الجمعة، 25 مارس 2011

اوهام الثورة المضادة ومخاوف انتكاس الثورة


اختلف مع كثيرين حول الخوف من الثورة المضادة ان وجدت ، فانا لا ارى محل للخوف ابدا منها بل اعتبرها اكرر ثانية فى حالة وجودها حلاوة روح لبس اكثر


بقرائتى لمقالات الكاتب المحترم بلال فضل عن سيناريو للاغتيالات وما الى ذلك والسماع للحقوقى عمر عفيفى اجد ان الموضوع مهول بدرجة كبيرة ومن ناحية منطقية صعب الحدوث ( الا اذا حدثت حالات اغتيال فردية لن تضر الثورة فى شئ) ، يعنى بالعربى العادى كدة ميش راكب وبلغة اليومين دول ميش لوجيك

باعترافنا ان هناك فلول للحزب الحاكم وبعض المؤيدين للنظام او فلنقل مستفيدين من الوضع السابق فكل هؤلاء يعتبروا الان مجرد فلول حتى وان امتلكت بعض الامكانات ، وحجتى فى هذا ان النظام السابق نفسه بجبروته وامكاناته لم يستطع الصمود امام الثورة اكثر من ثمانية عشر يوم بل ان الجناح الامنى نفسه انهار فى ثلاثة ايام فقط لا غير وظل الجناح السياسى صامد بعده محتميا بالشرعية الدستورية له وبمحاولات النظام الوصول لحل وسط ، فكيف يكون الحال لقلة حالمة برجوع الوضع على ماكان عليه وهو المستحيل بعينه ويديه وقدميه وكل كيانه

النقطة الاكثر اهمية لا تختص بالنظام السابق بل تختص بالشعب نفسه فالشعب قد ذاق طعم الحرية واستنشق هوائها النظيف، وضحى بخيرة شبابه ، فبالتالى لا توجد قوة على الارض- سواء كانت نظام سابق او حتى نظام قادم يعتقد انه من الممكن ان يفرض سطوته مرة اخرى على مصر (على الاقل فى المائة سنة القادمة) - تستطيع باى صورة سرقة هذه المكتسبات لان من سيهب لحمايتها هم ثمانون مليون انسان ، حتى لو كان الاسلوب المتبع هو محاولة بث نار الفرقة والتعصب السياسى او الدينى ، فنحن المصريون اثبتنا انه بالرغم ان ان هناك احتياج الى زيادة الوعى السياسى والديموقراطى لدينا بسبب حالة البيات الطويلة التى تقترب من الستين عاما والتى حرمنا فيها من ممارسة حقوقنا السياسية الا اننا نمتلك ذكاء فطريا وسماحة نفس وسعة صدر لتقبل الاخر بطبيعتنا تمنع حدوث هذا وتحد من اثاره حتى وان حدث

اما النقطة الثالثة فتتعلق بكبار النظام السابق ورجاله الاوفياء ، فهؤلاء لم يكونوا ابدا مخلصين لعقيدة او مبادئ لكنهم مسنادين لنظام فاسد استفادوا منه فى استنزاف خيرات وطن مقابل تقديم فروض الولاء والطاعة لم تقدم او تؤخر كثير للنظام بل افادتهم هم اكثر لان النظام اعتمد على الارهاب والقمع فى تواجده وبالتالى بعد سقوط هذا النظام وانهياره سيكون الهم الاكبر لمعظم رجاله الاوفياء مثل الوزراء ورجال الحزب واعضاء المجلسين والقطاع الامنى الموالى للنظام كل هؤلاء سيكون كل همهم تأمين موقفهم الشخصى ومحاولة الخروج من دائرة المحاكمة سواء بالهروب او عقد صفقات لانهاء الموقف ، وبالتالى مساندة نظام مات نهائيا فى العودة للحياة تعتبر مغامرة فاشلة لن تزيد الموقف الا سوء

الخوف كل الخوف ليس من الثورة المضادة بل من التقاعس عن المضى قدما فى طريقين متوازيين للاصلاحات السياسية والاقتصادية فالاصلاحات السياسية حتى وان كانت حلم طال انتظاره لا معنى له الا بتطور المنظومة الاقتصادية فى مصر ولا ننسى ابدا ان من اهم اسباب ثورة يناير هو الوضع الاقتصادى المزرى التى وصلت اليه البلاد ، والخوف هنا ان القرارات المطلوبة للاصلاح الاقتصادى ستكون قاسية كما الجراحة الحرجة لانها ستعالج خلل استمر سنوات طويلة جدا افقد النظام السياسى لثورة يوليو فيها الهوية الاقتصادية لمصر، وقسوتها ستطول كافة الطبقات وستحتاج الى سنوات من العمل المستمر الدؤوب لنلحق بالدول المنطلقة بقوة ، والخوف هنا من عدم تقبل المواطن مثل هذه الاصلاحات لان ليست كل الاصلاحات ستكون بردا وسلاما علينا بل الكثير منها سيحملنا مسئولية المشاركة والمساندة صحيح ان الجزء السياسى له حلاوة الحرية حرية التعبير والاختيار وما الى ذلك لكن الجزء الاقتصادى سيكون له مرارة العمل لكى يتذوق حلاوته ابنائنا واجيالنا القادمة

اما الحديث عن الانتقام الشخصى من بعض الحقوقيين كالبرادعى وغيره باعتبارهم مساهمون رئيسيون فى قيام الثورة فتلك نقطة لا يستطيع احد التعليق عليها لان مشاعر الانتقام مشاعر بغيضة قد تعمى صاحبها وتدفعة لارتكاب حماقة لن تقدم او تؤخر فى المعطيات على ارض الواقع ولكن نكتفى هنا بفرض الحراسة اللائقة على هؤلاء الحقوقيين لحمايتهم

الخميس، 24 مارس 2011

الاستفتاء ونتائجه الاخرى


بعد الاعلان عن نتيجة الاستفتاء اجتاحت مصر مشاعر مختلفة لم تشعر بها منذ اكثر من ستين عام ، مشاعر تقبل النتيجة حتى وان كانت مخالفة لميول البعض وهو شعور لم نجربه من قبل فدائما الشعب ساخر من النتيجة او غير مهتم بها ، يعنى بالبلدى كدة كل واحد واخد النتيجة على قلبه ، ودا شئ مطمئن جدا ان المواطنين اصبحوا الجزء الاهم من لعبة صناديق الاقتراع وبالتالى اهتمامهم سيزيد مرة بعد مرة

من المقلق تعامل التيار الاسلامى مع الاستفتاء وكأنه حياة او موت لدرجة اعلان شيوخ التيار السلفى ان الاستفتاء كان غزوة لنصرة الاسلام وهو فى اعتقادى سيخلق مشاعر متحفظة ضدهم ومن الممكن ان تصل الى حد العدوانية وهذا سوف يظهر فى الانتخابات القادمة ، الا اذا تم تدارك الموقف منهم ومحاولة راب الصدع مع بقية القوى الوطنية ، كما اتحفظ على الخوف المبالغ فيه من المسيحيين من خروج النتيجة بنعم وهو ما حدث فعلا

من المقلق ايضا عدم تواصل ابرز المرشحين للرئاسة البرادعى وعمرو موسى مع الشارع المصرى وعدم ادراكهم طبيعة المرحلة الحالية او من الممكن القول ان المواطنيين لم يلتفتوا الى راى كل منهما وهذه نقطة مقلقة جدا لان المفروض الرئيس القادم ان يكون معبر عن الشعب وان يكون الشعب داعم لرايه

الغريب هو ان الاستفتاء الاليكترونى اعطى الرفض نسبة كبيرة جدا وصلت الى ثلثين المصوتين الكترونيا (دائما ما استطلاعات الراى الالكترونية تكون مؤشر جيد للنتائج فى الدول الغربية ) ولكن جاءت النتيجة مغايرة تماما لاستطلاعات الراى الاليكترونية وهو ما يدعو الى تحرك الاحزاب بسرعة للتواجد فى الشارع المصرى البعيد تماما عن الانترنت ـ اذا كانت تنوى ان تلعب دور حيوى فى الفترة القادمة وتبتعد عن الدور القديم للمعارضة الاليفة

المهم ان المواطن المصرى صوت للطريق الاكثر امانا من وجهة نظره لان الطريق البديل كان ضبابيا بالرغم من ان نتائجة كانت اكثر دعما للحرية الا ان المواطن فضل الطريق الاكثر امانا ، متصورا قدرته على الحصول على تلك الحرية حتى لو الوقت كان اطول ، والملاحظ هنا ان الرافضين للتعديل لم يضعوا اى مقترح امن للطيق البديل فاختيار مجلس رئاسى فى حد ذاته يعتبر بالنسبة للمواطن العادى وانا منهم مجرد قنبلة موقوتة

الجميل ان الجميع كان فرح بتقبل النتيجة فى حد ذاته ولما سرت اشاعات عن نزول البعض للميدان للتعبير عن رفضهم للنتيجة ومطالبة المجلس العسكرى بالانصياع لرايهم ، اسرعت كل القوى لدرء تلك الشبهة عن انفسهم لان شبهة الديكتاتورية الثورية شبهة يرفضها الجميع وهذا مؤشر جيد على ان خطوات الديموقراطية لن تنتكس حتى لو كانت بطيئة

نتيجة الاستفتاء خلقت حراك قويا جدا على الساحة السياسية ، وهذا فى حد ذاته خطوة رائعة نرجوا ان يستثمرها السياسيون والمهتمون بالشأن السياسى فى الفترة القادمةفالمواطن بعد ان كان لا مبالى تماما بما يحدث على الساحة السياسية اصبح الان فعلا مهتم يسمع الاخبار ويقرا الصحف ويقول رايه مع تحفظى على وجود حالة من الكسل وبطئ الحركة للحزاب بصفة عامة




الثلاثاء، 22 مارس 2011

ام الشهيد



بعض الاوقات لا تستطيع ان تدون ما تشعر به لانك ببساطة لاتدرك كون هذا الشعور فخر ام انبهار ام هيبة للموقف ، ان تقرر رفع السماعة لتتحدث الى انسان لم تعرفه من قبل مهنئا بمناسبة ،تصورت انه شئ به تطفل الا ان الرسالة كانت واضحة حاولو الاتصال بهم كنوع من رد جميل لن يرد حتى جزء منه لكنها محاولة

نقلت اكبر عدد ممكن من ارقام التليفونات موضحا بجانب كل رقم اسم الشهيد ، نظرت فى الارقام رعشة سرت فى جسدى لم اشعر بها حينما ذهبت الى ميدان التحرير ، فالاستشهاد له قدسية لا تضاهيها اى قدسية حتى لو كانت القضية التى من اجلها ضحى البعض بارواحهم

المهم بلا اى فلسفة بدأت احاول الاتصال باى من الارقام الجميع مشغول ، مؤشر جيد هذا دليل ان المصريين يقومون بدورهم ، و هذا زود من عزمى على ان اتصل بكل ام من امهات الشهداء لاقول لها كل سنة وانت طيبة كل سنة وانت عظيمة كل سنة وانت ام لنا جميعا يا ام الشهيد

لم يحالقنى الحظ على مدى اكثر من ثلاث ساعات من المحاولات والتليفونات اما مشغولة او لا تجمع او اخيرا مغلقة ، صراحة كدت اياس وقلت لنفسى مكالمتى لن تؤثر طالما كل المصريين يحاولون فلن اضيف

لكن محاولة اخرى كانت ناجحة فرقت كثيرا فبمجرد ان دق الجرس خفق قلبى بشدة وبصورة عنيفة واحسست ان كل امنيتى فى هذه اللحظة ان ترد ام الشهيد ان اقول لها كل سنة وانت طيبة وكل مصر طيبة وحرة بخيرك ، الجرس مستمر بلا اجابة اليأس بدأ يدب فى نفسى مرة اخرى ، وانقطع الخط اخيرا ولم يرد احد هل اكرر المحاولة ليست من طباعى ان اكرر محاولة الاتصال مرتين متتاليتين الا فى الحالات القصوى لكن بلا اى تفكر اضغط الزر الاخضر معلنا عن رغبة عنيفة فى ان اقوم بهذا الاتصال

