بعد الاعلان عن نتيجة الاستفتاء اجتاحت مصر مشاعر مختلفة لم تشعر بها منذ اكثر من ستين عام ، مشاعر تقبل النتيجة حتى وان كانت مخالفة لميول البعض وهو شعور لم نجربه من قبل فدائما الشعب ساخر من النتيجة او غير مهتم بها ، يعنى بالبلدى كدة كل واحد واخد النتيجة على قلبه ، ودا شئ مطمئن جدا ان المواطنين اصبحوا الجزء الاهم من لعبة صناديق الاقتراع وبالتالى اهتمامهم سيزيد مرة بعد مرة
من المقلق تعامل التيار الاسلامى مع الاستفتاء وكأنه حياة او موت لدرجة اعلان شيوخ التيار السلفى ان الاستفتاء كان غزوة لنصرة الاسلام وهو فى اعتقادى سيخلق مشاعر متحفظة ضدهم ومن الممكن ان تصل الى حد العدوانية وهذا سوف يظهر فى الانتخابات القادمة ، الا اذا تم تدارك الموقف منهم ومحاولة راب الصدع مع بقية القوى الوطنية ، كما اتحفظ على الخوف المبالغ فيه من المسيحيين من خروج النتيجة بنعم وهو ما حدث فعلا
من المقلق ايضا عدم تواصل ابرز المرشحين للرئاسة البرادعى وعمرو موسى مع الشارع المصرى وعدم ادراكهم طبيعة المرحلة الحالية او من الممكن القول ان المواطنيين لم يلتفتوا الى راى كل منهما وهذه نقطة مقلقة جدا لان المفروض الرئيس القادم ان يكون معبر عن الشعب وان يكون الشعب داعم لرايه
الغريب هو ان الاستفتاء الاليكترونى اعطى الرفض نسبة كبيرة جدا وصلت الى ثلثين المصوتين الكترونيا (دائما ما استطلاعات الراى الالكترونية تكون مؤشر جيد للنتائج فى الدول الغربية ) ولكن جاءت النتيجة مغايرة تماما لاستطلاعات الراى الاليكترونية وهو ما يدعو الى تحرك الاحزاب بسرعة للتواجد فى الشارع المصرى البعيد تماما عن الانترنت ـ اذا كانت تنوى ان تلعب دور حيوى فى الفترة القادمة وتبتعد عن الدور القديم للمعارضة الاليفة
المهم ان المواطن المصرى صوت للطريق الاكثر امانا من وجهة نظره لان الطريق البديل كان ضبابيا بالرغم من ان نتائجة كانت اكثر دعما للحرية الا ان المواطن فضل الطريق الاكثر امانا ، متصورا قدرته على الحصول على تلك الحرية حتى لو الوقت كان اطول ، والملاحظ هنا ان الرافضين للتعديل لم يضعوا اى مقترح امن للطيق البديل فاختيار مجلس رئاسى فى حد ذاته يعتبر بالنسبة للمواطن العادى وانا منهم مجرد قنبلة موقوتة
الجميل ان الجميع كان فرح بتقبل النتيجة فى حد ذاته ولما سرت اشاعات عن نزول البعض للميدان للتعبير عن رفضهم للنتيجة ومطالبة المجلس العسكرى بالانصياع لرايهم ، اسرعت كل القوى لدرء تلك الشبهة عن انفسهم لان شبهة الديكتاتورية الثورية شبهة يرفضها الجميع وهذا مؤشر جيد على ان خطوات الديموقراطية لن تنتكس حتى لو كانت بطيئة
نتيجة الاستفتاء خلقت حراك قويا جدا على الساحة السياسية ، وهذا فى حد ذاته خطوة رائعة نرجوا ان يستثمرها السياسيون والمهتمون بالشأن السياسى فى الفترة القادمةفالمواطن بعد ان كان لا مبالى تماما بما يحدث على الساحة السياسية اصبح الان فعلا مهتم يسمع الاخبار ويقرا الصحف ويقول رايه مع تحفظى على وجود حالة من الكسل وبطئ الحركة للحزاب بصفة عامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق