قد ترونى عدو للحرية او حاسد ناقم على ما يتمتع به مواطنى الغرب لكن هذه المقالة لا غرض عدائى او حسدوى منها على ابناء الغرب انما هو تعجب من ازدواجية ولدتها تلك الحضارة ، يرن جرس منزلك الهادئ بولاية امريكية تفتح الباب وانت تخفض صوت تلفازك المفتوح على قناة مصرية تذيع الاغانى ، تفاجئ برجل الشرطة يطلب منك بكل اشمئزاز الانتقال الى المخفر لان الجيران ابلغوا عن حالة ازعاج نتيجة ارتفاع صوت التلفاز او ما شابه ، تبدى ندمك واعتذارك وقد تدفع غرامة بصدر رحب ، حتى تلك النقطة لا شئ جديد فى كلامى وهى قصص نتندر به تدل على ما يتمتع به المواطن من راحة بال وحقوق حتى ان مجرد الازعاج قد يحرك الشرطة بجلالة قدرها
لكن الغريب والعجيب بالرغم من تمتع المواطن بكل هذه ولنقل الحماية الامنية الكاملة ، الى جانب الحقوق الاخرى السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يرفعهم الى طبقة البشر الحقيقين ، بعكس المواطن فى بلادنا اللى لحافه اقصر من رجليه وبيحمد ربنا على اللى الحكومات بتوفرهوله ، فانه لا يشعر بالامان ابدا ويرجع ذلك الى كثير من النقاط ساركز هنا فيها على ما يسمونه القتل التسلسلى ، فتلك الظاهرة ظهرت على السطح بشدة فى الخمسينات من القرن الماضى ، او تم اكتشافها فقد تكون كانت موجودة من قبل
وتشير الاحصائيات بعكس الاقلام القادمة من هوليود ان عشرون بالمائة فقط يصحب القتل عملية جنسية سواء كان قبل او بعد القتل ، وبالرغم من انتشار تلك الظاهرة فى الولايات المتحدة بصورة اكبر من اوروبا الا ان الرقم القياسى تم تحقيقه فى انجلترى برقم يتجاوز الستون ضحية لاحد القتلة التسلسليين والغريب ان تم اكتشافه بالصدفة نظرا لاتهامه بتعذيب حيوان اليف شوفتوا الخيبة وننتقل الى الساحل الغربى من المحيط الاطلسى لنجد ان الرقم المسجل هو ستة واربعون حالة فقط والغريب انه مسجل باسم امراة عانت الامرين فى طفولتها ومراهقتها من اهلها على الاخص ابيها واعمامها الشاذين جنسيا فاخرجت تلك العقد والكلاكيع فى بنى جنسهم فى ستة عشر ولاية من ولايات الوسط الامريكى الغريب انها اختارت النوع نفسه ممن هم شواذ جنسا ولا مانع عندهم من ممارسته مع النساء ايضا وهذا ما صعب المهمة على الشرطة لاتجاههم فى البحث عن الجنس الخشن وليس الناعم ، الا ان الاكثر شراسة هو القتال التسلسلى من اطلق عليه بلود ليس ونال تعليق ان الفريون هو ما يجرى عروقه وليس الدماء ، الغريب ان قصته تحمل جانب انسانيا يبين قساوة الحياة فى الدول الغربية فهو اب فقير فى منتصف العشرينات لابنة تبلغ من العمرستة سنوات نتيجة الاهمال الطبى والاضطهاد للملونين ماتت الطفلة بمدرستها وتم اتهام الاب بالاهمال ، المهم انه بدء نشاطه بعد تلك الحادثة بعشرين عام وتخصص فى قتل ابناء مديرى المداس الحكومية المجانية بثلاثة ولايات امريكية واحدى مناطق كندا ونقل نشاطه الى كندا ساعد كثير فى كشف هويته وحتى الان لم يعرف احد لماذا نقل نشاطه لكندا ، هذا بخلاف القتلة التسلسليين المشتركين وهم وصلوا لعدد بلغ ثلاثة على اقصى تقدير وهذه قصة اخرى ، وقد ادى هذا الى ارتقاء غير طبيعى فى قدرات جهاز الشرطة بالاخص فى وسائل البحث الجنائى والطب الشرعى والطب النفسى ، بل ان كثير من الحالات تم اكتشافها بواسطة الطب الشرعى الذى وصل لمرحلة معرفة نوع الاداة المستخدمة ليس فى القتل فقط وانما فى التقطيع ايضا هل كانت سكين ام منشار واى نوع من المناشير اذا كان حدادى او الى والمسافة بين كل سن والاخر ، يعنى من الاخر الناس دول بيمسكوا الضحية يفرزوها فرز كامل وبعض الاوقات بيصلوا لمعرفة الضحية بالرغم من الطمس التام الذى يقوم بها القاتل ، اما الطب النفسى فيساعد كثير فى معرفة الاسباب والدوافع ومعرفة الخطوة القادمة بناء على ما تم جمعه من معلومات ، وفى حقيقة الامر دور الشرطة العادية ينحصر فى البحث الميدانى ومحاولة التعقب بناء على المعلومات المتاحة من الطب الشرعى والطب النفسى ، هذا النوع من الجرائم يولد ضغط نفسى رهيب على المجتمعات الغربية لان كونك تصبح هدف لهذا