الاثنين، 19 أكتوبر 2009

الحـــــــــــــــــــلم (قصة قصيرة)


افتح عيناى فجأة الظلام مسيطر على المكان يساعده فى ذلك الهدوء ، لا ادرى سببا واحدا لاستيقاظى مبكرا قبل حتى ارسال الشمس لاول سفرائها الى الارض معلنا بدء يوم جديد ، لعلها قطرات العرق التى تتساقط من جميع انحاء جسمى وتتجمع وكأنها على موعد لتكوين بحيرة اسبح بها ، ام هو ذلك الحلم المزعج الذى يراودنى ليله بعد ليلة الطلبة يتدافعون صائحين تزوير تزوير نريد حريتنا نريد انتخابات نزيهة ، الناظر ينظر الى غاضبا وقد يكون لاعنا ، الانتخابات تجرى رغم عنى (الروشين ) من طلبة الفصل يفوزون ويحولونه الى عزبة لهم لا لن اسمح بهذا انتفض من سريرى ، او قد يكون السبب تلك الظروف التى تجعلنى مجرد منقادا بلا اية خيارات.




لا يهم الان اتجه الى الحمام الضيق برائحته التى تدل على ندرة نظافته والاعتناء به ، اغسل وجهى بماء الصنبور الضعيف ، افتح نافذة غرفتى طلبا لنسمة هواء الفجر ، المس ذقنى انها طويلة لكن لا داعى للحلاقة فاليوم الاربعاء وموعد خطيبتى يوم الجمعة يستحسن تاجيلها الى صباح الجمعة ، انه الاربعاء القميص الكحلى والبنطلون الكحلى والجاكت الاسود والحذاء الاسود، لن انسى اليوم اخراج ربع الجنيه ثمن (شقة الفول) وكذلك منديلى القماشى حتى لا اضطر الى وضع يدى فى جيبى مما يزيت بنطالى.




اغلق باب شقتى اضع القفل باحكام، فشقتى هى الكنز الذى تركه ابى لى لولاها لكنت الان بلا مأوى ، غرفتين وصالة استغرق الحفاظ عليهم من ابى حياته كلها ، لا يمكننى السماح للطلبة باجراء الانتخابات واختيار من يحلوا لهم ، لن اسمح بانتشار الفوضى ابدا ، لن اتركهم يفعلون ما يروق لهم ، ايهاب سيقبل هدى بلا شك ، اما اشرف فلن يتخطى عتبة الفصل ، عبير ستفتح ازار قميصها لتعبر عن مكنون طالما حاولت التعبير عنه بشتى الطرق ، لن اسمح بهذا ابدا ، تزداد خطواتى كلما اقتربت من عربة الفول .




(شقة) الفول بالزيت الحار اليومية يا عم على واكثر من السلطة ، ستة سنوات او تزيد قليلا وانا اتناول نفس الطلب صيفا شتاء ، اكثر من الف رغيف على مدار تلك الفترة ، تعجبنى قدرتى على الحساب ، لكن من المفترض ان اكون شريكا الان مع عم على ، اخيرا باب المدرسة مع اخر جزء من فطورى ، وقبل ان يرن الجرس بلحظات ، اندفع صائحا مستغل عدم تواجد الناظر ثالثة رابع الى الفصل بسرعة لن يدخل احد بعدى .




يوم دراسى طويل وشاق مجهود لا بأس به ، اخرج من باب المدرسة مسرعا الى الخضرى ، خمس حبات من الكوسة تكفى تماما لغدائى ليومين مع الارز ولا مانع من نصف كيلو من الخيار، ستة سنوات وانا مرتبط بجميلة ، جمعت عشرة الاف جنيه بخلاف ثمن الشبكة ، بينما المطلوب اقل من ذلك بكثير لاتمام الزواج ، جميع اصدقائى فى المدرسة يحسدونى على موقفى ، ولعل حسدهم قد اصابنى فعلا ، فمرض والدتى افنى الجزء الاكبر من مدخراتى ، وجعلنى مضطر الى السعى الى انهاء ما انهيته مسبقا ، واضطربت علاقتى بجميلة فقد كاد يكون الفراق نهاية لعلاقتنا ، لو ان امى كان لها راى اخرى وقررت ان تفارق هى حياتنا ، مخلفة جميلة وحدها كوريثة للشقة كلها ، مما ارضى جميلة كثيرا وجعلها اكثر هدوء ورقة واستعداد للانظار مادام النهاية شقة لنا بمفردنا وبلا شريكة تكبرها باربعين عاما ، لعل المثل القائل مصائب قوم عند قوم فوائد.



اخيرا وصلت الى بيتى ، الحر والرطوبة يكادا يمنعان نفسى من الخروج ، لكن لا وقت لابد من الاسراع لاعداد الغذاء ، لن يجبرنى التمرد ونظرات الطلبة على اجراء الانتخابات فهى تاتى بالاسوء دائما ، لن يستطيع هؤلاء الطلبة اختيار الاحسن ، هم مجرد مراهقون ، سيختارون الاولاد الروشون والبنات المائعات، لن يحدث هذا فى فصل انا رائده ، اخيرا انتهى الغداء والعشاء فهىوجبة واحدة تشمل الطقتين ، اعشق اعداد المائدة حتى وان كانت تحتوى على طبقين فقط ، اسكب الكوسة على الارز واقلبهم وابدأ فى تناول وجبتى الاخيرة.



حلم يطاردنى وواقع اكرهه ومستقبل اطارده ، هذا انا بكل بساطة ، طلبة يطالبون بحريتهم منى بينما ان لا اجد حريتى ، لا لن اسمحى بالحرية ولن طالب بها ، لعلى لا استطيع المطالبة بها او حتى معرفة من يمكننى مطالبته بها ، فبالتالى يبقى الوضع كما هو عليه كما يقرر النائب العام دائما .



انهى طعامى اتجه الى سريرى بصحبة جريدة البارحة التى احصل عليها من فراش المدرسة ، والذى بدوره يحصل عليها من مخلفات مكتب رئيس المنطقة التعليمية بمبنها المجاور للمدرسة ، النوم يداعبنى ، اتركه يفعل ما يحلو له .



افتح عيناى فجأة الظلام يسيطر على المكان يساعده فى ذلك الهدوء ، اؤمن ان هناك كثير من الاسباب تجعلنى استيقظ مبكرا ، لكن سيمر يومى دون ان ينتفى سبب واحد منهم .


الخميس، 15 أكتوبر 2009

رســــــــــــــــــالة فى زجــــــاجة ..........


حبيبتى لعلك تعجبين من هذه الرسالة ، وتتسائلين لماذا ارسلها اليك الان؟ ، مع اننا نتقابل كثير ويمكن بكل بساطة ان اخبرك بكل ما اريد كما جرى الحال دائما ، لكن الحقيقة انا الان على الشاطئ بين اشجار مورقة، تهب من حولى نسمة رقيقة، كل شئ جميل حولى الا انى افتقدك بشدة ، الامواج تتغنى بحبنا بينما الاشجار تتراقص على انغام النسيم كم اود ان تكونى معى لذا قررت ان اكتب اليك ، املا ان تصل اليكى كلماتى عبر الانهار والبحار


احبك بكل مشاعرى ، تملكنى حبك منذ ان وقعت عيناى عليكى ، منذ ان شاهدت عيناكى ، اكيد انت الان تبتسمين فطالما قلت لكى هذا ، اعرف انها كلمات مكررة لكنى سعيد جدا لتكرارها الان وساسعد لتكرارها مرات ومرات ، تعم حبك اسعدنى جدا لدرجة انى اشعر انى الاسعد على وجه الارض ، الجميع حولى يحاولون جاهدين الحصول على نصف ما حصلت عليه ، اسخر منهم فلا احد سيصل الى ماوصلت اليه من سعادة بسبب قلبك الدافئ ، رسالتى قد تصلك بعد سنوات ولكنها حتما ستصلك فهى لكى .


حبيبتى اعشق لمسة يديك فهى تنقل حنانك الى ، اما يداى فتسعى للمسة خدودك الانعم من خدود الورد ، اتوق دائما لصوتك العذب وكلماتك التى تملا كونى فرحة وبهجة ، لا انسى ابدا نظراتك التى تاخذنى بعيدا فى عالم لا يشاركنا فيه احد، اريد دائما وابدا ان ارمى نفسى فى حضنك الدفئ ، الحضن الذى اعتبره اكبر مكافئة لى فى حياتى


اتعرفين يا حبيبتى كم اشعر بالوحدة وانت بعيدة عنى ، بمجرد ان تبتعدى لا تمر لحظات حتى يهاجمنى هذا الاحساس ، برودة تجتاح حياتى، اكمن محتميا من غربتى بامل عودتك ، بمجرد ان نتقابل اشعر ان الربيع قد جاء تزهر الورود من حولى وتشرق شمس تلقائيتك ، كلماتك وحكايتك تبعث الحياة فى اوصالى وتشعرنى اننا اصبحنا عائلة واحدة ، نعم انت الان اهلى وعشيرتى التى لا استطيع ابدا البعد عنها .


هاهى الشمس تغرب ببطئ ، ما اجمل المنظر وتلك الاشعة البرتقالية تنعكس على صفحة الماء ، كم اود ان احتضنك الان وننظر الى تلك الشمس، ونعدها اننا سنقابلها دائما معا ونودعها كما نودعها الان .


هل اطلت عليكى ؟ اعلم انى اطلت عليكى وان كلامى ايضا مكرر لكنى لم استطع الا ان اشاركك تلك اللحظة الرائعة كما تعودت ان اشاركك كل لحظاتى.


ليس امامى الان الا تطبيق الرسالة ووضعها فى زجاجة والقائها ، متمنيا ان تصلك فى اقرب وقت ، وان تقرئى كل كلمة فيها.

السبت، 10 أكتوبر 2009

مرارة الهزيمة وحلاوة النصر ( قطعنا لسان جولدا )

(ولم يكن يخامرنى شك فى ان هذه القوات المسلحة كانت من ضحايا نكسة 1967 ولم تكن ابدا من اسبابها ، عاهدت الله وعاهدتكم على ان نثبت للعالم ان نكسة 1967 كانت استثناء فى تاريخيا وليست قاعدة وقد كنت فى هذا اصدر عن ايمان بالتاريخ يستوعب سبعة الاف سنة من الحضارة) الرئيس الراحل انور السادات


سيظل الاسرائليون لسنوات طويلة قادمة يحاولون بشتى الطرق الهاء المصريين عن بطولات حرب الاستنزاف ونحن نساعدهم للاسف بتكاسلنا الرهيب عن محاولة جمع الاحداث البطولية لتلك الحرب او حتى معرفتها لنرويها جيل بعد جيل ، واعتقد ان مهمة الاسرائليين اصبحت اسهل بعد مرور كل تلك السنوات وموت الابطال الذين قاموا بتلك البطولات ، لكن الحمد لله وجود الانترنت الان سهل كثير من مهمة البحث والجمع لتلك البطولات .


اكد جميع الخبراء ان حرب الاستنزاف كانت عنصر النجاح الاول فى العبور ، ناهيك عن الخسائر المادية الفادحة والتى يتحملها دافع الضرائب الامريكى والاروبى فقد حطمت تلك الحرب الروح المعنوية للجندى الاسرائيلى وساهمت فى انفصاله معنوية عن قيادته العسكرية والسياسية


واذا كنا نحتفل سنويا يوم السادس من اكتوبر بالعبور الاكبر، فقد اهملنا الاحتفال او حتى تذكر يوم العبور الاصغر وهو يوم العاشر من يوليو عام 1969 ، لذا ارجو ان تتيحوا لى الفرصة لتذكيركم بتلك الملحمة ، وقد اكتملت فصولها فى السادس من اكتوبر 1973.


بالرغم من كل المواجهات مع العدو على طول الجبهة وايضا فى العمق ظلت تلك المواجهات محدودة من حيث اعداد الجنود العابرة والمعدات حتى وان كان تاثيرها المعنوى موجع فقد ظلت ذات تاثير عسكرى محدود او قصير الاجل حتى اتت الفرصة فى العاشر من يوليو لقلب تلك الحقيقة واضافة لمسة جديدة على الصورة لتقضى تماما على معنويات العدو .


بور توفيق مدينة ساحلية غرب القناة تعتبر امتداد لمدينة السويس ويقابلها على الضفة الشرقية للقناة لسان يشرف على القناة وعلى مدينة السويس والادبية ، وقام العدو بتحصين اخر نقطة على اللسان بمجموعة من المدافع المجنزرة والدبابات ونقاط الاستطلاع والدشم الحصينة ، وقاموا بضرب تنكات البترول وباعثات الضوء مما تسبب فى خسائر فادحة للقوات المصرية والاقتصاد المصرى وبصبر بالغ انتظر المصريون حتى قاموا بالملحمة الصغرى


قام المرشحون للعملية بالتدريب على مهاجمة نقطة مماثلة ولكن لا تطل على الماء انما فى فلب الصحراء فى جبل عتاقة ويعتبر التدريب اصعب بكثير فى تلك المنطقة ، كما استغرق التلقين فترة طويلة وتحركت القوات فى يوم العاشر من يوليو صباحا مجموعات صغيرة للاختباء فى منازل ومستشفيات ومدارس داخل بور توفيق وظلت المحموعة كامنة بلا اى حراك حتى اتت ساعة الصفر وقامت المدفعية بعمل غطاء مكثف من نيران المدفعية الثقيلة فى حين تحركت القوات الى خنادق مجهزة على شط القناة وهى تحمل الاسلحة والمعدات الى جانب قوارب العبور وعند انتهاء توقيت الغطاء المدفعى كانت القوارب على وشك الوصول الى الضفة الشرقية وبقاذفات الار بى جي تم تدمير الاسلاك الشائكة والالغام وتمهيد طريق للقوات حتى الوصول الى النقاط الحصينة والاشتباك مع العدو الذى فوجئ تماما بما حدث ، الذهول كما تؤكد الروايات منع العدو من مجرد المقاومة وانتهت النقطة فى عدة ساعات وقامت القوات المصرية بأنزل علم العدو ورفع العلم المصرى وتصويره كما تم رفع علم على صهريج المياه لم يستطع العدو انزاله الا بتدمير الصهريج نفسه وعرضت الصور للعلم المصرى على الضفة الشرقية فى الجرائد المصرية وعلى التلفاز ، وبدأ انسحاب القوات مرة اخرى تحت غطاء المدفعية مرة اخرى ، وحاول طيران العدو النيل منهم دون جدوى .


اما ما حدث فى تل ابيب فكان رد فعل عنيف جدا ، الصحف الاسرائلية اكدت ان المصريين عبروا بقوة تزيد عن الاف جندى للتمكن من تدمير تلك النقطة وخرجت جولدا مائير بتصريح يعبر عن الحالة السيئة التى كانت عليها الحكومة هناك عندما قالت لقد قطع المصريون لسانى .



