ابن النيل كلمة اعتز بها كثير كلما سمعتها ازداد حبى لها ، مع انى لا اسكن على النيل،،، مثل كبار البلد لكنى اشعر ان النيل بل مصر كلها تسكن داخلى
الجمعة، 14 أكتوبر 2011
مناقصة زواج
الجمعة، 30 سبتمبر 2011
التسلسلى
الجمعة، 23 سبتمبر 2011
مــــصرع طـــــــاغيـــــــة
نسى كل شئ فى العالم حتى رجولته ، لا يتذكر اصلا اخر مرة ضاجع فيها زوجته مرت سنوات على هذا , الا انه يتذكر اخر مرة ضاجع فيها امراة فهو يفعلها مع كل حقنه نخاع اجنة يحصل عليها من الصين فهى تجعله يصغر عشرة سنوات فعلا ، تدب الحرارة فى جسدة ينشط فى عمله بكل قوة يظهر كابن الاربعين يزداد الجميع ثقة فى بقائه سنوات وسنوات يحصل على مزيد من العقود ، الا ان اثارها الجانبية رغبة عارمة يضطر الى البحث عن من تتلقاها صاغرة سعيدة واخر مرة فعلها كانت مع مديرة اعماله تلك التى عملت معه اكثر من عشرة سنوات لم ينظر اليها قط الا انه رغبها فجأة فعمل على انهاء الموضوع بكل بساطة ، وقبلها رغب فى مشهورات وسيدات اعمال من دول مختلفة ، الا انه زهد فى هذا تماما فما فائدة مضاجعة امرأة ، وما قيمة النشوة التى لا تزيد عن دقائق وانت بين احضان امرأة ، بينما الدنيا كلها تفتح لك فخذيها لتنهل منها ما شئت وبعد هذا تصيب منها ما تريد من اموال ومتعة ، نشوة بلا انقطاع تنهل منها بلا ملل او كلل فطالما مل من المراة بعد عام او شهر تصبح بعدها المراة بلا اية قيمة بالنسبة له لا تحرك فيه ساكنا ، لكن الدنيا لا يمل منها ابدا بل هو على استعداد لمضاجعتها ليل نهار فنتاج هذا يزيده قوة وسطوة ، نفوذا وقيمة
زوجة بلا اية طموح راضية بحالها كاظمة كل ما تؤمن به داخلها حتى اصبحت كلماتها قليلة هامسة ، انعزلت عن ما خارج القصر وما لا يخص ابنائها ، بنت بكرية وولدين هما ثروته البشرية ، البكرية تماثل امها فالمثل البلدى اكفى القدرة على فمها تطلع البنت لامها صحيح تخرجت من كلية التجارة باحدى الجامعات الاروبية ثم عملت لشركات منافسة مؤمنة انها لابد ان لا تعتمد عليه ، كره ذلك بغضه قفل شركات عملت بها خرب بيوت اصحابها ، ظنته يحاربها بينما كات يحاول ضمها الى مملكته كرهتنه فتركت البلد ، اما الولدين فورثا منه نهمه مناصفة الاكبر ورث نهمه للامتلاك لكنه ركزه فى النساء فرمى كل ما تطوله يديه على فروجهن واختص بذلك نساء الطبقة الراقية معوضا شعوره بالفروق الاجتماعية التى تفرق اصوله عن اصولهن ، حتى اصبح الحل الامثل لاى امراة من تلك الطبقة تواجه مشكلات مالية وعلى استعداد لحلها بتلك الطريقة ، واتسعت شهرته وعرف عنه انه يدفع فى مرة واحدة ما تبذل الواحدة مجهود عاما مع غيره حتى تحصل عليه ، لكنه للاسف لا يملك الا موهبة مطاردة النساء فالشركتين المسئول عنهما هما اكثر شركتين يعانيان من خسائر مستمرة حتى فكر ان يغلقهما ويحولهما الى بيوت دعارة لعل ابنه ينجح فى ادارتها ، اما الثالث فورث حبه للنجاح للعمل للصعود وهو الاقرب الى قلبه بل يرى فيه نفسه ، يعمل فى صمت ساعات وساعات يذبح بلا اى تردد يخنق المنافسين يغزوهم بكل قوته ينتصر ويتركهم مجرد هشيم ، لا يهمه اى شئ الا نجاحه فقط حتى انه نفسه يخاف من ذلك الولد ويحس ان نهايته قد تكون بيديه ، لكن الحلو دائما لا يكمل كما يقول المثل فلم يبدى ابدا ابنه ولع بالنساء او حتى اهتمام بهم ، اصبحت تلك المشكلة المسبب الوحيد لخوف الاب عليه فلا تكتمل قوة الرجل فى السوق الا بفحولته وهل تخضع الروؤس الا لرجل كامل ، هذا سيشجع الجميع عليه ، فأضطر الاب الى ترويج الشائعات المدفوعة عن علاقات ابنه بالفنانات وغيرهن ليكمل الصورة ، وتفاجئ الابن بتلك الشائعات ولم يدرك مصدرها ابدا ، ينتفض فجأة يرفع السماعة محدثا السائق اطلع الاول على مصنع الاخشاب
الى جانب تلك الدائرة الصغيرة لم يصادق الا رجل واحد فقط ذراعه الايمن ابن عمه ، ما عدا هو لم تستمر صداقته مع احد فيغيرهم طبقا لمصالحه ، اما ذراعه الايمن فهو كالثعلب ماكر غادر يملك من الحيل ما يندى له الجبين ، ما تشيب له الولدان ، ميزته انه يتسلل ويلف من بعيد فيلسع فى مقتل لسعة لا قيام بعدها ابدا ، لم يخاف ابدا فى حياته كما خاف من مساعده فهو كاتم اسراره ، دائما يتعجب من رضاه بما يعطيه فمن الممكن ان يشاركه النصف بالنصف لم يكن يملك الا الموافقه لو طلب ، لكنه يلوى بوزه مفسرها هذا فساعده الايمن قد يكون فعلا ثعلب ماكر الا انه هو اسد كاسر ممتزج بذئب ذكى ينهش بلا رحمه فبالرغم ان مساعدة يمكر الا انه جبان يكره الاقدام يخاف من التهام لحم الفريسة بعد قتلها لذا رضى بالقليل بينما هو مقدام يدخل اى معركة بقلب بارد لا يتردد فى عمل اى شئ ليفوز
ينتبه على صوت التليفون الداخلى يرفعه بهدوء اقتربنا من المصنع يا سيدى يرد ادخل مباشرة ، لا يخاف من منافسيه ابدا فهم يخشون انيابه الزرقاء كما يؤكدون يعمل بمبدأ الضربة الاحترازية الاستباقية يحدد من من الصاعدين قد يكون خطر عليه بعد فترة فيعمد الى التخلص منه مبكرا فلا يشك فيه احد وبتلك الطريقة نجح تماما فى اخلاء الساحة له حتى فى المستقبل اما من هم حوله الان فهم يعرفون انه بلا رحمة بل هو يتلذذ بالتحدى ، تعدى مرحلة جمع المال الى مرحة التلذذ بالنصر فهان عليه المال مقابل ان يراهم راكعين ، لا يخيفه الا واحد فقط ذلك الصاعد بسرعة الصاروخ ، من ادرك مبكرا ان مزج السياسة بالمال يؤدى الى ترياق قوى جدا يدفعك خطوات للامام ، لكن لكل ترياق اثره الجانبى فوضع البيض كله فى سلة واحدة خطا كبير كما يقول المثل وبالذات اذا كانت السلة هى سلة السياسة فهى سلة هشة رقيقة ، لذلك لم يختلط بالسياسة ابدا فقط يعين ابناء الوزراء والمسئولين بمرتبات كبيرة لكن بلا مواقع مؤثرة ، بل يحتفظ بالمواقع المؤثرة لمن يطلق عليهم دود الارض وهم من صعدوا من الطبقات النيا والمتوسطة يجرفهم نهمهم للمزيد يودوا ان ينهوا تجربة الفقر نهائيا ، هؤلاء وحدهم من يعملون ليل نهار يؤمنون بفضله عليهم وولايته على نعمتهم لا يرون فيه الا قائد ومرشد ، يشكلهم كيفما شاء يصنع منهم وحوش صغيرة جائعة تتقدمه فى رحلات صيده ، اما اولاد السياسين فيعتقدون داخلهم انهم سبب لما ال البه من مجد حتى وان كانوا سبب بالوراثة لذا هم يعتبرون ما يفعله معهم رد جميل وهو ما يكرهه تماما ، وبمجرد ان يدرك ان ذلك الوالد فقد بريقه يرفع ابنه درجة او درجتين ليتحمل مسئولية كبيرة ويدفعه لخطأ ما يرفته على اثره متخلصا منه ومن ابوه مرة واحدة بطريقة اقل ما توصف به انها طريقة ذكية بدرجة قذرة يفتح البودى جارد باب السيارة بينما بنزل هو مبتسما ابتسامة من يستعد لالتهام فريسة ، يدور فى المصنع يوزع الجزاءات والمنح يلحظ ما يحاولون اخفائه عنه هو بارع فى هذا يركز على ما يحاولون اظهاره غث ويتجاهل ما يعظمونه ينهى جولته يخرج مسرعا هامسها فى اذن قائد حرسه الى الفندق
دونمـــــــا كلمـــــــة واحـــــــدة
الخميس، 22 سبتمبر 2011
وجـــــــــدت ميـــــــــــــتــــــة
الأحد، 21 أغسطس 2011
اصعب سؤال فى الدنيا
الثلاثاء، 2 أغسطس 2011
نهـــــــــــــــــــى
نهى فتاة تعمل فى مطعم كبير وعملها بسيط جدا هو الاعتناء بالاطفال حالما يهنئ زويهم بغدائهم او عشائهم او اى ئهم يتناولونه ، ويحتاجون فى ذلك الى التفرغ الكامل للطعام والتركيز بكافة الحواس لتذوقه ، وايضا ممارسة العادة البالية فى متابعة من حولهم وعقد مقارنات بسيطة سريعة عما ياكلون ويلبسون ويشربون واى نون يفعلون ، وزبائن المطعم من الطبقة المتوسطة العليا التى تستطيع دفع مبلغ يزيد قليلا وفى بعض الاوقات كثير عن مرتب موظف مبتدا محترم لا يمد يده بالسرقة او الشحاتة والاستنطاع المباركى والذى اصاب معظمنا فى عهد الرئيس المتخلى عن منصبه او متنحى او مخلوع
ما علينا وما عليهم لكن الكل على المسكينة نهى والتى تتحمل كل تفاعلات هؤلاء وهؤلاء وتحاول جاهدة العمل على ارضائهم جميعا ، وللحصول على المعلومات من الاخت نهى والتى طالت ملاحظتى لها لعدة مرات قبل تلك الزيارة فقد حرصت فى كل مرة على نفحها مبلغ كبير وانا اسلمها اطفال العائلة جميعا ، وما زدته هذه المرة هو حصيلة كل ما اوتيت من قدرات لافهامها انى طالب معرفة ولست طالب ممتعة او مواعدة المهم لسبب ما تكلمت نهى معى بطلاقة بعد ان سالتها شغلنتكم دى صعبة اوى يا نهى دا الواحد بيبقى اعد مع طفل ولا اتنين وبيتعب من ملاحقتهم ترد نعم اهو بقى يا باشا مهو اكل العيش صعب اكدت لها انى لست باشا وان الظروف كانت من الممكن ان تدفعنى لاكون مكانها نظرت الى نهى ببلاهة ولسان حالها يقول هو انا ناقصة اشتغالاتك او تظن ان كلماتى مجرد ترضية او مواساة وهى تقول العفو يا باشا انتقلت بحديثى بسلاسة الى لب الموضوع سائلا طيب وانت بقى بتقبضى على كدة مبلغ كويس على التعب دا تنظر الى نهى ولسان حالها يقول مكنش العشم يا باشا شكلك باصص فى البقشيش لكنها تقرر الرد بالاجابة الدبلوماسية المعتادة رضا يا باشا اهو الحمد لله حد لاقى اليومين دول شغل اضغط سريعا لاخراج الاجابة المطلوبة سائلا يعنى بتاخدى كدة يجى تلتميت جنيه تضحك بعفوية يا ريت يا باشا دنا باخد تلتهم بالعافية والبت سهير اللى كانت معايا شغلوها قبلى كانو مشغلينها بالبقشيش بس دا حتى الكابتن ابراهيم ربنا يسامحه بقى كان باصصلنا فى البقشيش وكان عايزنا نسلمهوله وهو يدينا منه جزء يعنى يبفشش علينا ببقشيشنا لكن ربنا عالم بالحال ومشوه وجيه مكانه الكابتن محمود اللى سايبنا فى حالنا دا غير فضلة خير الناس هنا بقى اخر الليل بيوزعوا عالينا كلنا دا بقى يا باشا خير على بيتنا كله كلهم بيستنونى كل يوم علشان الاكلة دى والواد اخويا بيستلمنى على اول شارعنا علشان ياخد اول واحد ويجرى على السطح ياكله وحده
ارجع لنهى مرة اخرى محاولا قراءة المزيد وسهير بقى فين ترد نهى مشوها يا باشا اتمسكت بتسرق سلسلة دهب من صدر بت صغيرة طردوها وام البت بهدلتنا وابوها كان حيضرب سهير مهى برضه غلطانة اومئ براسى صحيح تكمل نهى وهى ترفع شورط طفل يزن لركوب المرجيحة ومن يومها يا باشا ادونا ميت جنى فى الشهر دا غير فضلة خيرك بقى اصل فيه ناس بعيد عنك هنا لما بتيجى تاكل متاخذنيش يعنى يا باشا بتطلب كتير وترمى كتير ارد انا وقد حكمت القافية اه يا نهى مهو اللى معاه قرش ومحيره يجيب حمام ويطيره بس هنا بيجيبوا الحمام ويرموه تومئ نهى اه يا باشا بس انا والله مرتاحة يا باشا اهو انا حالى احسن من البت نسرين اللى يعنى لامؤخذة اعدة طول النهار فى حمام الحريم تضحك نهى بينما انا استعد لسؤالها طيب وانت منين يا نهى ترد نهى من عزبة محسن يا باشا حتة كدة من اللى بتسموها العشوائيات متعرفهاش يا باشا ارد بسرعة عارفها يا نهى اللى فى العوايد ترد نهى عليك نور يا باشا ايوة هى انا بصحى على تسعة افطر والبس واركب الاوتوبيس ابو نص جنيه اوصل المطعم واجهز نفسى وبروح على اتنين باليل ابويا كان رافض التاخير بس اكل العيش بقى حعمل ايه يعنى مهو مفيش شغل تانى قلت لها معلش يا نهى اكل العيش صعب واتعجب من رضا نهى الغريب عن حالها مع ان فيه الكثير من اهدار الانسانية بالذات من تعامل الامهات معها والذى ياتى معظمة سمج وفيه تجاهل لها او مرافبة وريبة من ان تسرق الولاد او اكل الولاد او حتى بامبرز الولاد واخيرا قد تسرق ابو الولاد انهى حديثى مع نهى بعد ان كثرت النظرات من الجميع مكتفيا بذلك الجزء اليسير من سيرة نهى عازما على ان ارجع فى المرات القادمة (اذا كان فيه قادمة اصلا لان العائلة الكريمة نعنتى بكثير من الصفات حينما طرحت موضوع نهى كموضوع مثير للجدل والنقاش على مائدة الطعام اقل هذه الصفات مدعى الفلسفة متسائلين عن دورى فى اصلاح الكون ) طلبت منى نهى ان اجد لها عمل يؤمن لها حياة افضل متذكرة انى قبل العيد الكبير الماضى تسببت فى سترتها ببلوزة جديدة ولهذا قلبها انفتحلى طمانتها انى ساحاول ان اجد لها عمل افضل فى مرتبه من الحالى
اخيرا صديقى اعرف انك محتار الان ما بين نعتى بالفقرى اللى غاوى يعكنن على عيلته وعليك انت كمان او الاهتمام بكلامى وبالحالة والحالات الاخرى المشابهة ،على ايه حال انا بدات احس انى اصبت بمرض تانيب الضمير على الفاضى والمليان وهو ما خلف جو من العكننة ، كلما دخلت اى مكان مع العائلة او الاصدقاء يركبنى عفريت الفلسفة (يشك البعض انه عفريت التنطيط على خلق الله بشوية الكتب اللى بقراها) وهذا قدرك يا صديقى العزيز ان يكون من بين اصدقائك واحد عنده فوبيا زى اللى انا مصاب بها
السبت، 25 يونيو 2011
حطام رجل
انت مصرة على اهمال حبى مكتفية ان اكون مجرد صديق تأتمنيه على لحظة احتياجك لكلمات تقوليها او تسمعيها ، انت مصرة على اهمالى كرجل تهونى من امرى وكان الرجل لابد لكى يدرك فى حساباتك لابد ان يقدم اوراق اعتماده مختومة بختم من العصبية والتحكم ، التسلط والاهمال، الاصرار على مايريد بل ويذهب الى حتى عدم الاقرار باى حق لكى ، ساعتها فقط تعطيه وانت خاضعة ، لماذا دائما نعمل حساب لمن يريد اذيتنا ولا يبالى الا لما يريد بينما من هو على استعداد للصبر حتى نعطيه ما يريد برضانا يكون دائما مصيره الصبر دائما
تستغرب كلماته ، تهزها من داخلها ، لم تتصور ابدا انه قد يثور فى يوم ما وحتى ان ثار لم تتصوه ثائر الى هذا الحد ، تستغرب نفسها لماذا تمنع عنه ما هى على استعداد ان تعطيه الاخرين ، لماذا دائما تضع حدود بينها وبينه تكبله برفضها مستمتعه باستعداده للانتظار حتى تمنحه قليل من الحرية ، لماذا لا تتركه وتنغمس فى عالمها بكل ما فيه تتقبله كما هو بدونه وبدون كونه سند لها ؟
تنتبه الى كلماته كما ان قلبى يخفق بحبك اتمناه ايضا يخفق محققا عده التنازلى لكى تفارق روحى المعذبة هذا الجسم الذى سئم مشاركتها العذاب، تلك الواحة التى ترجيها ساعة الوحدة احرقها جفاف الحياة اما القلعة الحصينة التى كانت تحميكى من الاعاصير اصبحت حطام الان نعم حطام انا نفسى اصبحت حطام ، حطام رجل شاركت بنفسك فى هدمه، عفوا حبيبتى فالهدم اسهل كثير من البناء فاما ان تحاولى بناء ما هدمه معوال حبك او انت تتركينى فقط وتذهبى احاول بناء بيت صغير من حطام قلعتى يحمينى من رياح زكرياتك
الثلاثاء، 14 يونيو 2011
لا قصة لأمل
والبداية تبدا من قرية بائسة تطل على طريق فرعى لمدينة اكثر فقرا وبؤسا اما ما يهمنى من كل هذا هو بيت صغير او قل حجرة كبيرة او دقق اكثر اربعة حوائط وسقف من بقايا كثيرة لا احد يستطيع تمييز احدها عن الاخرى وتقع تلك الزريبة العشوائية كما يؤكد العمدة على بعد اكثر من كيلو متر من حدود القرية والعمدة هنا يشبهها بعشوائيات القاهرة اظهار منه لقدرته على تحديد الحالة على طريق مائل يجعل الصعود صعب جدا والنزول كالانجراف فى مجرى مائى منحدر ولما كان محمود لا يستطيع الا ان يبنى تلك الغرفة الواسعة له ولزوجته صباح وابنائهم مجهولى العدد فقد سمح لهم اهل القرية بهذا منحة لاجل وجه كريم ، وطبعا لا تحتوى تلك الغرفة الواسعة الا على قليل من الشعور بالامان والدفئ اما بقية ما يحتاجه البشر فقد قرر محمود التخلى عنه متبعا القاعدة ان ما لا تستطيع الحصول عليه بكل بساطة استغنى عنه ومحمود له مبدا غريب فهو معتل الصحة لم تمنحه صحته الا خيار واحد من اثنين اما ان يعمل ويكد نهارا وينام ليلا او ان يضاجع امراته ليلا ليئن من التعب والامراض وشكوى الزمان نهارا وقد اختار محمود الخيار الثانى متحولا الى انتاج البشر غير عابئ ببقية العملية الانتاجية من تربية واطعام ناهيك عن اى شئ اخر والاغرب من مبدا محمود حالة صباح التى استحالت الى هيكل عظمى يكاد يفقد عظامه ايضا من كثر الخلفة وسوء التغذية الذى تسبب فى عدد مرات من السقوط تساوى عدد مرات الخلفة ، اكاد اسمع صوتك تتافف من حديثى باحثا عن امل وقصتها ، اجاوبك بكل بساطة لا قصة لامل فالقصة احداث تتشابك وتتباعد تتفاعل وفى النهاية ينتج منها ما يدعوا للقص ، اما امل فهى احد منتجات محمود وصباح ولا احد يدرى لماذا اطلق عليها محمود اسمها التى تحمله هل تشبسا بشئ فر فى الحقيقة من بين يديه او ولنقل لم تمسه يديه من قبل وما موقف صباح من هذا لاسم هل استقبلته كما تستقبل كل مولود بفرحة ناقصة يحجمها خوف دائم من غد مجهول لكنه ليس مجهول ابدا بل غدا معروف بحرمانه والامه على ايه حال هذه امل وكل ما يحدث لها بعيد عن ما يطلق عليه قصة ، فامل حملت جزء من حمل قرراصحابه جميعا التخلى عنه فلم تنبرى له الا طفلة لم تبلغ اشدها بعد واظنها لن تبلغه ، وهو عمل متكرر تمارسه يوميا بشكل منتظم تلقائى يدعوا الى الدهشة ، لا بل قل الى الغضب ، الى الثورة الى النقمة الى كره كل ما يدفع من مثلها الى هذا ، فامل تصحوا من نومها كل صباح فتقضى حاجتها وتتجه بكل تلقائية الى حمل جردل بلاستيكى يكاد يبلغ نصف طولها وتتجه بخطوات بسيطة صغبرة تتناسب وسنها مندفعة فى طريقها نحو القرية لتصل اليها لاهثة لا ينقصها ضحكة طفلة بريئة ضحكة تحمل عالم باكلمه مسئولية ما يحدث لصاحبتها ، تقف فى طابور لا يخلو من قريناتها ومن هن اكبر منها منتظرة ان ياتى دورها فتملئ جردلها بماء الماسورة النظيف ليروى عطش اسرتها ، تدعو امل احدى السيدات لتساعدها فى حمل الجردل ليستقرعلى راسها الصغيرة وتبدا رحلة صعودها الى ما تدعوه منزلها ، لا عجب حتى الان فى ذلك فبالرغم كبر المسافة يظل عمل امل عمل مقبول لتوفر حاجة اسرتها من الماء فى ظل اسرة انطلق صغارها لجمع ما يمكن جمعه ليمنحهم يوما اخر من العيش يوما من الحياة حتى لو كان هذا اليومى ملئ بالالام والمعاناة حتى لو كان هذا اليوم ينقص من انسانية كل صغير منهم جزء والتى تتناقص يوم بعد يوم حتى تتلاشى تماما ، لكن لك ان تعرف ان امل تقوم بهذا العمل طوال النهار تصل الى بيتها بعد عناء تكاد تموت من التعب فتجلس قليل ناظرة الى الماء فى جردلها الصغير متمنية ان يزيد فجأة لكى يملا زير لا يمتلئ ابدا وقت تمتد امنيتها لتجد ان ماسورة الماء انتقلت لتكن بجوار منزلها فتسهل ما تقوم به ، المهم بعد ان تصب ما فى جردلها فى زير اسرتها ، تعيد كرة عملها مرة بعد مرة ، تتحرك الشمس من الشرق الى الغرب ياتى المطر تاتى الرياح بل ياتى العيد والفرحة ، وتظل امل حاملة لجردلها منتقلة ما بين ماسورة الحكومة وزير بيتها ، حالمة ان يمتلى لساعة واحدة فتذهب لمشاهدة مثيلاتها يلعبن او حتى تشطح بحلمها لدرجة انها تشاركهم لعبهم ، لكن لا الزير يمتلئ ولا الحلم يتحقق ، بل الام اقدامها تزداد واوجاع رقبتها تزيد همها لحظة بعد لحظة الطريق يطول يوما بعد يوم والشمس تزداد تاثير والارض تزداد قسوة خطواتها تتباطئ مرة بعد مرة تشعر انها فى علم اخر تختفى ابتسامتها يحل محلها الم صامت اه بريئة تنطلق طالبة المساعدة
لعلك تنتظر ان اكمل لك بقية قصة امل ، صديقى لا قصة لامل كما اسلفت فكما ترى لا احداث تتشابك ولا مواقف تختلف ولا نتائج تقص لان بكل بساطة لم تلحق امل ان تنسج اى قصة فقد فضلت ان لا تتوقف عند منزلها فى اخر مرة حملت جردلها الممتلئ بل تكمل طريفها صاعدة الى من خلقها فهو ارحم بها من اهل بلدها ممن يرون هذا يحدث كل يوم ولا يحركون ساكنا بل يتعجبون يتندرون وقد يتاففون ويشمئزون ويلعنون من هو مسئول وهم لا يدرون انهم كلهم مسئولون ، نعم هو ارحم لانهم للاسف يحملون قلوبا ماتت قتلتها الانانية وعدم الاحساس بالاخر
وتظل امل ذات الشعر الناعم الذى قلما وجد من يصففه لها ويضفره ضفائر تحمى طفلوتها عالقة بذهنى كما علقت زينب ايضا اريد ان اذكر نفسى واياكم ان هناك من يحتاج ان نحمل عنه جردل الماء ونصل به الى ما ارتضى ان يكون بيته مرغما وهذا ابسط ما يمكن ان نفعله لنزيح عنا ثقل خط ينزع منا ادميتنا
الجمعة، 25 مارس 2011
اوهام الثورة المضادة ومخاوف انتكاس الثورة
الخميس، 24 مارس 2011
الاستفتاء ونتائجه الاخرى
الجميل ان الجميع كان فرح بتقبل النتيجة فى حد ذاته ولما سرت اشاعات عن نزول البعض للميدان للتعبير عن رفضهم للنتيجة ومطالبة المجلس العسكرى بالانصياع لرايهم ، اسرعت كل القوى لدرء تلك الشبهة عن انفسهم لان شبهة الديكتاتورية الثورية شبهة يرفضها الجميع وهذا مؤشر جيد على ان خطوات الديموقراطية لن تنتكس حتى لو كانت بطيئة
نتيجة الاستفتاء خلقت حراك قويا جدا على الساحة السياسية ، وهذا فى حد ذاته خطوة رائعة نرجوا ان يستثمرها السياسيون والمهتمون بالشأن السياسى فى الفترة القادمةفالمواطن بعد ان كان لا مبالى تماما بما يحدث على الساحة السياسية اصبح الان فعلا مهتم يسمع الاخبار ويقرا الصحف ويقول رايه مع تحفظى على وجود حالة من الكسل وبطئ الحركة للحزاب بصفة عامة
الثلاثاء، 22 مارس 2011
ام الشهيد
نقلت اكبر عدد ممكن من ارقام التليفونات موضحا بجانب كل رقم اسم الشهيد ، نظرت فى الارقام رعشة سرت فى جسدى لم اشعر بها حينما ذهبت الى ميدان التحرير ، فالاستشهاد له قدسية لا تضاهيها اى قدسية حتى لو كانت القضية التى من اجلها ضحى البعض بارواحهم
المهم بلا اى فلسفة بدأت احاول الاتصال باى من الارقام الجميع مشغول ، مؤشر جيد هذا دليل ان المصريين يقومون بدورهم ، و هذا زود من عزمى على ان اتصل بكل ام من امهات الشهداء لاقول لها كل سنة وانت طيبة كل سنة وانت عظيمة كل سنة وانت ام لنا جميعا يا ام الشهيد
لم يحالقنى الحظ على مدى اكثر من ثلاث ساعات من المحاولات والتليفونات اما مشغولة او لا تجمع او اخيرا مغلقة ، صراحة كدت اياس وقلت لنفسى مكالمتى لن تؤثر طالما كل المصريين يحاولون فلن اضيف
السبت، 19 مارس 2011
مبروك يا مصر فرحك
الجمعة، 18 مارس 2011
لا ولع وتؤ وميحكمش للتعديلات الدستورية
الخميس، 17 فبراير 2011
ثورة مصر الاسباب २- عائلة مبارك
مبارك رجل عسكرى انتمى الى مدرسة العسكر التى استولت على الحكم فى مصر وسيطرت عليه من الخمسينات والتواجد فى المؤسسة العسكرية كان جواز المرور لتبؤ مكانه جيدة فى منظومة الحكم فى مصر فالوزراء والمحافظين ورؤساء مجلس ادارة المؤسسات الكبرى كلهم عسكريين بل نجد ان السادات نفسه تولى رئاسة مؤسسة صحفية ولعبت النكسة دور مهم فى تسارع خطى بزوغ نجم مبارك فتولى بعدها المناصب القيادية فى سلاح الطيران وهو من الاسلحة الهامة جدا وبعد انتهاء حرب اكتوبر كان مبارك من المقربين للسادات ولا عجب فى ذلك فكل الاراء لاصدقاء مبارك العسكريين تتحدث عن شخصية مطيعة جدا للاوامر متزنة فى انفعالاتها تقدس الحياة العسكرية ، وكان من المنطقى ان يختار السادات رجل من المدرسة العسكرية لخلافته يتسم بالصفات السابقة بحيث لا يكن مناوئ له او بديل جاهز بل تابع مخلص قادر على التنفيذ والدعم على ان يتلقى جائزته لاحقا بتولى حكم البلاد ، وبالرغم من الاختلاف البين بين الشخصيتين فقط حرص مبارك على لعب دوره بصورة جيدة جدا جعلت السادات يسترضيه عندما قرر مبارك الاستقالة من منصبه اعتراضا على تقليص صلاحياته لصالح احدى الوزراء المدنيين
وفور انتهاء احداث المنصة وتولى مبارك الحكم تغيرت شخصية مبارك تماما واصبح يلعب دور الرجل الاول ولا ننسى خطاباته الاولى التى قال فيها انه ضد الفساد ويرفض تولى الحكم اكثر من فترتين وان مصر مكانتها بين اشقائها العرب ، كما ان التنمية هى السلاح الوحيد للخروج من ازمات مصر ، لكن للاسف الشديد لم يكن ذلك الرئيس الواعد الذى حلم الناس ان مصر ستتحول للحكم المدنى الديموقراطى على يديه هو ذلك الرئيس الذى قرر الاستمرار فى سدة الحكم بعد عامه الثانى عشر مبررا ذلك بتكملة مسيرة التنمية التى اعتقد فى رائى الشخصى انها تباطئت جدا بعدها حتى توقفت فى نهاية ولايته الثالثة لتبدء مرحلة الانهيار التام بعدها مع بدايه حكومة اكثر رؤساء الوزارة فى مصر مغالطة ونصب وهو عاطف عبيد
مبارك شخصية عنيدة كما يصفه المقربين منه ويتجلى ذلك فى اقصائه لعلى لطفى لاصراره على التحول الى السياسة الراسمالية القائمة على انهاء الدعم والتوجه الى فكر السوق الحرة وهو ما كان يرفضه مبارك لايمانه بقدرة الدولة على السيطرة عن طريق التحكم فى مقدرات الحياة الاقتصادية اليومية للمواطن ، كما تجلى فى استبعاده للجنزورى لاختلاف حول اسراع البرنامج الاقتصادى المصرى ، كما وضح جدا فى مواقف كثيرة خارجية ومما زاد من تفشى تلك الصفة السيئة هو دعم الحاشية التى بدأت فى اللعب على تلك الصفة لدعم موقفها فى المؤسسة الاعلى فى مصر
كما ان الفوبيا التى سببها موت السادات وازدياد المد الارهابى فى مصر جعل الجزء الامنى من تفكير مبارك يطغى على الجزء السياسى وبالتالى تدخل الامن فى كل الاحداث المحيطة بالحكومة المصرية بصورة استفحلت فى اخر عشرة سنوات لدرجة جعلت الداخلية كلها فى خدمة حماية النظام ، وهذا الجزء ارجع مصر الى عهد زوار الليل التى خطط له ونفذه صلاح نصر فى عهد عبد الناصر، وجعل التعامل مع كثير من القوى السياسية فى مصر من خلال الداخلية مما ضيق مساحة التحرك للمعارضين السياسيين الحقيقيين ، مع العلم ان الدول التى تلجأ للحلول الامنية تقدم دائما مجموعة من الحلول الاجتماعية التى تدفع الفئة الغير مهتمة بالسياسة للدفاع عن النظام ولكن فشل الحكومات المتعاقبة فى توفير هذه الميزة دمر بكل بساطة ما بسموه بالحل المزدوج الامنى الاجتماعى
نرجع للخلفية العسكرية لمبارك والتى اثرت تماما على مفهومه للديموقراطية مما جعل طرحه للديموقراطية طرح ناقص حتى وان حاولت المنظومة كلها تجميله فطرح الديموقراطية والذى سمى بديموقراطية النباح او الهوهوة بالبلدى بمعنى قل ما تريد ودعنى افعل ما اريد فالاحزاب والجماعات السياسية مكبلة بنظام امنى اما الذين لهم القدرة على الكلام او النباح فهم برامج التوك شو مثلا والصحفيين المعارضيين للحكومة كلها وكل ما هو حزب وطنى ما عدا سيادة الرئيس
تداخل اسرة مبارك بصورة كبيرة فى منظومة المؤسسة الرئاسية سهل من مهمة الحاشية فى اللعب على اكثر من حبل للوصول الى اماكن اعلى وضمان البقاء فى دائرة الحكم ، واكبر مثال على ذلك فاروق حسنى وانس الفقى فاقترابهم من سوزان مبارك جعلهم بالرغم من انعدام كفائتهم من صناع القرار فى الفترة الاخيرة ، كما ان محاولات زوجة الرئيس الظهور بمظهر الداعمة الاجتماعية للنظام عن طريق حل مشاكل المرأة ودفع مشروع القراة للجميع للظهور ( مع ايمانى الشديد بان هذا المشروع نجح نجاح كبير ) فان تزايد نفوذ الزوجة جعل هناك بطانة مخصوصة تخدمها ومع الوقت اصبحت حريصة على وجود هذه البطانة فى الوزارة والاماكن الحيوية التى تخدم برامجها
اخيرا موضوع التوريث وما صاحبة من اهتزاز للمؤسسة الحاكمة بصور كبيرة جعلت الوزارة والحزب فى خدمة هذا الدافع البغيض ، كما ان الصراع العنيف على السلطة والنفوذ بين التيار الجديد الذى جلبه جمال مبارك وبين التيار القديم من رجال مبارك الاب جعل حتى الحكومة نفسها فى مأزق محاولة ارضاء الطرفين
من الاسباب الاخرى لتحول مبارك ابنيه علاء وجمال فالاول الاكبر ظل لسنوات طويلة مستغلا لنفوذ والده وسلطاته فى التأثير على رجال الاعمال مما سبب نوع من الخوف المكتوم من مشاركته لاى رجل اعمال ناجح ، الا ان اعمال علاء مهما كانت لا تمثل اى شئ بالنسبة للطفل المدلل لامه وابيه جمال مبارك ، ومشكلة جمال انه تشبس بفكرة التوريث بصورة سيطرت على تفكيره تماما بالرغم انه يفتقد الى الكثير من مؤهلات الحكم وهذا دفعه الى محاولة التخلص من المنافسين على المنصب بصورة وقتية بدلا من الانتظار للقضاء عليهم خلال المراحل الانتخابية ، كما ان انبهار جمال بشخصية احمد عز اخفى تماما الصور السيئة لرجل الاعمال المستغل للموقف
الثلاثاء، 15 فبراير 2011
ثورة مصر الاسباب 1- موروثات النظام
البداية تبدأ من النظام فبطبيعة الحال الثورة اكيد نتيجة اخطأ فادحة والاخطاء لها سببين فى رائى الشخصى السبب الاول هو الموروث الفكرى للنظام والثانى اضافته هو نفسه لهذا الموروث ولنبدأ بالموروث الفكرى للنظام
النظام السابق ورث مجموعة فكرية اعتبرها مسلمات غير قابلة للتغيير للاسف هذه الموروثات تركة كبيرة ثقيلة بدأت تتكون بعد انقلاب 1952 الذى بدأها بان الشعب لابد ان يلتف حول قيادته التفاف كامل فكرى وعاطفى فالقيادة البصيرة الحكيمة الراعية للوطن الساهرة على حمايته ورعايته وانمائه وكل ما تنتقى من كلمات اما المختلف مع القيادة فهو بطبيعة الحال معطل لكل هذا ثم تطور الامر من معطل لحاقد ومفسد ثم متامر فخائن
الموروث الثانى اهل الثقة حماة الوطن ، برغم ان هذا الموروث كان له ظروفه بعد انقلاب 1952 نظرا لان القائمين عليه كان سلاحهم الاكبر هو ثقتهم فى بعضهم البعض ،كما ان اهل الخبرة كانوا فى ذلك الوقت من اعداء الثورة الوليدة طبقا لرأى صناعها الا انه استمر وتوغل بطريقة سرطانية حتى انك قلما ما تجد مسئول فى منصب يستحقه بالفعل
الموروث الثالث وقد نضج هذا الموروث فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وهو one man show بمعنى ان الرجل الكبير هو الملهم والمفكر والزعيم ثم زاد عليه الرئيس السادات الاب والقائد والكبير
الموروث الرابع وهو موروث غريب جدا لانه عكس ما يحدث فى الطبيعة فالنجاح له اب واحد فقط اما الفشل فله مجموعة من الاباء ليس من بينهم ابدا الاب الاوحد للنجاح وبالتالى فى حالات الاخفاقات والنكسات يتم التضحية بمجموعة من الاباء الصغار بواسطة الاب الكبير مع ان المسئولية الاولى دائما تقع على عاتق الرجل الاول
الموروث الخامس وهو من اخطر الموروثات التماسك الداخلى لدرء الاخطار الخارجية او بمعنى اكثر وضوح نسيان المشاكل الداخلية من اجل حل المشاكل الخارجية والغريب ان المشاكل الخارجية لم تحل ابدا مع العلم ان النظام لابد ان يحل كل من المشاكل الداخلية والخارجية متوازيين بقدر الاستطاعة
الموروث السادس ان الحكومة هى ام الشعب فهى المسئولة عن تعليمه وتشغيله واعاشته وبالتالى فهى المانحة والمانعة وهذا الموروث تكمن خطورته فى انه مؤثر جدا على طبيعة العلاقة مع الشعب فقد تحولت الحكومة من موظفين لدى الشعب مهمتهم تيسير اعماله اصبحت الحكومة بالمعنى البلدى هى ام الشعب وبالتالى يجب احترامها وشكرها على كل ما تعطيه
الموروث السابع النظام البرلمانى والذى اصبح ليس ذوفائدة او حاجة فاسباب تواجده الرئيسية وهى التشريع والمراقبة اصبحت من مهام الحكومة الام وبالتالى تحول البرلمانى لمجرد خادم ومقضى حاجات لاهل دائرته بدلا من ان يكون مشرع ومراقب وزاد الطين بلة شرط ان يكون نصف البرلمان من العمال والفلاحين وهذا قضى تماما على معنى البرلمان مع الوقت وبعد ان كانت مصر من اولى الدول التى اسست الحياة البرلمانية التشريعية اصبح البرلمان ساحة لقضاء الخدمات وتمرير المصالح فى البداية لمجرد خدمة الدائرة ثم اصبح بزنيس
الموروث الثامن وهو كيفية التقييم للمسئول فدائما المسئول عمل كذا وكذا ويتم تجاهل ما هو البرنامج او الرؤية المستقبلية للمسئول والتى سيتم محاسبته عليها وبالتالى اصبحت اولى خطوات الثقة للنظام الجديد هى كشف عورات النظام السابق
الموروث التاسع التعامل الامنى هو الحل الامثل لكل معارضة غير مروضة وهو ما نما واستفحل ابتداء من حادث المنشية وحتى حادث المنصة مقتل السادات
الموروث العاشر الدعم الاعلامى المطلق للنظام من صحافة واعلام مرئى ومسموع لدرجة جعلت مفهوم الاعلام لدى كل من الحكومة والشعب هو بكل بساطة اخبار الحكومة وتحليل قرارتها بصورة واحدة فقط
كل هذه الموروثات جعلت من مصر دولة غريبة جدا من الاخر بالبلدى متعرفلهاش خط سياسى واضح او حتى اقتصادى هل هى دولة شيوعية ام دولة راسمالية ام اشتراكية
واعتقد ان تلك الموروثات كانت اول الطريق لثورة 25 يناير والتى انهت عصر انقلاب يوليو بعد 59 عاما من الحكم تعاقب عليها اثنان من مجلس قيادته واخر تلميذ نفس المدرسة لان تلك الموروثات المسلم بها اغرقت الانظمة فى حالة من الترهل وبطئ التفكير، بل واعتبارها اداوت حل اى مشكلة تواجه النظام مع الشعب وهذا ما حدث فى احدات حادث المنشية و النكسة، 18 و19 يناير وازمة 81 ، وايضا احداث ثورة 26 يناير بنفس الطريقة مع اعتماد على مرورث اكثر من الاخر على حسب ظروف الحدث
الثلاثاء، 4 يناير 2011
وطن يجب ان يستفيق
الثلاثين من ديسمبر والواحد والثلاثين من ديسمبر يومان اسودان فى تاريخ مصر ويحملان ذكريات سيئة ستدوم فترة وتحتاج الى مجهود ضخم جدا لازالة اثارها ، قد تجد كلامى غريبا فالحادث الارهابى حدث يوم 31 ولم يحدث يوم 30 اى حادث ارهابى ولكنى اؤكد ان ما حدث فى استاد القاهرة هو حادث ارهابى عنصرى قذر صدر من فئة لم تتعلم ان الفرق بين الناس بقدراتها وليس بلونها ولا شكلها فعندما يصيح اربعين الف اسود قرد فهذا عمل ارهابى قائم على احتقار الاخر .
لا ادرى كيف ان انسان مصرى يعيش فى هذا الوطن له جيرانه من كل جزء من مصر الصعيد بحرى النوبة ويتعامل معهم يوميا ، يزعل يفرح ياكل يشرب يتعب ويعانى معهم يدخل الاستاد فيتحول الى شخص اخر تحت ضغوط انا اؤكد انها دخيلة ولها اجندة لتنال من هذا الوطن فيحتقر انسان اخر بناء على لونه ، كيف حدث هذا فالعنصرية فى بلاد اخرى امريكا مثلا قائمة ومرسخة لمئات السنوات ومع ذلك استطاعت الامة الامريكية ان تتخلص جزيا من هذا لموضوع بحزم وقوة ، ونحن الان نسير فى الطريق المعاكس .
وللاسف كما هى طريقتنا فى حل كل المشاكل نبدأ بانكار حدوثها اصلا وننتهى باعلان وجود الماس الكهربى او عقب السيجارة او المختل العقلى اوكحل نهائى نظل ننكرها وننكرها طالما ظلت هى تكبر وتستفحل وليس ادل على كلامى من فيلم النوم فى العسل الذى لخص واوجز بشدة طريقة المصريين فى التعامل مع المشكلة فالمشكلة ليست موجودة طالما لم ترصدها الحكومة او بمعنى ادق لا تريد ان ترصدها الحكومة اما الشعب فطالما ظلت المشكلة بعيدة عن البعض طالما ظل البعض غير مهتمين وطالما استطعنا انكار حدوثها اصلا او وضع رؤوسنا فى الرمال او المطاطاة حتى تمر الريح التى لا تمر ابدا فنظل مطاطاين دوما
القصد ما حدث فى الاسكندرية مأساة اخرى ، مأساة قائمة على تجاهل الاحداث والمعطيات وعدم التعامل بجدية مع مشكلة بدأت منذ سنوات وهى المحاولات المضنية لخلق مشكلة عقائدية فى مصر تظل قائمة سنوات وشنوات وقد تنتهى بحرب اهلية ومع ذلك ظل الجميع ينظر ويتعجب للاحداث التى تتوالى بصورة منتظمة حتى وصلت الى ذروتها بحادث كنيسة الدقيسين ، مع استغلال بعض الجماعات لتلك الظروف لتحقيق اهداف خاصة بها كاقباط المهجر والجماعات المتطرفة ، وبدل من تصدى الحكومة لتلك المخططات تنتظر الفعل لتقوم هى برد الفعل اما المسلمين والاقباط فانقادوا وراء تلك المحاولات خالقين المناخ المناسب للانفجار فى حالة حدوث شرار الذى حدث فى الاسكندرية
واعتقد ان تركيب الامة المصرية بشقيه يفرض على شق الاغلبية ان يتفهم ظروف ومعطيات الاقلية ويحاول جاهدا توفير المناخ اللازم لكبت اى شعور بالاضطهاد لديها ، كما انه يكون اكثر صبرا واصرارا على ازالة اسباب الفتنه بصفته الاكثرية او الاغلبية او بمعنى اقرب الاخ الاكبر ، وقد حث الاسلام على التعايش السلمى مع الاخر طالما ان الاخر لا يبغى غير التعايش السلمى ، كما حث الاسلام على حرية العبادة وحسن المعاشرة وحرم مهاجمة الاخر او ايذائه طالما هو جزء من نسيج الامة ويبغى رفعتها ، وللعلم الاسلام من الاديان التى حرمت ايذاء المدنيين حتى فى الحرب بل اكثر حرمت ايذاء الطبيعة اثناء القتال فلا يجوز قطع الاشجار او حرق الرزاعات او تسميم المياه ، فالاولى بذلك الدين ان يحرم وبشدة ايذاء من يتعايشون فى سلام مع ابناءه ، وازيد على ذلك ان مصر ظلت دائما نسيج واحد لا تفرق بين مسلم وقبطى ابدا بل تنفرد مصر بتغلغل وتلاحم الطرفين بحيث لا تجد منطقة الا واحتوت على عنصرى الامة
اما الاقلية او العنصر الاخر فوجب عليه عدم التعامل مع اى مشكلة على اساس انه الطرف الاقل او الاخ الاصغر وعدم اعطاء الفرصة لتلك المحاولات للنيل من وحدتنا فكما اشرنا الى واجب الاخ الاكبر علينا ان نؤكد على دور الاخ الاصغر فجورج ومينا كيرولوس يجب ان يدركوا ان من يفعل هذا يريدهم ان يصيحوا نحن اقلية مضطهدة تريد حماية نفسها من اغلبية عنصرية ، كما عليهم ان يتفهموا ان لهم فى هذا الوطن كما للطرف الاخر بالظبط ، كما انهم يجب يتفهموا ان الجميع يستنكر هذا الفعل ولا يرضاه بل ان الكثير من المسلمين تحرك تركات عملية تثبت لاى شخص اعماه غضبه انهم لا يقبلوا اى اذى او ضرر يلحق باخوتهم الاقباط حتى الوصول الى عمل دروع بشرية تحيط بالكنائس يوم عيد الميلاد المجيد لحمايتها من اى عمل ارهابى
على اى حال يجب ان نستفق جميع وندرك ان نار التعصب لا تفرق بين اسود او ابيض وبين قيطى ومسلم بل تحرق الجميع وتظلم مستقبل نجده اصلا يميل الى الظلمة بطبعه فبدلا من محاولتنا تحسين احولنا بما ينير مستقبلنا نجدنا نستسلم لمحاولات لا تهدأ لتفرقتنا وانهاء ما تبقى من امل لنا