النوع من المجرمين ليس لسبب الا لكونك سيدة تملك شعر احمر ناعم مثلا وتفضل اللون الاخضر او لكونك تاكل وجبة معينة بصفة مستديمة من مطعم وجبات سريعة (حدثت فى الساحل الشرقى ) ، مما يولد انطباع بعدم الامان ويضفى نوع من الذعر الكامن فى الشخصية الغربية لدرجة ان التودد الطبيعى لشخصية غربية يصيبها بنوع من الهلع والارتياب ، كما ان البلاغات عن التشكك فى الجيران سواء الجدد او القدامى دائما ما يمثل رقم مبالغ فيه ، وبالرغم من ان الثورة الكبيرة الهائلة فى عالم الاتصالات والتى ساعدت على حصار هذا النوع من المجرمين بطريقة تدعوا للاعجاب الا ان مضارها ايضا انها ساعدت كثير منهم على اداء افعال ما كانت تؤدى فى عدم وجود الانترنت والاتصالات واغرب تلك الجرائم استخدمت الاتصالات والدوائر المغلقة فى قتل احد عشر سائق على الطرق السريعة لقاتل متسلسل قتل سائقى البغال (وهى سيارات الشحن العملاقة)
ومما لا يخفى على احد ان هذا النوع من الجرائم طور ادوات النعقب والتحليل كما اسلقنا وصنع فرق بحثية على اعلى مستوى ، الا انه وضع الجهاز الشرطى تحت ضغط غير طبيعى وجعل هناك فوبيا بين رجال الشرطة من كون اى جريمة قتل هى حلقة من حلقات القتل المتسلسل
واذا عقدنا المقارنة بين القارة العجوز والعالم الجديد نجد ان الامكانات اعلى بكثير للمواطن المختل للتخفى او البداية من جديد ، الا ان معظم الحالات سجلت ان القاتل المتسلسل بالرغم من انه يتاح له فرصة الاختفاء او ممارسة نشاطه فى مكان اخر الا انه يفضل الاستمرار لما فى هذا من تحدى للسلطة ، ويذهب الكثير منهم الى اقامة علاقة ندية بينه وبين المحققين المسئولين عن تتبعه لدرجة ان احدهم كان يرسل تذكار لفريق البحث المسئول بعد كل جريمة ، ومنهم من يقوم بصياغة القصة بصورة فزورة او احجية لاختبار ذكاء المحققين ، اما فى القارة العجوز فالامكانيات اقل بكثير لكن الاداء الشرطى الاوروبى بصراحة اقل بكثير جدا ، كما ان ثقافة القتل المتسلسل غير مقبولة او تعتبر الاختيار الاخير للمحققين فى اوروبا
الاغرب فى هذا الموضوع هو القتلة التسلسليين عندما يعملون فى فريق واحد وحقيقة الموضوع ان القاتل التسلسلى فى ذلك النوع يحتاج دائما الى مساعد ، ودور المساعد يكون اتاحة الفرصة للقاتل التسلسلى للسيطرة المستمرة واشباع رغباته فى التحكم والشعور بالقوة وغالبا ما يكون المساعد امراة ، تساعد على تنفيذ المخططات المطلوبة ويظهر دورها دائما فى مراحل التحضير المبكرة او فى المرحلة النهائية تماما ، وتنطبق تلك القصة على قاتل تسلسلى قتل ما يزيد عن اثنى عشرة ضحية تزوجهم جميعا والغريب انه تزوجهم وهو متزوج من المساعدة الدى ساعدته على تنفيذ مهماته بل كانت اكثر قسوة منه فى التعامل مع الضحية ، وتم اكتشافه عن طريق ابنته الكبرى
وللاسف تكثر الدوافع الدينية كاحد الاسباب الرئيسية لكثير من جرائم القتل المتسلسل وتتعلق بالتطهير والعقاب للخطايا البشرية ، وغالبا ما يصاحب هذه الحالة طقوس مختلفة تماما عن الحالات الاخرى ، تكون اكثر تعقيدا وايلاما للضحية ، واكثرهم شهرة هو ذلك القاتل الذى كان يعذب السيدات المطلقات طلاق مدنى ومتزوجات زواج مدنى باعتبارهم مخالفات للكنيسة وتعاليمها ، وكانت الطريقة بشعة جدا وهى حرق ظهر الضحية بصليب كبير حديدي وهى حية لدرجة التفحم على مراحل عدة مما يسبب عذاب غير طبيعى يؤدى الى مقتل الضحية وهو ما كان يسميه بمرحلة العقاب ثم مرحلة التطهير وهى مرحل التقطيع فى حقيقة الامر الا انه كان يحرص على ترك الظهر كاملا ليتعلم البشر ، الغريب ان هذا القاتل المتسلسل رجل دين او دارس للدين
ويجب ان نفرق بين القتلة المتسلسلين بلا اى هدف مادى والقتلة الماجورين من امثار الخط او القتلة بغرض السرقة مثل ريا وسكينة
اخيرا اذا كنت مهتم بتلك القضايا فعليك ان تبحث عن الاسماء الاتية تشارلز مانسون ، تيودور بوندى (وهم من عرضت صورهم هنا ) ، واخرين لتعرف قصصهم بتفاصيل اكثر وادق بشرط ان لا يعجبك الموضوع وتصبح قاتل تسلسلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق