الجمعة، 14 أكتوبر 2011

مناقصة زواج



شر البلية ما يضحك ، قرات هذا الخبر (حذر مفتى عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء من عملية الغش والتحايل فى الزواج من خلال تغيير لون العيون او تغيير الملامح بشكل يخفى الحقيقة امام العريس ابان الرؤيا الشرعية واصفا ذلك بالغش والتحايل) ابتسمت طبعا واكملت الخبر وكان السبب فى ذلك التصريح الغريب هو ان شاب سعودى قرر الزواج الا انه اشترط اجراء الرؤية الشرعية فلم يرفض ولى العروسة بل رتب للرؤية الشرعية ، الا انه بعد العرس فؤجئ العريس ان العروسة ليست هى من كشف عليها اقصد شاهدها فى الرؤية الشرعية ، وبعد فحص البضاعة اقصد العروسة ايقن انها تختلف كليا عن البضاعة المتفق عليها اقصد العروس التى تم الاتفاق عليها وبالضغط على العروس افادت ان البضاعة التى تم الكشف عليها لم تكن هى انما هى ابنة وليها الذى هو اخيها ، شاط العريس غضبا وقرر ان يرجع البضاعة مستردا كافة ما دفعة ، الى هنا انتهى الخبر


انا وخيالى دائما لسنا على وفاق وهذه مشكلة كبيرة فهو دائما ما يدفعنى دفع لاشياء انا بطبيعتى لا احب الخوض فيها الا انه مسلحا بالوقت وشغفى للكتابة ينجح فى دفعى كثيرا الى حقل المشاكل ، اتخيل نفسى لابسا طقم رائع واركب البوكس الدوبل كابين متجها الى الكافيه الذى احب الجلوس فيه عازما على الزواج بعد ان علقت اعلانا فيه معلنا فيه اننى قررت التأهل الى عالم المتزوجين مشترطا وجود الرؤيا الشرعية كشرط اساسى قبل اعلان القبول واتمام الاجراءات ، مؤكدا اننى طالب زواج ولست من هؤلاء المتسكعين المغامرين الذين يحاولون الحصول على رؤية وجه احدى الفتيات بلا اى سبب واخيرا اسجل رقم تليفونى لمن يوافق على شروطى مع وضع مثل عامى ظريف يقول اخطب لبنتك ولا تخطبش لابنك مع ايموشن يغمز مبتسما


يومين بلا اى مكالمات لاحد الاباء او الاخوة يريد منى المقابلة لانه على استعداد لتلبية مطالبى بعد الاتفاق وعمل امر توريد او عقد ميخرش الماية ، الا ان اليوم الثالث جاء بالخبر المنتظر ، يكلمنى احد رواد القهوة مدعيا انه يعرفنى جيدا ودائما ما تجمعنا طاولة واحدة ،بل ونشترك ايضا فى حب السحلب بالمكسرات وطبعا كونى رجل يعرف قيمة العلاقات الشخصية فى عالم البزنيس وايضا الزواج امنت على كلامه مؤكدا ان هذا من دواعى شرفى ، ثم ينتقل المتصل الى الاعلان مؤكدا انه لا داعى له لان طلبى عنده فاخته ابنة السابعة والعشرون هى ما ابحث عنه ، الا انى غيرت من نبرة صوتى بما يحول الحديث من حديث ودى الى حديث عمل معلنا انه لا مانع لدى بشرط ان يرسل لى عبر بريدى الاكلترونى ردا على الكومبلايد شيت سارسله له متضمنا التورلانس المسموح ، لم يستوعب المتصل طلبى الا انه اصدر صوت يدل على الموافقة على ما اعتقد ، ارسلت الايميل بسرعة وحددت مدة اسبوع للاجابة عليه ومدة شهر لتعديل اى خصائص غير مطلوبة او غير محققة فى الكومبلايد شيت كالوزن مثلا والشعر وما الى ذلك ، ووضعت ملاحظة تفيد ان فى حالة عبور الجزء الفنى يمكننا الاجتماع لمناقشة الجزء المالى ، لم يجيبنى المورد (هذا اللقب الذى حصل عليه بمجرد قبوله الخضوع للدراسة الفنية ) يوم ورا يوم حتى ظننت ان المورد انسحب لانه لا يطابق المتطلبات الفنية المطلوبة ، الا ان البريد الالكترونى ابلغنى فى اليوم الخامس بوصول اميل من المورد يفيد بالتالى الطول مطابق مع سماحية بسيطة ، الوزن مطابق ايضا ، الشعر اطول من المطلوب وهذا يمكن معالجته ببساطة وهكذا


ارسلت ميل يفيد بقبولى هذه المطابقة الفنية من حيث المبدا على ان يتم الفحص والقبول النهائى خلال الرؤيا الشرعية ، كما تضمن الميل موعد لمناقشة العرض ماليا بعد يومين فخير البر عاجله كما ان الخوف من تغير الاسعار العالمية زيادة ونقصا من الممكن ان يؤدى الى مشاكل جمة ، يوم الاجتماع استعدت بمجموعة من العروض المالية من الصين وشرق اوروبا للضغط فقط لا غير فالتفاوض فن لابد ان يجيده المرء فى مثل هذه الظروف ، كان التفاوض المالى حافلا بكثير من الاقتراحات والمداولات وكاد ان يغلق الصفقة دون اتفاق او يؤجلها الى حين ، الا ان تساهل المورد اقصد اخو العروس انهى الاتفاق المالى على دفع المهر على قسطين على ان يكون القسط الثانى قبل الدخله



جاء يوم الفحص الفنى اقصد الرؤيا الشرعية وشملت استعداداتى دراسة الكومبلايد شيت ، كما لبست الحتة اللى على الحبل هذا كله تم بعد ان قمت بكتابة العقد ودراسته مرة واثنين وثلاثة خوفا من اى حالة غش تتم بالرغم من كل الاحتياطات وذهبت الى مقر المورد اقصد بيت اخو العروس وتمت عملية الفحص اقصد الرؤيا الشرعية بسهولة ويسر ووضح فعلا ان تقرير المطابقة لم يكن فيه اى تجاوزات او مبالغة مما اكد لى جدية المورد اقصد اخو العروس قى اتمام الصفقة اقصد الجوازة بدون اى مشاكل حرصا منه على تقوية ودوام العلاقة بين المؤسستين وتم الاتفاق على اتمام التوريد اقصد الجواز بعد شهر واحد فقط على ان يتم احتساب الضمان من يوم الجواز مع عمل المورد شهادة مطابقة وفحص فنى وضمان لمدة عام



هذا وقد تمت الصفقة اقصد الزاوجة بكل يسر نظرا لتدقيقى الشديد فى كل مرحلة محاولا اتخاذ الاجراء السليم المطابق لقانون العطاءات والمناقصات اقصد قانون الزيجات كما ان بسبب تدقيقى فى كل مرحلة عشت فى تبات ونبات وكنت اقوم بعملية الصيانة طبقا للتعاقد بلا اى مشاكل عند هذا الجزء توقف خيالى عن العمل ، لابد ان هذا الكلام لا يمت للدين الحنيف بصلة فلا يمكن الحكم على شريكة المستقبل بمجرد نظرة ، هل يتم تسطيح العلاقة الزوجية بهذا الشكل التافه بحيث يكون الحكم على الزوجة التى سوف تربى الابناء وتشارك الرجل حباته من خلال نظرة واحدة ولا يدعى احد ان الحكم يكون من خلال اسرتها فالعالم الان ليس مغلق لهذه الدرجة بل يجب بكل بساطة معرفة شريكة المستقبل جيدا ولاقصى درجة لان الحياة اصبحت اصعب واعقد من ان يتم تسطيحها بهذا الشكل الذى يجلب للاسلام اتهامات هو برئ منها وفى النهاية ارجوا من كل مفكر فى الزواج ان يحكم على الامور بصورة اعمق واكثر موضوعية

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

التسلسلى





قد ترونى عدو للحرية او حاسد ناقم على ما يتمتع به مواطنى الغرب لكن هذه المقالة لا غرض عدائى او حسدوى منها على ابناء الغرب انما هو تعجب من ازدواجية ولدتها تلك الحضارة ، يرن جرس منزلك الهادئ بولاية امريكية تفتح الباب وانت تخفض صوت تلفازك المفتوح على قناة مصرية تذيع الاغانى ، تفاجئ برجل الشرطة يطلب منك بكل اشمئزاز الانتقال الى المخفر لان الجيران ابلغوا عن حالة ازعاج نتيجة ارتفاع صوت التلفاز او ما شابه ، تبدى ندمك واعتذارك وقد تدفع غرامة بصدر رحب ، حتى تلك النقطة لا شئ جديد فى كلامى وهى قصص نتندر به تدل على ما يتمتع به المواطن من راحة بال وحقوق حتى ان مجرد الازعاج قد يحرك الشرطة بجلالة قدرها

لكن الغريب والعجيب بالرغم من تمتع المواطن بكل هذه ولنقل الحماية الامنية الكاملة ، الى جانب الحقوق الاخرى السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يرفعهم الى طبقة البشر الحقيقين ، بعكس المواطن فى بلادنا اللى لحافه اقصر من رجليه وبيحمد ربنا على اللى الحكومات بتوفرهوله ، فانه لا يشعر بالامان ابدا ويرجع ذلك الى كثير من النقاط ساركز هنا فيها على ما يسمونه القتل التسلسلى ، فتلك الظاهرة ظهرت على السطح بشدة فى الخمسينات من القرن الماضى ، او تم اكتشافها فقد تكون كانت موجودة من قبل

وتشير الاحصائيات بعكس الاقلام القادمة من هوليود ان عشرون بالمائة فقط يصحب القتل عملية جنسية سواء كان قبل او بعد القتل ، وبالرغم من انتشار تلك الظاهرة فى الولايات المتحدة بصورة اكبر من اوروبا الا ان الرقم القياسى تم تحقيقه فى انجلترى برقم يتجاوز الستون ضحية لاحد القتلة التسلسليين والغريب ان تم اكتشافه بالصدفة نظرا لاتهامه بتعذيب حيوان اليف شوفتوا الخيبة وننتقل الى الساحل الغربى من المحيط الاطلسى لنجد ان الرقم المسجل هو ستة واربعون حالة فقط والغريب انه مسجل باسم امراة عانت الامرين فى طفولتها ومراهقتها من اهلها على الاخص ابيها واعمامها الشاذين جنسيا فاخرجت تلك العقد والكلاكيع فى بنى جنسهم فى ستة عشر ولاية من ولايات الوسط الامريكى الغريب انها اختارت النوع نفسه ممن هم شواذ جنسا ولا مانع عندهم من ممارسته مع النساء ايضا وهذا ما صعب المهمة على الشرطة لاتجاههم فى البحث عن الجنس الخشن وليس الناعم ، الا ان الاكثر شراسة هو القتال التسلسلى من اطلق عليه بلود ليس ونال تعليق ان الفريون هو ما يجرى عروقه وليس الدماء ، الغريب ان قصته تحمل جانب انسانيا يبين قساوة الحياة فى الدول الغربية فهو اب فقير فى منتصف العشرينات لابنة تبلغ من العمرستة سنوات نتيجة الاهمال الطبى والاضطهاد للملونين ماتت الطفلة بمدرستها وتم اتهام الاب بالاهمال ، المهم انه بدء نشاطه بعد تلك الحادثة بعشرين عام وتخصص فى قتل ابناء مديرى المداس الحكومية المجانية بثلاثة ولايات امريكية واحدى مناطق كندا ونقل نشاطه الى كندا ساعد كثير فى كشف هويته وحتى الان لم يعرف احد لماذا نقل نشاطه لكندا ، هذا بخلاف القتلة التسلسليين المشتركين وهم وصلوا لعدد بلغ ثلاثة على اقصى تقدير وهذه قصة اخرى ، وقد ادى هذا الى ارتقاء غير طبيعى فى قدرات جهاز الشرطة بالاخص فى وسائل البحث الجنائى والطب الشرعى والطب النفسى ، بل ان كثير من الحالات تم اكتشافها بواسطة الطب الشرعى الذى وصل لمرحلة معرفة نوع الاداة المستخدمة ليس فى القتل فقط وانما فى التقطيع ايضا هل كانت سكين ام منشار واى نوع من المناشير اذا كان حدادى او الى والمسافة بين كل سن والاخر ، يعنى من الاخر الناس دول بيمسكوا الضحية يفرزوها فرز كامل وبعض الاوقات بيصلوا لمعرفة الضحية بالرغم من الطمس التام الذى يقوم بها القاتل ، اما الطب النفسى فيساعد كثير فى معرفة الاسباب والدوافع ومعرفة الخطوة القادمة بناء على ما تم جمعه من معلومات ، وفى حقيقة الامر دور الشرطة العادية ينحصر فى البحث الميدانى ومحاولة التعقب بناء على المعلومات المتاحة من الطب الشرعى والطب النفسى ، هذا النوع من الجرائم يولد ضغط نفسى رهيب على المجتمعات الغربية لان كونك تصبح هدف لهذا النوع من المجرمين ليس لسبب الا لكونك سيدة تملك شعر احمر ناعم مثلا وتفضل اللون الاخضر او لكونك تاكل وجبة معينة بصفة مستديمة من مطعم وجبات سريعة (حدثت فى الساحل الشرقى ) ، مما يولد انطباع بعدم الامان ويضفى نوع من الذعر الكامن فى الشخصية الغربية لدرجة ان التودد الطبيعى لشخصية غربية يصيبها بنوع من الهلع والارتياب ، كما ان البلاغات عن التشكك فى الجيران سواء الجدد او القدامى دائما ما يمثل رقم مبالغ فيه ، وبالرغم من ان الثورة الكبيرة الهائلة فى عالم الاتصالات والتى ساعدت على حصار هذا النوع من المجرمين بطريقة تدعوا للاعجاب الا ان مضارها ايضا انها ساعدت كثير منهم على اداء افعال ما كانت تؤدى فى عدم وجود الانترنت والاتصالات واغرب تلك الجرائم استخدمت الاتصالات والدوائر المغلقة فى قتل احد عشر سائق على الطرق السريعة لقاتل متسلسل قتل سائقى البغال (وهى سيارات الشحن العملاقة)

ومما لا يخفى على احد ان هذا النوع من الجرائم طور ادوات النعقب والتحليل كما اسلقنا وصنع فرق بحثية على اعلى مستوى ، الا انه وضع الجهاز الشرطى تحت ضغط غير طبيعى وجعل هناك فوبيا بين رجال الشرطة من كون اى جريمة قتل هى حلقة من حلقات القتل المتسلسل