الجرس يرن مرة اخرى عدة مرات ووسط سحابة من الياس وفقدان الامل ترد ام الشهيد بصوت يملا اذنى فرحة الو السلام عليكم كم كانت جميلة الكلمة تشعر بان الصوت هادئ وصافى قوى يستمد قوته من فرحة نصر اتى بعد تضحية اقل ما يقال عنها انها ام التضحيات اوليست النفس اغلى ما نملك ، كلمات منى مثل كل سنة وانت طيبة يا حاجة وانت امنا كلنا كانت كلماتها بسيطة ربنا يحميلنا مصر وينصرها ويخلصها من كل ظالم لم اجد اى كلمات اعبر بها بعد دعوتها سوى ادعيلنا كلنا يا حاجة ادعى لكل المصريين ربنا يسدد خطاهم وينصرهم انت امنا كلنا دلوقتى ترد بكلمة بدعلهم يابنى بدعلهم فى كل صلاة ارد مع السلامة يا حاجة وبعد سلاما اغلق الخط متأثرا، شئ ما هزنى بشدة انا حتى لم اقل من انا (مجرد مصرى يعمل بالخارج ليس اكثر ) ولم اعرف هى ام من من شهداءنا لان الارقام اختلطت عندى مع بعضها نظرت الى صور الشهداء يا ترى من منهم كلمت امه ، السؤال الاهم هل هناك ما يستحق كل هذا هل السلطة تذهب بعقل اصحابها لدرجة انهم يقتلون انسان لمجرد الاحتفاظ بها ، اى شئ يساوى دم هذا الشهيد اى شئ فى العالم كله يضاهى حزن هذه الام

حرية وطن خلاص من مستبد طاغية والقضاء على فساد كل هذا هل يساوى روح شاب واحد ، نعم اعتقد انها تساوى ارواحنا كلنا لكى يعيش غدا ابناءنا افضل مما عشنا نحن ، حتى يكون امن الدولة بشكله الفديم مجرد ماضى يروه فى بعض الافلام ، حتى تكون انتخابتنا مجرد حدث مهم يقضية الانسان بسلاسة وبلا اى حسابات امنية ، حتى يكون خير هذه البلد لابنائها ، حتى يكون الفساد استثناء وليس قاعدة

اخيرا كل سنة وكل ام شهيد طيبة

السبت، 19 مارس 2011

مبروك يا مصر فرحك


دا فرح يا جماعة مهواش استفتا بجد فرح الكل فرحان والكل جاى يهنى ويبارك ويقول رايه ، الناس زحمة اوى ومحدش ملان ولا حد بيقول اف بالعكس الكل واقف بيقول يعنى صبرت سنين‘ 59 سنة وانا صابر ميش حصبر ربع ساعة ،وانا بتابع ما حرمت منه او ما حرمتنى ظروف الغربة منه حسيت اد ايه الغربة صعبة وانت بتشوف فرح زى دا والكل بيهنى ويبارك وانت بعيد منتش قادر غير انك تتفرج بس معلش مهو اللى جاى احسن وميش حسيب مناسبة تانى يا مصر

الحرية جميلة يا جدعان راجل كدة عنده يجى حاجة وستين سنة لابس بدلة كاملة كانه رايح مناسبة وبعد ما صوت اصر انه يقول رايه على التلفزيون والله الدمعة فرت من عينه وهو بيقول الحمد لله انى عشت لحد لما شفت اليوم دا ، وشاب معاق واقف بعكازينه وميش هامه بالعكس مصر جدا انه يصوت وسيدة شايلة بيبى صغير وواقفة وبنات زى الفل واقفين فى الطوابير، ست والله انا متاكد انها منلتش القدر الكافى من التعليم وخجلانة جدا من الكاميرا وبتقول انا هنا علشان بلدى سيبت البيت ساعة وراجعة ، ايه دا يا عالم والله احنا اجدع شعب يقف مع حكامه لو هما كويسسين ، انا خلاص مبقتش خايف من اى تيار الجدع يجى علشان يحاول يحكمنا على مزاجه حيكون لعب فى عداد عمره خلاص المارد قام ومهواش بارك تانى

الحرية جميلة يا جدعان الناس محتارة وناس بتقول انها طلعت الصبح وهى لسه بتاخد وتدى بس مصرة تروح لان دى بلدنا مهياش بلد الحكومة ، لما اوباما يقف ويقول نفسنا نتعلم من المصريين يبقى فعلا احنا محنش عارفين قيمتنا ، بس من النهاردة حنعرف قيمتنا وقيمتك يا مصر ، المراسلين مبهورين الطوابير منظمة مع ان البوليس والجيش مبيدخلوش والناس بتوسع لبعضها امال فين ايام الارف لما كانت اللجان بالضرب والشتمية وفلة الادب