وظل تلك النقطة الهامة جدا عسكريا بلا اى فائدة تذكر حتى تم الاتفاق على وقف اطلاق النار، وفى تلك الفترة قام العدو باعادة بناء وتحصين تلك النقطة من جديد ولك بصورة اقوى من الاول ، وتمر الايام وياتى العبور الاكبر وتقوم قواتنا المسلحة بعمل بطولى اكبر واشمل فتعبر القناة بطول امتدادها ومن ضمنها تلك النقطة وتحاصرها قواتنا لعدة ايام قبل ان تستسلم القوات الاسرائيلية بقيادة الضابط شالومو اردنست المسكين لنا ويصر قائد القوات المصرية وهو الضابط زغلول فتحى على ان يكون التسليم بالعلم الاسرائيلى وهى حادئة لم تحدث من قبل ولم تتكرر بعد ذلك امعانا فى تحطيم معناويات اعدائنا الاحباء ويالها من لحظات اثلجت صدور المصريين وردت لهم كرامتهم ، ولكى نرى تلك اللحظات فى الفيديو استمر كفاح قواتنا ستة اعوام كاملة كسروا فيها حواجز كثيرة بل وصدرو الكثير من الرعب الى العدو ويظهر ذلك على اوجه الجنود المساكين الذين لعنوا يوم كيبور بما جلبه عليهم من موت محقق


الأحد، 13 سبتمبر 2009

صعبانين عليا


من ضمن فوائد الصيام والشهر المبارك الشعور بالاخرين ومعاناتهم ، واخيرا لعبت الفضائيات دور حيويا فى زيادة شعور المواطن العادى ( اللى زى كدة يعنى ) بمشاكل اخوته المواطنين من خلال البرامج المختلفة ، ولا انكر ان افقى قد توسع تماما فى هذا المجال فقد كنت ضيق الافق تماما متصورا ان المعاناة تكمن فى المشاكل الاقتصادية والجوع والفقر المتغلل فى كيان الوطن، لكن وبكل بساطة وجدت مشاكل اقسى واغرب بكثير من الجوع والفقر وبالتالى وجب على ان انقلها لعلى اغير ايضا من وجهة نظركم الضيقة (ولامؤخذة )



المشكلة الاولى ( ياريت اضمن لابنى مهنة اسهل)


تجلس المذيعة بوجه مبتسم ابتسامة تبين اسنانها المستوية بفعل اشعة الليزر ( اوعدنا يا رب ) بينما يجلس الممثل المشهور بالجهة المقابلة ، منتظر الاسئلة ويبدوا عليه الارهاق الشديد او ولنقل التوتر الشديد ، تقطع المذيعة الصمت بمقدمة ظريفة (انا عارفة ان حضرتك مرهك جدا من العمل وان الشغل اليويمن دول واخد كل وكتك وسدكنى سدكنى انا سعيدة جدا بكبول حضرتك للتسجيل معانا ) يرد الفنان بابتسامة تزيد من ارهاقه وهو يقول ( انت عارفة انى بعتبرك صديقة عزيزة وعارف انى لما اجى فى برنامجك ححس انى فى بيتى ) ترد المذيعة مندفعة (طبعا طبعا يا استاذ ويا ريت تشرحلنا فى البداية اخبار المسلسلات ايه ) يرد الفنان بكل تواضع ( طبعا انت عارفة انى عامل مسلسل رجل بلا ظل ، ومسلسل تانى ظل بلا رجل والحقيقة العملين مختلفين تماما، ونفسى نفسى المشاهدين يعجبهم العملين ) ترد المذيعة بضحكة عالية ( طبعا طبعا يا فندم احنا بنستنى اعمال حضرتك من السنة للسنة، واخبار المدام والاولاد ايه) يعبث وجه الفنان وهو يرد ( والله المدام زعلانة منى جدا لانى مشغول فى الشغل على طول تصورى السنادى لغيت المصيف علشان الشغل بعد ما كنا حجزنا تذاكر الطيران ودا مسببلى ازمة مع المدام والاولاد ، لكن ارجع واقول ان لولها ودعمها المتواصل ليا مكنتش بقيت كدة ، اما الاولاد فهم داخلين على المدارس بقى ) تسترسل المذيعة ( وياترى الاولاد بقى ليهم ميول ومواهب فنية زى باباهم ) يضحك الفنان ( طبعا كلهم فن دول بيمثلوا فى مسرح المدرسة لكن بينى وبينك انا ميش عايزهم يطلعوا ممثلين ، دى اصعب مهنة بتاخد مجهود خرافى وتوتر وشد عصبى وضغوط طول الوقت ، دحنا بنتعب جدا لدرجة ان الواحد بعد فترة بيحس انه عجز ، لا انا عايز ولادى يمارسوا مهنة اسهل من الفن ، مهنة عادية ميكنوش محتاجين فيها كل كيانهم فى العمل ) ترد المذيعة ( احنا مكدرين تضحياتكم علشان الفن يا افندم )


طبعا اقوم مسرعا من امام جهاز التلفاز ، اقف امام المرايا ، احمد ربنا انى بقيت مهندس ولست ممثلا فالهندسة لاتحتاج اى مجهود بدنى او عصبى بالعكس فنحن صحيح (بنطلطع تحت الشمس لساعات طويلة قد تصل الى 10 ساعات متواصلة لكن نيجى ايه جنب حضرته اللى بياخد شوط كامل على البلاج فى الشمس وهو يا عينى لابس المايوه وحواليه الكومبارس من كل الاوزان والالوان بيتعب برضه ، بنسهر فى المواقع وساعات بنطبق لكن بنسهر ومعانا الزملاء والفنيين ، اعدين نحكى طول الليل ، لكن المسكين بيسهر فى نايت كلوب وبعد ما يسمع اغنية ظريفة تقوم معركة بالزجاجات والكراسى ويتهد حيله فيها) .

خلاصة الكلام صعب عليا الفنان واولاده اللى حيلقو نفس مصيره حبا فى الفن ، وبدعوا انهم ينجوا من هذه المهنة ويشتغلوا مهندسين ولا حتى دكاترة



المشكلة الثانية (منين اجيب لبن العصفور )


يقف مقدم البرنامج وهو برنامج للطبخ ، بينما يحيط به مطبخ رائع الجمال لو قدر لى انى امتلكه حعيش فيه واستغنى عن بقية الشقة (بصراحة مساحتة اصلا ممكن تكون قدر الشقة فا بالتالى ميش حستغنى عن بقيت الشقة بمزاجى) ومجهز بتجهيزات تشعر معها انه مركبة فضاء وليس مطبخ لطبخ الطعام ، يبتسم المقدم وهو يبدا البرنامج ( كل سنة وانتو طيبين بمناسبة رمضان السنادى انا محضرلكم 30 طبخة حتاكلوا صوابعكم وراها بس حاولوا تحطوا سكر على صوابعكم علشان تبقى حلوة زى الاكل للى حتعملوه ، وحرصت انى اجيب اكل صحى وسهل العمل ومكوناته موجودة فى كل بيت علشان برضه اصدقائى الرجالة ميزعلوش منى علشان المصاريف ، حنبتدى انهاردة باكله خفيفة خالص ، الفخدة الضانى وكلكوا طبعا عارفين طريقة عملها العادية ، لا بقى السنادى احنا حنعملها كحلويات يعنى حتتاكل بعد الفطار تحلية يعنى ، طبعا كلكم اكيد مستغربين ، دى اكلة مشهورة جدا فى عدة دول خلينا الاول ناخد المقادير واللى اكيد حتلاقوها فى التلاجة او دولاب البقالة

1- فخدة ضانى كدة جميلة صغيرة حسبة 3 او 3 كيلو

2- زبيب، مشمش مجفف ، حلقات اناناس وكيوى ، ومانجو لو موجود يعنى

3- زيت ذرة وزيت زيتون

4- عصير رمان وعصير تفاح ، وعصير عنب ابيض او احمر ميش حندقق

5- شوية مكسرات بندق وصنيبر وجوز ولوز وعين جمل وفستق ، يعنى الحاجات الموجودة فى البيت دى على طول

6- زبادى وخل وزبدة ولبن ، طبعا علشان يكون الطعم اجمل يفضل لبن الماعز لانه اخف واكثر بروتين


بعد معرفة طريقة الطهى طبعا قمت بسرعة من امام الجهاز ادور فى التلاجة ودولاب البقالة بتاعى على المدخلات البسيطة دى ، بس ملقتهاش معلش مهو يمكن علشان انا ميش مهتم بالحاجات دى ، قلت اخطف رجلى للسوبر ماركت واهو منها فسحة ومنها اجيب المقادير دى ، مهو حضرته قال الاكلة ميش مكلفة خالص فرصة بقى والحقيقة تعبت تعبت تعبت يعنى وانا بدور على الحاجات المطلوبة، ياه الناس بتتعب برضه ، والحمد لله بعد ما جيبت كل الحاجات دى وحاسبت فى السوبر ماركت عملت الوجبة الرخيصة دى واكلت طول الشهر على حسها ( طبعا فى موائد الرحمن )


المشكلة الثالثة ( احنا لحم ودم وسيلكون .احم احم )


لقاء فى منزل الراقصة الشهيرة والممثلة فى نفس الوقت وهو لقاء على الافطار تعزم فيه الفنانة المذيعة على فطورة معتبرة (غالبا اللى طابخها المقدم بتاع البرنامج اللى فوق بدال ما يرموا الاكل بيعمول عليه برنامج تانى واهو كله شغل انتاج) ، المهم فاصل من الترحيب والمدح فى الفنانة الرائعة ذات الحاجة واربعين ربيعا والتى امنية حياتها ان يرزقها الله بمولود ( والله قدير على كل شئ) طبعا تستطرد الفنانة اه صحيح انا فى نص التلاتينات من عمرى بس حققت كتير اوى من طموحاتى يرتفع ضغطى جدا (فالحاجة القابعة امامى كانت تمثل ادوار البطولة بينما انا مراهق ، طابعا فاكرها كويس منا كنت مراهق بقى، ودلوقتى بقت ادى فى العمر) ، المهم الكلام يتنوع (يجيب بعضه يعنى ، ويدخل فى الحسد وخلافة، تؤكد الفنانة انا ميش عارفة اعداء النجاح عايزين مننا ايه يا اختى هو ايه كلام ليل ونهار عننا محنا لحم ودم برضه زينا زيهم ، هما الناس دول اللى جايبين مصر لورا عارفة ليه لان كل ما الحسد انتشر الحاجات خربت وباظت وكله من فلوس مصر وبكدة البلد بتخرب )


طبعا الفنانات لحم ودم وساعات بيكون لحم ودم وسيلكون يعنى المفروض نعذرهم ومنبصلهمش فى السبوبة اللى طلعالهم مهما بيتعبوا اوى وفى الاخر بنيجى احنا بعنينا المأورة المدورة ونحسدهم بجهلنا واحنا ميش عارفين اننا بنضر بلدنا لان كل ما نحسدهم حاجة تبوظ وتكلفتها على مصر نعمل ايه بقى يعنى ، يا ريت جهل وبس لا كمان حقد مننا لله بقى .
المشكلة الرابعة (اشاعات اشاعات ....)

تنطلق الكلمات من الفنانة الشابة فى برنامج الصراحة راحة يا عينى وانت بتعرف (انا زهكت من الاشاعات دى ميش ممكن الناس ميش سايبة حد فى حالة خالس ، يعنى الناس بتهاجمنى جدا لانى كليباتى مكسرة الدنيا ، اللى يقول نافخة واللى يقول شافطة وناقص يقولو شدة وكل دا محصلش محصلش)
اسرح قليلا طبعا اكيد محصلش لا نافخة ولا شفطة خالص ، الاختلاف اللى حصل بين اول وتانى كليب يرجع الى التضخم الوجدانى اللى حصلها ، وممكن تكون كل الاشاعات دى مصدرها هى نفسها لان مفيش حد يتصور انها ممكن تشفط دى لكن تنفخ دى محل شك ، يلا ما علينا.



اخيرا ارجو للجميع صوما مقبولا وافطارا شهيا ، دا لو مكنتوش فطرطوا من كلامى اصلا، وسيبونى بقى اتفرج على المسلسل الخطير رجل بلا ظل

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

اين انت يا قمــــــــــــــــــرى ........


احب اشعة القمر الفضية ، فضوء القمر فى الليالى الحالكة يضفى على روحى مسحة من التفاؤل والثقة ، كثير من الليالى وانا صغير كنت احب التسلل الى البلكون والنظر الى القمر ، فالقمر يضعف النجوم وضوءه يسحب منها البساط وهذا طبيعى فالقمر اقرب واظهر وبالتالى هو اقرب الى قلبى من كل النجوم مهما على شأنها ، لهذا احب ان اتأمله انظر بتعجب لاشعته الفضية الرائعة المريحة للعين والقلب ، تشعرك بالسكون ، تحتضنك فى حنو ، بينما يبتسم لك القمر فى دلال ، وبعد عدة ساعات من تلك ارجع الى غرفتى وانا سعيد وقد اكون الاسعد بين جميع الناس.


ومع الدراسة والعمل وظروف الحياة ، فقدت تلك السعادة بفقدانى الصلة بالقمر ، حتى شاء القدر ان اقابل قمرى ، وللعلم قمرى اجمل بكثير من القمر ، فضى عيونها يمنحنى تفاؤل العالم كله ونظرتها الجميلة تبعث فى اوصالى الثقة كل الثقة ، فهى الاقرب الى قلبى ووجدانى من العالم باسره حتى وان بعدت عنى كما يغيب القمر كل شهر او مرت سحابة عابرة ، وترجع لتظهر مرة ثانية وانا اترقبها ، قد يطول الغياب لايام وليالى تمر بصعوبة بالغة اوان اعانى من الظلمات ، ثم تاتى على موعدها فتضئ حياتى بحنيتها ، بكلماتها الجميلة ، بتلقائيتها ونعومة حديثها .


بكل بساطة لا استطيع ان اعبر عن ما اعانيه فى ليالى بعادك ياقمرى ، كم افتقدك يا عمرى ، هيا عودى

الأربعاء، 26 أغسطس 2009

بعد ما شاب ودوه الكتاب


فى اخر احصاء لوزارة التربية و التعليم سن القبول بالكى جيه او الجاردن دانفون ( الروضة يعنى بالعربى لان الكلمة دى الناس نسيتها ) هو اربعة سنوات ، ياه يدينا ويديكوا طولت العمر اتنين روضة وستة ابتدائى وثلاثة اعدادى وثلاثة ثانوى ( يعنى لو التلميذ مجتهد وميش حيعيد ثانوية عامة ) وبعدها الجامعة من اربعة سنوات وانت طالع يعنى نقول كدة ثمانية عشر عاما وانت طالع من التعليم ، حلو اوى كدة بعد الثمانية عشر عام على الاقل تطلع معاك شهادة جامعية مشفية ( يعنى لو انت جيد وفيما فوق ) او بالعظم لو انت مقبول، ولو حظك حلو ودخلت كلية من كليات القمة (القمة دى يعنى اللى فوق ) حتنال لقب مهندس او دكتور او خريج علوم سياسية ومستنى امتحان الخارجية ، اما لو كنت من مساكين الثانوية العامة المتوترين ( المطوطرين بلغة ذكية زكريا) ودخلت حقوق او تجارة ( وبيسموها جراج الجامعة فى بعض الاقاويل) او اداب ( دى ملهاش علاقة ببوليس الاداب ) لكنها جامعة العلوم الانسانية بداية من اللغات حتى المسرح ( المرسح على راى واحدة قربيتى) واخيرا لو انت مضيع معهد خدمة اجتماعية سابقا ( حاليا كلية ) ويطلق عليه فى العامية سيكلام ، او اخيرا معهد البوستة باسوان واعرف زميلا لى كان من الاوائل على الثانوية العامة ( يعنى من ملوك الدح وعظماء المذاكرة ، والاكادة مكنش بياخد دروس ، ميش علشان حاجة مستخسر فلوسها ) ووضع معهد البوستة باسوان كرغبة ثانية بعد هندسة الاسكندرية




على اية حال تلك المقدمة كانت لبيان حال الطالب المصرى من بداية تعليمه فى الرابعة حتى النهاية فى الثانية والعشرين او يزيد قليلا او كثيرا وكل واحد وشطارته بقى ، وبتطبيق الحالة السابقة على العبد لله فقد كنت طالب مثاليا جدا سنتان جاردان دانفون (معلش عوجة اللسان تحكم برضو) ، ستة سنوات ابتدائى وثلاثة اعدادى وثلاثة ثانوى واخيرا خمسة سنوات بالجامعة يعنى تسعة عشر عام من الكفاح المسلح اقصد يعنى مسلح بسلاح التلميذ ، حتى نلت شهادتى مشفية من هندسة الاسكندرية .




لكن بعد كل هذه السنوات والكفاح ولان الانسان طماع اقصد يعنى القط بيحب خناقه، فقد قررت وانا بكامل قواى العقلية ( المتبقى منها اساسا ) ان ارجع الى حلبة التعليم مرة اخرى بعد الاعتزال ، نعم ارجع الى حلبة التعليم بعد اثنى عشر عاما من الاعتزال تخللها بعض الدورات والدراسات الحرة الغير محسوبة .




MBA كانت هدفا لى منذ سنوات عديدة ، لكنه هدف بعيد المنال نظرا لطبيعة عملى وتنقلى طوال الفترة الماضية ( على فكرة دا الكلام الدبلوماسى والحجة اللى باقولها لاى حد ) لكن حقيقة الامر كان عدم وجود عزيمة فى البداية .




المهم توجهت الى الجامعة بعد نصائح عدة تخللها نقاشات طويلة للاستقرار على جامعة الاكثر سهولة ( ميش لازم اعقد نفسى يعنى ) وفى نفس الوقت التصريح ( الياسنس) لازم يكون من جامعة محترمة فى انكلترى او امريكا ( عقد بقى منا حدفع يعنى ) ، وقد تحققت حلمى بجامعة معقولة فى الصعوبة وتصريح من اكسفورد ، اه والله اكسفورد يعنى حيكون معايا شهادة من اكسفورد ، قابلت مسئولة التسجيل بعد عشرة دقائق من الانتظار نظرت الى مبتسمة وهى تتسائل اجنبى؟ رديت بابتسامة اكبر لا انا مصرى ، تلاشت الابتسامة من على وجهها وهى تردد يعنى اجنبى ؟ رديت وانا ادرك المقصود من وراء السؤال (اكيد القصد ادفع اكتر منا اجنبى بقى ) بنبرة كلها فخر واعتزاز ايوة اجنبى مصرى ، تعود الابتسامة الى المسجلة مرة اخرى وهى تتسائل (منين فى مصر ) ارد اسكندرية اجدع ناس ، تضحك بلا اجابة ، وتعطينى قائمة بالطلبات ، كلها عادية ما عدا طلب غريب جدا موافقة المجلس الاعلى للجامعات على الشهادة الجامعية فى حالة كونها من دولة اخرى ، تسائلت عن سبب وجود هذا البند ، فردت وعلى وجهها امارات التعجب من سؤالى انه قد تكون شهادتك مزورة ( مضروبة يعنى بلغتنا ) لان كثير من الاغنياء يشترون شهادات من اوروبا الشرقية بلا اى دراسة ، اردد لكن حضرتك فاهمة غلط ( صحيح انا ابان انى من بولندا لكن انا من اسكندرية فى مصر ، يعنى ميش حضرب شهادة من جامعة اسكندرية ) ، تبتسم ابتسامة صفراء التعليمات كدة ، لكن من الممكن قبولك مؤقتا حتى انتهاء الموافقة ، وعلى فكرة هناك طلبة لم يحضروا الموافقة منذ اكثر من عام ، ارد طبعا ( اه قولى كدة يا شيخة ، تنظر باستنكار ، الحق نفسى شيخة فى مصر ملهاش علاقة بالسن ) ، وفى النهاية تم تسجيلى مؤقتا على ان تبتدى الدراسة فى اول نوفمبر


اشحذ عزمى الان ( اشد حيلى يعنى) ، وحشترى كمان شنطة للكلية (ساك ادو) ظريفة كدة منا طالب بقى ، ومفيش مانع اضرب جينزين وقميصين ونضارة جديدة لزوم الروشنة , الواحد خايف فعلا لحسان مينجحش فى الامتحانات , طيب زمان كان الواحد بيراجع فى اللجنة مع الزملاء فيما يسمى بشبكة المراجعة العنكبوتية ، حقدر ارجع الميزة الذهبية دى تانى وقدرتى على التخفى والاتصال بالزملاء فى اللجنة فى اسوء الظروف ، ياه كانت ايام والله ، كان الواحد بيحل الامتحان قبل ما يدخل (من اللى بيسمعة من مواس المذاكرة ودود الكتب )


على اية حال لقد عدت من الاعتزال ، وعلى التدريب وبقوة على حضور المحاضرات ( مكنتش بحضر معظمها اساسا وانا فى الكلية ) والانتباه للدوك (اسأل الدوك وثبته ومتخليهوش يتحرك من تختته) دا كان شعارنا فى الباخ الدكتور بكثير من الاسئلة



السؤال الذى يطرح نفسه وبقوة هو من هم الزملاء؟ ، زملاء الكفاح الذين سيتساقطون واحد تلو الاخر بين سميسترات الماجستير ، ويضيعون فى غياهب الامتحانات ، نظرت فى دفتر المسجلين الجدد ، عدد المسجلين حتى الان اكثر من عشرين والاعمار معظمهما اكبر منى ، يعنى من المتوقع الجدية فى الدراسة ( حيكونوا جد ومواس بقى ونظام اعد يا دوك اعد وعظمة على عظمة يادوك) ومفيش واحد حيكون جامد فى المراجعة الجماعية زى الله يمسيه بالخير احمد كيرشوف ، كان ملك المراجعة الجماعية ، وقد اطلق عليه احمد كيرشوف نظرا لاستعانته بقانون كيرشوف الكهربى فى كل المسائل الكهربية ابان العام الاول لنا فى القسم ، ومن الحوادث الشهيرة لكيرشوف خروجة عن طوره فى احد الامتحانات بعد ان ظن ان زميل تجاهله فى المراجعة الاخيرة ( طنشه يعنى ) واخذ يسبهم حتى تم طرده من اللجنة فى حين ان الزميل المسكين لم يكن يسمع بالاذن اليسرى والتى كان موقع كيرشوف من ناحيتها ، والحمد لله ان الزميل لم يسمع ايضا كم السب الكبير من كيرشوف بالرغم من سماع كل اللجنة حتى الدوك للقصيدة كاملة .
فى النهاية لقد قبلت التحدى الجديد واعدكم بعد عشرين شهرا (ياه كتير اوى اوى ) اعدكم بان احصل على الماستر بيزنس ادمستريشن بتصريح من جامعة اكسفورد فى كل من البروجكت مانجمنت والسيلز اند ماركتينج ، وطبعا بعدها حاجى اتنطت عليكم شوية واتفلسف اكسفرداوى بقى يا جدعان اعذرونى يعنى

الاثنين، 24 أغسطس 2009

مرارة الهزيمة وحلاوة النصر (بهيــــــــــــــــــة)

(ايها الاخوة لقد تعودنا معا فى اوقات النصر وفى اوقات المحنة فى الساعات الحلوة وفى الساعات المرة ان نجلس معا وان نتحدث بقلوب مفتوحة، وان نتصارح بالحقائق مؤمنين انه عن هذا الطريق وحده نستطيع دائما ان نجد اتجاهنا السليم مهما كانت الظروف عصيبة ومهما كان الضوء خافتا، ولا نستطيع ان نخفى على انفسنا اننا واجهنا نكسة خطيرة خلال الايام الاخيرة لكنى واثقا اننا جميعا نستطيع وفى مدة قصيرة ان نجتاز موقفنا الصعب، وان كنا نحتاج فى ذلك الى كثير من الصبر والحكمة والشجاعة ومقدرة العمل المتفانية ) الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

المتابع لحرب الاستنزاف وكذلك ظروف مصر الاجتماعية فى تلك الفترة يستطيع توقع تاثير النكسة على الشعب المصرى ، وقد حرصت كل الحرص على محاولة تحليل نكسة 1967 او بمعنى ادق تاثيرها على المصريين ، واستطيع الجزم بان النكسة خلفت فى ايامها الاولى احتمالين لمسارين يمكن للمصريين المضى فى احدهما

المسار الاول وهو صاحب الاحتمال الاكبر فى الحدوث ، وقد حرص العدو على تأكيد حدوثه بكل الوسائل ومنها المبالغة فى اظهار جسامة الحدث وان الانتصار الاسرائيلى كان كاسحا وبلا اى مقاومة مصرية بل الامر لم يكن اكثر من نزهة بسيطة ، كما حرصوا على استخدام الة الميديا فى ترسيخ تلك الافكار ومنها اذاعة اجزاء حية من المعارك او ولنقل من الانسحاب المصرى المهين ، كل هذا للضغط على الشعب المصرى لكى يسلك هذا المسار.
الجزء الاخطر فى احتمالية حدوث المسار الاول هو الحالة النفسية للشعب لمصرى قبل الحرب بكل طبقاته وايمانهم العميق بمدى صلابة الموقف المصرى وقوة الجيش المصرى وامكانية حسم الحرب بلا اى جدال وانه لا وجه للمقارنة بين مصر واسرئيل، بل اكثر النقاش كان حول مدة الحرب وامكانية اعلان النصر فى زمن قياسى، وطبعا بقدر الثقة كان الانهيار
وسيناريو المسار الاول سهل جدا وبسيط، ثقة زائدة ، هزيمة مروعة تولد نوع من عدم الثقة بالنفس وبالمجتمع المحيط، تؤدى الى الانعزال والتشرزم ويصاحبه نوع من الصدمة المؤدية الى حالة من توقف الزمن عند ظروف ما قبل الحرب والعيش فى امجاد الماضى وان ما حدث مجرد كبوة او صدفة واننا ما زلنا الاقوى والاحسن، اوتوقف الزمن عند اللحظة ما بعد الصدمة تماما والشعور بالضعف الرهيب وان الهزيمة اصبحت واقعا ملازما لا مفر منه، وبالتالى العيش فى محاولة تجنب الهزيمة مرة اخرى بالفرار الدائم من المواجهة ، وفى كلتا الحالتين العدو مستفيد فجزء منا سيعيش على الماضى وجزء اخر سيؤمن ان الهزيمة هى المستقبل ويحاول الهروب منها .
وبلا اى مبالغة المضى فى ذلك المسار سيؤدى الى حالة من الانهيار تحتاج الى سنوات طويلة جدا للرجوع الى النقطة صفر ناهيك عن اعادة البناء، اعنى هنا بناء الشخصية المصرية القادرة على خوض الحرب مرة اخرى وليس بناء البلد او اعادة تسليح الجيش ، فتلك امور اسهل ما سكون اذا ما توافرت الشخصية القادرة على ذلك.

اما المسار الثانى وهو الاقل احتمال للحدوث فى حالتنا نظرا للعوامل التى تجمعت لدعم المسار الاول، فهو تولد نوع من الغضب العارم المصحوب بمرارة القهر وذل الهزيمة ، يؤدى الى انصهار تام لمشاعر الشعب فى بوتقة الانتقام، وتنمامى مشاعر غل الثأر بحيث تضفى وتسيطرعلى اى مشاعر اخرى، فتصبح الافراح مشوبة بطعم الهزيمة، حتى الحب يمتزج بالكره للعدو وتمتزج احلام التلاقى بامنيات النصر، اما الابتسامة فهى ناقصة وعلى استحياء وتصبح مشاعر الجميع موجهة لهدف واحد وهو الانتقام للهزيمة والثأر لما حدث ومحو العار او على الاقل الحاقه بالاخر.
وسيناريو المسار الثانى اصعب ما يكون، لانه يحتاج الى صبر وتركيز وقدرة هائلة على امتصاص صدمة الهزيمة، ثم التحول من حالة الامتصاص لحالة التعامل معها واخيرا محاولة تغييرها.
وبالرغم من صعوبة المسار فى مرحلته الاولى الا ان تحقيق اى تقدم فيه سيؤدى الى تغيير جذرى على ارض الواقع

تلك النقطة الفاصلة فى تاريخ المصريين اثبتت ان المصرى يملك من الحضارة ومن الرصيد ما يدعمه بشده ويدفعه الى تغيير الواقع بل ايضا الى كسر النظريات والمسلمات ، الغرق فى المسار الاول وان حدث لم ياخذ من المصريين اكثر من فترة وجيزة ، ثم حدث التحول للمسار الثانى وبكل قوة.

اعترف ان بحثى عن احداث ووقائع تؤكد كلامى لم يكن بالصورة المرضية نظرا لكونى بعيدا عن مصر، لكنى اكتفيت بثلاثة روايات اثنين من الواقع والاخيرة من السينما عن تاثير وقع الخبر على المصريين وامتصاصهم للصدمة .

خرجت عمتى ذات الاربعة والعشرون ربيعا من بيتها بشبرا الى مقر عملها بعد ان استمعت الى الراديو الذى اكد بداية المعركة، وهى واثقة تماما من النصر ( حسب روايتها والتى اخذت منى مجهود جبارا لدفعها لسرد احداث النكسة والبعد عن سؤالى عن احوالى وتوبيخى على العيش خارج مصر وحثى على الاستقرار بمصر، معلنة كفاية بقى غربة ، وتعتبر عمتى من جيل الثورة المتشبع تماما بافكارها والمؤمن بها وباحلامها بطريقة تستفزك، وتلك كانت دائما من نقاط اختلافى معها الى جانب طبعا كونها اهلاوية فهى ناصرية جدا ، وبالرغم من تلك النقطتين الاساسيتين الا انى اعتبرها من اقرب المقربين الى وواحدة ممن اثروا بشكل مباشر فى تكوينى وتربيتى ) اما فى مقر عملها فلم يكن الحال يختلف كثير ترقب مشوب بثقة فى النصر ، خوف من الحرب طبيعى يغلفه ارتياح للاخبار ، ومع مرور الايام بدأ القلق يتسرب بالذات الى نفوس الطبقة المتعلمة ، فالارقام مبالغ فيها ، والاذاعات الاجنبية تناقض اذاعتنا فى كثير من الروايات ، ثم تحول القلق الى خوف ثم رعب من الهزيمة ، وحالة من الذهول واللا تصديق، صدمة بمعنى الكلمة ، والصدمة الاكثر هى رؤية جمال وقد كسرته الهزيمة ، وجمال يمثل الشعب عند عمتى كما اسلفت ، دموع ابن عمى والتى تربيه عمتى وهو المراهق ذو ال18 عاما كانت الاثر تاثيرا عليها ، اما اكثر ما احتاجته فى تلك الفترة كانت الوحدة ومحاولة البعد عن الناس ومحاولة تصديق ما حدث وتفسيره او ايجاد من يستطيع ذلك
الحالة الثانية وقد حرصت ان ابحث عن احد الضباط المعاصرين للنكسة من اصدقاء والدى رحمة الله عليه او من الاقارب ، والحمد لله وصلت الى زميل لابى كان محامى بالقضاء العسكرى بعد تقاعده من الجيش حيث درس الحقوق بعد حرب 1973اثناء خدمته ، وبعد محاولتى المضنية لكى اعرفه بنفسى واذكره بابى والتى تقريبا بآت بالفشل ، وان كان الرجل من اللياقة بحيث انه اوهمنى انه تذكر والدى وعرفنى وانا اشك فى ذلك ، واختصارا للوقت افهمته انى اعمل بالصحافة واود عمل حديث عن النكسة وقد تذكرت سيادتك كرجل معاصر لها ، لا اطيل عليكم بعد حديث طويل فهمت ان الجيش لم يحارب وان وحدات كثيرة لم تحارب اصلا ولم يتم استغلال مواقع تمركزها لان الصدمة والارتباك كانا المسيطرين على الموقف فى القيادة المصرية مما حرمها من التفكير المنظم ، وان الجيش وحده تحمل مرارة الهزيمة ( وان كنت اجد ان فى هذا مبالغة ) وان كثير من زملائه عندما رجعوا الى بيوتهم لم يتحملوا نظرات المقربين ناهيك عن الاخرين بالشوارع ومنهم من قطع اجازته ولم يتحمل البقاء وسط المدنيين من قسوة السخرية المشوبة بالحسرة ، بل ان هناك جنود وصف ضباط وضباط رفضوا الاجازة اصلا ، وهناك حادثيين استشهد بهما لجندى كان يصر على الاستمرار فى نوبات الحراسة لساعات تصل الى 18 ساعة واكثر متواصلة بدون اى راحة ليثبت لنفسه انه قادر على التحدى وانه برئ من جريمة الانسحاب، واخر رفض الرجوع الى قريته قبل اخذه بالثأر لصديق عمره والذى قتل اثناء الانسحاب والطريف ان هذا الجندى لم يرجع لقريته الا فى اواخر عام 1968 بعد ان اشترك فى اشتباك مع العدو ، وكثير منهم من اجل زواجه او غيره ، اما هو نفسه فقد اجل زواج اخته وزواجه لعام كامل .
اما الحالة الثالثة لحارة مصرية تتلقى خبر الهزيمة ، بذهول وعدم فهم ، بل وسخرية ، صدمة ، كفر بالثورة ومبادئها ، اما بهية وهى الام والاخت والجارة والخليلة فى عقدها الرابع ترفض الهزيمة بكل قوة تستهين بها وتؤكد انها ستدافع عن المنطقة ( الحى ) بكل قوتها، وطبعا هى لم تفهم الانسحاب الى الخط الثانى وتتسائل هل الخط الثانى للقتال هنا فى الحارة؟ ، الجميع يستمع لخطاب النكسة الشهير فئات مختلفة من الاسرة والجيران فى حالة ذهول الا بهية فهى رافضة لحالة الاستسلام بالرغم من انها على ما يبدوا اقلهم حظا فى التعليم ، ثم تنطلق معلنة اننا سنحارب ولن نرضخ للهزيمة تصرخ باعلى صوتها فى الحارة (حنحــــــارب حنحــــــارب ) واعتقد ان بهية ترمز للمصريين فى تلك اللقطة الرائعة او بمعنى ادق ترمز لمصر، خاصة وان اهل الحارة يلتفون حولها ويرددون نفس الهتاف وبكل صدق ، فى حين رجال الحكومة والمخابرات يتسائلون اذا كانت تلك المظاهرات منظمة بواسطتهم؟ وياتى الرد بالنفى .
وينتهى المشهد باغنية الشيخ امام مصر ياما يا سفينة كاحسن ما يكون للتعبير عن حال مصر فى تلك الفترة المؤلمة( ومواكب فى عيون صبية بهية عليها الكلمة والمعنى ، مصر با اما يا سفينة مهما كان البحر عاتى فلاحينك ملاحينك يزعقوا للريح يواتى ، اللى على الدفة صنايعى واللى على المجداف زناتى واللى فوق الصارى كاشف كل ماضى وكل اتى ، عقدتين والتلاتة تابتة تركب الموجة العافية، توصلى برة السلامة معجبانية وصبية يا بهية )
اخيرا وبعد الاقتراب من الشعب المصرى فى فترة تلقيه خبر النكسة وردة فعله سواء على الجبهة او العمق الاستراتيجى، واعنى هنا العمق الخاص بالشخصية المصرية المساندة لجيشها على الجبهة ،يزول عنى كل اندهاش مما حدث فى حرب الاستنزاف ، واجد ان المعجزات التى حصلت فى تلك الحرب او حرب العبور هى امور متوقعة من تلك الشخصية، صحيح قد تكون غير متوقعة من المحللين والباحثين العسكريين، الا انها لاى شخص عادى مثلى اقترب من ذلك الشعب فى محنته تعتبر امور منطقية بل تعتبر نتيجة لمعطيات تعامل معها هذا الشعب العظيم بمنتهى التلقائية.



الثلاثاء، 21 يوليو 2009

هناك فى مملكتنا..........................


كم مر الليل طويل ، طويل جدا اللحظات تكاد تقف وانا منتظر صباح لقائك ، منتظر تلك اللحظة التى اتمنى فعلا ان تقف ولا تتحرك ابدا ، ارتدى ملابسى ببطئ لعل الوقت يمر اضع اجود ما املك من العطور فهل اقابل ملكة كل يوم ، ارتدى حذائى ، لقائنا كما حددتى فى حديقتنا الجميلة هناك بعيدا عن الناس فى مملكتنا الصغيرة التى نتقاسم ملكها سويا حيث رعيتنا الاشجار والطيور والطبيعة الساحرة ، هناك حيث استطيع ان امسك يديك الجميلتان ان انظر الى عيناكى الساحرتين ان استمع الى صوتك منطلقا ناعما ، انصت الى حكاياتك ، وقد اتهور فأفاجئك بقبلة سريعة اشعر معها انى خطفت العالم اجمع ، كم احب هذا المكان كما لم احب مكان اخر ، احب ان اتحرك بحريتى بلا اى قيود انظر اليك ادور حولك استمتع بجمالك الفاتن ، نعم ذلك الجمال التى تزيده الطبيعة زهو وظهورا ، كم احبك ، نعم كم احبك .