واذا عقدنا المقارنة بين القارة العجوز والعالم الجديد نجد ان الامكانات اعلى بكثير للمواطن المختل للتخفى او البداية من جديد ، الا ان معظم الحالات سجلت ان القاتل المتسلسل بالرغم من انه يتاح له فرصة الاختفاء او ممارسة نشاطه فى مكان اخر الا انه يفضل الاستمرار لما فى هذا من تحدى للسلطة ، ويذهب الكثير منهم الى اقامة علاقة ندية بينه وبين المحققين المسئولين عن تتبعه لدرجة ان احدهم كان يرسل تذكار لفريق البحث المسئول بعد كل جريمة ، ومنهم من يقوم بصياغة القصة بصورة فزورة او احجية لاختبار ذكاء المحققين ، اما فى القارة العجوز فالامكانيات اقل بكثير لكن الاداء الشرطى الاوروبى بصراحة اقل بكثير جدا ، كما ان ثقافة القتل المتسلسل غير مقبولة او تعتبر الاختيار الاخير للمحققين فى اوروبا

الاغرب فى هذا الموضوع هو القتلة التسلسليين عندما يعملون فى فريق واحد وحقيقة الموضوع ان القاتل التسلسلى فى ذلك النوع يحتاج دائما الى مساعد ، ودور المساعد يكون اتاحة الفرصة للقاتل التسلسلى للسيطرة المستمرة واشباع رغباته فى التحكم والشعور بالقوة وغالبا ما يكون المساعد امراة ، تساعد على تنفيذ المخططات المطلوبة ويظهر دورها دائما فى مراحل التحضير المبكرة او فى المرحلة النهائية تماما ، وتنطبق تلك القصة على قاتل تسلسلى قتل ما يزيد عن اثنى عشرة ضحية تزوجهم جميعا والغريب انه تزوجهم وهو متزوج من المساعدة الدى ساعدته على تنفيذ مهماته بل كانت اكثر قسوة منه فى التعامل مع الضحية ، وتم اكتشافه عن طريق ابنته الكبرى

وللاسف تكثر الدوافع الدينية كاحد الاسباب الرئيسية لكثير من جرائم القتل المتسلسل وتتعلق بالتطهير والعقاب للخطايا البشرية ، وغالبا ما يصاحب هذه الحالة طقوس مختلفة تماما عن الحالات الاخرى ، تكون اكثر تعقيدا وايلاما للضحية ، واكثرهم شهرة هو ذلك القاتل الذى كان يعذب السيدات المطلقات طلاق مدنى ومتزوجات زواج مدنى باعتبارهم مخالفات للكنيسة وتعاليمها ، وكانت الطريقة بشعة جدا وهى حرق ظهر الضحية بصليب كبير حديدي وهى حية لدرجة التفحم على مراحل عدة مما يسبب عذاب غير طبيعى يؤدى الى مقتل الضحية وهو ما كان يسميه بمرحلة العقاب ثم مرحلة التطهير وهى مرحل التقطيع فى حقيقة الامر الا انه كان يحرص على ترك الظهر كاملا ليتعلم البشر ، الغريب ان هذا القاتل المتسلسل رجل دين او دارس للدين

ويجب ان نفرق بين القتلة المتسلسلين بلا اى هدف مادى والقتلة الماجورين من امثار الخط او القتلة بغرض السرقة مثل ريا وسكينة

اخيرا اذا كنت مهتم بتلك القضايا فعليك ان تبحث عن الاسماء الاتية تشارلز مانسون ، تيودور بوندى (وهم من عرضت صورهم هنا ) ، واخرين لتعرف قصصهم بتفاصيل اكثر وادق بشرط ان لا يعجبك الموضوع وتصبح قاتل تسلسلى

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

مــــصرع طـــــــاغيـــــــة




يخطوا خطوته الاولى على السلالم الرخامية لقصره الكبير ، ينظر حوله بهدوء وبطئ يرتدى نظارته الشمسية كل العيون متعلقة بحركته ، ينزل بينما ينظر للارض يرفع راسه فجأة عند اخر سلمة ، يدلف الى سيارته السوداء المرسيدس التقليدية التى صنعت خصيصا من اجله فهى مدرعة صنعت لتتحمل الهجوم بمضادات المدرعات تحتوى على كافة وسائل الراحة والسرية فجزئها الخلفى منفصل تماما عن جزئها الامامى صوت وصورة بينما الكنبة تكاد تكون سرير والثلاجة تحتوى على ما لذ وطاب من شراب ، يجد الجرائد كالعادة منتظمة على منضدة امامه بينما هو يشرب قهوته ينظر الى العناوين فقط فلا حاجة به لقرائة الموضوع ، ينظر عبر النافذة العاكسة يبتسم ابتسامه المنتصر فاليوم فقط سينهى الصفقة الاعظم فى حياته ، نعم هو منتصر لا شك فى ذلك ، لم يحقق احد ما حققه فى سنوات عمره البالغة ستة وخمسون عاما ، انه يصنف اقوى رجل اعمال فى المنطقة ، لا يفوقه الا قليلين لكنهم يكبرونه بعقد على الاقل ، يتذكر البداية اين هى البداية هو نفسه اصبح لا يعرفها لقد نجح تماما فى طمسها ، يحتاج الى مزيد من التركيز نعم هو عصر الانفتاح باع واشترى كل شئ ، نافق رشى صادق خان كل شئ كان يستطيع فعله للفوز بصفقه ، اولى ايام عمله كان سهره خوفا من العدالة وهروبا منها فى بعض الاوقات ثم تحول سهره الى مزيد من العمليات الكبيرة التى لا تتم الا فى الملاهى الليلة وعلى افرشة العشاق ، ثم اصبح سهره انتظارا لنجاح عمليات يقوم بها رجاله تتم تحت ستار الليل ، واخيرا اصبح سهره خوفا من فقدانه عمليات تتم فى كل انحاء العالم ، اما اصدقاءه فتحولو من ارزقية وطالبى قرش حرام باى طريقة الى رجال عصابات ومعلمين ثم رجال اعمال صغار يسمونهم السمك الصغير ، بعد هذا انتقل الى رجال حيتان ووزراء ورجال سياسة كبار حتى اصبح صديق شخصيا للرجل الكبير وعم لابناءه ينصحهم فى عالم البزينس وياخذ بيدهم فى بعض الاوقات ، وطول تلك العقود لم يتوانى عن عمل اى شئ يخطر على البال ليحوز على ما يريد الشئ الوحيد الذى لم يفعله هو انه لم يضطر الى مضاجعة احدهم ليس لتاففه من هذا لكن لان لم يطلب منه احدهم هذا ، ينفجر ضاحكا فكل شئ له ثمن وهو كان ولا زال على استعداد لدفع الثمن طالما كان يريده ، يرن جرس جواله يرد فورا متسائلا عن حال الوفد الاجنبى ياتيه الرد ان كل شئ تمام والعقود جاهزة يبتسم مغلقا جواله
نسى كل شئ فى العالم حتى رجولته ، لا يتذكر اصلا اخر مرة ضاجع فيها زوجته مرت سنوات على هذا , الا انه يتذكر اخر مرة ضاجع فيها امراة فهو يفعلها مع كل حقنه نخاع اجنة يحصل عليها من الصين فهى تجعله يصغر عشرة سنوات فعلا ، تدب الحرارة فى جسدة ينشط فى عمله بكل قوة يظهر كابن الاربعين يزداد الجميع ثقة فى بقائه سنوات وسنوات يحصل على مزيد من العقود ، الا ان اثارها الجانبية رغبة عارمة يضطر الى البحث عن من تتلقاها صاغرة سعيدة واخر مرة فعلها كانت مع مديرة اعماله تلك التى عملت معه اكثر من عشرة سنوات لم ينظر اليها قط الا انه رغبها فجأة فعمل على انهاء الموضوع بكل بساطة ، وقبلها رغب فى مشهورات وسيدات اعمال من دول مختلفة ، الا انه زهد فى هذا تماما فما فائدة مضاجعة امرأة ، وما قيمة النشوة التى لا تزيد عن دقائق وانت بين احضان امرأة ، بينما الدنيا كلها تفتح لك فخذيها لتنهل منها ما شئت وبعد هذا تصيب منها ما تريد من اموال ومتعة ، نشوة بلا انقطاع تنهل منها بلا ملل او كلل فطالما مل من المراة بعد عام او شهر تصبح بعدها المراة بلا اية قيمة بالنسبة له لا تحرك فيه ساكنا ، لكن الدنيا لا يمل منها ابدا بل هو على استعداد لمضاجعتها ليل نهار فنتاج هذا يزيده قوة وسطوة ، نفوذا وقيمة
زوجة بلا اية طموح راضية بحالها كاظمة كل ما تؤمن به داخلها حتى اصبحت كلماتها قليلة هامسة ، انعزلت عن ما خارج القصر وما لا يخص ابنائها ، بنت بكرية وولدين هما ثروته البشرية ، البكرية تماثل امها فالمثل البلدى اكفى القدرة على فمها تطلع البنت لامها صحيح تخرجت من كلية التجارة باحدى الجامعات الاروبية ثم عملت لشركات منافسة مؤمنة انها لابد ان لا تعتمد عليه ، كره ذلك بغضه قفل شركات عملت بها خرب بيوت اصحابها ، ظنته يحاربها بينما كات يحاول ضمها الى مملكته كرهتنه فتركت البلد ، اما الولدين فورثا منه نهمه مناصفة الاكبر ورث نهمه للامتلاك لكنه ركزه فى النساء فرمى كل ما تطوله يديه على فروجهن واختص بذلك نساء الطبقة الراقية معوضا شعوره بالفروق الاجتماعية التى تفرق اصوله عن اصولهن ، حتى اصبح الحل الامثل لاى امراة من تلك الطبقة تواجه مشكلات مالية وعلى استعداد لحلها بتلك الطريقة ، واتسعت شهرته وعرف عنه انه يدفع فى مرة واحدة ما تبذل الواحدة مجهود عاما مع غيره حتى تحصل عليه ، لكنه للاسف لا يملك الا موهبة مطاردة النساء فالشركتين المسئول عنهما هما اكثر شركتين يعانيان من خسائر مستمرة حتى فكر ان يغلقهما ويحولهما الى بيوت دعارة لعل ابنه ينجح فى ادارتها ، اما الثالث فورث حبه للنجاح للعمل للصعود وهو الاقرب الى قلبه بل يرى فيه نفسه ، يعمل فى صمت ساعات وساعات يذبح بلا اى تردد يخنق المنافسين يغزوهم بكل قوته ينتصر ويتركهم مجرد هشيم ، لا يهمه اى شئ الا نجاحه فقط حتى انه نفسه يخاف من ذلك الولد ويحس ان نهايته قد تكون بيديه ، لكن الحلو دائما لا يكمل كما يقول المثل فلم يبدى ابدا ابنه ولع بالنساء او حتى اهتمام بهم ، اصبحت تلك المشكلة المسبب الوحيد لخوف الاب عليه فلا تكتمل قوة الرجل فى السوق الا بفحولته وهل تخضع الروؤس الا لرجل كامل ، هذا سيشجع الجميع عليه ، فأضطر الاب الى ترويج الشائعات المدفوعة عن علاقات ابنه بالفنانات وغيرهن ليكمل الصورة ، وتفاجئ الابن بتلك الشائعات ولم يدرك مصدرها ابدا ، ينتفض فجأة يرفع السماعة محدثا السائق اطلع الاول على مصنع الاخشاب
الى جانب تلك الدائرة الصغيرة لم يصادق الا رجل واحد فقط ذراعه الايمن ابن عمه ، ما عدا هو لم تستمر صداقته مع احد فيغيرهم طبقا لمصالحه ، اما ذراعه الايمن فهو كالثعلب ماكر غادر يملك من الحيل ما يندى له الجبين ، ما تشيب له الولدان ، ميزته انه يتسلل ويلف من بعيد فيلسع فى مقتل لسعة لا قيام بعدها ابدا ، لم يخاف ابدا فى حياته كما خاف من مساعده فهو كاتم اسراره ، دائما يتعجب من رضاه بما يعطيه فمن الممكن ان يشاركه النصف بالنصف لم يكن يملك الا الموافقه لو طلب ، لكنه يلوى بوزه مفسرها هذا فساعده الايمن قد يكون فعلا ثعلب ماكر الا انه هو اسد كاسر ممتزج بذئب ذكى ينهش بلا رحمه فبالرغم ان مساعدة يمكر الا انه جبان يكره الاقدام يخاف من التهام لحم الفريسة بعد قتلها لذا رضى بالقليل بينما هو مقدام يدخل اى معركة بقلب بارد لا يتردد فى عمل اى شئ ليفوز
ينتبه على صوت التليفون الداخلى يرفعه بهدوء اقتربنا من المصنع يا سيدى يرد ادخل مباشرة ، لا يخاف من منافسيه ابدا فهم يخشون انيابه الزرقاء كما يؤكدون يعمل بمبدأ الضربة الاحترازية الاستباقية يحدد من من الصاعدين قد يكون خطر عليه بعد فترة فيعمد الى التخلص منه مبكرا فلا يشك فيه احد وبتلك الطريقة نجح تماما فى اخلاء الساحة له حتى فى المستقبل اما من هم حوله الان فهم يعرفون انه بلا رحمة بل هو يتلذذ بالتحدى ، تعدى مرحلة جمع المال الى مرحة التلذذ بالنصر فهان عليه المال مقابل ان يراهم راكعين ، لا يخيفه الا واحد فقط ذلك الصاعد بسرعة الصاروخ ، من ادرك مبكرا ان مزج السياسة بالمال يؤدى الى ترياق قوى جدا يدفعك خطوات للامام ، لكن لكل ترياق اثره الجانبى فوضع البيض كله فى سلة واحدة خطا كبير كما يقول المثل وبالذات اذا كانت السلة هى سلة السياسة فهى سلة هشة رقيقة ، لذلك لم يختلط بالسياسة ابدا فقط يعين ابناء الوزراء والمسئولين بمرتبات كبيرة لكن بلا مواقع مؤثرة ، بل يحتفظ بالمواقع المؤثرة لمن يطلق عليهم دود الارض وهم من صعدوا من الطبقات النيا والمتوسطة يجرفهم نهمهم للمزيد يودوا ان ينهوا تجربة الفقر نهائيا ، هؤلاء وحدهم من يعملون ليل نهار يؤمنون بفضله عليهم وولايته على نعمتهم لا يرون فيه الا قائد ومرشد ، يشكلهم كيفما شاء يصنع منهم وحوش صغيرة جائعة تتقدمه فى رحلات صيده ، اما اولاد السياسين فيعتقدون داخلهم انهم سبب لما ال البه من مجد حتى وان كانوا سبب بالوراثة لذا هم يعتبرون ما يفعله معهم رد جميل وهو ما يكرهه تماما ، وبمجرد ان يدرك ان ذلك الوالد فقد بريقه يرفع ابنه درجة او درجتين ليتحمل مسئولية كبيرة ويدفعه لخطأ ما يرفته على اثره متخلصا منه ومن ابوه مرة واحدة بطريقة اقل ما توصف به انها طريقة ذكية بدرجة قذرة يفتح البودى جارد باب السيارة بينما بنزل هو مبتسما ابتسامة من يستعد لالتهام فريسة ، يدور فى المصنع يوزع الجزاءات والمنح يلحظ ما يحاولون اخفائه عنه هو بارع فى هذا يركز على ما يحاولون اظهاره غث ويتجاهل ما يعظمونه ينهى جولته يخرج مسرعا هامسها فى اذن قائد حرسه الى الفندق


بمجرد ان يستوى على مقعدة يتنابه حالة من الاكتئاب ، تهاجمه فجأة بلا اية مقدمات ، او فلنقل بمقدمات يختزنها فى عقله الباطن ، نجاح زوجته فيما فشل فيه بكل ما يملك من امكانات فقد فشل ان يلم ابناءه تحت يده كيفما حلم انفرط عقدهم ، الا ان زوجته نجحت فى لم شملهم على الحب فقلما ما اشتكى احدهم من مشكلة الا وهب له الجميع ، كيف استطاعت هى ان تفعل هذا ، بزداد اكتئاب كلما تذكر ان كل تلك الثروة الهائلة سوف تذهب الى هؤلاء الثلاثة الملاعين وامهم ، ماذا سوف يفعل هؤلاء المهاطيل بامواله ، ابنته ستوزعها على الفقراء فهى مجنونة كارهة لتفوقه على من حوله تظن ان السعادة فى عدم وجود الاموال بل العكس فى شحها واختفائها ، اما ابنه الثانى سيبحث عن مزيد من النساء يظن الفحل الاسترالى ان النساء مصدر سعادة لكنه جاهل فلم يجرب ابدا ان تكون سعادتك الارتماء فى احضان الدنيا بل اكتفى بمشاهدة النساء عاريات يا له من عبيط ، والثالث او اصغر ابنائه سيعمل على تنمية ثروته كيفما شاء بلا اى امل فى غد رفضه الدائم للزواج جعلنى متاكد ان ثروته ستذهب لابناء اخوته يا له من امعة ، يكره كل تلك الحقائق التى لا يستطيع تغييرها ، يلوى شفتيه يطلق سبة تشمل عائلته كلها وكل من يعرفهم ، لن يجعل اى منهم يتهنى على تلك الاموال سيهبها الى اقذر من يحيط به لعلهم يفلحوا فى نشر افكاره بدلا من ثلاثية الفشل التى تحيط بيه ، يحتاج الى اشعال سيجارة ، يحاول طرد كل الافكار السيئة من عقله ، يفكر فى تلك الصفقة كيف ستغير من مسار مشاريعه سيدخل عالم العظماء ، سيتضائل حتى الكبير امامه ، سيكون محمى بما لم يحمى به احد من قبل سيحمى نفسه بنجمة داوود ، سينهى عصر ويبدأ عصر جديد ، يكره ذلك الضيق الذى يقوضه عندما يتدفق النيكوتين مصحوبا بالقطران الى صدره خلال رحلته الى بقية انحاء جسده ، يسحب نفسا اخر متحديا حبات العرق التى تنم على عدم انتظام ضربات قلبه وعجز جهازه التنفسى عن الوفاء بالتزامه الاكسجينى ناحية جسده ، يرفع سماعة السيارة الداخلية يامر السائق بالتوجه الى المستشفى بسرعة ، يشعر فجأة بالام مميتة بصدرة لسعات كرباجية يعقبها الام مميتة تشعره ان صدرة قد ضاق عشر مرات يحاول زيادة نفسه لكن يصطدم بحائط من الالم يعجزه عن اكمال محاوله ملئ رئتيه بالهواء يسقط على وجهة يواجه الموت وحيدا بلا اى مساعدة يحاول والوصول الى السماعة بلا جدوى يرن الجوال اماه يعجز حتى ان رفع راسه يشعر انه يفقد السيطرة على نفسه عيناه تستسلم اخر ما يراه باب سيارته المصفحة يفتح ، يستسلم للغيبوبه بلا اى مقاومة فقد فقد اى قدرة انسانية على المقاومة ، انتهى كل شئ

دونمـــــــا كلمـــــــة واحـــــــدة




وقف مبهورا انفاسه متلاحقة يقنع نفسه ان لا نهاية افضل من تلك النهاية ، دونما كلمة واحدة دونما محاولة اعتراض او حتى بادرة ، كما يذبح اى شئ بسكينة ذات نصل مسنون ، لا فرصة على الاطلاق ، او حتى محاولة لحاق او انقاذ ما يمكن انقاذه على طريقة ما لا يدرك كله لا يترك كله تلك الحكمة التى كانت اساس علاقتهما ، والشمعة التى تضيئ لهما الطريق الصعب الذى عبراه سويا لسنوات وسنوات


لم يتصور النهاية بتلك السهولة هى دونما الم دونما انقباض يعتصر قلبيهما ، سنوات وسنوات تهدمها لحظات ، اوليس الزلازل هكذا مدن تبنى سنوات وسنوات لياتى الزلزال لدقائق معدودة فيهدمها ، وياله من زلزال لم يكن له اية انذار ، زلزال اتى دونما كلمة واحدة ، حرمه حتى من حق الاعتراض الدفاع عن نفسه كما تقر قوانين حقوق الانسان ، ناهيك عن قوانين حقوق المحبين والذى يعطيه مميزات بصفته من الاقدمين ، لكن حتى اذا حصل على هذا الحق هل سيغير من مسار احداثهما ، هل سيعيد لحظات سعادتهما او بمعنى ادق هل سيحافظ على نهر الثقة بينهما متدفقا ، لا اظن بل كان سيصيبه الجفاف ان عاجلا او اجلا فتكون النهاية موشحة بالجفاف القاتل الجفاف الذى يشق ارض حبهما ينتزع منها دمائها ويتركها جرداء تعتريها مظاهره ، فلا اشجار حنان وارقة ولا زهور عشق وهيام متفتحة ولا فراشات رغبة متنقلة ما بين اشجار الحنان وزهور العشق ، لعل تلك النهاية والارض على حالها يجعل العودة اسهل ما يكون حتى وان كل طرف زار تلك الارض وحده بلا شريكه


لكن حق الانسان فى الاعتراض ، فى ان يقول كل تفكيرك خاطئ تحليلك لم يصب كبد الحقيقة ولا حتى امعائها ، وهل يساوى هذا الحق تلك القيمة لكى يقضى على ارض حبهما ، تقل قيمة حق الاعتراض بالنسبة له يزهدها تماما ، يفضل صمته المطبق لحفاظة على زهوره واشجاره بل ايضا على فرشاته ، يبتسم مشجعا نفسه على حسن اختياره ، يخطوا خطوته الاولى بعد الوقوف مبهورا ، يشعر انها خطوة طفل يتعلم المشى ، يقطع عدة خطوات ملتفتا حوله باحثا عن شئ يستند عليه ، تسيطر لهفته على اتزانه فيكاد يسقط ، تلك الهزة افاقته من نشوة الفراق يشعر فجأة ان الالم يعتصر قلبه ، انفاسه تختنق ، العرق يتصبب منه ، عيناه زائغة ويداه تبحث عن يديها لا بل عن ملمس جسدها يريد ان يتحسسها لعل هذا يعطيه ثقة انها ملكه مازالت ، لكن هيهات فلا يداها تبحث عن يده ولا جسدها ينتظرها يكاد يناديها ان المسينى ، لقد انتهى كل شئ حتى نظرة عينيها هاجرت مع من هاجر ، لم يبقى سوى هو ، وهل سيرضى بهذا ، هل سيترك نفسه عرضه للهجران ، اولم يخلق الله ارض واسعة وامرنا ان نهاجر عندما يشتد كربنا ، لما لا اهاجر الى ارض اخرى قد اجد ازهارها اجمل واشجارها اقوى وفراشتها اكثر ، اوليس هذا من حقى ، اتظن هى اننى لابد ان اهاجر الى ارض مجدبة او اقل خيرا من ارضها ، يبدو عليه حالة من التحدى ساجد ما تجعل قلبها يندم ، ازهارها تذبل واشجارها تفقد ثمارها من هول المفاجأة


يشعر انه يحمل اثقال سنوات طويلة ، تلك الاثقال تجعل بحثة عن حديقة مزدهرة امر صعب ان لم يكن مستحيل ، اثقال من الزكريات تعوق حركته تحدها ، تبطئ سيره، تقلق نومه ، تكاد تصل به الى حافة الانهيار ، الى الجنون ، يتذكر كلمات صديقه ممن مروا بتلك المرحلة ، تلك الاثقال كالهيرويين تخرج من جسمك ببطئ شديد لكن الارادة تجعلك تصل الى مرحلة الشفاء لا محالة ، اية ارادة تلك التى تمنعنى عن تذكر كلماتها الحنونة لحظات استعراضها لجمالها انوثتها الطاغية لحظات استسلامها بين يداى اين تلك الارادة ، انى احتاج الى انتفاضة شاملة تزيح فى طريقها كل شئ ثورة تسقط نظام حياتى المعتمد كليا على وجودها فيه ، ااملك تلك الارادة الثورية ، ام استسلم الى حالة من الجنون تعزلنى عن واقعى فى عالم من الزكريات


كل شئ هادئ ما عادا هو ، يكاد يغلى من فرط الانفعال يشعر ان موجة الحر المسيطرة على العباد هو احد اسبابها ان لم يكن سببها الوحيد ، يحاول السيطرة على انفعاله فلا قيمة له الان لقد انتهى كل شئ فى هدوء لما ينفعل الان لما يثور ، هل هذه مقدمة لكى يستسلم لها يجرى لاهثا معتذرا عن ما لم يفعله وما فعله ، يعتذر مقدما قرابين الخضوع بلا اى شرط ، ام ان تلك الثورة مقدمة لهجر كل هذا تركه وراء ظهره ، للكفر بكل ما مر به من احداث ، يود ان تكون ثورة لبداية جديدة بداية يجد فيها نفسه مرة اخرى


يصل الى منزله بعد اطول رحلة فى حياته بفتح الباب مسرعا ثم يغلقه ببطئ يلقى جسده وراء الباب كانه بمعن كل ما حوله من اللحاق به من الدخول معه زكرياته ثورته انفعاله حتى تفكيره يريد ان يختلى بنفسه تماما ، ينتظر دقائق ليتاكد ان ليس هناك من يحاول الدخول كسر الباب عنوة والانقضاض عليه ، يجلس منهكا على الكنبة بلا اية حراك ، يختبر بصمته تسلل اى من هؤلاء الاعداء يشعر فجاة براحة غامرة ، يغمض عينيه يخلع قميصه يتحسس صدرها تهاجمه زكرياته فجأة من اين اتت ، المفأجاة انها لم تاتى وحدها ، ذن هى حرب طويلة لا تعرف الهدنة ولاتعترف بقوانين جنيف ، يترك كل شئ ويتجه الى البوم صورة فدائما الدواء من الداء ، بفتحه يشعر بتحسن كبير اصبح لا يخاف من هجمات الزكريات فقط يشعر بالجروح الناتجة عن هجماتها نزف ببطئ مرات ومرات بسرعة ، فقط شعور بالم الجرح

الخميس، 22 سبتمبر 2011

وجـــــــــدت ميـــــــــــــتــــــة



كلمة او كلمات هو قرار فى اخر الامر قرار يغير من مسار حياتك يجعلها تؤول الى سعادة غامرة او تشرف على تعاسة طاغية ، اين روحى ابحث عنها فلا اجدها تفر منى كلما لاح خيالها فى الافق اكاد افقدها فتترائى لى انطلق مسرعا ورائها لا اجد الا سراب ، الغريب اننا لانتوقف عن مطاردة السراب الا عندما نتعب وليس عندما ندرك انه السراب ، بكل بساطة وبلا اى مواربة نعم لقد تعبت يكفى هذا لا يوجد شئ يستحق ان تعدو لاهثا لمجرد انك مقتنع ان واجبك ان تفعل هذا فلا من تجرى له يدرك قيمة ما تفعل ولا واجبك نفسه يعيرك اى اهتمام ولا يستحق فعل له معنى اساسا


الشاطئ دائما ابعد مما اظن تكل يداى من ضرب الماء مخترقا امواج البحر وعندما ارفع راسى ناظرا اجد الشاطئ لم يقترب ابدا ، كلمة قد تكون قرار لكن المشكلة ليست فى القرار فكم من قرارات اتخذت فى توقيتها السليم ولم تنفذ وكم من قرار اتخذ فى غير موعده فكان بلا اية قيمة وكم من قرار لم يتخذ فكان فكان هذا سببا فى سعادة من احجم عن اتخاذه لذا ساتوقف عن ضرب الامواج بيداى وادع جسدى طافيا تاركا مهمة ايصالى لتلك الامواج التى تمنعنى بشراسة من الوصول الى الشاطئ ، ساكتفى بالسخرية منها فلا يهمنى الان اية شاطئ سوف ترمى بى اليه فى النهاية هو شاطئ


لا اجد من بين العيون من اطمئن اليها ، وكانت جدتى تقول حاول ان تعرف الناس من عيونها ، بعد كل هذه السنين ادركت اننا نعرف انفسنا من عيون الناس فلا هى تكشف عن ما بداخل الناس ولا هى تبعث بالطمانينة الى نفسك ، لذا انصحك ونفسى بالبحث عن عضو اخر تعرف منه الناس او بيعث الطمانينة الى نفسك ، على اية حال البحث عن حقيقة الناس اصبح كالبحث عن ابرة فى كومة من القش فالبحث عن حقيقة انسان وسط كومة من الكلاكيع والانبعاجات النفسية لم يعد مهمة سهلة فالمفعول به يحاول بكل الطرق ان يكون فاعلا فى الاخرين فروح الانتقام تعم وتشمل كل من يستطيع الانسان ان يؤذيهم حتى وان كانوا ليسو ذو سبب فيما ال اليه حاله لكنهم قد يكونوا سبب فى منحه لذة الانتقام


درجة الحرارة عامل مؤثر فى تماسكنا البيلوجى فكلما ارتفعت درجة حرارة جسمنا كلما فقدنا السيطرة على تفكيرنا بل واحساسنا فى كثير من الاوقات تنطفئ عيوننا تقاوم الارهاق تجفل فى النهاية مستسلمة بعد ساعات من الارق فلا يزيد الاستسلام الجسم الا الما ولا يزيدك الانتظار الا ارهاقا تنتظر وتنتظر فلا تجد ممن تنتظره الا كل جفاء ، الكل يبتسم امام الكاميرا محاولا وضع اللمسة الاخيرة فلا يمكن لك ان تشذ عن تلك القاعدة ابتسم بالرغم من حالة عدم الاتزان التى تنتابك بالرغم من شعورك بضربة الشمس ترنحك يمينا ويسارا كلكمة ملاكم شرس ، حاول بكل بساطة ان تستلقى على فراش من الرمال الناعمة تستسلم له بلا اية نضال وانت تنظر الى السماء ،فجأة يسطع الفلاش وينفض الجمع معلنا انتهاء لحظة التصوير ، فلما تقف انت مذهول هكذا ؟ تحرك مسرعا باحثا عن سرابك حتى تكل


هل يعينك من اعنتهم من قبل ووقفت مبتسما بينما هم يعانقون ارواحهم ، لا تامل كثيرا وحجتهم جاهزة فهم مازالوا يعانقوا تلك الارواح التى كانت غائبة ، الخوف يملئهم من ان يتركوها لمساعدتك الافضل ان ترحل انت فى هدوء وبلا اى حركة تزعج المتعانقين ، طرقات على الباب قد تمنحنى الامل ، الامل فى اية جديد على ساحة انعدم فيها اى جديد فانا والجميع ندور فى سواقيينا بحركة واحدة ، شاويش من الشرطة يقف منكسرا يسلمنى ورقة استدعاء بلا اية اكلمة اوقع له مبادله الصمت صمتا ارتدى ملابسى انزل مسرعا ادخل القسم لاهثا يستقبلنى الضابط مبتسما بروتينية بلهاء هل تبحث عن روحك يا هذا ؟ اومئ ببطئ ان نعم ، تبدوا على وجهة مسحة حزن ايضا بلهاء وهو يقول للاسف وجـــــــــــدت ميــــــــــــتة ، قد تكون هناك شبهة جنائية ، ابتسم بطريقة ايضا بلهاء اشكرك انكم وجدتموها حتى وان كانت مــــــيتة

الأحد، 21 أغسطس 2011

اصعب سؤال فى الدنيا




تعالوا كدة ندور على اصعب سؤال ممكن نتسأله فى حياتنا ........................ ها فكروا كويس دوروا كدة فى عقلكوا الباطن اى درج يامين ولا شمال سؤال اخدته كدة وهو مطبق ودخلتوه مخكوا واعدتوا تدعبسوا على اجابة وفى الاخر قررتوا تطبقوه تانى زى ما كان وتحطوه فى اى درج من ادراج المخ المكركبة اساسا من كتر الاسئلة المتلقحة فيها


طبعا كلكوا حتعملوا نفسكوا ادراج مخكوا فاضية لانكم بتجاوبوا معظم الاسئلة ماشى انا موافق انا بقى دراجى ملخبطة على الاخر على سبيل المثال لا الحصر ازاى الهرم اتبنى او ازاى مصر بتسرق على مر العصور وما تزال قادرة على ان تصبح دولة غنية وازاى واحد بيكسب فى السنة ३ مليار جنيه وسؤال تابع للسؤال دا ازاى حيصرفهم واصلا بيحطوهم فى انو بنك دا ومصروفه كام فى اليوم اللى مراته محددهوله طيب بلاش كل دول ازاى مبارك صحته فل كدة كان بياكل ايه وبيعمل ايه وازاى عيلاء عنده خمسين سنة فى وش العدو عارفين خمسين سنة يعنى بين عموم الشعب خلاص راجل بيخلص طيب فككوا من كل دا برنامج السلفيين الانتخابى ايه وايه سر كرههم للاثار والسياحة لدرجة الحساسية طيب سؤال تانى هما السلفيين كانوا فين زمان وظهروا امتى وليه مصمين يغيروا شكل العلم وايه علاقتهم بالحركة الوهابية فى المملكة السعودية بلاش كل دا ممكن مين يكون رئيس مصر البرادعى ولا عمورة مع انى برشح الكبير للمنصب دا خلينا من كل دا ليه الاسعار بتغلى كل يومين مع ان مفيش سبب لكل الزيادة دى بالرغم ان المرتب ابن اللذينا مبيزدش مع ان فيه ميت سبب وسبب لانوا يزيد


شفتوا بقى اسئلة كتير اد ايه كلها ملهاش اجابة مقنعة وكلها بعيد عنكوا محطوطة فى الدرج عندى من غير ما تطبق (مفيش داعى اكذب عليكوا كذبة بيضة واقلكوا ان الدرج مترتب وسنجة عشرة ) بس كل دا كوم واللى جاى كوم لان كل اللى فات ممكن تلاقيله اجابه لكن السؤال اللى جاى بقى متهيالى يصنف السؤال الاصعب على مر العصور والغريب انه يتجدد ويعيد انتاج نفسه كما يطلقوا على النظام البائد كما انه يتحور ويتمحور ويختفى ليظهر اقوى مما كان طبعا انتو دلوقتى حتموتو وتعرفوا السؤال دا ايه طيب تعالوا معايا نشوف القصة دى



حكى لى صديق هذه القصة بينما وحيثما وكيفما هو اعد مانتخ بعد غدوة جامدة افرغ فيها طاقته السلبية ،واستبدلها بكمية رز بالملوخية ، وحبس بواحد شاى بعد ما حلى بالمهلبية ، وبينما ابنه ابن السادسة يئن تحت ضغط امه المفترية ، حتى ينتهى من طعامه المفروض عليه بمقياس حماته بدرية ، وبعد هنيهه فكت زوجته والتى هى ام ابنه فى نفس الوقت الحصار وذهبت الى المطبخ انتقل ابنه المسكين الى جانبه فطبطب عليه صديقى مهنئا على البراءة والنجاه من علقة ساخنة اذا كان اخل بالكمية المفروضه عليه حتى لو كان هذا ليس بسوء قصد او نية ، وسرح صديقى والعهدة على روايته فى ماتش اليوم نفسه وكيفية الهروب من فخاخ زوجته والتمتع بالمبارة على ان يسلك فى تلك الكيفية الطريقة الذكية ، الا ان ابنه الظريف اللطيف والذى يحمل الكثير من صفات والده وملامحة قطع عليه حبل سرحانة وتسبب فى انفلات كل ما على الحبل من غسيل اقصد افكار حين ساله بكل براءة بابا ممكن تقولى انتو جبتونى ازاى يرد صديقى جبناك منين يا بطل يرد ابنه لا يعنى انا جيت ازاى يرد صديقى وقد بدا ينتبه لما هو مقبل عليه جيت منين لا يا بابا افهمنى جيت ازاى ميش منين يتنحنح صديقى وقد زكره ولده بالذى مضى فيسرح والله يعنى اصل انا كنت ماشى فى شارع جدو فوجدت ماما تنشر الالبسة البيضاء ، والتى تداخل مع السماء الزرقاء ، فى مشهد كله صفاء ، بينما خصلات شعرها السمراء ، تتحرك معطية الصورة نقاء ، وحين هممت بالكلام رمتنى بجردل ماء ، ويستمر سرحان صديقى حتى يصل الى يوم الفرح لكن ابنه يعالجه بنغزة ظريفة بابا قولى بقى جيت ازاى ينتبه صديقى وهو يقول والله لكن زوجته والتى هى ام ولده فى نفس الوقت تدلف الى الرسيبشن قائلة ميش انا قلتلك يا حبيبى اننا لما بنجوز بنعد ندعى ربنا علشان يبعتلنا نونو واحنا عملنا كدة ، يضحك صديقى ضحكة ساخرة متزكرا دعائه ليل نهار بينما تنظر له زوجته نظرة متوعدة فيقطع صديقى الضحك ويتحول الى حالة من التهجم اللا حركى فيكمل فيلسوف زمانه وهو لقب ابنه بعد هذا السؤال طيب يعنى انتو يا ماما اجوزتوا مرتين ولا ايه يدعى صديقى ولسان حاله يقول خدوا فالكوا من عيالكوا بينما تزداد ام ابنه والتى هى زوجته فى نفس الوقت غضبا واكفهرارا ليه بتقول كدة يرد الفيلسوف اللى حيجيب داغ ابوه وهذا لقبه بعد ما طرح الفكرة الجديدة عن الزواج الثانى ميش انتو بعد فترة طويلة جبتو اختى تتنفس الصعداء زوجة صديقى التى هى ام الطفل فى نفس الوقت قائلة لا يا حبيبى احنا بعد ما انت كبرت حبة قررنا ندعى ربنا تانى ، يزمزء صديقى متمنيا ان تكون زوجته انسانة عادلة وتزكر الحقيقة فقط للتاريخ وذلك انه استمر بالدعاء بكل قوة بين الطفلين ولا ينكر هذا الا جاحد او مغبون ، الا ان ام الطفل والتى هى زوجته فى نفس الوقت لم تذكر الحقيقة مكتفية بزكر ان الدعاء كان لاحضار اخت الفيلسوف العبقرى وذلك لقبه بعد ان طرح مفهومه عن احضار اخته الصغرى يركز ابنى قليلا بينما تنشغل امه فى تقليب التى فى ونيتها تبين ان الماتش لن يكون على الشاشة هذه الليلة يستمر الواد ابن صديقى الفيلسوف العبقرى ابن الكلب وذلك كما لقبه صديقى بعد ان طرح ابنه هذا لسؤال طيب يعنى انتو كدة ميش بطلتوا دعاء علشان خلاص مفيش اخوات جداد جم ترد امه والتى هى زوجة صديقى فى نفس الوقت بنبره تملئها السخرية والتريقة وقد تكون الشفقة اه يا حبيبى ما بابا بقى مشغول مبقاش بعرف يدعى يعنى يتنحنح صديقى وهو يلعن فلسفة وعبقرية ابن الكلب



على اية حال لا بهمنى من هذه القصة الا السؤال الصعب وهو انتو جبتونى ازاى يا بابا تصورو ان الابناء دائما ما يسالوا هذا السؤال فى السادسة من عمرهم دائما عندما يفتعل فى ذهنهم كيفية الوجود والنمو ويصبح عقلهم اكثر فضولا لمعرفة كينونة الكائن الذى يقبع فى جمجمته ، والحقيقة يصنف البشر تصنيفا نفسيا تبعا لاجابتهم لهذا السؤال فهناك مثلا الام الشغوفة بالتسوق عندما ترد بلا اى تفكير من السوبر ماركت يا حبيبى بينما اخرى تحب الطريقة النصف حقيقة ونصف كذب فتجاوب بكل بساطة جبناك من الهوسبتال يا حبيبى واخرى عنيفة تحب التدخل الامنى الحاسم ترد بقوة اسكت انت مالك جبناك منين بينما الام التى تفضل الاثارة والمغامرات تدعى ان الغابة هو موطنك الاصلى واحنا لقيناك هناك ومن تحلم بالهدايا تؤكد ان بابا نويل هو من تكفل باحضارك وهكذا تتوالى الاجابات دون ان تكون هناك اجابة واحدة صحيحة والمضحك المبكى ان كل منا لم يحسب اليوم الذى سوف يتم استجوابه بواسطه سفروت فنضرب اخماس فى اسداس وتقلب درج مخك لعلك تجد اجابة بلا اية جدوى والحقيقة ان الرجال مختلفين تماما عن النساء فى اجابة هذا السؤال فالرجال ينتابهم نظرة فلسفية وبدلا من الاجابة على السؤال نجد الرجل يحاول تزكر ذلك اليوم واحداثه المتلاحقة المتداخلة متزكرا بطولته الخارقة ثم تنتابه حالة من الخيلاء والفخار تتحول الى حالة من النشوى تؤدى الى انفصال عن الواقع لا يرجعه اليه الا نغزة او زغدة


اه صحيح هو انت لما سالت باباك ومامتك انتو جبتونى ازاى قالولك ايه

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

نهـــــــــــــــــــى





صديقى العزيز مرحبا بك مرة اخرى، للكتب عندى اهمية مطلقة اعشق القراءة عشقى للجمال طبعا سوف تمط شفتيك وتتمتم ما علاقتى بالموضوع (بالعامية حتقول طب وانا مال اهلى ومال عشقك للقراءة ) الا انى ساستمر فى تجاهل تبرمك وساكمل ما عزمت على كتابته (وانا بطلع لسانى ليك ) والقراءة ليست قراءة كتب فقط بل هى قراءة احداث ومواقف وشخصيات وهذ ما جذبنى لنهى ، وقبل ان تسرح بعيد وتبدى محاولات مضنية لتخيل شكل نهى الجذاب (كل يتخيلها بما يحلم به ) اؤكد لك انك فهمت خطأ وان الموضوع لا علاقة له من قريب او بعيد بما تحاول ان تتخيله الان فما جذبنى فى نهى هو ما جذبنى لعم ابراهيم الذى عمل بالنادى (ارجو منك مرة اخرى عدم الشطح بخيالك لان فى ذلك اهانة بالغة لشخصى المتواضع وقد تطولك الاهانة ايضا بصفتك صديقى ناهيك عن ظلم عم ابراهيم ذاته)

نهى فتاة تعمل فى مطعم كبير وعملها بسيط جدا هو الاعتناء بالاطفال حالما يهنئ زويهم بغدائهم او عشائهم او اى ئهم يتناولونه ، ويحتاجون فى ذلك الى التفرغ الكامل للطعام والتركيز بكافة الحواس لتذوقه ، وايضا ممارسة العادة البالية فى متابعة من حولهم وعقد مقارنات بسيطة سريعة عما ياكلون ويلبسون ويشربون واى نون يفعلون ، وزبائن المطعم من الطبقة المتوسطة العليا التى تستطيع دفع مبلغ يزيد قليلا وفى بعض الاوقات كثير عن مرتب موظف مبتدا محترم لا يمد يده بالسرقة او الشحاتة والاستنطاع المباركى والذى اصاب معظمنا فى عهد الرئيس المتخلى عن منصبه او متنحى او مخلوع



وما جذبنى فى نهى هو عملها الدؤوب على اسعاد الاطفال بابتسامة طيبة رقيقة ومحاولة ارضائهم بكافة الطرق وهى فى هذا لا تكل ولا تمل ولا تهدأ والاغرب انها تستعين بالاهل فى سؤالهم عن كيفية الارضاء والتعامل فهى تؤدى عملها بهدوء وباخلاص ندر فى ذلك العصر وقل فى تلك الطبقة التى حرمت من كل شئ واضطرت للنزل الى الشوارع فى سن مبركة للعمل ليل نهار لسد الجوع من المؤكدين (مهم كل اللى بياكلوا حرامية ولاد كلب يعنى جايبين فلوسهم منين) ولان الاعمال بالنيات فقد قررت ان اترك ما فى نية نهى لنهى محاولا فتح حديث معها لقراءة ما هو المختلف فى نهى عن معظم العاملين فى تلك الطبقة والمحتكين بالطبقات المتوسطة العليا والذين اعتقد انهم يواجهون نوعين من البشر نوعية حافظت على مستواها هذا من سنين طويلة فتربوا فى مدارس اجنبية وحافظت دخولهم الحالية او ما ورثوه على مستواهم الطبقى وهم دائما ما يتوقعون خدمة تليق بهم ، او صاعدين الى تلك الطبقات من الطبقات الادنى نتيجة الكفاح الشريف والذى قل فى العهد المباركى او كفاح غير شريف وما اكثره وهؤلاء يتمنظرون بمحاولة الحصول على خدمات اعلى والحرص على الوصول الى الاقصى فيما يطلبونه او خليط من النوعين لان الطبقات والمستويات لايوجد بها حدود فاصلة بل هى متموجة

ما علينا وما عليهم لكن الكل على المسكينة نهى والتى تتحمل كل تفاعلات هؤلاء وهؤلاء وتحاول جاهدة العمل على ارضائهم جميعا ، وللحصول على المعلومات من الاخت نهى والتى طالت ملاحظتى لها لعدة مرات قبل تلك الزيارة فقد حرصت فى كل مرة على نفحها مبلغ كبير وانا اسلمها اطفال العائلة جميعا ، وما زدته هذه المرة هو حصيلة كل ما اوتيت من قدرات لافهامها انى طالب معرفة ولست طالب ممتعة او مواعدة المهم لسبب ما تكلمت نهى معى بطلاقة بعد ان سالتها شغلنتكم دى صعبة اوى يا نهى دا الواحد بيبقى اعد مع طفل ولا اتنين وبيتعب من ملاحقتهم ترد نعم اهو بقى يا باشا مهو اكل العيش صعب اكدت لها انى لست باشا وان الظروف كانت من الممكن ان تدفعنى لاكون مكانها نظرت الى نهى ببلاهة ولسان حالها يقول هو انا ناقصة اشتغالاتك او تظن ان كلماتى مجرد ترضية او مواساة وهى تقول العفو يا باشا انتقلت بحديثى بسلاسة الى لب الموضوع سائلا طيب وانت بقى بتقبضى على كدة مبلغ كويس على التعب دا تنظر الى نهى ولسان حالها يقول مكنش العشم يا باشا شكلك باصص فى البقشيش لكنها تقرر الرد بالاجابة الدبلوماسية المعتادة رضا يا باشا اهو الحمد لله حد لاقى اليومين دول شغل اضغط سريعا لاخراج الاجابة المطلوبة سائلا يعنى بتاخدى كدة يجى تلتميت جنيه تضحك بعفوية يا ريت يا باشا دنا باخد تلتهم بالعافية والبت سهير اللى كانت معايا شغلوها قبلى كانو مشغلينها بالبقشيش بس دا حتى الكابتن ابراهيم ربنا يسامحه بقى كان باصصلنا فى البقشيش وكان عايزنا نسلمهوله وهو يدينا منه جزء يعنى يبفشش علينا ببقشيشنا لكن ربنا عالم بالحال ومشوه وجيه مكانه الكابتن محمود اللى سايبنا فى حالنا دا غير فضلة خير الناس هنا بقى اخر الليل بيوزعوا عالينا كلنا دا بقى يا باشا خير على بيتنا كله كلهم بيستنونى كل يوم علشان الاكلة دى والواد اخويا بيستلمنى على اول شارعنا علشان ياخد اول واحد ويجرى على السطح ياكله وحده



اسرح قليلا بينما نهى تلاحق احد الاطفال خرجت ثورة كاملة لتبحث عن الحد الادنى لاجور الموظفين ولكنها لم تفكر فى معدومى الدخل مثل نهى وسهير والذين يعيشون على فضلات طعام الاخرين جرحتنى كلمات نهى جدا شعرت اننا جميعا وبالذات انا كنت معرضا ان اكون فى ظروف تشبه كثيرا ظروف نهى او انى اكافح لالتحق بالطبقة المتوسطة العليا (والتى اطلق عليها الكاتب بلال فضل الناس اللى عدت فى كتابه سكان مصر الاصليين ) لهذا كان الجرح مؤلما لانه ايضا ذكرنى بأمل وزينب لان الفقر يا صديقى فيروس انتشر فى ربوع وطننا فحرمنا من الحد الادنى من الانسانية

ارجع لنهى مرة اخرى محاولا قراءة المزيد وسهير بقى فين ترد نهى مشوها يا باشا اتمسكت بتسرق سلسلة دهب من صدر بت صغيرة طردوها وام البت بهدلتنا وابوها كان حيضرب سهير مهى برضه غلطانة اومئ براسى صحيح تكمل نهى وهى ترفع شورط طفل يزن لركوب المرجيحة ومن يومها يا باشا ادونا ميت جنى فى الشهر دا غير فضلة خيرك بقى اصل فيه ناس بعيد عنك هنا لما بتيجى تاكل متاخذنيش يعنى يا باشا بتطلب كتير وترمى كتير ارد انا وقد حكمت القافية اه يا نهى مهو اللى معاه قرش ومحيره يجيب حمام ويطيره بس هنا بيجيبوا الحمام ويرموه تومئ نهى اه يا باشا بس انا والله مرتاحة يا باشا اهو انا حالى احسن من البت نسرين اللى يعنى لامؤخذة اعدة طول النهار فى حمام الحريم تضحك نهى بينما انا استعد لسؤالها طيب وانت منين يا نهى ترد نهى من عزبة محسن يا باشا حتة كدة من اللى بتسموها العشوائيات متعرفهاش يا باشا ارد بسرعة عارفها يا نهى اللى فى العوايد ترد نهى عليك نور يا باشا ايوة هى انا بصحى على تسعة افطر والبس واركب الاوتوبيس ابو نص جنيه اوصل المطعم واجهز نفسى وبروح على اتنين باليل ابويا كان رافض التاخير بس اكل العيش بقى حعمل ايه يعنى مهو مفيش شغل تانى قلت لها معلش يا نهى اكل العيش صعب واتعجب من رضا نهى الغريب عن حالها مع ان فيه الكثير من اهدار الانسانية بالذات من تعامل الامهات معها والذى ياتى معظمة سمج وفيه تجاهل لها او مرافبة وريبة من ان تسرق الولاد او اكل الولاد او حتى بامبرز الولاد واخيرا قد تسرق ابو الولاد انهى حديثى مع نهى بعد ان كثرت النظرات من الجميع مكتفيا بذلك الجزء اليسير من سيرة نهى عازما على ان ارجع فى المرات القادمة (اذا كان فيه قادمة اصلا لان العائلة الكريمة نعنتى بكثير من الصفات حينما طرحت موضوع نهى كموضوع مثير للجدل والنقاش على مائدة الطعام اقل هذه الصفات مدعى الفلسفة متسائلين عن دورى فى اصلاح الكون ) طلبت منى نهى ان اجد لها عمل يؤمن لها حياة افضل متذكرة انى قبل العيد الكبير الماضى تسببت فى سترتها ببلوزة جديدة ولهذا قلبها انفتحلى طمانتها انى ساحاول ان اجد لها عمل افضل فى مرتبه من الحالى



استعدت كلام نهى والتى تعمل فى اليوم ما يزيد عن اربعة عشر ساعة متواصلة وانظر حولى كثير من الشباب بل والمراهقين يعملون فى ارجاء المكان والغريب ان هؤلاء لا يبحثوا عن حقوقهم المشروعة فى التعليم والتنشئة المفروضة على المجتمع بل كل ما ينشدونه ان نتركهم وحالهم ولا نتسبب فى طردهم من المكان مكتفيين برقم هزيل لا ياتى نصف فاتورة اى من الجالسين الان حولى مع قليل من فضلات طعامه والتى اعتبرتها نهى وجبة عيد تلم شمل العائلة ولم تنكر سهر الجميع انتظارا لها او بالاحرى لما تحمله من كيس اختلط فيه الطعام واختلط طعمه بطعم مرارة الحوجة وجدتنى العن الحكومة وما وصلنا اليه فى هذا الوطن العن من اوصلنا الى هذا الحال العن من اوجد بيننا نهى وامل وزينب والعن صمتنا على وجودهم بيننا مكتفيين بمنحم الفتات اما شفقة او رحمة او محاولة تقرب الى الله او اخيرا درء لحسد او كره او حقد منهم علينا وعلى ذوينا

اخيرا صديقى اعرف انك محتار الان ما بين نعتى بالفقرى اللى غاوى يعكنن على عيلته وعليك انت كمان او الاهتمام بكلامى وبالحالة والحالات الاخرى المشابهة ،على ايه حال انا بدات احس انى اصبت بمرض تانيب الضمير على الفاضى والمليان وهو ما خلف جو من العكننة ، كلما دخلت اى مكان مع العائلة او الاصدقاء يركبنى عفريت الفلسفة (يشك البعض انه عفريت التنطيط على خلق الله بشوية الكتب اللى بقراها) وهذا قدرك يا صديقى العزيز ان يكون من بين اصدقائك واحد عنده فوبيا زى اللى انا مصاب بها







السبت، 25 يونيو 2011

حطام رجل


ينظر اليها مبتسما كعادته ، يطمئن قلبها قليلا ما الداعى اذن لالحاحه على مقابلتها ، تبتسم اليه ابتسامة معاتبة كالعادة وتردف قائلة مالك؟ بهدوئه الشديد يقول لم اعد كما كنت ، تبدو على وجهها امارات التعجب والحيرة وهى تهمس محاولة بكل ما اوتيت من قوة حريرية ان تخمد تلك الثورة البادية فى نبرته لماذا؟ تزدا نبرة صوته توترا برغم احتفاظه بهدوئه انت تعرفين لماذا ؟ هذا الهدوء المتوتر يزيدها ارتباكا فقد تعودت من الرجال الثورات العارمة تلك الثورات التى تخمدها بكل بساطة بلجوءها لحالة خضوع مؤقت ، تلك الحالة التى تضرب الرجل ضربة لا قيام منها ، تعزف لحن الخنوع على وتر الغرور فتهدأ نغمته وتمتص غضبه تماما ، اما هو فأهدء من ان تنطلى عليه تلك الخدعة هى تعرفه جيدا ، تبتسم مرتبكة محاولة فرض سيطرتها مرة اخرى على الموقف هل هناك ما تخفيه عنى ؟ تزداد ابتسامته تخاف ان تلتقى عيناها بعينيه ، كم تحب تلك الابتسامة هدوئه الساحر ذلك الدفئ فى كلماته يشعرها انه واحة الامان فى صحراء من الوحشة ، حنانه واهتمامه يشكلان قلعة حصينة تحميها من رياح الهموم واعاصير الغضب والاهمال
انت مصرة على اهمال حبى مكتفية ان اكون مجرد صديق تأتمنيه على لحظة احتياجك لكلمات تقوليها او تسمعيها ، انت مصرة على اهمالى كرجل تهونى من امرى وكان الرجل لابد لكى يدرك فى حساباتك لابد ان يقدم اوراق اعتماده مختومة بختم من العصبية والتحكم ، التسلط والاهمال، الاصرار على مايريد بل ويذهب الى حتى عدم الاقرار باى حق لكى ، ساعتها فقط تعطيه وانت خاضعة ، لماذا دائما نعمل حساب لمن يريد اذيتنا ولا يبالى الا لما يريد بينما من هو على استعداد للصبر حتى نعطيه ما يريد برضانا يكون دائما مصيره الصبر دائما
تستغرب كلماته ، تهزها من داخلها ، لم تتصور ابدا انه قد يثور فى يوم ما وحتى ان ثار لم تتصوه ثائر الى هذا الحد ، تستغرب نفسها لماذا تمنع عنه ما هى على استعداد ان تعطيه الاخرين ، لماذا دائما تضع حدود بينها وبينه تكبله برفضها مستمتعه باستعداده للانتظار حتى تمنحه قليل من الحرية ، لماذا لا تتركه وتنغمس فى عالمها بكل ما فيه تتقبله كما هو بدونه وبدون كونه سند لها ؟
تنتبه الى كلماته كما ان قلبى يخفق بحبك اتمناه ايضا يخفق محققا عده التنازلى لكى تفارق روحى المعذبة هذا الجسم الذى سئم مشاركتها العذاب، تلك الواحة التى ترجيها ساعة الوحدة احرقها جفاف الحياة اما القلعة الحصينة التى كانت تحميكى من الاعاصير اصبحت حطام الان نعم حطام انا نفسى اصبحت حطام ، حطام رجل شاركت بنفسك فى هدمه، عفوا حبيبتى فالهدم اسهل كثير من البناء فاما ان تحاولى بناء ما هدمه معوال حبك او انت تتركينى فقط وتذهبى احاول بناء بيت صغير من حطام قلعتى يحمينى من رياح زكرياتك

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

لا قصة لأمل


لا اعرف ماذا يدفعنى الان للكتابة عن امل لعل شعورى بشئ ما اتجاه امل وزينب صاحبة قصة فولتارين ايمانى بانهم ضحايا هو ما يدفعنى الى هذا ، ان تعيش حياتك كلها محاولا الحصول على ما يجب ان يكون متوفر بين يديك لقمة نظيفة بكرامة او بنصف كرامة علاج دون اهانة او حتى بقليل منها شربة ماء دون تعب بكل بساطة ضحكة او ابتسامة صغيرة حق ان تشعر انك انسان ، كل هذا امل البعض او جزء منه كل هذا يفصل بينه وبين كثير منا خط وهمى يسمى خط الفقر وخط الفقر لا يفصل بين بعضنا وتلك الطلبات البسيطة فقط بل هو ينزع منا انسانيتنا تماما ، يخجلنا ويسخر منا قادرين وعاجزين حكاما ومحكومين ان يكون بيننا ما هم دون هذا الخط ، لعلك صديقى زهقت من كلماتى المتفلسفة التى انطلقت اكتبها مستغلا شغفك بمعرفة قصة امل لكن هذا ما حببت ان اذكره فى بداية كلماتى القصيرة
والبداية تبدا من قرية بائسة تطل على طريق فرعى لمدينة اكثر فقرا وبؤسا اما ما يهمنى من كل هذا هو بيت صغير او قل حجرة كبيرة او دقق اكثر اربعة حوائط وسقف من بقايا كثيرة لا احد يستطيع تمييز احدها عن الاخرى وتقع تلك الزريبة العشوائية كما يؤكد العمدة على بعد اكثر من كيلو متر من حدود القرية والعمدة هنا يشبهها بعشوائيات القاهرة اظهار منه لقدرته على تحديد الحالة على طريق مائل يجعل الصعود صعب جدا والنزول كالانجراف فى مجرى مائى منحدر ولما كان محمود لا يستطيع الا ان يبنى تلك الغرفة الواسعة له ولزوجته صباح وابنائهم مجهولى العدد فقد سمح لهم اهل القرية بهذا منحة لاجل وجه كريم ، وطبعا لا تحتوى تلك الغرفة الواسعة الا على قليل من الشعور بالامان والدفئ اما بقية ما يحتاجه البشر فقد قرر محمود التخلى عنه متبعا القاعدة ان ما لا تستطيع الحصول عليه بكل بساطة استغنى عنه ومحمود له مبدا غريب فهو معتل الصحة لم تمنحه صحته الا خيار واحد من اثنين اما ان يعمل ويكد نهارا وينام ليلا او ان يضاجع امراته ليلا ليئن من التعب والامراض وشكوى الزمان نهارا وقد اختار محمود الخيار الثانى متحولا الى انتاج البشر غير عابئ ببقية العملية الانتاجية من تربية واطعام ناهيك عن اى شئ اخر والاغرب من مبدا محمود حالة صباح التى استحالت الى هيكل عظمى يكاد يفقد عظامه ايضا من كثر الخلفة وسوء التغذية الذى تسبب فى عدد مرات من السقوط تساوى عدد مرات الخلفة ، اكاد اسمع صوتك تتافف من حديثى باحثا عن امل وقصتها ، اجاوبك بكل بساطة لا قصة لامل فالقصة احداث تتشابك وتتباعد تتفاعل وفى النهاية ينتج منها ما يدعوا للقص ، اما امل فهى احد منتجات محمود وصباح ولا احد يدرى لماذا اطلق عليها محمود اسمها التى تحمله هل تشبسا بشئ فر فى الحقيقة من بين يديه او ولنقل لم تمسه يديه من قبل وما موقف صباح من هذا لاسم هل استقبلته كما تستقبل كل مولود بفرحة ناقصة يحجمها خوف دائم من غد مجهول لكنه ليس مجهول ابدا بل غدا معروف بحرمانه والامه على ايه حال هذه امل وكل ما يحدث لها بعيد عن ما يطلق عليه قصة ، فامل حملت جزء من حمل قرراصحابه جميعا التخلى عنه فلم تنبرى له الا طفلة لم تبلغ اشدها بعد واظنها لن تبلغه ، وهو عمل متكرر تمارسه يوميا بشكل منتظم تلقائى يدعوا الى الدهشة ، لا بل قل الى الغضب ، الى الثورة الى النقمة الى كره كل ما يدفع من مثلها الى هذا ، فامل تصحوا من نومها كل صباح فتقضى حاجتها وتتجه بكل تلقائية الى حمل جردل بلاستيكى يكاد يبلغ نصف طولها وتتجه بخطوات بسيطة صغبرة تتناسب وسنها مندفعة فى طريقها نحو القرية لتصل اليها لاهثة لا ينقصها ضحكة طفلة بريئة ضحكة تحمل عالم باكلمه مسئولية ما يحدث لصاحبتها ، تقف فى طابور لا يخلو من قريناتها ومن هن اكبر منها منتظرة ان ياتى دورها فتملئ جردلها بماء الماسورة النظيف ليروى عطش اسرتها ، تدعو امل احدى السيدات لتساعدها فى حمل الجردل ليستقرعلى راسها الصغيرة وتبدا رحلة صعودها الى ما تدعوه منزلها ، لا عجب حتى الان فى ذلك فبالرغم كبر المسافة يظل عمل امل عمل مقبول لتوفر حاجة اسرتها من الماء فى ظل اسرة انطلق صغارها لجمع ما يمكن جمعه ليمنحهم يوما اخر من العيش يوما من الحياة حتى لو كان هذا اليومى ملئ بالالام والمعاناة حتى لو كان هذا اليوم ينقص من انسانية كل صغير منهم جزء والتى تتناقص يوم بعد يوم حتى تتلاشى تماما ، لكن لك ان تعرف ان امل تقوم بهذا العمل طوال النهار تصل الى بيتها بعد عناء تكاد تموت من التعب فتجلس قليل ناظرة الى الماء فى جردلها الصغير متمنية ان يزيد فجأة لكى يملا زير لا يمتلئ ابدا وقت تمتد امنيتها لتجد ان ماسورة الماء انتقلت لتكن بجوار منزلها فتسهل ما تقوم به ، المهم بعد ان تصب ما فى جردلها فى زير اسرتها ، تعيد كرة عملها مرة بعد مرة ، تتحرك الشمس من الشرق الى الغرب ياتى المطر تاتى الرياح بل ياتى العيد والفرحة ، وتظل امل حاملة لجردلها منتقلة ما بين ماسورة الحكومة وزير بيتها ، حالمة ان يمتلى لساعة واحدة فتذهب لمشاهدة مثيلاتها يلعبن او حتى تشطح بحلمها لدرجة انها تشاركهم لعبهم ، لكن لا الزير يمتلئ ولا الحلم يتحقق ، بل الام اقدامها تزداد واوجاع رقبتها تزيد همها لحظة بعد لحظة الطريق يطول يوما بعد يوم والشمس تزداد تاثير والارض تزداد قسوة خطواتها تتباطئ مرة بعد مرة تشعر انها فى علم اخر تختفى ابتسامتها يحل محلها الم صامت اه بريئة تنطلق طالبة المساعدة
لعلك تنتظر ان اكمل لك بقية قصة امل ، صديقى لا قصة لامل كما اسلفت فكما ترى لا احداث تتشابك ولا مواقف تختلف ولا نتائج تقص لان بكل بساطة لم تلحق امل ان تنسج اى قصة فقد فضلت ان لا تتوقف عند منزلها فى اخر مرة حملت جردلها الممتلئ بل تكمل طريفها صاعدة الى من خلقها فهو ارحم بها من اهل بلدها ممن يرون هذا يحدث كل يوم ولا يحركون ساكنا بل يتعجبون يتندرون وقد يتاففون ويشمئزون ويلعنون من هو مسئول وهم لا يدرون انهم كلهم مسئولون ، نعم هو ارحم لانهم للاسف يحملون قلوبا ماتت قتلتها الانانية وعدم الاحساس بالاخر
وتظل امل ذات الشعر الناعم الذى قلما وجد من يصففه لها ويضفره ضفائر تحمى طفلوتها عالقة بذهنى كما علقت زينب ايضا اريد ان اذكر نفسى واياكم ان هناك من يحتاج ان نحمل عنه جردل الماء ونصل به الى ما ارتضى ان يكون بيته مرغما وهذا ابسط ما يمكن ان نفعله لنزيح عنا ثقل خط ينزع منا ادميتنا

الجمعة، 25 مارس 2011

اوهام الثورة المضادة ومخاوف انتكاس الثورة


اختلف مع كثيرين حول الخوف من الثورة المضادة ان وجدت ، فانا لا ارى محل للخوف ابدا منها بل اعتبرها اكرر ثانية فى حالة وجودها حلاوة روح لبس اكثر


بقرائتى لمقالات الكاتب المحترم بلال فضل عن سيناريو للاغتيالات وما الى ذلك والسماع للحقوقى عمر عفيفى اجد ان الموضوع مهول بدرجة كبيرة ومن ناحية منطقية صعب الحدوث ( الا اذا حدثت حالات اغتيال فردية لن تضر الثورة فى شئ) ، يعنى بالعربى العادى كدة ميش راكب وبلغة اليومين دول ميش لوجيك

باعترافنا ان هناك فلول للحزب الحاكم وبعض المؤيدين للنظام او فلنقل مستفيدين من الوضع السابق فكل هؤلاء يعتبروا الان مجرد فلول حتى وان امتلكت بعض الامكانات ، وحجتى فى هذا ان النظام السابق نفسه بجبروته وامكاناته لم يستطع الصمود امام الثورة اكثر من ثمانية عشر يوم بل ان الجناح الامنى نفسه انهار فى ثلاثة ايام فقط لا غير وظل الجناح السياسى صامد بعده محتميا بالشرعية الدستورية له وبمحاولات النظام الوصول لحل وسط ، فكيف يكون الحال لقلة حالمة برجوع الوضع على ماكان عليه وهو المستحيل بعينه ويديه وقدميه وكل كيانه

النقطة الاكثر اهمية لا تختص بالنظام السابق بل تختص بالشعب نفسه فالشعب قد ذاق طعم الحرية واستنشق هوائها النظيف، وضحى بخيرة شبابه ، فبالتالى لا توجد قوة على الارض- سواء كانت نظام سابق او حتى نظام قادم يعتقد انه من الممكن ان يفرض سطوته مرة اخرى على مصر (على الاقل فى المائة سنة القادمة) - تستطيع باى صورة سرقة هذه المكتسبات لان من سيهب لحمايتها هم ثمانون مليون انسان ، حتى لو كان الاسلوب المتبع هو محاولة بث نار الفرقة والتعصب السياسى او الدينى ، فنحن المصريون اثبتنا انه بالرغم ان ان هناك احتياج الى زيادة الوعى السياسى والديموقراطى لدينا بسبب حالة البيات الطويلة التى تقترب من الستين عاما والتى حرمنا فيها من ممارسة حقوقنا السياسية الا اننا نمتلك ذكاء فطريا وسماحة نفس وسعة صدر لتقبل الاخر بطبيعتنا تمنع حدوث هذا وتحد من اثاره حتى وان حدث

اما النقطة الثالثة فتتعلق بكبار النظام السابق ورجاله الاوفياء ، فهؤلاء لم يكونوا ابدا مخلصين لعقيدة او مبادئ لكنهم مسنادين لنظام فاسد استفادوا منه فى استنزاف خيرات وطن مقابل تقديم فروض الولاء والطاعة لم تقدم او تؤخر كثير للنظام بل افادتهم هم اكثر لان النظام اعتمد على الارهاب والقمع فى تواجده وبالتالى بعد سقوط هذا النظام وانهياره سيكون الهم الاكبر لمعظم رجاله الاوفياء مثل الوزراء ورجال الحزب واعضاء المجلسين والقطاع الامنى الموالى للنظام كل هؤلاء سيكون كل همهم تأمين موقفهم الشخصى ومحاولة الخروج من دائرة المحاكمة سواء بالهروب او عقد صفقات لانهاء الموقف ، وبالتالى مساندة نظام مات نهائيا فى العودة للحياة تعتبر مغامرة فاشلة لن تزيد الموقف الا سوء

الخوف كل الخوف ليس من الثورة المضادة بل من التقاعس عن المضى قدما فى طريقين متوازيين للاصلاحات السياسية والاقتصادية فالاصلاحات السياسية حتى وان كانت حلم طال انتظاره لا معنى له الا بتطور المنظومة الاقتصادية فى مصر ولا ننسى ابدا ان من اهم اسباب ثورة يناير هو الوضع الاقتصادى المزرى التى وصلت اليه البلاد ، والخوف هنا ان القرارات المطلوبة للاصلاح الاقتصادى ستكون قاسية كما الجراحة الحرجة لانها ستعالج خلل استمر سنوات طويلة جدا افقد النظام السياسى لثورة يوليو فيها الهوية الاقتصادية لمصر، وقسوتها ستطول كافة الطبقات وستحتاج الى سنوات من العمل المستمر الدؤوب لنلحق بالدول المنطلقة بقوة ، والخوف هنا من عدم تقبل المواطن مثل هذه الاصلاحات لان ليست كل الاصلاحات ستكون بردا وسلاما علينا بل الكثير منها سيحملنا مسئولية المشاركة والمساندة صحيح ان الجزء السياسى له حلاوة الحرية حرية التعبير والاختيار وما الى ذلك لكن الجزء الاقتصادى سيكون له مرارة العمل لكى يتذوق حلاوته ابنائنا واجيالنا القادمة

اما الحديث عن الانتقام الشخصى من بعض الحقوقيين كالبرادعى وغيره باعتبارهم مساهمون رئيسيون فى قيام الثورة فتلك نقطة لا يستطيع احد التعليق عليها لان مشاعر الانتقام مشاعر بغيضة قد تعمى صاحبها وتدفعة لارتكاب حماقة لن تقدم او تؤخر فى المعطيات على ارض الواقع ولكن نكتفى هنا بفرض الحراسة اللائقة على هؤلاء الحقوقيين لحمايتهم

الخميس، 24 مارس 2011

الاستفتاء ونتائجه الاخرى


بعد الاعلان عن نتيجة الاستفتاء اجتاحت مصر مشاعر مختلفة لم تشعر بها منذ اكثر من ستين عام ، مشاعر تقبل النتيجة حتى وان كانت مخالفة لميول البعض وهو شعور لم نجربه من قبل فدائما الشعب ساخر من النتيجة او غير مهتم بها ، يعنى بالبلدى كدة كل واحد واخد النتيجة على قلبه ، ودا شئ مطمئن جدا ان المواطنين اصبحوا الجزء الاهم من لعبة صناديق الاقتراع وبالتالى اهتمامهم سيزيد مرة بعد مرة

من المقلق تعامل التيار الاسلامى مع الاستفتاء وكأنه حياة او موت لدرجة اعلان شيوخ التيار السلفى ان الاستفتاء كان غزوة لنصرة الاسلام وهو فى اعتقادى سيخلق مشاعر متحفظة ضدهم ومن الممكن ان تصل الى حد العدوانية وهذا سوف يظهر فى الانتخابات القادمة ، الا اذا تم تدارك الموقف منهم ومحاولة راب الصدع مع بقية القوى الوطنية ، كما اتحفظ على الخوف المبالغ فيه من المسيحيين من خروج النتيجة بنعم وهو ما حدث فعلا

من المقلق ايضا عدم تواصل ابرز المرشحين للرئاسة البرادعى وعمرو موسى مع الشارع المصرى وعدم ادراكهم طبيعة المرحلة الحالية او من الممكن القول ان المواطنيين لم يلتفتوا الى راى كل منهما وهذه نقطة مقلقة جدا لان المفروض الرئيس القادم ان يكون معبر عن الشعب وان يكون الشعب داعم لرايه

الغريب هو ان الاستفتاء الاليكترونى اعطى الرفض نسبة كبيرة جدا وصلت الى ثلثين المصوتين الكترونيا (دائما ما استطلاعات الراى الالكترونية تكون مؤشر جيد للنتائج فى الدول الغربية ) ولكن جاءت النتيجة مغايرة تماما لاستطلاعات الراى الاليكترونية وهو ما يدعو الى تحرك الاحزاب بسرعة للتواجد فى الشارع المصرى البعيد تماما عن الانترنت ـ اذا كانت تنوى ان تلعب دور حيوى فى الفترة القادمة وتبتعد عن الدور القديم للمعارضة الاليفة

المهم ان المواطن المصرى صوت للطريق الاكثر امانا من وجهة نظره لان الطريق البديل كان ضبابيا بالرغم من ان نتائجة كانت اكثر دعما للحرية الا ان المواطن فضل الطريق الاكثر امانا ، متصورا قدرته على الحصول على تلك الحرية حتى لو الوقت كان اطول ، والملاحظ هنا ان الرافضين للتعديل لم يضعوا اى مقترح امن للطيق البديل فاختيار مجلس رئاسى فى حد ذاته يعتبر بالنسبة للمواطن العادى وانا منهم مجرد قنبلة موقوتة

الجميل ان الجميع كان فرح بتقبل النتيجة فى حد ذاته ولما سرت اشاعات عن نزول البعض للميدان للتعبير عن رفضهم للنتيجة ومطالبة المجلس العسكرى بالانصياع لرايهم ، اسرعت كل القوى لدرء تلك الشبهة عن انفسهم لان شبهة الديكتاتورية الثورية شبهة يرفضها الجميع وهذا مؤشر جيد على ان خطوات الديموقراطية لن تنتكس حتى لو كانت بطيئة

نتيجة الاستفتاء خلقت حراك قويا جدا على الساحة السياسية ، وهذا فى حد ذاته خطوة رائعة نرجوا ان يستثمرها السياسيون والمهتمون بالشأن السياسى فى الفترة القادمةفالمواطن بعد ان كان لا مبالى تماما بما يحدث على الساحة السياسية اصبح الان فعلا مهتم يسمع الاخبار ويقرا الصحف ويقول رايه مع تحفظى على وجود حالة من الكسل وبطئ الحركة للحزاب بصفة عامة




الثلاثاء، 22 مارس 2011

ام الشهيد



بعض الاوقات لا تستطيع ان تدون ما تشعر به لانك ببساطة لاتدرك كون هذا الشعور فخر ام انبهار ام هيبة للموقف ، ان تقرر رفع السماعة لتتحدث الى انسان لم تعرفه من قبل مهنئا بمناسبة ،تصورت انه شئ به تطفل الا ان الرسالة كانت واضحة حاولو الاتصال بهم كنوع من رد جميل لن يرد حتى جزء منه لكنها محاولة

نقلت اكبر عدد ممكن من ارقام التليفونات موضحا بجانب كل رقم اسم الشهيد ، نظرت فى الارقام رعشة سرت فى جسدى لم اشعر بها حينما ذهبت الى ميدان التحرير ، فالاستشهاد له قدسية لا تضاهيها اى قدسية حتى لو كانت القضية التى من اجلها ضحى البعض بارواحهم

المهم بلا اى فلسفة بدأت احاول الاتصال باى من الارقام الجميع مشغول ، مؤشر جيد هذا دليل ان المصريين يقومون بدورهم ، و هذا زود من عزمى على ان اتصل بكل ام من امهات الشهداء لاقول لها كل سنة وانت طيبة كل سنة وانت عظيمة كل سنة وانت ام لنا جميعا يا ام الشهيد

لم يحالقنى الحظ على مدى اكثر من ثلاث ساعات من المحاولات والتليفونات اما مشغولة او لا تجمع او اخيرا مغلقة ، صراحة كدت اياس وقلت لنفسى مكالمتى لن تؤثر طالما كل المصريين يحاولون فلن اضيف

لكن محاولة اخرى كانت ناجحة فرقت كثيرا فبمجرد ان دق الجرس خفق قلبى بشدة وبصورة عنيفة واحسست ان كل امنيتى فى هذه اللحظة ان ترد ام الشهيد ان اقول لها كل سنة وانت طيبة وكل مصر طيبة وحرة بخيرك ، الجرس مستمر بلا اجابة اليأس بدأ يدب فى نفسى مرة اخرى ، وانقطع الخط اخيرا ولم يرد احد هل اكرر المحاولة ليست من طباعى ان اكرر محاولة الاتصال مرتين متتاليتين الا فى الحالات القصوى لكن بلا اى تفكر اضغط الزر الاخضر معلنا عن رغبة عنيفة فى ان اقوم بهذا الاتصال

الجرس يرن مرة اخرى عدة مرات ووسط سحابة من الياس وفقدان الامل ترد ام الشهيد بصوت يملا اذنى فرحة الو السلام عليكم كم كانت جميلة الكلمة تشعر بان الصوت هادئ وصافى قوى يستمد قوته من فرحة نصر اتى بعد تضحية اقل ما يقال عنها انها ام التضحيات اوليست النفس اغلى ما نملك ، كلمات منى مثل كل سنة وانت طيبة يا حاجة وانت امنا كلنا كانت كلماتها بسيطة ربنا يحميلنا مصر وينصرها ويخلصها من كل ظالم لم اجد اى كلمات اعبر بها بعد دعوتها سوى ادعيلنا كلنا يا حاجة ادعى لكل المصريين ربنا يسدد خطاهم وينصرهم انت امنا كلنا دلوقتى ترد بكلمة بدعلهم يابنى بدعلهم فى كل صلاة ارد مع السلامة يا حاجة وبعد سلاما اغلق الخط متأثرا، شئ ما هزنى بشدة انا حتى لم اقل من انا (مجرد مصرى يعمل بالخارج ليس اكثر ) ولم اعرف هى ام من من شهداءنا لان الارقام اختلطت عندى مع بعضها نظرت الى صور الشهداء يا ترى من منهم كلمت امه ، السؤال الاهم هل هناك ما يستحق كل هذا هل السلطة تذهب بعقل اصحابها لدرجة انهم يقتلون انسان لمجرد الاحتفاظ بها ، اى شئ يساوى دم هذا الشهيد اى شئ فى العالم كله يضاهى حزن هذه الام

حرية وطن خلاص من مستبد طاغية والقضاء على فساد كل هذا هل يساوى روح شاب واحد ، نعم اعتقد انها تساوى ارواحنا كلنا لكى يعيش غدا ابناءنا افضل مما عشنا نحن ، حتى يكون امن الدولة بشكله الفديم مجرد ماضى يروه فى بعض الافلام ، حتى تكون انتخابتنا مجرد حدث مهم يقضية الانسان بسلاسة وبلا اى حسابات امنية ، حتى يكون خير هذه البلد لابنائها ، حتى يكون الفساد استثناء وليس قاعدة

اخيرا كل سنة وكل ام شهيد طيبة

السبت، 19 مارس 2011

مبروك يا مصر فرحك


دا فرح يا جماعة مهواش استفتا بجد فرح الكل فرحان والكل جاى يهنى ويبارك ويقول رايه ، الناس زحمة اوى ومحدش ملان ولا حد بيقول اف بالعكس الكل واقف بيقول يعنى صبرت سنين‘ 59 سنة وانا صابر ميش حصبر ربع ساعة ،وانا بتابع ما حرمت منه او ما حرمتنى ظروف الغربة منه حسيت اد ايه الغربة صعبة وانت بتشوف فرح زى دا والكل بيهنى ويبارك وانت بعيد منتش قادر غير انك تتفرج بس معلش مهو اللى جاى احسن وميش حسيب مناسبة تانى يا مصر

الحرية جميلة يا جدعان راجل كدة عنده يجى حاجة وستين سنة لابس بدلة كاملة كانه رايح مناسبة وبعد ما صوت اصر انه يقول رايه على التلفزيون والله الدمعة فرت من عينه وهو بيقول الحمد لله انى عشت لحد لما شفت اليوم دا ، وشاب معاق واقف بعكازينه وميش هامه بالعكس مصر جدا انه يصوت وسيدة شايلة بيبى صغير وواقفة وبنات زى الفل واقفين فى الطوابير، ست والله انا متاكد انها منلتش القدر الكافى من التعليم وخجلانة جدا من الكاميرا وبتقول انا هنا علشان بلدى سيبت البيت ساعة وراجعة ، ايه دا يا عالم والله احنا اجدع شعب يقف مع حكامه لو هما كويسسين ، انا خلاص مبقتش خايف من اى تيار الجدع يجى علشان يحاول يحكمنا على مزاجه حيكون لعب فى عداد عمره خلاص المارد قام ومهواش بارك تانى

الحرية جميلة يا جدعان الناس محتارة وناس بتقول انها طلعت الصبح وهى لسه بتاخد وتدى بس مصرة تروح لان دى بلدنا مهياش بلد الحكومة ، لما اوباما يقف ويقول نفسنا نتعلم من المصريين يبقى فعلا احنا محنش عارفين قيمتنا ، بس من النهاردة حنعرف قيمتنا وقيمتك يا مصر ، المراسلين مبهورين الطوابير منظمة مع ان البوليس والجيش مبيدخلوش والناس بتوسع لبعضها امال فين ايام الارف لما كانت اللجان بالضرب والشتمية وفلة الادب

الحرية جميلة يا جدعان الناس بتصور صوابعها اللى فى الحبر الفسفورى عايزة تحتفظ بذكرى الفرح كانها صورة مع العروسة المحللين عمالين يثرثروا بس الصورة احلى بكتير الصورة فيها كتير ميتحللش يتشاف كدة بس ويتحس ، وكل وكالات الانباء بتكلم اقبال غير مسبوق على الاستفتاء ، الصورة حضارية تماما يعنى حاجة كدة تفرح

اخيرا الشرطة انهاردة اثبتت انها ممكن تكون كويسة ومؤثرة طالما اللى قايمين عليها بيراعوا ربنا فى عملهم ، اما الحدوتة بقى القوات المسلحة ربنا يحميكوا اصل حقول ايه عليكوا اكتر من اللى قاله الرسول صلى الله عليه وسلم خير اجناد الارض منتوا طالعين من خير شعوب الارض واطيبها خلاص خلص الكلام

الجمعة، 18 مارس 2011

لا ولع وتؤ وميحكمش للتعديلات الدستورية


من الصعب جدا تخيل ان الشعب المصرى الان سيدخل استفتاء على تعديلات دستورية غدا ولا نعرف الاجابة مقدما ، انه شئ رائع جدا يكاد يقترب من متعة مباريات كرة القدم قبل الثورة حيث انها كانت الشئ الوحيد الذى نشارك فيه ونشاهده ولا نعرف نتيجته مسبقا ، تصوروا اننا ينتابنا القلق على الثورة من ان تكون الاجابة نعم ، كما ان بعضنا يحاول بكل الطرق دفع الجميع ليقولوا نعم وفى النهاية جميعنا لا نعرف الاجابة ستكون بنعم ام لا ، لاول مرة سننتظر جميعا ببالغ القلق والتوتر نتيجة استفتاء سنتابع الفرز صندوق صندوق وسنحاول اقناع ناخب ناخب ، انها لمتعة حقيقية تغنينا عن سلبية سنين ظننا ان احزابنا هى الاهلى والزمالك وقد يكون الاسماعيلى فى بعض الاوقات

انى اشعر وكاننا طفل لتوه يحاول ان يخطى اولى خطواته ينظر حوله فى حيرة فيجد اعين امه ويد ابيه تحاولان حسه ودفعه ليخطوا فيأخذ قراره ويمشى اولى خطواته ، نعم نحن نمشى اولى خطواتنا فى طريق طويل جدا لكن نهايته هى ما نستحقه نحن المصريين

كل التيارات الان وقبل ساعات تحاول اقناع اكبر عدد من المواطنين ان يصوتوا لصالح نعم او لا واى كانت النتيجة ارجوا ان يحترمها الجميع ويحميها ايضا الجميع المعارض قبل المؤيد للنتيجة الان لا حجة لنا ، من سيتظاهر ضد النتيجة فهو انسان لا يستحق الديموقراطية ، وارى ان اى تيار لم يسانده الشعب عليه ان يجهز نفسه لمخاوف المرحلة المقبلة من وجهة نظره حتى يستطيع ان يتدارك مساوئها

اما الشئ المفرح اكثر فهو ذلك الجدل الصحى القائم على استغلال كافة التفاصيل الصغيرة لمحاولة اقناع الطرف الاخر بقوة الحجة وسلامة الراى اول مرة ارى المصريين يحاولون ان يدافعوا عن رايهم الحقيقى الموافق والرافض الاثنان يعملان من منطلق اقتناع وليس من منطلق مفيش قدمنا غير كدة

انا شخصيا كنت من المؤيدين للتعديلات وهاجمت الاخوة الرافضين وسميتهم حزب خلقت لاعترض وتأففت من كونهم من طالب باجراء التعديلات ثم هم نفسهم من قاد حملة لا للتعديلات لكن بعد كثيرا من الايضاحات والنقاشات وكثير من الجدل والتوتر والاتهامات القائمة على خطأ التفكير وليس التشكك فى الوطنية غيرت رايى واصبحت من المعترضين على التعديلات