الحرية جميلة يا جدعان الناس بتصور صوابعها اللى فى الحبر الفسفورى عايزة تحتفظ بذكرى الفرح كانها صورة مع العروسة المحللين عمالين يثرثروا بس الصورة احلى بكتير الصورة فيها كتير ميتحللش يتشاف كدة بس ويتحس ، وكل وكالات الانباء بتكلم اقبال غير مسبوق على الاستفتاء ، الصورة حضارية تماما يعنى حاجة كدة تفرح

اخيرا الشرطة انهاردة اثبتت انها ممكن تكون كويسة ومؤثرة طالما اللى قايمين عليها بيراعوا ربنا فى عملهم ، اما الحدوتة بقى القوات المسلحة ربنا يحميكوا اصل حقول ايه عليكوا اكتر من اللى قاله الرسول صلى الله عليه وسلم خير اجناد الارض منتوا طالعين من خير شعوب الارض واطيبها خلاص خلص الكلام

الجمعة، 18 مارس 2011

لا ولع وتؤ وميحكمش للتعديلات الدستورية


من الصعب جدا تخيل ان الشعب المصرى الان سيدخل استفتاء على تعديلات دستورية غدا ولا نعرف الاجابة مقدما ، انه شئ رائع جدا يكاد يقترب من متعة مباريات كرة القدم قبل الثورة حيث انها كانت الشئ الوحيد الذى نشارك فيه ونشاهده ولا نعرف نتيجته مسبقا ، تصوروا اننا ينتابنا القلق على الثورة من ان تكون الاجابة نعم ، كما ان بعضنا يحاول بكل الطرق دفع الجميع ليقولوا نعم وفى النهاية جميعنا لا نعرف الاجابة ستكون بنعم ام لا ، لاول مرة سننتظر جميعا ببالغ القلق والتوتر نتيجة استفتاء سنتابع الفرز صندوق صندوق وسنحاول اقناع ناخب ناخب ، انها لمتعة حقيقية تغنينا عن سلبية سنين ظننا ان احزابنا هى الاهلى والزمالك وقد يكون الاسماعيلى فى بعض الاوقات

انى اشعر وكاننا طفل لتوه يحاول ان يخطى اولى خطواته ينظر حوله فى حيرة فيجد اعين امه ويد ابيه تحاولان حسه ودفعه ليخطوا فيأخذ قراره ويمشى اولى خطواته ، نعم نحن نمشى اولى خطواتنا فى طريق طويل جدا لكن نهايته هى ما نستحقه نحن المصريين

كل التيارات الان وقبل ساعات تحاول اقناع اكبر عدد من المواطنين ان يصوتوا لصالح نعم او لا واى كانت النتيجة ارجوا ان يحترمها الجميع ويحميها ايضا الجميع المعارض قبل المؤيد للنتيجة الان لا حجة لنا ، من سيتظاهر ضد النتيجة فهو انسان لا يستحق الديموقراطية ، وارى ان اى تيار لم يسانده الشعب عليه ان يجهز نفسه لمخاوف المرحلة المقبلة من وجهة نظره حتى يستطيع ان يتدارك مساوئها

اما الشئ المفرح اكثر فهو ذلك الجدل الصحى القائم على استغلال كافة التفاصيل الصغيرة لمحاولة اقناع الطرف الاخر بقوة الحجة وسلامة الراى اول مرة ارى المصريين يحاولون ان يدافعوا عن رايهم الحقيقى الموافق والرافض الاثنان يعملان من منطلق اقتناع وليس من منطلق مفيش قدمنا غير كدة

انا شخصيا كنت من المؤيدين للتعديلات وهاجمت الاخوة الرافضين وسميتهم حزب خلقت لاعترض وتأففت من كونهم من طالب باجراء التعديلات ثم هم نفسهم من قاد حملة لا للتعديلات لكن بعد كثيرا من الايضاحات والنقاشات وكثير من الجدل والتوتر والاتهامات القائمة على خطأ التفكير وليس التشكك فى الوطنية غيرت رايى واصبحت من المعترضين على التعديلات


حقا انه احساس جميل ان تملك تغيير رايك ببساطة ومن خلال الاقناع وبلا اى ضغوط الا الاقناع والاحسن انك الان تستطيع ان تتعب وتحتار وانت تختار لا ان تصلك الاجابة ملفوفة بورقة سوليفان عليها بادج الاستقرار حتى باب بيتك دون ان تفكر حتى فى حل السؤال


يا رب دايما نبقى محتاريين ونتعب واحنا بنختار كدة