يتحرك موكبك الصغير منطلقا نحو حديقتنا بينما انا اتحرك خلفه وكأنى احميكى من الاخرين من كل العالم وقد اسرع قليلا فاتحرك امامك وكأنى مرشدك انظر الى عينيك الجميلتان ، نتنبهى الى نظرتى فتبتسمى ابتسماتك التى ترد روحى الى جسدى تجعلنى اسعد كائن على وجه الارض ، اسرح قليلا كم اتنمى ان تعجبك هديتى نعم كم اتمنى ان تصل رسالتى ، كم اتمنى ان تدركى كم احبك ، ان تدركى انه عندما تعجز مفردات لغتنا على ان تصف ما اشعر به تجاهك ، فانى احاول بكل ما املك ان تكون نظرتى خير سفير لى ، وعندما تخفق نظراتى فى ادراك مبتغايا تكون لمسة يدى ، وعندما تغلب هى الاخرى فى الوصول الى منتهى شعورى فلا املك الا روحى ، نعم لا املك سواها هى من تدلنى على طريق لايصال انك اصبحتى جزء منى لا بل اصبحت انا جزء منك ، لعلى اخطئت بل اصبحنا نحن الاثنين كيانا واحدا .




اضع يدى فى يدك مسلما ، تعجز كلماتى كما كنت ادرك انها ستعجز ، كم انا سعيد كم اريد ان انطلق جاريا ممسكا بيدك الى ابعد نقاط حديقتنا ، انظرى يا قرة عينى ما احضرته لكى ، اعرف انها ليست بقدرك لكنى ادرك تماما انها الانسب والاجمل لكى ، ارجوكى افرحى ابدى سعيدة ، اضحكى ضحكتك الجميلة لا بل قومى وابدى اعجابك بها ، بالغى فى فرحك اكراما لى انظرى بعينيك الجميلتين الى ضعى قبلة رقيقة على وجنتى ، لكن ارجوكى لا تشكرينى ، او هل تشكر النفسى نفسها ، كم اود ان اضمك كم اود ان اراكى دائما سعيدة ، ننطلق بين طرقات الحديقة ، اشعر بفرحتك بقدومى اود ان اسمعك بلا انقطاع احكى يا نور العين كل ما تريدينه ، اجلسى بجانبى ضعى راسك على صدرى اغمضى عينيك استمعى الى دقات قلبى ، المسى اعماقى ، لا ادرى كم مر من الزمان لكنه ميعاد رحيلك يا مليكتى ، سنلتقى مجددا اليس كذلك ، نعم انت وعدتينى ان اراكى كلما استطعتى ، سانتظر ميعادنا الجديد من الان

الأحد، 12 يوليو 2009

مرارة الهزيمة وحلاوة النصر (مناورة الموت)

(وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصروآماله) الرئيس الراحل محمد انور السادات رجل الحرب والسلام


تلك الكلمات البسيطة المعبرة لا اجد انسب منها مدخلا للحديث عن ملحمة من القرن العشرين ، ليست ملحمة عسكرية فحسب بل ايضا ملحمة انسانية بل نستطيع نعتها بالمعجزة الانسانية فى زمن اعتمدت فيها المعجزات على الالة وقوة ادائها وندرت المعجزات التى تعتمد على ما ينبض فى صدور الرجال ، لست بصدد سرد احداث معركتى الاستنزاف و العبور من الناحية التكتيكية او حتى من الناحية الاحصائية وكلها نواحى تصب فى الجانب المصرى تماما ، لكن ما شدنى كثير فى هاتين المعركتين هو الجانب الانسانى قدرة الانسان المصرى اللا متناهية فى امتصاص مرارة الهزيمة وتحويلها الى دافع رهيب لتحقيق معجزات على المستوى الفردى او الجماعى ازهلت العالم بل بهرته ، كتب كثيرة ومواقف اكثر بكثير حكيت من الجانب الاسرائيلى يشوبها الغيظ الممزوج بالرهبة وعدم التصديق، بعضها تحس حاكيها كانه كان فى كابوس يردد احداثه من ان لاخر كلما ضاق صدره بكتمانه ، والاخر تشعر برائحة الاعجاب تفوح منه رغما عن حاكيها ومحاولاته المضنية لكتمان تلك الرائحة ، على ايه حال ساحاول بكل الطرق البحث عن تلك الملاحم الانسانية الواحدة تلو الاخرى فهى ملاحم تستحق التسجيل حتى ولو فى مدونتى البسيطة تلك التى بين ايديكم، واليكم اول تلك البطولات لطيار شاب فى نهاية العشرينات من عمره ابان تلك الاحداث وهو الان مازال حى يرزق


الاسم حسن سالم الرافعى

المهنة بطل مصرى

العمل عمل اعجازى جعل العدو المسكين يطلق عليه الطيار المجنون سخرية منه ، لا بل محاولة مضنية لكبت الاعجاب وتغليف الجزء الشارد منه بنبرة سخرية لا يفهم معناها الا مصرى مثلى

الزمان 24 اكتوبر 1973

يشرح الفيلم المرفق الموقف من وجهة النظر الاسرائيلية وهى بالطبع مليئة بكلمات السخرية والاستهجان فكيف لطائرة ميج 21 يقودها طيار مصرى ان تفوز فى معركة مباشرة على طائرة ميراج والفارق لمن لا يعرف كبير جدا بين الاثنين يجعل التفوق لصالح الميراج بنسبة لا تقل عن 99% حتى لو الطيار يقل مستواه عن نصف مستوى قائد الميج21 ، كما ان من مشاكل الميج 21 هو صغر خزان الوقود بالنسبة للميراج مما يجعل استمرار المناورة فى صالح الطائرة الميراج لان مع الوقت سينفذ الوقود ناهيك عن التفوق المطلق للنيران بالميراج عن الميج21 .

هنا يلجأ الشاب المصرى الى مناورة وهو ما يهمنى فى تلك القصة التى ترقى الى المعجزة البشرية وتسمى تلك المناورة مناورة الموت او الطيران بالسرعة صفر وقد تعلمها الطيارون المصريون بسوريا على يد مجموعة من الطياريين الباكستانيين، ويحكى عن قائد السرب 49 وهو السرب الذى ينتمى الي بطلنا ان التدريب على تلك المناورة كان يتم لعدة مئات من المرات وفى كل الاجواء والتوقيتات لدرجة انه كان يتم فى الليال الغير مقمرة الحالكة الظلام يتم فيها استخدام احساس الطيار فقط ، هل تدرون معنى تلك الكلمات احساس الطيار فقط بطائرته والاجواء من حوله هو ما يحكم نجاته من مناورة هو من قام بها ولم يجبر عليها ، والغرض من تلك المناورة هو اخضاع الفارق التكنولوجى بين طيران العدو والطيران المصرى للقدرات الانسانية فى مهمة يعتبرها الغرب من المهمات المستحيلة التى لا طائل من التدريب عليها ، ولمعرفة مدى ثقة هؤلاء الطيارين فى قدراتهم ومحاولة اثبات انهم جديرين بحماية سماء مصر عكس ما قيل عنهم ايام النكسة ساشرح لكم ببساطة الفرق بين مناورة الموت كما كان يطلق علبها بينهم فى مصر والمناورة سبليت اس العادية split s المناورتان لهم نفس السلوك وهو الاتجاه الى اسفل مع الجاذبية مما يزيد من سرعة الطائرة تماما ويجعلها على الرادارات المعادية تبدو بسرعة صفرية ولكن السبليت اس العادية لايمكن القيام بها الا على ارتفاع 6500 قدم حتى يستطيع الطيار كبح جماح الطائرة والجاذبية والصعود مرة اخرى قبل فوات الاون ، والاقدام عليها من ارتفاع اقل وليكن مثلا 5000 قدم تعتبر جنون وتهور عسكرى يحاسب عليه الطيار ، اما القيام بها على ارتفاع 3000 قدم يعتبر الموت بعينه وهذا ما تدرب عليه الطيارون المصريون وسميت لهذا بأسم مناورة الموت وتحتاج الى جانب القدرات العادية للطيارين فى كل العالم ثقة بالنفس تفوق الحدود الطبيعية وايمان بقضية او ظلم بين تجبر الطيار على بذل كل ما يملك من قدرات انسانية لاثبات العكس ، بل تحتاج الى قلوب تنبض بحب ارضها حب مطلق ترفض الاستسلام للهزيمة ، بل ترفض مجرد تلك الكلمة ، ارواح تحتاج فرصة لاثبات ان اصحابها غير باقية عليها طالما فى اطلاقها من اجسادها حرية هذا الوطن

اما الهدف التكتيكى من المناورة هو عكس اتجاه الطائرة بصورة مباغته تجعل عملية مطاردتها شبه مستحيلة ان لم تكن مستحيلة فعلا .

الغريب فى القصة ان الطيار الاسرائيلى ينعت الطيار المصرى بالمجنون ويؤكد انه فى لحظة ما اثناء المطاردة ظن ان ذلك المصرى اختار الانتحار وقتل نفسه على ان يدمر بواسطة نيرانه ، الا انه فوجئ بان الطيار المصرى يخرج من بين الاتربة المثارة حول طائرته فى اقرب نقطة للارض مرتفعا مرة اخرى كما الصاروخ هاربا من مطاردتى محققا مناورة مدهشة ، وليس كما ذكرت العسكرية الاسرائيلية اننى اطلقت قذائفى لتصيبه وتدمره بل الحقيقة انه نجا ، نعم نجا وحقق ما لم تتصوره يا مسكين ، وهو حى يرزق ويمارس دوره كالمصل الذى يحمى شباب تلك الامة ، ودائما ما سنحقق ما نبهركم به ، نعم نحن المصريين ليس عسكريا فقط بل فى كل المجالات عليك فقط ان تنتظر وتنبهر وتحاول ان تغلف انبهارك بلكنة سخرية لا تفيد

ملاحظة تظهر طائرة العدو وعليها العلامة العسكرية لجنوب افريقيا حيث انها تم شرائها عبر النظام العنصرى فى ذلك الوقت (طبقا لمقولة قائد السرب 49)

السبت، 11 يوليو 2009

رســــــــــالة.................


كل شئ جاهز الان ، حقيبتى خفيفة فلا احتاج الى كثير من الملابس لتلك الزيارة الخاطفة الى العاصمة ، بالتحديد الى قصر حبيبتى ، اود ان اراها كملكة ، قصرها كيف اسسته ؟، كيف تعيش فيه؟ من حولها من المساعدين ؟ بمن تثق وممن تضايق ؟ ، اشعر بسعادة لمجرد تخيلى رؤيتها كملكة متوجة الجميع يسمع لها ، كيف ستبدوا الجدية على وجهها وهى تأمر وتنهى ، تخرج منى ضحكة مباغتة وانا اتصورها تأمر حرسها بطردى من القصر او القائى فى السجن ، كم سيكون سجنك جميل يا حبيبتى وانا اتنسم نسمات الهواء تفوح برائحتك ، كم سيكون قبو سجنك وكانه جنة اعيش هانئ فيها ، ينبهنى من احلامى الحمال يامرنى ان ابرز اثبات شخصيتى امام الضابط فلا مرور الى العاصمة الا باثبات الشخصية , ينظر الى الضابط ثم يعيد النظر الى الاوراق يباغتنى فجأة لماذا انت ذاهب الى العاصمة ؟ - اه لو تعرف لماذا انا ذاهب اليها- ارد هادئا ذاهب للعمل يكمل وهو مازال متمعنا فى اوراقى وهل تضمن عمل هناك اجاوبه بفخر نعم فقد اعمل فى قصر الملكة ، يرفع عينيه ببطئ وتعلو وجهه ابتسامه ساخرة ثم يسلمنى اوراقى وهو يوصينى ان اجعل مليكتنا ترقيه ، اتلقى الوصية بكل جدية واسئله عن اسمه تختفى ابتسامه السخرية من وجهه وتحل محلها نظرة غضب اسحب اوراقى بسرعة وانطلق الى العربة ، اركب ببطئ ابحث عن مقعدى ها هو بجانب النافذة اندس فى مقعدى راجيا من الله ان لا يجاورنى ثرثار فانا فى حاجة لكن اغفوا قليلا ، يا ترى هل تتوقعين مجيئى يا حبيبتى يدفعنى خيالى للابتسام ، اشعر بلذة وانا اتصور نفسى معها بعد فراق دام فترة طويلة ، اذهب بعيدا جدا تتملكنى احلامى اه اود ان انام هربا من تلك الاحلام ،لا تمنى نفسك بالكثير الامر لن يغدو اكثر من زيارة قد تقابلنى فيها دقائق معدودة ، وقد اجدها مشغولة بشئون مملكتها فلا استطيع حتى رؤيتها يزعجنى الهاجس انقبض وتتغير ملامحى وهل يمكن ان لا احادثها اصافحها اكلمها اطرد هذا الهاجس فلن اسمح له ان يعكر صفو تلك اللحظات الجميلة ، انظر من النافذة هربا من الوقت اغلق عيناى محاولا اغراء النوم ذلك العنيد المنيع الذى دائما يأبى الاستجابة مهما كان الاغراء ، او هل يليق الا اقدم لها هدية مهما كانت صغيرة ، ساحاول جاهدا ان اجد ما حلمت ان اهديها له ، اعرف انه بسيط لكنه سيحوز اعجابها وستحوزهى اعجابه فلن يجد اجمل منها ولا افضل لكى يمتزج بها فيزيدها جمالا واثارة وتزيده هى حلاوة وقيمة ، ابتسم متخيله بين يديها تضغطه برقه فيخرج فى صوة رزاز يطير مستقر على جسدها الجميل وما هى الا لحظة حتى نشعر به امتزج بها وزادها جمالا واثارة تدفع من حولها للانبهار اما ان فتدفعنى للجنون .


استسلم تماما الى حلمى الجميل كم ستكونى رائعة يا حبيبتى ، ينتابنى القلق قد لا اجد ضالتى ، قد يتخلى عنى الحظ ولا اجد ذلك العطر الذى حلمت به ، يقولون دائما ان العطور تجد طريقها الى اصحابها ، وهذا هو افضلهم لكى نعم اعرف انه الافضل لكى من بينهم جميعا ، كم تبقى من الوقت حتى تصل العربة ، لا اجد سوى اغلاق عيناى ، يهاجمنى النوم على استحياء لكنى ادفعه الى السيطرة على بارتخائى التام .


لا ادرى كم من الوقت مر لكن ضوضاء وحركة بالعربة دفعتنى الى الانتباه ، ها نحن قد وصلنا اقوم مسرعا ، اول شئ افعله ان ابعث لها برسالة انى الان فى عاصمتك يا نور عينى ، لا اتوقع رد بالطبع لكنى لابد ان اعلمها ، انطلق بسرعة الى السوق ، ابحث عن هديتى وكانى ابحث عن نفسى ، اعرف انها لا تحتاج اليها بقدر احتياجى انا ان اهديها تلك الهدية .


اخيرا قسم العطور ، اقف وعيناى تبحث بين الرفوف عن ضالتى ، يصيبنى الارتباك قليلا ، تفاجئنى احدى البائعات بسؤالها عما ابحث ، احاول ان اشرح لها مواصفات ما ابحث عنه فانا انسى الاسماء دائما ، لا انا فقط مرتبك واحاول جاهدا تذكر الاسم ، تبتسم وهى تحاول مساعدتى قائلة وهل تصر على هذا النوع ، اجاوبها وانا ابحث ببطئ نعم اصر وبشدة ، ترد مندهشة هل هو طلب خاص ، لا يا سيدتى لكنى اجده الانسب والاجمل لها ، تعاود الابتسام بلا اية تعليق ، يكاد اليأس يتسلل الى نفسى ، ما العمل الان لا يوجد اى من الموجودين يناسبها ، او قد يوجد لكنى اجد انه الافضل وانا احب ان اقدم لها الافضل فهى تستحقه ، هدوئى المعتاد يشوبه بعض العصبية ، تنظر الى البائعة مبتسمة وهى تخرج علبة من احد الارفف الداخلية ها هو ما تبحث عنه ، تنتابنى فرحة مفاجئة ، بينما تضحك البائعة كنت اختبر تمسكك به فنحن دائما ما نلاحظ عدم تمسك الرجال بنوع معين فى هداياهم وهذا دليل على انها مجرد هدية اما انت فتبحث عن رسالة اكثر من بحثك عن هدية ، يحمر وجهى خجلا ، فتلك البائعة قد كشفت سرى بخبرتها قبل ان اصل اليه انا ،اومئ بموافقتى على كلامها نعم هى رسالة اكثر منها هدية اريدها ان تعرف كم اصبحت اعرفها كما اعرف نفسى واكثر ، اريدها ان تحس انى بداخلها اقرب اليها من نفسها ، اريدها ان تشعر انها لو كانت هنا الان لاختارته هو ولا شئ غيره ، تنظر الى البائعة وهى تقبض الثمن قائلا ستصلها رسالتك يا سيدى بلا اى صعوبات فمن وضع جل همه فى ايصال رسالة بتلك الطريقة حتما سينجح فى ايصالها ، اشكرها بشدة على مساعدتها لى ، انطلق مسرعا فقد يحين وقت اللقاء قبل ان استعد

الأحد، 24 مايو 2009

الف كلمة وكلمة



عمتم مساءا

اليكم نشرة الاخبار


سيداتى سادتى تناولت الصحف اليوم احصائية اجتماعية تقول ان الجنس المسيطر (الناعم سابقا ) يتكلم فى المتوسط عشرون الف كلمة فى اليوم (اى والله عشرون الف) ويعتبرهذا الرقم لا معقول مقارنة بالرجال ( الجنس المسيطر سابقا) والذى لا تزيد كلماته فى المتوسط عن سبعة الاف كلمة ( يا حلاوة ) بمعنى ادق ان النساء يتحدثن ثلاث مرات اكثر من الرجال .

وقد اجريت الاحصائية السابقة فى مصر المحروسة فجاءت النتائج كالتالى: تمكن الرجل بعد مجهود مضنى من الحفاظ على رقمه العالمى، بالرغم من ان السيدة المصرية تفوقت على نفسها وعلى المذياع وحطمت الرقم القياسى العالمى ، ووصلت الى اربعة وعشرون الف كلمة بالتمام والكمال ، يعنى بزيادة قدرها 20% عن اى سيدة فى العالم، وبذلك استطاعت ان تصل الى معدل الف كلمة فى الساعة ، نعم الف كلمة بالتمام والكمال فى الساعة.

هذا وقياسا لنبض الشارع المصرى ( اللى قلبه يعانى وشرايينه متهالكة ) فقد قررنا اجراء استطلاعا للراى بخصوص هذه النتائج ، وجاء الاستطلاع كما يلى :

من امام مركز انثوى لحفظ حقوق المرأة علقت يافطة تقول ( ميش كلمة حلوة ولا كلمتين دول 24 الف يا نور العين) ، وتسمع هتافات المحتفلات ( بالروح بالدم حنخلى الرجالة تصم) ، فى اشارة واضحة منهن لعزمهن على الوصول بمعدل الكلام الى ارقام تدفع الرجال للصمم ، وكان لنا لقاء مع السيدة / تهانى والتى تعمل مدرسة، وقد صرحت ان المرأة المصرية تعدت مرحلة المساواة، واصبحت تنادى بالتربلة، وهذا حق مشروع تؤكده الارقام، فبعد ان تخطت اوزان المراة المصرية كل الحدود، ها هى تحقق انجاز جديد فى مجال الكلام والثرثرة تقفز بها الى اعلى معدلات التلوث السمعى ، هذا وبسؤال السيدة تهانى عن معنى التربلة نظرت الى مندوبنا نظرة استنكار لعدم معرفته بالتعبيرات العلمية الجديدة واوضحت بعد ضحكة ساخرة انها تعنى ان السيدة تساوى ثلاثة رجال (ولامؤخذة)، واستشهدت بنفسها فهى فى الوزن قد فاقت زوجها بثلاث مرات ، وها هى تحقق ما يزيد على معدل زوجها باكثر من ثلاث مرات فى الكلام، مما يؤكد نظرية التربلة ، وهى تختلف كليا وجزئيا عن نظرية التربنة، وتلك التصريحات على مسئولية السيدة تهانى.

وقد وافانا مندوبنا من امام مركز تنظيم الاسرة بالتالى : المركز لا يوجد عليه اى اقبال، كماعلقت يافطة كبيرة كتب عليها ( لا تقولى حسنين ولا محمدين نظمنا بالكلام دول ياعم دستتين) فى اشارة واضحة الى وصول المرأة الى المعدل الجديد وهو دستتين اى اربعة وعشرين الف كلمة فى اليوم ، وفى تصريح من مصدر مسئول بالمركز رفض ذكر اسمه اكد ان الطلب على وسائل منع الحمل قد قل تماما وان هناك شكوى عامة (حالة عامة ) من الاحباط ادت الى تقليل الانجاب، وارجع السبب الى شعور الرجل بالدونية امام المرأة نظرا لتفوقها الصارخ عليه فى القدرة على الكلام، وتسائل هل هذه نهاية مشكلة التفجر السكانى ؟ ام هى بداية لمشكلة حالة عامة ؟ وحذر من النوم فى العسل.

اما مندوبنا فى وزارة الشئون الانسانية فقد تمكن من مقابلة معالى الوزيرة، والتى حاولت جاهدة كتم فرحتها متحلية بقدر كبير من القدرة على ابداء التوازن والحيادية ، وقد اجابت على اسئلتنا بكل شفافية حينما سألها مندوبنا هل هناك خطوات جادة من الوزارة لمحاولة مد العون الانسانى للرجال لمساعدتهم باعتبارهم حالة انسانية ؟ كمثلا حالات الجفاف فى الصومال والترحيل والنزوح فى دارفور، اكدت الوزيرة مندهشة ان الحالة الحالية لا يمكن مقارنتها بالحالات المذكورة حيث ان الحالات فى دارفور والصومال تعتبر فعلا حالات انسانية، اما حالة الرجال فلا تمت للانسانية بصلة والدليل على ذلك ان العلماء يؤكدون ان الانسان حيوان متكلم وبما ان الرجل لا يقدر على مجاراة المرأة فى الكلام، ومعدل كلماته يكاد يبلغ الثلث (بطلوع الروح ) فبالتالى وطبقا لنظرية العلماء: فان الرجل حيوان كلامه قليل جدا اى بمعنى ادق هو اقرب للحيوان منه للانسان، لعدم قدرته على الكلام، بالاخص فى وجود المرأة ، الا ان معالى الوزيرة اردفت ان الوزارة بصدد احالة اوراق المشكلة كلها الى جمعية الرفق بالحيوان.

وبنظرة سريعة على تاثير القرار على البورصة المصرية فقد تلاحظ: تسجيل اسهم شركات الاتصالات لزيادة غير مسبوقة بلغت 24 نقطة ورافقها ايضا اسهم شركات الادوية لاسيما ادوية معالجة الصداع والانهيارات العصبية والاكتئاب والانفصام الذهنى، وقد اكد السيد مدير البورصة ان الموقف حرج وان شركات الاتصالات العالمية كفودافون وتليفونيكا اعلنتا عن رصدهم لمبالغ خيالية لانشاء شبكات استعمال نسائى فقط ، وابدوا عدم اهتمامهم بالعملاء من الرجال ، مما ادى الى ارتفاع اسعار الاسهم بما يفوق القيمة الحقيقية، هذا ولم يستطع السيد المدير اكمال كلامه لان السيدة مسئولة وزارة المالية التقطت منه خيط الحديث واكدت على ان هذه الاحصائية ادت الى انعاش البورصة .... هذا وقدر تركها مندوبنا وهى ما تزال تتحدث للمدير بينما هو يبدى موافقته بايماءات حيث ان تدفق الكلمات منها لا يسمع له بابداء الموافقة شفاهة

اما على الجانب الاخر ففى زيارة لجمعية يا رجال العالم اتحدوا فقد شوهد تجمع كبير للرجال، الا انه تلاحظ ان الهدوء التام يسيطر على المكان كما تلاحظ ان كل رجل ممسكا بيده شمعه موقدة، بينما وجدت لوحة كبيرة تقول (عفوا الرجال بالافعال لا بالاقوال ) وفى لقاء مع احد المتظاهرين ابدى تعجبه الشديد من صمت الحكومة على هذا الموقف المشين، مبرر ذلك بانه الحكومة من الرجال فبالتالى لا تملك سوى الصمت، وان كل وزير يتصرف بدافع الخوف على الكرسى ( والخوف هنا ليس من المعارضة او خلافه ولكنه خوف من زوجته التى قد تحرمه من كرسى الوزارة ومن الحياة نفسها) ورفع الرجل يده محسبنا مطالبا الامم المتحدة بالتوسط لدى الحكومة لسن قوانين تمنع المراة المصرية من تطوير معدلات الثرثرة لديها لان ذلك اخطر من تطوير الاسلحة الكيماوية والبيلوجية، واقترح الرجل سن قانون فى مجلس الشعب بتجريم زيادة معدل ثرثرة المرأة عن عشرة الاف كلمة فقط فى اليوم ، الا ان متظاهر اخراكد ان هذا القانون خيالى وان الحكومة لن تجد سجون لحبس النساء المذنبات، واقترح المتظاهر الجديد بدلا من ذلك فصل الرجال عن النساء كل شهر لمدة خمسة ايام يقضيهم الرجل فى منتجعات صامته، وقد لقى هذا المقترح استحسان المتظاهرين

وفى اروقة وزارة الصحة فقد اكد مندوبنا ان الوزارة فى حالة مستقرة، وبسؤال السيد وكيل الوزراة ابتسم وقال: ( كل دى اشاعات يا حبيبى اشاعات) وان الوزارة لم ترصد اى حالة رجولية تعانى من اكتئاب او شعور بالدونية والانفصام الذهنى والرغبة فى التدمير الناتج عن عدم التعبير، وبالتالى فان كل هذا الكلام مجرد اشاعات بلا اية دليل، واثناء الحديث رن التليفون الشخصى لوكيل الوزارة، وكانت المتحدثة السيدة حرمه التى ظلت تتحدث لمدة تزيد عن النصف ساعة، وقد تلاحظ انه لم يقل سوى ثلاثة كلمات كررها بين الحين والاخر وهى (حاضر، ولا ميش مشكلة، واخيرا تمام)، كما لاحظ مندوبنا ان سيادته زائغ البصر ويتصبب عرقا، كما تلاحظ ان السعادة والثقة اللتان كان يتحدث بهما تحولا الى تعاسة وشعور بالضيق، وبعد رزع السماعة تسائل سيادته ( هو احنا كنا بنقول ايه ) ثم اردف اه كما اخبرت حضرتك (كل دى اشاعات)، ونحن سنتصدى لها بكل قوتنا كما انه طالب كل رجل تأثر بتلك الاشاعات ان يكلم نفسه فى الطريق وفى العمل وفى الحمام وفى السرير وفى كل مكان ليرفع معدل كلماته القليل، واكد انه يمارس تلك العادة منذ اكثر من اربعين عاما وهو عمرحياته الزوجية، واخيرا صرح ان تلك العادة ساعدته على التخلص من كثير من الضغوط التى تؤدى الى امراض العصر

اما الزميل محمود فقد قرر ان ينزل الاسواق متسائلا عن صدى هذه الاحصائية على رجل الشارع العادى وقد لاحظ ان معظم المحال التجارية اصبحت تدار بواسطة سيدات، وفى لقاء مع صاحب احدى المحلات اكد انه استبدل العمالة من الرجال بسيدات لانهن الان الاقدر على المفاوضة والنقاش مع الزبائن الذين تحول معظمهم الى سيدات، وفى لقاء مع سيدة متسوقة وبسؤالها عن رايها فى الاحصائية مطت شفتيها وقالت ( وايه الجديد فى كدة يا استاذ طيب بدال التعب دا كله كانو جم سالونى انا بص هما الرجالة كدة فى اول الجواز معندوش وقت للكلام يعد سنتين تلاتة عامل فيها عنتر وانه ميش بتاع كلام ، وبعد السنتين يبتدى يكلم عن بطولاته فى السنتين يجى كدة خمس سنين ولما يعرف ويتاكد ان اللى راح مبيرجعش يا كبد امه بيتخرس ويقضيها فى القهوة لحد نص الليل ويرجع يتخمد قولى بقى يا خويا حيجيب الكلام منين الغلبان دا ) وتدخلت متسوقة اخرى فى الحديث قائلة (طب ومالوا هو احنا عايزنهم يكلموا في ايه ياريت بس يعرفوا يعملوا اللى عليهم اهو حتى يوفروا الكلام دا علشان صحتهم، زمان الواحدة كانت بتقول لجوزها مبخدش منك غير كلام وبس دلوقتى حتى الكلام ميش حنخده منهم ايه الخيبة دى ) وقد انسحب مندوبنا سريعا الى شارع اخر خوفا من تزايد غضب السيدات، والتقى باحدى الرجال الذى رفض فى البداية الحديث الا ان اصرار مندوبنا اجبره على النطق بالتصريحات الاتية ( والله محنا عارفين نعمل ايه ولا ايه حنلاقيها من الازمات الاقتصادية ولا جبروت الستات قال هذه العبارة وهو يلتفت يمينا ويسارا، واكد انه كان يعمل بالخارج هربا من زوجته وان الحياة كان لونها بمبى ومسخسخ كمان الا ان الازمة الاقتصادية اجبرته على الرجوع، واللى زود الطين بله الاحصائية دى اللى خلت الستات تستقوى علينا وفى اخر الحديث ناشد الرجل رئيس الجمهورية قائلا الرجالة فى خطر يا ريس احنا فى خطر ) وتمكن محمود من الحديث مع شاب فى مقتبل العمر اكد ( ان بقدر ان الاحصائية اثارت زوبعة الا انها ساعدته على اتخاذ القرار البعد عن الستات – قال يعنى بمزاجه اللى ميش لاقى شغل دا - وقال انه تخلص من (المزة) بتاعته فور تداول الصحف للاحصائية وبعدها شعر انه اكثر قدرة على الكلام، والتعبير عن نفسه زى مثلا انه يستطيع الان ان يطلب الذهاب للحمام او يجهر بكونه جوعان بعدما كانت دى مجرد امانى لا يستطيع تحقيقها فى وجود (المزة) التى كانت تستغرق فى حديث عاطفى يمتد لساعات وساعات)


اخيرا فى لقاء مع السيد الدكتور محمد المكتوم مدير قسم الطب النفسى بالمستشفى الجامعى حلل هذه الاحصائية كالتالى: فى البداية طالب القائمين عليها بالاخذ فى الاعتبار عدد الكلمات التى يكلم بها الرجل نفسه لانه تعتبر كلمات لابد من حسابها واكد ( احنا طبعا كلنا عارفين اد ايه الراجل بيكلم نفسه من كتر القرف اللى بيشوفه ودا فى الطب النفسى بنسميه العلاج الذاتى او بالعربى كدة التنفيس لان الراجل حينفس فين قصدى يعنى حيشتكى لمين لصحابه اللى شايفين المر زيه وميش لاقيين وقت لنفسهم ولا لمراته اللى هى سبب بلاويه ) واقترح الدكتور عمل جلسات جماعية للرجال فى القهاوى يتبادلوا فيها الشكوى بالترتيب والتنفيس على الكيف ، كما اكد الطبيب انه يعارض تماما اتجاهات وزارة الشئون الانسانية باحالة الملف الى جمعيه الرفق بالحيوان واتهم الوزيرة بالانحياز الواضح والصريح، وتسائل لماذا لا نعتبر الانسان حيوان مفكر؟ وفى هذه الحالة تنتفى صفة الحيوانية على الرجال وبذلك تتولى الوزارة كليا المشكلة، واكد ايضا ان الوزيرة تحاول التنصل من مسئوليتها تجاه مشكلة انسانية ملحة ، كما طالب ان تكون الاحصائية اكثر احترافية بتحديد طبيعة الكلمات التى تطلقها الست هل هى كلمات عدائية ام حب ام دردشة وخلاص، كما طالب بايضاح طبيعة المتلقى للكلمات ونسبة تلقيه منها
واخيرا اعتذر الطبيب عن اكمال اللقاء لان السيدة حرمه عايزاه فى موضوع مهم

اما مندوبنا فى المجلس الموقر فقد رصد لاول مرة اجماع نواب الحكومة والمعارضة بل والمستقلين من الرجال على راى واحد وهو تقديم استجواب للحكومة لمعرفة خطواتها فى الحد من هذه الظاهرة، الا ان الحاجة سنية وهى نائبة قديمة اكدت انها ستتخذ كافة الخطوات اللازمة لعرقلة الاستجواب او عرقلة اى قرار يصدر فى هذا الموضوع ، وقالت ( هما عايزين يكتمونا كمان ولا ايه ) وفى رد لها على ماهى الخطة التى اعدتها لعرقلة الاجراءات؟ بالرغم من اجماع كل النواب على موضوع واحد بما يضمن له الاغلبية، ضحكت الحاجة سنية واخرجت من حقيبتها تليفونها المحمول وقالت ساتكلم اربعة وعشرون الف كلمة لزوجات الاعضاء الموقرون (وابقى قابلنى بقى لو عضو واحد فيهم حكومة او معارضه رفع ايده بالموافقه او حتى حضر الجلسه)

اما امام المجلس فقد تظاهرت جمعيات نسائية مطالبة باحلال الاعضاء الرجال بنساء قادرات على النقاش الطويل وبحث القوانين بصورة مستفيضة قبل ان ترى النور، لا ان يتم سنها كما يسلق البيض وتخرج معيوبة مليئة بالثغرات

سيداتى انساتى سادتى انتهت نشرتنا تاركين لسيادتكم التعليق فيما لا يزيد عن اربعة وعشرون الف كلمة للسيدات وسبعة الاف للرجال


الأحد، 29 مارس 2009

كل سنة وانت طيب يا انا


خمسة وثلاثون عاما بالتمام والكمال مرت رغم انفى ( حلوة رغم انفى دى قال يعنى كل حاجة طوع انفى ما عدا دى ) .


المهم بلا اى فلسفة ناتجة عن حمى عيد الميلاد التى تصيبنى خلال الفترة من اول مارس وحتى اخره ، فكرت كثيرا فيما ما ادونه بمناسبة مرور خمسة وثلاثون عاما على تواجدى على سطح هذا الكوكب الجميل ، فكرت فى كتابة كل الحكم التى سمعتها ( لاقيتها فكرة وحشة اوى بجد هى ناقصة حكم ) علشان الناس تقولى حيكااااااااااااااممممممم لما تلاقينى بتفلسف .

(طيب بلاش حكم خليها حبة تفاؤل فى سندوتش كدة وكل واحد فى عيد ميلاده يفكر فى اللى جاى ميش فى اللى فات ايه يعنى 35 سنة فاتوا ولا يهمنى ، ما هو ناقص حسب العمر الافتراضى للانسان طبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية 35 سنة كمان ، يالهوى 35 سنة كمان بس رحنا فى داهية قليل اوى )

اخيرا ممكن اتجاهل الموضوع تماما ( من الاخر كدة اكبر الجى واروق الدى واطنش قال يعنى ميش واخد بالى ان عيد ميلادى جيه وراح )

طيب يعنى بفرض ان الانسان يعبر محطة كل خمس سنوات فالعبد لله والحمد لله انهى المحطة السابعة وسيبدا التحرك نحو الثامنة ( يال الهول على راى الفنان القدير يوسف وهبى )

طيب ترى يا هل ترى عملت ايه فى محطاتى الاولى ( حكون عملت ايه يعنى ) ، ساحاول جاهدا تذكر اهم انجازاتى وبطولاتى خلال محطاتى الاولى (بلاش نكلم عن المحطات الاخيرة علشان كثرة الانجازات)


محطة بدرى اوى اوى


تعالو معايا اتفضلوا بيتنا ايوة خطوا برجليكم اليمين ، الصالة برحة وشرحة اوى لكن عدوها لان انا ميش اعد فيها ، ادخلوا الممر الطويل دا ايوة اخر غرفة اللى فى الوش ، بلاش ضحك ايوة انا الكلبوز اللى فى السرير الحديد اللبنى دا ، نعم نعم لا ميش اليط اوى ولا حاجة دى عادة فيا من صغرى بحب احط رجل على رجل ( انا موعاش هما اللى قالولى ) شكلى مضايق ليه غالبا جعان اوى ، وفين الرضعة اللى بضربها كل كام ساعة واللى بتظبطهالى ستو ( كنت بعمل دماغ عاليه اوى بيها ) وساعات ماما لما بتكون ميش فى الكلية ، بس انهاردة اعد مستنى وحاطط رجل على رجل ومفيش حد جالى ، يا مسهل واضح ان جدتى ميش هنا ، بس اكيد ماما هنا معلش بقى يا جماعة انا مضطر اعيط مهو مينفعش كدة يعنى ميش طريقة دى ولا يعنى اكمنى لسه مبعرقش انزل من السرير علشان السور اللى خانقنى دا ، حطوا صوابعكم فى ودانكم يا مسهل ( واءءءءءءءءءءءءء ) محدش اكلم ولا قال ثوانى يا بلبل ( اه بلبل ميش عجبكوا اسم دلعى ميش مهم هو يعنى اسمى اللى بيعجب حد ) طيب واحدة كمان اطول شوية (واءءءءءءءءءءءءءءءءءء) ، فيه صوت غريب اه دى ماما وسعوا وخليكوا كدة ورا الستارة ومحدش يضحك وانا باكل ، ايه دا مفيش فى اديها حاجة لا بقى انا معترض ( واءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء) ماما بتقول مفيش لبن وحتتصرف وتعملى اى حاجة اكلها اى حاجة اكلها ؟؟؟؟ يعنى ايه انا مليش غير فى اللبن وساعات مهلبية ، واخرى رز بلبن لما نشوف ، ايه رايكوا اضرب كمان واحدة واءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء ولا بلاش علشان اعصاب ماما متتوترش وتعملى حاجة اى كلام ( اهدى عليها علشان متعملش الحاجة وتطلع وحشة وتفولى انت اللى كنت بتعيط ) منتوا عرفين انا مليش فى الاكل اللى طعمه وحش ، ايه دا البيبرونة بتاعتى يا سلام بس مالها لونا غريب كدة اول مرة اشوف بيبرونه فيها حاجة خضرة يا ترى دا لبن بالخيار ولا ايه ، ايه دا طعمه حلو اوى دا لبن جديد دا ولا ايه بس حاسه تقيل اوى ، وايه الريحة اللى طالعة دى ساعدونى انتو بتتفرجوا وبس رائحة فايحة حلوة اوى طعمها غريب اوى وتحسوا كدة انها لزجة بتنزل بالعافية بس حلوة ، ياه ضربت البيبرونة كلها ، بتبصولى كدة ليه فى ايه ، اه يا بطنى حاجات بتجرى جوا شفتم ادينى عملت بيبى اهو ، صوت تيتة بتزعق مع ماما ، ملوخية يعنى ايه ملوخية يا جماعة بتضحكوا ليه مالكم هو انا اكلت ايه ( انا شربت حشيش يا امال على راى الفنان المحظوظ عادل الامام)

ماشيين ليه الريحة ميش وحشة اوى يعنى عادى انتو مشفتوش طفل بيغير وعامل بيبى ، طيب خلاص امشوا وغموا عنيكو انتو بتبصوا على ايه ، عيب اوى كدة

محطة الانفتاح

تزامنت طفولتى المبكرة مع بداية عصر الانفتاح ( ميش عصر الانفتاح بمعنى اننا نعصره لا عصر الانفتاح يعنى البلد فتحت كل شبابيكها بعد ما كانت قافلها فا دخلت كل الروايح من الشبابيك ريحة دخان المارلبورو والسيجار المنبار وريحة البرفيومز وريحة البلوبيف والغريب ان مدخلتش ريحة مصانع السيارات او الصناعات الثقيلة او حتى الخفيفة غالبا لان البلد ساكنة فوق محل بقالة وفاتح قصاده بوتيك ) ، معلش حتة فلسفة منتو عارفين بقى احنا فى شهر مارس ما علينا

المهم تميزت بداية العصر بالفرق الواضح بين المرتبات والاسعار للسلع الاساسية والخدمية ( بالعربى كدة كيلو اللحمة بقى بجنية يعنى الشعب حيعمل ايه ) والقصة هنا تدور حول اللحمة وبما انى ابن موظف حكومى صحيح مساعد مدير شئون قانونية فى ذلك الوقت لكنه موظف حكومة يعنى يعتبرمن الشعب اللى حيعمل ايه ، لولا اعتماده على دخل اضافى فا بقى يعرف حيعمل ايه والحمد لله الا انه لم يستغل عصر الانفتاح الا متاخر بعد ما استقال من الحكومة ( ويدوبك لحق حبة من عصر الرئيس البطل انور السادات ولم يستغل مقولته الشهيرة اللى ميش حيتغنى فى اليومين دول ميش حيتغنى ابدا والله الراجل كان عندوا بصيرة نفاذة لان حاليا الغنى يزداد غنى والفقير يزداد فقرا وفى مقولة اخر الفقير طالع عين امه )

متضخضوش اوى كدة دى ماما بتزعقلى علشان البس البنطلون القطيفة وانا مصر البس البنطلون الجينس اللى مرسوم عليه كاو بوى اللى بيسموه باجى ( انفتاح بقى ) وفوق قميص اخضر جميل اوى كنت بحبه جدا لان عليه عصافير جميلة لونها اصفر (ايه القميص الغريب دا ) بتبصولى كدة ليه اه انا دايما بتلخبط فى لبس الجزمة عادى جدا ميش لكل حصان كبوة اهى دى فضلت كبوتى سنين طويلة ، اه دا بابا اللى بقولى يالا بسرعة واللى بتعيط دى اختى (زنانة اوى علطول بتعيط ستو بتقول انها طالعة لماما كانت على طول كدة ) انا جاهز قلبى بيدق ميش عارف ليه ، ميش بحب اكيد يعنى وانا خمس سنين اكيد بس بتنتابنى فرحة كدة لما بنكون نازلين وحنمر على محل الجزار ، منظر حلو اوى اللحمة المعلقة دى ، ايه الزحمة دى مالنا بقينا كتير كدة انا امسك ايد مين بقى لما ماما شايلة الهانم دى بابا وخلاص مع انوا بيمسكنى جامد ، ميش كل لما ماما تزعق تضحكوا اه انا بحب احضن الترابزين وانا نازل والقميص اتبهدل ، اخيرا الشارع بابا مسكنى جامد اوى امشوا جنبنا علشان الشارع كبير اوى ومليان ناس كتيرة ، شايفين منظر اللحمة حلو ازاى انا شايفها من بعيد ، يا سلام حلوة اوى وهى متعلقة كدة جنب بعضها ، معقولة يا جماعة هى دى اللى ماما بتعد تاكلهالى بالعافية ، هى بتعمل فيها ايه منكلها كدة احسن ، اطلع الرصيف ( اه كان فيه اختراع اسمه الرصيف الناس بتمشى عليه وانقرض حاليا منتوا عارفين بقى انا حضرت حاجات ناس مشفتهاش ) ياه لسه حتة لحد لما نوصل للجزار مالو بعيد كدة بس انهاردة الاربع، اليوم دا ميش عارف ليه مليان لحمة كدة ، سامعين قلبى عمال يدق قربنا اوى حنعدى من جنبها ، اداه بابا عايز يبعد لا ميش بعد كل دا حتحرمنى من اللحظة دى ( صحيح انت بابا بس انا من حقى اخد قرارى ) اعذرونى يا جماعة وبلاش تحكموا عليا بسرعة انا شديت ايدى من ايده وجريت ، بابا واقف مخضوض اوى وماما مندهشة وانا بجرى باقصى سرعة ليا والبنطلون الجينز بتاعى طويل حبة شكلى حقع لا ميش حقع انا قربت حوصل حوصل ياه اخيرا اللحمة ادامى ، متستغربوش اوى عايزنى بعد كل المشوار دا اعمل ايه ابصلها كدة بس لا طبعا انا بطبيعتى بحب اعبر بشكل كامل ححضنها طبعا، ياه دنا تعبت اوى واتحديت الدنيا كلها لحد لما وصلتلك ، بتضحكوا ليه عليا اه على الجزار شكلة كوميدى جدا هو جاى عليا ليه مالو بيضحك هو كمان، الحمد لله ان بابا يعرفه والا كان علقنى ، طب ومالوا ميش حكون جنب اللحمة دا مكان بيحلم بيه ناس كتير ، سامعين بابا بيضحك مع الجزار وناس اتلمت وبتضحك وانتو بتضحكوا ، هو التعبير عن الحب بقى نكتة اليومين دول ، بتسالوا عن ماما اه مشت اتكسفت سدوا ودنكم علشان بابا بيشتمنى، بس وهو بيضحك هو عمر اصله ما بيزعق دايما بيضحك ، انا حسيبها بقى مهو ميش ممكن حفضل حاضنها كدة وحروح امسك ايد بابا وانا راجع حبقى احضنها تانى ، بلاش همز ولمز انا مكنتش محروم من اللحمة بس انا بحب شكلها وهى كدة لما بتتقطع مبحبهاش وبعدين انا عملت اللى كل اللى فى الشارع نفسهم يعملوه بعد ما بقى كيلو اللحمة بجنيه ( هو دلوقتى بخمسين جنيه باين تصوروا الناس دلوقتى ممكن تعمل فى اللحمة ايه ) ، ولحد دلوقتى بحب اتفرج على اى جزار وانا ماشى وهو معلق اللحمة.


وبما انى ثورى زى ما انتو شيفين وخطر على الحكومة لانى بعبر عن ارادة الشعب فى عناق اللحمة فقد اتخذت الحكومة تدابير طوال فترة التمانينات بعرض اللحمة مغطاة بقماش ابيض كدة ، للحد من عدم سيطرة البعض من امثالى على مشاعرهم ، لا لا اعقلوا لحسان قانون الارهاب يلمكوا كلكم متفكروش تقلدونى امشو بعيد عن الجزارين وبلاش التفكير دا خالص

الثلاثاء، 3 مارس 2009

هديـــــــــــــــــــــة طيـــــــــــــــف.....



اشعر بانقباض ، شئ ما جاسم على صدرى ، قد يكون غيابها عنى ، بعدها لايام طوال يكاد يفقدنى الشعور بالحياة ، الملل يحيط بى ، اعرف ان انتظارها لا يؤرقنى لكن لا استطيع صبر فشوقى اليها يكاد يفتك بى

تمر الثوانى وكانها ليست بثوانى كما قال الزمان طويلة ثقيلة ، اغفوا اصحوا فجاة التفت حولى منتبها لعلها اتت ، يتملكنى الاحباط عندما تصطدم عيناى بواقع غيابها ، حنين ، حنين الى انسها ، حنين الى همساتها ، حنين الى نظراتها ، حنين الى لمساتها ، اغمض عيناى من التعب بل من الاحباط ، يتملكنى فجاة احساس بالامل ستاتى لعل هناك ما اعاقها عن المجئ ، شئ ما ، ما اكثر مسئوليتها ، نعم لا تكن مجرد عبأ جديد عليها ، انتظر فقط فهى تدرك انك منتظرها اولا يكفيك هذا

ابتسم احاول ان ارخى جسدى تماما لعل هذا يزيل التوتر الام رهيبة تجتاحنى احاول السيطرة عليها او بمعنى ادق الهروب منها ، تتحول ابتسامتى الى ضحكات عندما اتذكرها تتعجب من حصولى على جائزتى قبل ان اجيب سؤالها ، ما اجمل لحظاتى معك يا عمرى

بينما انا مستغرق فى ذكرياتى معها مغمضا عيناى اسمع نقرات على باب غرفتى ، قلبى يطير فرحا يكاد يتوقف تتبدل حالتى تماما من نار الاحباط الى جنة السعادة ، لا يتحمل جهازى العصبى هذا التغير المفاجئ اجاهد للسيطرة عليه حتى لا تفلت صيحاتى او انطلق جاريا نحوها ، احاول تمثيل انى نائم يغلبنى شعورى بها ابتسم وانا مغمض عيناى ، تطرقع باصبعها بجانب اذناى ، اقاوم الشعور برغبتى العارمة فى ان اتطلع لوجهها الباسم لعينيها الجميلتان ، اشعر ان لا فائدة من المقاومة لماذا اقاوم اهو عقاب لها على الغياب لكنها اتت اهل اضيع لحظة واحدة من لحظات السعادة التى اصلا تحاول جاهدة المضى سريعا ، اتخذ قرار فورى بقتح عيناى ، اه يا لجمالك يا قمرى ، وداعتك تشل حركتى تماما تمنع عيناى من الالتفات بعيدا ، تتوقف الكلمات فى حلقى ، ياه ما اجمل ان اكون بجانبك يا حبيبة عمرى

تنظر الى تبتسم وكان العالم كله ابتسم لى وكانى جنيت ثروة طائلة فى بورصة السعادة والتى دائما ما كنت امنى فيها بخسائر بلا حدود ، تهمس فى اذنى اعرف انك زعلان منى ، لا لا تقولى هذا انا لا استطيع ابدا ان ازعل منك لكن قد تصعب على نفسى بعض الشئ ، اقترب منها اطبع قبلة على جبهتها ، تبتسم لى قائلة كل سنة وانت طيب ، يحمر وجهى خجلا ويرقص قلبى طربا ، كم تمنيت ان اسمعها منك ، لا اريد ان اسمعها بعد ذلك ابدا اريدها ان تبقى اخر كلمات التهنئة فى حياتى او انك انت وانت فقط تزيدها كل عام واحدة

لن ابقى كثيرا فهناك الكثير من العمل على انجازه انما جئت لك لتهنئتك تقولها وهى تتجول فى غرفتى ، ارد سريعا يكفينى انك تتذكرينى يا حبيبتى ، تضحك انا لا انساك ابدا الست حبيبى هديتى التى انتظرتها طويلا ، ياه يمنعنى خجلى من الرد بل فرحتى بل فخرى بل كلهم مجتمعين اكتفى بالنظر فى عينيها ، تكمل قائلة عام سعيد علينا .

ابتسم لها ، تغيب عنى لحظات قليلة اظنها رحلت ، لكنها تعود فجأة وهى تحمل صينية عليها القليل من الطعام جزء من صنع يديها وجزء لم يسعفها الوقت فابتاعته ، هيا كل فانا اعرف انك لم تاكل منذ فترة ، ارد بعناد من قال هذا ، تضحك قائلة عينى فى عينك ، كم اود ان تظل عينى فى عينك الى الابد ، تخترقنى اشعتها الساحرة فتملئنى كل ما يتوق بشر الى الشعور به ، اتهرب قائلا كنت مشغولا بالعمل ، هيا لا تضيع الوقت لقد تعبت فى اعداده لم اكن املك الكثير من الوقت ، او تعبت نفسك لاجلى يا حبيبة عمرى؟ ، لم اذق اكلا بطعامة اكلك هذا ، لكن ما زلت منتظرا ان تتحفينى بحلة محشى ، تضحك بسعادة بالغة وهى ترد طيب .

انتهى من طعامى انظر الى عينيها فجأة هامسا اود ان اقول شئ ممكن ، ترد بطبيعتها الساحرة قول ، اكمل بمجرد ان منحتنى موافقتها ان تغيبى لا تغيبى تصمت همساتك فيبقى صوتك فى اذناى ، ان تغيبى لا تغيبى تتوه نظراتك فتبقى عيناك فى عيناى ،ان تغيبى لا تغيبى يبتعد جسدك فتبقى يداك فى يداى ، ان تغيبى لا تغيبى تذوب قبلاتك فتبقى شفتاك فى شفتاى ، ان تغيبى لا تغيبى تتركينى كالاموات ويبقى قلبى فى انتظارك ينبض حى

يحمر وجهها خجلا وهى تقول بصوت يكاد يكون مسموعا طيب بقى ، على الرحيل تقولها وهى تقترب منى فجأة تحتضنى بشدة تقبلنى قبلة مجنونة فى شفتاى بينما انا مستسلم تماما ، تبتعد فجأة كما اقتربت وهى تهمس كل سنة وانت طيب كل سنة وانت حبيبى وتخرج مسرعة، بينما انا انظر الى اطباق طعامنا فى سعادة

the pic painted by artist Noewi and used under her permission

الأربعاء، 11 فبراير 2009

شخبط شخابيط


مرت ايام دراستنا بحلوها ومرها، وان كان اكتشافنا انها كانت اسعد ايامنا فى هذه الدنيا قد تأخر كثيرا ، تأخر حتى انهيناها وبدأنا نعمل فعرفنا كم كانت حلم جميل ، حتى فى اصعب اوقاتها حينما كنا نصل الليل بالنهار او عندما كنا نغرق فى بحار القلق انتظارا لنتيجة شهادة او حتى عام دراسى عادى ( الجزء الاخير دا مبالغة منى حيث انى لم اغرق ابدا فى بحار القلق بسبب النتيجة قد اقلق بعض الوقت ولكن تلهينى الحياة عن تذكر اى نتيجة ما علينا ) .


لكن من منكم يتذكر اصعب مادة درسها فى حياته ؟ ، تلك المادة التى تدخل الى دروسها سواء فى المدرسة او الكلية ، فتجد نفسك تسبح فى بحور الكلمات والمصطلحات والحركات تصطدم بتجربة او نظرية للعالم الفلانى او العلانى وحينما تفهمها او تكاد تدرك انها نظرية مضى عليها سنوات كثيرة وانها اصبحت مجرد قانون صغير لنظريات اكبر فتشعر انك دخلت بحر الظلمات السبع ( على فكرة هذا الشعور كان ينتابنى فى كثير من المواد وليس مادة واحدة )


لن ازيدكم من تلك الاحاسيس والمشاعر لكنى ساحكى لكم تجربتى مع مادة devices تلك المادة التى كادت ان تبكينى فى امتحانها النهائى، مادة الديفايسز تتحدث باختصار عن النظريات الخاصة باداء semiconductors تلك المواد التى قلبت عالمنا تماما وحولته الى عالم الكترونى ، وكيفية تصميمها حسب العمل التى ستقوم به.


اما الدكتور مدرس المادة فكان رجل انيق ومهذب ( ابن ناس اوى ) كما انه حاصل على الدكتوراه حديثا من فرنسا ( يعنى لسه طاظة وبشوكه )ويحمل امال كبيرة حول مادة الديفايسز ومساعدته كانت معيدة من المعيدات الملتزمات المحبات للعلم بصفة عامة ولعلوم الالكترونيكس المعقدة بصفة خاصة لدرجة ان تصرفاتها اليومية وتفاعلتها مع الطلبة تشبه تماما فى ادائها منحنيات نقاط الخضوع الخاصة بالمواد شبه الموصلة او انا كان ييخيل الى هذا ، والكتاب كان بلون بنفسجى الغامق يوحى لك بالغموض بعض الاحيان والخوف احيانا اخرى ، تلك ادوات المادة بصفة عامة وبدون تفاصيل كثيرة لكن فى بداية العام كانت مادة فى المجمل توحى بالتفائل بالرغم من ان الكتاب كان ملئ بالمنحنيات المعقدة والدوال الممتدة وهذا فى عرفى الخاص يدعوا الى التشاؤم كمان انه يدعونى للاستعداد للسباحة فى عالم الدوال والتكاملات والتفاضلات اللانهائية الا ان الدكتور والمعيدة المبتسمة دائما كانا يحولا هذا التشائم الى تفائل


من عادتى فى ذلك الوقت حضور اول محاضرة لكل مادة لتحديد مصيرها من حيث وضعها فى جدول الحضور الخاص بى او الاكتفاء بحضور السكاشين مع المعيد فقط او حذفها نهائيا من الجداول اعتمادا على الكورسات او اوراق الكورسات بمعنى ادق


الساعة الثامنة والنصف الجميع يندفع الى القاعة الخاصة بالمحاضرة اجلس فى البنش الاخير ، الدكتور يمر من جانبنا ورائحة العطر الفرنسى تزيدنا اعجابا به واشفاقا عليه من جموع طلبة كهرباء محترفى المذاكرة و الدح ، الهدوء يسود القاعة تماما ماعدا اصوات بعض اقلام الطلبة تعلن عن استعدادهم المذهل لتلقى العلم والغرف ( اسم الفعل من يغرف ) من بحوره


يبدأ الدكتور فى الحديث عن علم اشباه الموصلات ودورها الكبير فى التقدم العلمى المذهل وكيف انها احدثت فارق كبير جدا ، تلك المقدمة التى رغب منها الدكتور اثارة حمية الطلبة ولفت انتباههم للمادة ( وهم اصلا مثارين لكل ماهو كهربى محبين لدراسته والحصول على الجيد جدا فيه) كلام هادئ يدل على شخصية واعية متمكنة من علمها ، ثم يستدير الدكتور ليرسم بعض المنحنيات ويبدا فى الحديث عن التيار الابتدائى والجهد ال..... كلام كثير متشابك يخرج من فم الدكتور كدخان السيجارة لا يلبث الا ان يتلاشى عند اول صف للطلبة , منحنيات ودوال تتراكم على السبورة بطريقة عبرت عنها نانسى عجرم فى ايامنا الحالية بطريقة فلسفية رائعة حينما قالت شخبط شخابيط رسم على الحيط ، انظر حولى لعلى اجد الطمانينة فى عيون الزملاء قد اكون فقدت جزء مهم ترتب عنه تلك الحالة من الضياع المؤقت اجد الوجوم يحيط بالقاعة بعض النحنحة من عصابة الحجاب الاسود كما كن يلقبن(وهم مجموعة من الامواس فى الدراسة المتخذة شكل انسات محجبات بطرح سوداء يتحركن دائما وابدا ككتلة واحدة من والى القاعات والمعامل لدرجة تجعلك تشعر انهم لابد بعد انتهاء الدراسة سيعملن مع بعض فى نفس المكان وقد يتزوجن نفس الرجل بالرغم من ان عددهن يزيد عن العشرة امواس، بل والاغرب انك لا يمكن ان تجد واحدة منهن تمشى وحيدة او بصحبة اخرى من خارج العصابة ، اما قمة العجب انهن كان يتسللن الى التواليت بين المحاضرات بنفس التشكيل وكأن نداء الطبيعة يابى الا ان يصيح فيهم مرة واحدة فى نفس الوقت ) علامات التوهان والاندهاش بل والوخوف من المجهول تبدوا فى عيونهن ، بينما الثانية على الدفعة فى الطرف الاخر من القاعة تكتب - وهى تتمتم بكلمات اقسم انها لو اوضحتها ستحاسب على جريمة السب العلنى- باقلام ملونة ( اطمئن بداخلى فانا دائما اصور المحاضرات منها لانى لا اجيد الكتابة واذا كتبت لا افهم ما كتبته نظرا لانى خطى لا يقراء اساسا ) انتقل الى بعض الاصدقاء فاجد احد فلاسفة الدفعة الملقب بلقب لاتيس ( وهى وحدة البناء فى مادة من المواد الاقل صعوبة من الدفايسز ) يضحك بطريقة هستيرية ثم ينظر حوله لعله يراقب الجميع مثلى .

الدكتور منطلق فى الشرح بلا اى انقطاع السبورة ممتلئة بالمنحنيات لحالات كثيرة وبعض المنحنيات تمردت على السبورة فخرجت عن الاطار الى الحائط لتزيد منظر السبورة غموضا وبشاعة ، ثم يستدير الدكتور اول مرة ليواجه الطلبة الصامتين تماما الا من بعض اصوات الطلبة المنهارين من متوسطى المستوى او ضحكات من الطلبة امثالى مجهولى المستوى ، يعلن الدكتور ان اول فصل انتهى من الكتاب وان علينا قرائته والاستعداد لاول السكاشن مع الباشمهندسة وانه شخصيا سيحضر السكاشن ليراقب تقدم الطبة فى الجزء العملى ( جزء عملى امال كل اللى على السبورة دا كان ايه نظرى دا كان كله دوال ورياضة عايزلها عمل شهرين لتفسيرها فى السكاشن )


يخرج الدكتور معلنا عن انتهاء المحاضرة الاولى ، ولاول مرة اجد معظم الدفعة جالسين فى اماكنهم بعد المحاضرة بلا اية حركة مجرد همس ونظرات وكأن كل واحد منا يريد ان يتاكد اننا كلنا لم نحصل اى شئ ( وفعلا كنا كلنا فى الهوا سوا لم نفهم شئ )


تمر الايام ويزداد الموقف غموضا ولم تشفع محاولات المعيدة فى فك طلاسم المادة بل زادتها تعقيدا بتطبيقاتها العملية ومسائلها المعقدة ، بينما انا اواظب على حضور المحاضرات ( نسبة حضورى 100%) لا لشئ الا لمتابعة الزملاء وتعبيراتهم او متابعة الدكتور وتعجبه من عدم فهمنا بالرغم من السهولة المطلقة ( اه والله بيقول المطلقة ) للمادة ، تزداد الاعتراضات فى عيون الدفعة وتتحول الى همهمات وبعض الاوقات كلمات تخرج عن عمد تعلن عن عدم فهمنا اى شئ ، بينما الدكتور يعلن انه قرر ان ينهى الكتاب فى الترم الاول نظرا لسهولته وسيختار كتابا اخر للترم التانى ( بينما فى هذه الاثناء تنطلق صرخة حيانى بشهقة تدل على ان صاحبتها من حوارى الدخيلة ) وافجأ بالمصدر احدى مدعيات الكلاس فى الدفعة الاحظها تحاول التغطية على تلك الصرخة الطبيعية بحركات مفقوسة ( صحيح عايز تعرف حد شوفه فى وقت الشدة ومفيش اشد من كدة) بينما عصابة الحجاب الاسود يزداد كرهها ومقتها للدكتور كما يزداد التصاقهم ببعض اثناء محاضراته حتى تشعر بانهم تحولوا الى كتلة واحدة وان هناك شبكة اتصال على اعلى مستوى بين امخاخهم لمحاولة تفسير الطلاسم بلا فائدة ، بينما احدى الطالبات الرقيقات ( لا اعرف لماذا القت بنفسها فى كهرباء ولا حتى اعرف لماذا القيت انا نفسى بنفسى فى هذا القسم) تنساب دمعات على وجنتيها وتمسحها بمنديل بينما تلتفت حولها لتتاكد ان الجميع مشغول عنها ( لا تبكى ايتها الرقيقة فكلنا مثلك اه لو اطلعتى على حال كل من حولك لانطلقتى فى الضحك ، الغريب ان تلك الطالبة تزوجت فى هذا العام وانجبت اول اطفالها وهى فى البكالوريوس وكان ذلك شئ غريب جدا لى )


بينما شلل الضائعين من امثالى تزيد كل محاضرة فينضم الينا طلبة وطالبات فى البنشات الاخيرة منهم من يجلس واجما زائغ النظرات ومنهم من لا يضيع وقته ويجلس متحدثا الى زميلة معبرا عن مشاعره اتجاهها والتى حولتها المادة والظروف المحيطة الى كتل من اللهب ، وبنهاية المحاضرة يعلن الدكتور عن امتحان الميد تيرم بعد اسبوع وان الامتحان بطريقة صح وخطأ واختار من بين الاقواس (ناقص يقول اكمل الناقص ) الا ان التصحيح سيكون بطريقة الخطا يمحو اجابة صحيحة بمعنى انك اذا لم تكن متاكد من اجابتك لا تجاوب بل اتركها اسلم وافضل ( العبد لله لم يوعى ابدا على اجابة متاكد منها فى تلك الكلية )


صدق حدثى فقد استعد الكتور اينما استعداد للامتحان فطبع ثلاث نسخ مختلفة نسخة لكل صف ليمنع الغش ، كما استعان بكل معيدى القسم ( والله بلا مبالغة جميعهم كأن هناك فرح وكله جاى يخدم ويقوم بالواجب ) ، ومن المعروف عن دفعتنا انها تحترف الغش ( ليس غش عدم المعرفة ولكن غش الاطمئنان على صحة الاجابة وطريقة الحل ) ، الا ان هذه المرة عقدت الدفعة العزم دون اتفاق على الغش بكل الطرق والوسائل وختم وامن على هذا العقد ميكافيللى بنظريته المعروفة الغاية تبرر الوسيلة ، ولا يوجد اهم من غاية النجاح فى تلك المادة.


يبدا الامتحان ومع مرور الوقت نكتشف ان الامتحان الف مثل باء مثل جيم ( خدعة قديمة جدا مرت على فى المرحلة الاعدادية واتت اكلها لانك تنشغل بالاجابة ولا يوجد لديك وقت للتاكد من الاختلاف او التشابه ) لكن مع وجود ساعتين كاملتين اى 120 دقيقة وانت لست متاكد من اى اجابة اكيد ستجد الوقت لاكتشاف ان الف مثل باء مثل جيم وانطلق الجميع بشجاعة يحسدون عليها فى الغش ، بينما لان دائما السمعة تسبقنا فقد جلس بجانب شلتنا معيد ظريف يدعى مصيلحى وهو عشرة قديمة ويعرف قدرات الشلة فى تبادل المعلومات للاطمئنان والتاكد ، ومع اخر 15 دقيقة يزيد الهرج والمرج بصورة اول مرة اراها فى امتحانات الكلية ويعلن الدكتور عن استلامه الاوراق الان، والغريب والعجيب اننى حصلت على ثمان درجات من عشرين بينما الاول على الامتحان حصل على اثنتى عشرة درجة والاعجب ان معظم اصدقائى وهم افضل منى دراسيا بصفة عامة حصلوا على درجات تتفاوت من واحد الى خمسة درجات مما وضعنى فى مصاف الخبراء فى المادة ( اه والله مع انى اكاد لا افقه فيها شيئا) لكن اكيد لانى جاوبت على اقل عدد ممكن فكانت الخسائر محدودة


المحاضرة الاخيرة قبل امتحان التيرم كان الجميع منهك ودرجات امتحان الميد تيرم تسيطر على الجميع ، القلق الخوف من السقوط والذى يعتبره الجميع هنا شئ مريع تضفى مزيد من التوتر على جو القاعة تماما ، بينما الدكتور فى وادى اخر يحاول جاهدا انهاء اخر الفصول بالكتاب الملعون ، وعندما انتهى تماما من الكتاب كان المتبقى من المحاضرة دقائق معدودة اعلن فيها الدكتور عن استعداده للاجابة عن اى سؤال فى المادة مما استعصى فهمه من النظريات او التطبيقات ، انطلق الجميع يسال بينما اجابات الدكتور لا تزيد عن راجع الفصل الرابع او اعد التأكد من معلوماتك عن منحنيات كذا ، لسان حاله ذكرنى بالنكتة الظريفة عن المخرج الكبير يوسف شاهين عندما سئل عن ان الناس لاتستطيع فهم افلامه فاجاب ان هذا غير حقيقى وعارى من الصحة وانه شخصيا للتاكد من ذلك دخل السينما كمشاهد فى اخر افلامه واستطاع فهم نصف الفيلم .


وختاما لفصول تلك المادة الغريبة جدا فقد غير الدكتور تكنيك امتحانه فى الترم وحوله من الاختيار والاجابة بصح او خطأ الى الاسئلة المقالية الطويلة جدا واقسم اننى لم اكتب فى حياتى كما كتبت فى تلك الثلاث ساعات فى امتحان الديفايسز وحينما طلب منا ان نسلم اوراق الجابة اكتشفت انى اجبت سؤالين ونصف من ستة اسئلة ، وشعرت انى راسب لا محالة كما شعرت لاول مرة بالم رهيب صداع غير طبيعى نظرا لانى لم انم لمدة حوالى 72 ساعة وحينما وصلت المنزل القيت بنفسى على سريرى ودمعة تكاد تهرب من عينى لشدة الالم ولانى اول مرة اذاكر مادة بهذه القوة واجاوب بهذا السوء


ولان المثل البلدى دائما لا يخطأ كما كانت تقول جدتى ولان ( اللى تخاف منه ميجيش احسن منه) فقد حصلت فى تلك المادة على جيد جدا مرتفع ( محدش يسالنى ازاى جيد جدا مرتفع دا تصنيف داخلى عندنا علشان نفرق بين الجيد جدا العادى واللى داخل على امتياز اصل القسم عندنا عنصرى جدا فى الحاجات دى ) ، الا انى لم افقه اى شئ فى تلك المادة ابدا بل اتعامل مع اشباه الموصلات على انها صندوق مغلق اعطيه كهربية معينة واحصل منه على نتائج مطلوبة اما ما يحدث بالداخل فلا شان لى به ، مجرد شخابيط على الحيط .


