقيش فى احمر ورجع الاخضر وملا السوق

بقى ان تعرف صديقى القارئ انه زى كل الافلام اللى بتنتهى نهاية سعيدة سينتهى الحلم نهاية سعيدة عنددما يلتقى عنتر وشيبوب مرة اخرى وينزل سعر الطماطم من عشرة جنيه الى اتنين جنيه وذلك فى المستقبل القريب بعد انتخابات الرئاسة القادمة وبعد اطلاق الحكومة اغنية اعلانية تقول (ياللى انت يوماتى دماغك لازم تظبطها بطماطمتين ،ما تظبتها بكيلو كفتة وقرنين فلفل وخيارتين، اشربك شب ليمون لحسان نلاقيك زى الطماطم ماشى فى الشارع مجنون) الكفتة المقصودة هنا كفتة كلابى لزم الايضاح لامانة الكاتب

ما احلى الاحلام عندما تنتهى تلك النهاية السعيدة خصوصا انى فى اخر الحلم كنت جالس على كرسى المخرج وبقول كت وانا بقطم طماطمية حمرا جميلة

الجمعة، 27 أغسطس 2010

ابراهيم الرفاعى امير الشهداء واحد ممن ساهموا فى بناء شخصيتى



اثناء رحلة بناء الانسان لشخصيته دون ان يدرى يستمد عونا ممن حوله او ممن سبقوه ، قد يكن العون مجرد مساعدة بسيطة بكلمات معبرة عن حال او ناصحة ، او قد يكن العون قاعدة راسخة واساس متين يساعد على رفع البناء ادوار وادوار وابراهيم الرفاعى واحد من هؤلاء الذين اذا مدوك بالعون فسيكون عونا راسخا واساس قوى تستطيع ببساطة ان ترفع بنائك عليه

الغريب ان القليل ممن يقراون فى تاريخ مصر الحديث يعرفون ابراهيم الرفاعى امير الشهدء وواحد ممن عاصروا تاريخ مصر العسكرى الحديث بل وساهموا فى صياغته اصغر عميد اركان حرب على مدار العسكرية المصرية حصل على تلك الرتبة وهو لا يتعدى الاربعين عاما ، الانجازات دائما ما يكون ورئها ايمان قوى بالعمل وعقيدة راسخة بقوة قضيتك وثقة فى قدرات من حولك، تلك الجملة الصغيرة ملخص ما ساهم به الشهيد ابراهيم الرفاعى فى بناء شخصيتى .

الى جانب المغالاة فى اداء العمل والابداع فى انهائه بالصورة النموذجية وليس فقط انهائه بصورة عادية حتى او مرضية لمن حوله، الفرقة تسعة وثلاثون عمليات خاصة فرقة الاشباح كما يسمونها على الجانب الاخر وبغض النظر عن بطولتها التى لا تحصى وعبورها القناة فى فترة الاستنزاف اكثر من حوالى مائة وخمسون مرة ، تظل تلك الفرقة المكونة من القائد الفذ ابراهيم الرفاعى واربعة ضباط واربعين جندى مثال للتعاون الغير طبيعى وبناء جسور الثقة فى الرفيق لدرجة ان الفرقة كلها تحسها رجل واحد والسبب فى ذلك يرجع الى الجملة التى ساهم بها الشهيد فى حياتى كما اسلفت

وتظل العلامات المضيئة التى حفرها ابراهيم الرفاعى بشخصيته الفذة دليل لكل انسان يحب عمله ويؤمن بقضيته ،اربعة مواقف فقط من الاف المواقف كافية لكى نتعرف على ابعاد تلك الشخصية الفذة
عمليه التمساح وعملية التمساح تبين قدرة هذة الشخصية الفذة على الوصول بالعمل لدرجة من النموذجية المذهلة ،قررت اسرائيل فى مطلع عام 1968 القضاء على اى محاولات مصرية لبناء القوات البرية من جديد واعادة تمركزها غرب القناة بصورة جيدة عن طريق استخدام الصورايخ ارض ارض ، وكلعادة كتمت اسرائيل تماما اى معلومة عن نوع ومدى وقدرات تلك الصورايخ وفشلت كل محاولات الجواسيس المصريين داخل تل ابيب او المنتشرين فى انحاء اوروبا معرفة طبيعة هذة الصورايخ وطلب من الفرقة الخاصة بابراهيم الرفاعى محاولة تصوير تلك الصوريخ ولو من بعيد وجمع اى معلومات قد تساعد فى كشف الغموض عنها ، وانطلقت المجموعة الى وسط سيناء اثناء عملية انتشار تلك الصورايخ وقبل تركيبها فى المواقع بصورة نهائية وفى غياب اى غطاء جوى نجح البطل الفذ ليس فى تصوير فقط الصورايخ ولكن فى جلب ثلاثة منهم كنموذج يمثل الثلاث مستويات التى زود بها الجيش الاسرائيلى فى عمليه كلفت اسرائيل اقالة قائد وحدات الصورايخ بالجبهة الجنوبية ، وحولت تلك الفرقة الى شبح حقيقى يرعب الاسرائليين
العملية الثانية المعدية 6 والثأر للبطل عبد المنعم رياض ابو الشهداء المصريين ، بعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض على يد مدفعية الوحدة المسيطرة على المعدية 6 واثناء تلقى العزاء من اسرة الشهيد ومصر كلها كان ابراهيم الرفاعى يقدم العزاء بطريقته الخاصة فعبر ورجاله الى المعدية واباد كل من فيها وعددهم 44 اسرائيلى قتلا بالسونكى اى ذبحا بلا اى رحمة ولم يكتفى بهذا بل دمر الوحدة تماما ورفع العلم المصرى عليها، وهذا الفعل الذى ينم على سرعة الرد والشراسة فى التعامل يكون الافضل دائما فى اعادة التوازن فى اى من مجالات الحياة ولاسيما العمل

العملية الثالثة اسر بطل المصارعة العالمى الاسرائيلى دانى شمعون ولدانى شمعون قصة طريفة فهو من اليهود الغربيين ولعب كثير باسم اسرائيل فى المحافل الرياضية بالرغم انه لم يعش فى اسرائيل كثيرا الا انه قرر ان يقضى فترة من حياته فى جيش الدفاع ايمانا منه بقضية الوطن وصاحب طبعا التحاقه بالجيش بروباجندا اعلامية ضخمة ثم حصل على بطولة الجيش الاسرائيلى فى المصارعة مما جعله هدفا شهيا لنمور الوحدة 39 وتم اسره بالفعل واحضر الى القاهرة فى عمليه هزت معنويات الجيش الاسرائيلى باكمله لاسيما المجندات الاسرائليات ، وتتلخص هنا قدرات ابراهيم الرفاعى فى الضغط بذكاء واستغلال العمليات فى ايقاع تاثير قوى ومعنوى بالخصم

العملية الرابعة مشاركته فى منع تقدم القوات الاسرائيلية اثناء الثغرة وهروب شارون من مواجهته الا ان فى تلك العملية استشهد البطل الملقب بابو الصاعقة المصرية وامير الشهداء ، زالمتابع لاحداث تلك العملية يجد ان الشهيد لم يكتفى فقط بايقاف الزحف ن وكان هذا المطلوب منه بل انه حاول ان يحدث خسائر اخرى فى الوقات المتقدمة حتى يقضى تماما على قدراتها فى التقدم او محاولة التقدم

لا اعرف لماذا جذبنى ابراهيم الرفاعى من دون ابطال اخرين افذاذ لا يقلون كفأة عنه، الا ان اهتمام ابراهيم الرفاعى بانجاز الاعمال بصورة نموذجية وبصورة تفوق دائما المتوقع هو حجر الاساس فى اعجابى بتلك الشخصية كما ان ردوده العملية السريعة هى جزء مفضل من اسلوبى فى العمل ، ايضا تفكيره الذكى لايقاع اكبر تاثير باقل امكانيات ممكنة كان له اكبر الاثر

اخيرا حبه لمصر وايمانه بقدرات الانسان المصرى نقطة اخرى افخر بان ذلك البطل يشاركنى فيها ، نعم تلك الفرقة التى حولت الطباخ والمزارع الى مقاتلين من الدرجة الاولى ، اشباح تطير على الارض وتحصد الارواح بكل يسر وكأنها لاترى بالعين او يعمى الخوف عدوها عن الرؤية ، تلك الفرقة التى قوامها الانسان المصرى البسيط التى حفرت اسمها فى المراجع العسكرية باسم فرقة الاشباح هى ثمرة ايمان ذلك الرجل بروح الفريق وبروح وطن باكمله

شكرا ايها الشهيد البطل على ما ساهمت به فى بناء شخصيتى البسيطة واتمنى ان يعرفك المزيد من المصريين لعل مشاركتك لهم فى البناء تخلق لنا اجيالا واجيالا تحمل جيناتك الروحية

الجمعة، 9 يوليو 2010

من نظرة عين


من نظرة عين ، احببتك بكل كيانى ، من نظرة عين وقبل اى كلمات ، فقط نظرة من عينيك الساحرتين اسرت وجدانى .
هل تأسر القلوب هكذا ؟ هل من نظرة واحدة تقع صريعة العشق ؟ هل من الممكن ان تشعر من نظرة واحدة ان هاتين العينين هما من كنت تبحث عنهما طوال حياتك ؟ فما بالك لو همست اليك بكلمات ؟
كم انت مجنون هل ستكلمها لا تستطيع فقط انظر الى عينيها الا تكفيك ؟
كلمات كثيرة تحسها ولا تستطيع التعبير عنها ، تعتمد فقط على قلبها هو من يستطيع ترجمة ما تشعر به وايصاله اليها، كم اعتمدعليك ايها القلب.
كلماتك رقيقة جدا كنسمة تهب تمحوا لهيب صيف ، كم انت عذبة كنبع الماء الصافى مجرد رؤيته تمنح الاحساس بالروى ، كم انت كم انت لا استطيع وصفك يا من احببت من نظرة عين ، كم اتمنى سماع صوتك كل لحظة يتخللنى يضفى على بهجة اتمناها ، ضحكتك المجنونة الزرينة، نعومة خدك تشعرنى بانك وردة نادية .
كل هذا لا يقارن بتلقائيتك تلك التلقائية التى تمنحك متفردة لقب الاجمل فيمن قابلت بل الاجمل فى العالم اجمع ، احساسك ، شغفك لسماعى، اشعر انك تحتوينى كحبيب وكصديق كابن وكعم، اشعر انك اهلى وعشيرتى ، ظهرى الذى استند اليه
كل هذا من نظرة عين ؟ نعم هو ذاك هو حب من نظرة عين بل عشق وهيام لا انه اكثر انه التيم ، انا متيم بك ، مجرد تخيلك كل لحظة يكفينى، اتخيلك بجانبى دائما ، افعل اى شئ وانظر اليك اجد ابتسامتك ورضاك او نظرة جميلة تلومنى على خطا ارتكبته ، نعم انت تعيشى معى بجانبى فى حضنى ، اكاد اعد انفاسك اعرف وادرك دائما ما تشعرين به ما تحسينه فى كل لحظة ، كانى انا نعم كانى انا.
بخيالى كنت اعرفك قبل ان اقابلك ، تمنيت حبيبتى جميلة هادئة تشع سعادة من نظراتها الجميلة من كلماتها التلقائية من احساسها الدافئ ، ولم اكن ابدا اتصور ان اقابل من تخيلت، كل ما حلمت به وجدته فيكى حتى عجزت كلماتى عن وصفك ، كم زارنى طيفك فى مخيلتى وتصورتك بجمالك هذا فى احلامى دائما ، هل ممكن يتحول الحلم الى حقيقة كم انا محظوظ بل الاوفر حظا فى هذه الدنيا
كم اشتاق الى لمسة شفتيك الجميلتين تلك اللمسة الرقيقة الهادئة او العنيفة المجنونة ، تمنحنى شئ لا استطيع وصفه
اخيرا كل هذا من نظرة عينيك الجميلتين نعم احببت من نظرة عين واصبحت مخلوق اخر تمنحيه السعادة بكلماتك الجميلة واحساسك الدافئ
لن اسئلك اى سؤال او اطلب منك اى طلب فيكفينى فقط ان اشعر ما اشعر به معك ، يكفينى فقط ان اكون بجانبك تمنحينى لحظات دقائق وقد تمنحينى ساعات من يومك ، تلك الاوقات التى لن اتنازل عنها ما حييت

this pic is painted by Noewi, thanks Noewi for ur permission

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

صدى الغربة (قصة قصيرة جدا)


الغربة صعبة ياولدى ، ايه اللى يغربك خليك بين اهلك وناسك ، اذا كان على الجرشينات اهى تدبر، ربك بيسهلها .
لا تتحدث الفرنسية طالما انك تجلس بيننا حاول ان تتمسك بهويتك العربية.
انظر الى الكافيه لاتيه وقطعة الكرواسون ايفل اللوفر اركب القطار الى اى بلد فى اوروبا انت هنا حر يا مغسى .
الجامعة قررت الموافقة على طلبك اصبحت مدرس بجامعة مونبلييه يالك من محظوظ .
قبلنى ارجوك اشتاق الى لمسة شفتيك كم اود الارتماء بين احضانك اذوب بين يديك لا تتردد كلى لك.
ازيك يامرسى ميش ناوى ترجع مصر اخر كلمات والدتك بتتمنى من ربنا انك ترجع لاهلك وناسك .
اسكيوز موا مون بيه جو نى بارليه اراب .
لا تتحدث كثيرا لا تعتذر فقط اتركنى اظن ان ما ابعدك عنى اقوى منك حتى اظل اعيش فى ظل حبك .
هذا المهندس المصرى معجزة انه مكسب بلا شك من المستحيل ان نتركه يرحل الى الشرق هذا عمل ضد الانسانية .
متجريش ورايا يا مرسى وانى طالع اجعد مع عمامك ذاكر يا ولد وبلاش شغل نسوان.
ابوك لو عرف انك لعبت الكورة وسبت مذاكرتك ميش حيعتقك يا مرسى .
الن تاتى معى الى الاستاد حاول ان تريح اعصابك .
مبروك يا مرسى طلعت الاول على المحافظة كلتها وشرفتنى وشرفت الكفر كلاته ندر عليا لو عملتها يا مرسى فى الثانوى لبيع الكام جيراط ونهج على مصر كلتنا لما تدخل الجامعة وتبقى مهندس كبير .
يا مصطفى يا مرسى ابوكم تعبان جوى غيتونى يا ولاد ابوكم بيطلع فى الروح .
شد حيلك يا مرسى وحاول تنفذ وصية ابوك يا ولد .
مبروك يا امى دخلت الجامعة وحبجى مهندس زى ما ابوى كان بيتمنى .
النهاردة اول محاضرة ليكم فى الجامعة متنسوش ان دراسة الهندسة مهياش سهلة دا علم متجدد واذا مجددتش نفسك معاه بتموت هندسيا .
انا اول مرة اكلم شاب يا مرسى وانا كلمتك لانى حسيت انك ميش زى بقيت الطلبة كل همك تكلم بنت وخلاص .
بحبك يا وجد انا كمان يا مرسى .
انت حتتعين معنا هنا فى الكلية يا مرسى دا قرار مدير الجامعة مبروك.
وجد الجامعة اختارتنى لبعثة فى فرنسا لازم اكون هناك فى اسرع وقت طيب وانا يا مرسى حرتب امورى هناك وابعتلك وانهاردة حاجى اتفق مع والدك على كل دا .
اسف يا ابنى دى بنت الوحيدة وميش ممكن تسافر وتسبنى خلص دراستك وارجع لنا بالسلامة وربنا يقدم اللى فيه الخير .
مونبلييه دى محدش يعرفها زينا شفت انا بكلم مصرى ازاى شو رايك .
انا بحبك يا مغسى بحبك اكتر مما تتخيل لوحتى رحت اخر الدنيا حكون معاك.
لينا هى اللى سهلتلك كل الاجراءات اشكرها يا اخى.
هذا اخر خطاب ارسله اليك اتمنى لك حياة سعيدة وارجوا ان تتذكرنى دائما وجد .
لينا سابت مونبلييه علشانك يا مرسى يا اخى حس بقى.
مبروك الدكتوراه يا مغسى انا بعدت كل دا علشان اسيبك تركز ناتليا كبرت دلوقتى وبتمشى.
حتتجوزنى خلاص يا مغسى اخيرا.
سيداتى سادتى اليكم بيانا عن الموقف فى الشرق الاوسط القوات الاسرائيلية تكتسح لبنان فى عمل استفزازى.
الو دكتور والله ما بدرى كيف ابلغك لكن لينا وناتليا .........
ارجع كفاية ارجع كفاية ارجع كفاية
حتة الارض لسه موجودة بس متاجرة ان بتفكر فى الورثة دلوقتى .
انت اكيد مجنون تسيب الجامعة والترشح للوزارة وتروح تعيش فى بلدكم تزرع ارض ابوك انت اكيد اتجننت.
يا ولدى والله الارض دى ورثناها اب عن جد اوعى تفرطوا فيها الا للشديد الجوى انت عارف يا مرسى يا ولدى متين افرط فى ارضنا دى لما احس انى عاجز انى اعلمكم انت واخوك اصل العلام دا اغلى حتى من الارض
اخيرا ارضى