الأحد، 25 يناير 2009

شقــــــــــــــــــــــــاوة طيـــــــــــــــــــــــــــف ......


اشعر بجفونى ثقيلة حتى انى لا استطيع رفعها لثوانى قليلة لمتابعة القراءة ، اقاوم بشدة حتى استطيع الانتهاء مما اقراءه ، تنهار مقاومتى فجأة اضع الكتاب بجانبى بلا اى اهتمام ، اشعر بسعادة بالغة وانا استسلم لجفونى الناعسة اتقلب حاضنا وسادتى ، اكاد ان اذهب فى نوم عميق لايوجد من يمنعنى من الارتماء فى تلك البئر العميق الا طيفك انت يا حبيبتى ، لعله ياتى فيامر النوم بالطيران بعيدا عنى ، ثم يجلس بجانبى لنتسامر طوال الليل .

لا اعرف كم مر من الزمان ، لكنى اشعر بنفحات هواء تلمس وجهى بينما اصابع حانية تخترق شعرى ، لا استطيع فتح عيناى من الضوء لكنى احاول جهاد مواربتها بحيث ارى من ذلك الزائر الجميل وكأنى لا اعرفه ، اشعر الان بقدرتى على فتح عيناى ولكنى اتمهل قليلا مداعبا طيفك الجميل مبديا حزنى لتاخره علي اليوم ، تضحك ضحكة هادئة تجتاحنى غامرة كل جزء منى بالسعادة قائلا بهمس كفى يا حبيبى اعرف انك مستيقظ ، تبتعد عنى لتجلس على (التواليت) وتنظر الى المراة ، لا استطيع تصور بعدها بعد ان كانت قريبة هكذا ، اهب مفزوعا متسائلا مبدايا قدر من الضيق يعبر عن ما اشعر به من وحدة وهى بعيدة عنى اين كنت طوال النهار ؟ متوقعا منها ان تستقبل تسائلى وضيقى بأبتسامتها الرقيقة المشعة للسعادة وكانها تجيد تعويذة السعادة ، صدق حدسى فابتسمت تلك الابتسامة الرائعة مرددة سؤالى اين كنت ؟ اين كنت ؟ ثم تتحرك بطريقتها الطيفية السريعة مستلقية على السرير بينما انا واقف امام ( التواليت ) حزر فزر اين كنت ؟ اتحرك نحوها مبتسما مجاوبا الاجابة المتوقعة لا ادرى ، تقفز لتقف بجانبى وتلمسى خدى بيديها الناعمة قائلة اعرف انك لا تدرى وتطبع قبلة حانية على شفتى بسرعة خاطفة وتبتعد يرتد تاثيرها على وكانها ومضة سعادة تجتاح جسدى مرة اخرى استسلم لها تماما اتركها لتدفعنى دفعا الى تخيل عناقها بينما يدى تتلمس جسدها الجميل ، ارتد الى حاضر بسرعة على صوتها الهادئ ايه اين انت ايها الشقى ؟ وهى تغمز بعينها الجميلة ، اه اشعر بأندفاع الدماء الى راسى وكانها تملك من البصيرة ما يجعلها ترى تلك الومضة وتاثيرها على اردد بصوت متفائل انا هنا بجانبك ، احاول بكل شجاعتى الاقتراب منها قليل لعلى افوز بقبلة جديدة ، تنظر الى اه اذا (غلب حمارك يا استاذ) ، اكاد اجيبها لم يغلب حمارى لكنى انا نفسى من غلبت لكنى امنع كلماتى من الخروج فى اللحظة الاخيرة ، وانا اومئ برأسى ان نعم ، تضحك ضحكتها الناعمة مرة اخرى تهدم سور اخر من اسوار مقاومتى ، ثم تردف لعلى اذا رصدت لك جائزة ، تشحذ عزمك على الاكتشاف ايها الكشاف القديم ، تزداد نظراتى جراءة لها وانا اقول ما هى تلك الجائزة ؟ ، تستسلم لنظراتى بل تشجعنى باقترابها منى هامسة اطلب ما تريد ، تترد كلماتها فى اذناى ما تريد ما تريد ، اغمض عينانى للحظات ، اريد ان اكون بين احضانك هيا قلها بسرعة الان قلها ، حبيبى اين انت ؟ ينقذنى صوتها وكأنه ياخذ بيدى من بئر عميق ، اردد مسرعا اريد ان اكون بين احضانك ان اتخللك فنندمج معا اريد ان اشعر بتلك الدفقات من السعادة الغامرة فى اقوى صورها عندما تنتقل الى مباشرة منك ، توقفنى نظرتها الداهشة الممتزجة بقليل من النظرات الحالمة عن الاسترسال ، اشعر بالحرارة تجتاح جسدى كله ، تمر لحظات صمت طويلة ، يقطعها صوتها ضعيفا لم لاتكمل كلماتك ، اطرق فى صمت انها ليست مجرد كلمات انها امنيات يا حبيبتى ، تبتسم ومازلت اشعر باضطرابها لكنها تقترب منى وكأنها مدفوعة بقوة غامضة ، ترتمى فى حضنى رافعة راسها لتلتقى نظراتنا ، تهمس كم اشتاق اليك ، انهارت اخر قلاعى اصبحت بلا مقاومة تذكر كانى مدينة فقدت جميع حصونها تستعد للاجتياح وما اجمله ، تبتعد عنى فجأة قائلة بصوت يملئه اللوم كم ابتعدت بنا عن الموضوع ايها المخادع ، هيا خمن اين كنت؟ ، لا املك اى مقدره على التفكير سوى فى حضنها لكنى احاول ان اتماسك معيد بناء القليل من الاسوار والقلاع لكنى ادرك كم هى هشة بل ادرك انها تشتاق الى التساقط الواحد تلو الاخر مرحبا باجتياحها لى ، اه لا ادرى بينما انا اخطوا اليها بنفس تلك القوة الغامضة لكنها بعد ان ازدادت على ما اعتقد الاف المرات ، تنظر الى مشجعة مبتسمة احتضنها بشدة اشعر بيدها تجذبنى اليها اكثر ، نغرق فى بحر من القبلات المنطلقة فى كل مكان اشعر اننى اذوب تماما ن اذهب بعيدا بعيدا داخلها ، تحثنى على المضى قدما وبثبات بنظراتها ولمساتها ، تختفى الاشياء من حلوى او يتوقف ادراكى للاشياء ، لا شئ اشعره او احسه الا هى اكاد اشعر بكل جزء فيها يزيدنى هذا الاحساس التصاقا بها ، تنتفض وهى فى احضانى وترتجف ، تنتقل تلك الانتفاضة الى تجتاحنى بقوة ، افوق على صوتها الهادئ ولمستها الجميلة ونحن على الارض ، كم انت جميل ، وتهرب بعينيها من عيناى ، ثم تقول بصوت يملؤه اللوم اول مرة ارى احد يحصل على جائزته قبل ان ينطق باجابته الصحيحة انت الان فى ورطة اما ان تقول الاجابة الصحيحة او اضطر اسفة لسحب الجائزة منك ، ابتسم وانا اضمها الى صدرى واداعب شعرها لكى ما تشائين ، تضحك ضحكة جميلة اشاء ان تحصل على جائزتك دائما وان لا تخطئ اجابتك ابدا ، ارد بصوت جاد وهل عمرى اخطأت ؟ ، تضحك وهى تفلت من بين يداى قائلة لا , ثم تضع شالا صغيرا يغطى جزء منها وهى تخرج من الغرفة على اية حال سنؤجل السؤال الى المرة القادمة ولكن حذار لا جائزة بدون اجابة ، انظر اليها بلا اى تعليق بينما عيناى تحاول جاهدة ان تحتفظ بنظرة منها قبل ان ترحل

الاثنين، 19 يناير 2009

عندما نطق الزمان قائلا : ليست كل الدقائق ستون ثانية !!!


اجلس وحيد وقد انتهيت من كل ما استطيع فعله فى هذا اليوم ، عملت لعبت ضحكت ، حتى انى طهوت واكلت وشربت ، فتحت التلفاز اغلقته مرة اخرى، دخلت الى سريرى نظرت الى الكتب الملقاه عليه لا اجد رغبة فى القراءة ، الساعة ما تزال الثامنة مساء


اكاد استسلم الى الياس لاشئ استطيع عمله الان ، استلقى على سريرى ناظرا للسقف اه لو املك بعض التعاويذ السحرية ارمى بها هذا المنزل فيتحول الى حديقة او ما شابه ، او لعلى املك الة الزمان فاعود الى العصور القديمة اتجول بينها متسكعا مضيعا الوقت، اشعر بارهاق وصداع يكاد يفتك براسى اغمض عيناى اجد صعوبة فى مقاومة النوم .


لكن شيئا ما يجبرنى على الانتباه، طرقات فى راسى ، لا انى اسمعها فقط انها اتية من هناك من الباب ، يا ترى من الزائر فى هذا الوقت لعله طيف حبيبتى لكنه يجتاز الابواب ولاتمثل له عائق ، الطرق يزداد قوة وان كان بغير عصبية ، اجدنى مضطرا للقيام بخطوات مترنحة لكنها سريعة صوب الباب ، اسحب المزلاج اجذب الباب بشدة يستجيب لى معلنا عن انه مفتوح الان ، انظر مندهشا اجد رجل عجوز مبتسما ابتسامة هادئة يلبس ثوب ناصع البياض يفوق اى ثوب ابيض رايته تنطلق منه رائحة الياسمين بينما شعره ابيض طويل مسدول على كتفيه وكذلك لحيته بيضاء كالثلج يلبس عوينات صغيرة ويمسك بيده عصا تشبه العصا السحرية ، اخذتنى ابتسامته فلم اتكلم بل نظرت مشدوها للحظات ثم انتبهت لقلة ذوقى فقلت بصوت يكاد يسمع : اهلا هل من خدمة اؤديها ؟ تزداد ابتسامته اتساعا وهو يهمس هل تعودت استقبال زوارك على بابك اجيب اه اسف افسح الطريق وانا اشير له ان تفضل واردف ظننتك اخطات العنوان فانا غريب لست من اهل البلد ولا يزورنى احد تقريبا


يجلس على كرسى وثير قائلا اعرف لا تقلق انى جئت اقصدك انت ، تبدوا على امارات الدهشة والارتباك لكنى اسيطر على انفعلاتى حتى لا اسبب لضيفى اية حرج واقول اذن حضرتك تعرفنى ، يومئ نعم يابنى انا اعرفك جيدا كما انك تعرفنى ، صحيح انت غاضب منى ناقم على لكننا فى النهاية متعارفين


انظر اليه وقد اخطلتت نظرات الارتباك والدهشة بنظرات بله فاصبح شكلى كما اتخيله يدعوا الى العطف، احاول الخروج من تلك الحالة قائلا بطريقة عفوية (تشرب ايه) ينظر الى بعطف قائلا لا داعى فلست فى حاجة الى شراب او اكل فقط جئت لاونسك قليلا ، نظرت اليه وتعلوا وجهى ابتسامة ولم استطع النطق ، مرت لحظات من الصمت بينما انا افكر من هذا الشخص لابد ان اسئلة لا غرابة فى هذا ولا حرج هل من المفروض ان اتغاضى عن سؤاله من انت لانه بدوره تغاضى عن تعريف نفسه ، استجمعت شجاعتى وقلت بكل ما اوتيت من صوت يدل على الاحترام والادب عذرا سيدى لكنى لم اتشرف بمعرفتك اشعر باذناى تلتهبان من الحرارة واندفاع الدم واجاد اجزم انهما الان باللون الاحمر بينما الحرارة تنتقل الى بقية اجزاء وجهى .


يرد بهدوء عهدته فيه منذ اول لحظة اعرف عنك الذكاء وسرعة البديهة يا بنى هلى خانتك فطنتك هذه المرة ، كلماته تستفز خلايا مخى للعمل بسرعة باحثة فى ذاكرتى عن رجل طاعن فى السن بشعر ولحية بيضاء لعلى قابلته فى اى مرحلة من مراحل حياتى ، ذاكرتى ترد بالنفى القاطع لم تقابله فى الواقع ابدا لكنها نصحتى ان ابحث فى جزء اخر مسئول عن من قابلتهم فى خيالى او كتاباتى او حتى اى كتابات قراتها ، تاتى النتائج بسرعة تفوق توقعى اول رجل قابلته بهذة المواصفات دلمبورت ناظر مدرسة هارى بوتر وساحر الخير العظيم ومؤسس جماعة العنقاء ، انظر اليه مبتسما ومندهشا هل انت المعلم دلمبورت ، يضحك الرجل ضحكة هادئة اه تقصد ناظر مدرسة السحرة ؟ لا لست انا ارد قائلا لكنك تعرفه يتململ فى مقعده نعم انا اعرف الجميع والازمهم طوال اليوم ، اه بدات افهم قليلا انت انت انت لعل فى طريقة لبسك وكلامك وهدوءك ما يؤكد انك حكيم الزمان لعله انت ، يضحك هذه المرة ضحكة قوية ويهتز جسدة العجوز المتماسك رغم طعنه فى السن ، اصبت بنسبة لا باس بها انا الزمان يا بنى


ارتمى على مقعد بجانبه فقد ظللت طوال تلك الفترة واقفا ، اه هذا يفسر قولك ضيقى ونقمتى انا اسف سيدى ولكنك تعرف كم احتاج الى ان تساعدنى فتسرع من خطاك حتى تمر تلك الايام ، ثم تخدمنى بان تتحرك ببطئ شديد عندما تاتى الايام الجميلة التى ستجمعنى بمن احب ، ولعلى لن اكون مغالى فى طلباتى اذا امنت لى تلك الدورة كاملة طوال حياتى


يضحك بحبور قائلا لا لم تغالى يا بنى فهذة طلبات البشر المعتادة ، بل اقل من المعتادة فدائما ما يطلبون منى التوقف عند لحظات السعادة وركوب الريح عند لحظات التعاسة ، و كما تعرف انا لا استطيع التوقف كما انى لا املك القدرة على ركوب الريح


انظر اليه فى خجل فانا لم تمنعنى حكمتى من الوصول بطلباتى الى ما يقول ، لكن منعنى خجلى من ان ابدوا احمقا اذا ماطلبت ما قال ، لكن ما قال هو ما اصبوا اليه ، وهل هناك احسن من توقف الزمان عند لحظات السعادة


يكمل حديثه قائلا اعرف ما تفكر فيه يا بنى ويكفى خجلك من ذكر ما تتمناه فهذا فى حد ذاته حكمه يفتقدها الكثير من بنى جنسك ، ابدى خجلى اكثر وان كان لن يلاحظ وسط هذا الكم من الاحمرار


ينظر الى ثم يقول هل تعلم انى اسير بخطى ثابتة منذ الاف السنين فالشمس تشرق فى موعدها وتغرب فى موعدها ، اما البشر فقد تكرموا بتقسيم اليوم الى ساعات والساعات الى دقائق والدقائق الى ثوانى ولا ضرر من ذلك طالما لم يخل بنظام الزمان ، لكنى اعجب من البشر فبالرغم تقسيمهم للزمن لم يدركوا حقائقه بعد ، وكم يتغير ويتاثر بهم هم انفسهم


تطلق منى صيحة استنكار ثم اردف الم تقل ان الزمن ثابت فى حركته ، ينظر الى مستنكرا لا لم اقل انا قلت انى اسير بخط ثابتة لكن انتم من تتغير خطاكم ، ولهذا انا اسير بخطى ثابتة وانتم من تشعرون انى اتغير ثم يصمت برهة ويقول ليست كل الدقائق ستون ثانية يا بنى ولم تكن ابدا كذلك ، لعل هذا يفسر ما انت فيه دقائق انتظارك ودقائق سعادتك يصمت قليل ثم يقول اه مر وقت طويل وانا معك هيا لعلى ازعجتك اليوم ساذهب ولتكمل انت نومك .


ثم يخرج بسرعة لم اعهدها فيه مبتسما الى كما جاء ، اود ان امنعه من الخروج فصحبته تروقنى وهل هناك افضل من صحبة الزمان ولكنى اتردد فالمؤكد انه لا يملك الكثير من الوقت ليمكث معى .


ليست كل الدقائق ستون ثانية ولم تكن ابدا كذلك ، هذا يفسر الكثير نعم يفسر كم يمر الوقت بطيئا ، كم تمتد الدقيقة لتحتوى الاف الثوانى وانا انتظرك حتى اظن ان اليوم دهرا كاملا لا استطيع انهائه مهما فعلت ، افكر فى هذا بينما انا متجها نحو سريرى ثم اتمدد عليه مفكرا فى حالى عندا اكون بين يديك وكيف انى اصارع الزمن دون ان تشعرى محاولا ابطاءه مفكرا اياه بدقائق الانتظار التى تطول حتى اكون بين يدك ولكن هيهات فهو يجرى لا يلوى على شئ ، وكأن دقائقه اصبحت مجرد ثوانى


كم هو جميل النوم وانت تستلم له كم مضى من الوقت وانا نائم بعد ان زارنى ذلك الشيخ ، ترى هل حقا زارنى ام اننى كنت احلم، اه هل تنطبق مقولته على الاحلام ام اننا نستطيع ان نتحكم فى دقائق احلامنا ؟؟؟؟؟