حقا انه احساس جميل ان تملك تغيير رايك ببساطة ومن خلال الاقناع وبلا اى ضغوط الا الاقناع والاحسن انك الان تستطيع ان تتعب وتحتار وانت تختار لا ان تصلك الاجابة ملفوفة بورقة سوليفان عليها بادج الاستقرار حتى باب بيتك دون ان تفكر حتى فى حل السؤال


يا رب دايما نبقى محتاريين ونتعب واحنا بنختار كدة

الخميس، 17 فبراير 2011

ثورة مصر الاسباب २- عائلة مبارك


كيف تحول الرئيس السابق من رئيس واعد الى رئيس سئ تمنى الجميع الخلاص من حكمه باى طريقة كانت ؟ اجابة هذا السؤال ستحدد السبب الثانى من اسباب الثورة

مبارك رجل عسكرى انتمى الى مدرسة العسكر التى استولت على الحكم فى مصر وسيطرت عليه من الخمسينات والتواجد فى المؤسسة العسكرية كان جواز المرور لتبؤ مكانه جيدة فى منظومة الحكم فى مصر فالوزراء والمحافظين ورؤساء مجلس ادارة المؤسسات الكبرى كلهم عسكريين بل نجد ان السادات نفسه تولى رئاسة مؤسسة صحفية ولعبت النكسة دور مهم فى تسارع خطى بزوغ نجم مبارك فتولى بعدها المناصب القيادية فى سلاح الطيران وهو من الاسلحة الهامة جدا وبعد انتهاء حرب اكتوبر كان مبارك من المقربين للسادات ولا عجب فى ذلك فكل الاراء لاصدقاء مبارك العسكريين تتحدث عن شخصية مطيعة جدا للاوامر متزنة فى انفعالاتها تقدس الحياة العسكرية ، وكان من المنطقى ان يختار السادات رجل من المدرسة العسكرية لخلافته يتسم بالصفات السابقة بحيث لا يكن مناوئ له او بديل جاهز بل تابع مخلص قادر على التنفيذ والدعم على ان يتلقى جائزته لاحقا بتولى حكم البلاد ، وبالرغم من الاختلاف البين بين الشخصيتين فقط حرص مبارك على لعب دوره بصورة جيدة جدا جعلت السادات يسترضيه عندما قرر مبارك الاستقالة من منصبه اعتراضا على تقليص صلاحياته لصالح احدى الوزراء المدنيين

وفور انتهاء احداث المنصة وتولى مبارك الحكم تغيرت شخصية مبارك تماما واصبح يلعب دور الرجل الاول ولا ننسى خطاباته الاولى التى قال فيها انه ضد الفساد ويرفض تولى الحكم اكثر من فترتين وان مصر مكانتها بين اشقائها العرب ، كما ان التنمية هى السلاح الوحيد للخروج من ازمات مصر ، لكن للاسف الشديد لم يكن ذلك الرئيس الواعد الذى حلم الناس ان مصر ستتحول للحكم المدنى الديموقراطى على يديه هو ذلك الرئيس الذى قرر الاستمرار فى سدة الحكم بعد عامه الثانى عشر مبررا ذلك بتكملة مسيرة التنمية التى اعتقد فى رائى الشخصى انها تباطئت جدا بعدها حتى توقفت فى نهاية ولايته الثالثة لتبدء مرحلة الانهيار التام بعدها مع بدايه حكومة اكثر رؤساء الوزارة فى مصر مغالطة ونصب وهو عاطف عبيد

مبارك شخصية عنيدة كما يصفه المقربين منه ويتجلى ذلك فى اقصائه لعلى لطفى لاصراره على التحول الى السياسة الراسمالية القائمة على انهاء الدعم والتوجه الى فكر السوق الحرة وهو ما كان يرفضه مبارك لايمانه بقدرة الدولة على السيطرة عن طريق التحكم فى مقدرات الحياة الاقتصادية اليومية للمواطن ، كما تجلى فى استبعاده للجنزورى لاختلاف حول اسراع البرنامج الاقتصادى المصرى ، كما وضح جدا فى مواقف كثيرة خارجية ومما زاد من تفشى تلك الصفة السيئة هو دعم الحاشية التى بدأت فى اللعب على تلك الصفة لدعم موقفها فى المؤسسة الاعلى فى مصر

كما ان الفوبيا التى سببها موت السادات وازدياد المد الارهابى فى مصر جعل الجزء الامنى من تفكير مبارك يطغى على الجزء السياسى وبالتالى تدخل الامن فى كل الاحداث المحيطة بالحكومة المصرية بصورة استفحلت فى اخر عشرة سنوات لدرجة جعلت الداخلية كلها فى خدمة حماية النظام ، وهذا الجزء ارجع مصر الى عهد زوار الليل التى خطط له ونفذه صلاح نصر فى عهد عبد الناصر، وجعل التعامل مع كثير من القوى السياسية فى مصر من خلال الداخلية مما ضيق مساحة التحرك للمعارضين السياسيين الحقيقيين ، مع العلم ان الدول التى تلجأ للحلول الامنية تقدم دائما مجموعة من الحلول الاجتماعية التى تدفع الفئة الغير مهتمة بالسياسة للدفاع عن النظام ولكن فشل الحكومات المتعاقبة فى توفير هذه الميزة دمر بكل بساطة ما بسموه بالحل المزدوج الامنى الاجتماعى

نرجع للخلفية العسكرية لمبارك والتى اثرت تماما على مفهومه للديموقراطية مما جعل طرحه للديموقراطية طرح ناقص حتى وان حاولت المنظومة كلها تجميله فطرح الديموقراطية والذى سمى بديموقراطية النباح او الهوهوة بالبلدى بمعنى قل ما تريد ودعنى افعل ما اريد فالاحزاب والجماعات السياسية مكبلة بنظام امنى اما الذين لهم القدرة على الكلام او النباح فهم برامج التوك شو مثلا والصحفيين المعارضيين للحكومة كلها وكل ما هو حزب وطنى ما عدا سيادة الرئيس

تداخل اسرة مبارك بصورة كبيرة فى منظومة المؤسسة الرئاسية سهل من مهمة الحاشية فى اللعب على اكثر من حبل للوصول الى اماكن اعلى وضمان البقاء فى دائرة الحكم ، واكبر مثال على ذلك فاروق حسنى وانس الفقى فاقترابهم من سوزان مبارك جعلهم بالرغم من انعدام كفائتهم من صناع القرار فى الفترة الاخيرة ، كما ان محاولات زوجة الرئيس الظهور بمظهر الداعمة الاجتماعية للنظام عن طريق حل مشاكل المرأة ودفع مشروع القراة للجميع للظهور ( مع ايمانى الشديد بان هذا المشروع نجح نجاح كبير ) فان تزايد نفوذ الزوجة جعل هناك بطانة مخصوصة تخدمها ومع الوقت اصبحت حريصة على وجود هذه البطانة فى الوزارة والاماكن الحيوية التى تخدم برامجها

اخيرا موضوع التوريث وما صاحبة من اهتزاز للمؤسسة الحاكمة بصور كبيرة جعلت الوزارة والحزب فى خدمة هذا الدافع البغيض ، كما ان الصراع العنيف على السلطة والنفوذ بين التيار الجديد الذى جلبه جمال مبارك وبين التيار القديم من رجال مبارك الاب جعل حتى الحكومة نفسها فى مأزق محاولة ارضاء الطرفين

من الاسباب الاخرى لتحول مبارك ابنيه علاء وجمال فالاول الاكبر ظل لسنوات طويلة مستغلا لنفوذ والده وسلطاته فى التأثير على رجال الاعمال مما سبب نوع من الخوف المكتوم من مشاركته لاى رجل اعمال ناجح ، الا ان اعمال علاء مهما كانت لا تمثل اى شئ بالنسبة للطفل المدلل لامه وابيه جمال مبارك ، ومشكلة جمال انه تشبس بفكرة التوريث بصورة سيطرت على تفكيره تماما بالرغم انه يفتقد الى الكثير من مؤهلات الحكم وهذا دفعه الى محاولة التخلص من المنافسين على المنصب بصورة وقتية بدلا من الانتظار للقضاء عليهم خلال المراحل الانتخابية ، كما ان انبهار جمال بشخصية احمد عز اخفى تماما الصور السيئة لرجل الاعمال المستغل للموقف

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

ثورة مصر الاسباب 1- موروثات النظام


مولد جديد لشعبنا المصرى ، ثورة ارجعت لنا جزء من ماضى كاد يصبح مجرد ماضى بلا اى تاثير على حاضر او حتى توجيه لمستقبل ، على ايه حال تكلم الكثير وحلل الجميع سياسين وغيرهم ابعاد كل ملحمة الثورة ، مما يصعب جدا من مهمة اى انسان عادى مثلى ان يضيف اى جديد لكن بما اننا فى عصر جديد يجب على الجميع فيه الادلاء برأيه والمشاركة فى صنع المستقبل الجديد لذافقد رايت ان ادون رائيى المتواضع فى كل ماحدث وان احاول جاهد المساعدة فى ما سيحدث

البداية تبدأ من النظام فبطبيعة الحال الثورة اكيد نتيجة اخطأ فادحة والاخطاء لها سببين فى رائى الشخصى السبب الاول هو الموروث الفكرى للنظام والثانى اضافته هو نفسه لهذا الموروث ولنبدأ بالموروث الفكرى للنظام

النظام السابق ورث مجموعة فكرية اعتبرها مسلمات غير قابلة للتغيير للاسف هذه الموروثات تركة كبيرة ثقيلة بدأت تتكون بعد انقلاب 1952 الذى بدأها بان الشعب لابد ان يلتف حول قيادته التفاف كامل فكرى وعاطفى فالقيادة البصيرة الحكيمة الراعية للوطن الساهرة على حمايته ورعايته وانمائه وكل ما تنتقى من كلمات اما المختلف مع القيادة فهو بطبيعة الحال معطل لكل هذا ثم تطور الامر من معطل لحاقد ومفسد ثم متامر فخائن

الموروث الثانى اهل الثقة حماة الوطن ، برغم ان هذا الموروث كان له ظروفه بعد انقلاب 1952 نظرا لان القائمين عليه كان سلاحهم الاكبر هو ثقتهم فى بعضهم البعض ،كما ان اهل الخبرة كانوا فى ذلك الوقت من اعداء الثورة الوليدة طبقا لرأى صناعها الا انه استمر وتوغل بطريقة سرطانية حتى انك قلما ما تجد مسئول فى منصب يستحقه بالفعل

الموروث الثالث وقد نضج هذا الموروث فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وهو one man show بمعنى ان الرجل الكبير هو الملهم والمفكر والزعيم ثم زاد عليه الرئيس السادات الاب والقائد والكبير

الموروث الرابع وهو موروث غريب جدا لانه عكس ما يحدث فى الطبيعة فالنجاح له اب واحد فقط اما الفشل فله مجموعة من الاباء ليس من بينهم ابدا الاب الاوحد للنجاح وبالتالى فى حالات الاخفاقات والنكسات يتم التضحية بمجموعة من الاباء الصغار بواسطة الاب الكبير مع ان المسئولية الاولى دائما تقع على عاتق الرجل الاول

الموروث الخامس وهو من اخطر الموروثات التماسك الداخلى لدرء الاخطار الخارجية او بمعنى اكثر وضوح نسيان المشاكل الداخلية من اجل حل المشاكل الخارجية والغريب ان المشاكل الخارجية لم تحل ابدا مع العلم ان النظام لابد ان يحل كل من المشاكل الداخلية والخارجية متوازيين بقدر الاستطاعة

الموروث السادس ان الحكومة هى ام الشعب فهى المسئولة عن تعليمه وتشغيله واعاشته وبالتالى فهى المانحة والمانعة وهذا الموروث تكمن خطورته فى انه مؤثر جدا على طبيعة العلاقة مع الشعب فقد تحولت الحكومة من موظفين لدى الشعب مهمتهم تيسير اعماله اصبحت الحكومة بالمعنى البلدى هى ام الشعب وبالتالى يجب احترامها وشكرها على كل ما تعطيه

الموروث السابع النظام البرلمانى والذى اصبح ليس ذوفائدة او حاجة فاسباب تواجده الرئيسية وهى التشريع والمراقبة اصبحت من مهام الحكومة الام وبالتالى تحول البرلمانى لمجرد خادم ومقضى حاجات لاهل دائرته بدلا من ان يكون مشرع ومراقب وزاد الطين بلة شرط ان يكون نصف البرلمان من العمال والفلاحين وهذا قضى تماما على معنى البرلمان مع الوقت وبعد ان كانت مصر من اولى الدول التى اسست الحياة البرلمانية التشريعية اصبح البرلمان ساحة لقضاء الخدمات وتمرير المصالح فى البداية لمجرد خدمة الدائرة ثم اصبح بزنيس

الموروث الثامن وهو كيفية التقييم للمسئول فدائما المسئول عمل كذا وكذا ويتم تجاهل ما هو البرنامج او الرؤية المستقبلية للمسئول والتى سيتم محاسبته عليها وبالتالى اصبحت اولى خطوات الثقة للنظام الجديد هى كشف عورات النظام السابق

الموروث التاسع التعامل الامنى هو الحل الامثل لكل معارضة غير مروضة وهو ما نما واستفحل ابتداء من حادث المنشية وحتى حادث المنصة مقتل السادات

الموروث العاشر الدعم الاعلامى المطلق للنظام من صحافة واعلام مرئى ومسموع لدرجة جعلت مفهوم الاعلام لدى كل من الحكومة والشعب هو بكل بساطة اخبار الحكومة وتحليل قرارتها بصورة واحدة فقط

كل هذه الموروثات جعلت من مصر دولة غريبة جدا من الاخر بالبلدى متعرفلهاش خط سياسى واضح او حتى اقتصادى هل هى دولة شيوعية ام دولة راسمالية ام اشتراكية

واعتقد ان تلك الموروثات كانت اول الطريق لثورة 25 يناير والتى انهت عصر انقلاب يوليو بعد 59 عاما من الحكم تعاقب عليها اثنان من مجلس قيادته واخر تلميذ نفس المدرسة لان تلك الموروثات المسلم بها اغرقت الانظمة فى حالة من الترهل وبطئ التفكير، بل واعتبارها اداوت حل اى مشكلة تواجه النظام مع الشعب وهذا ما حدث فى احدات حادث المنشية و النكسة، 18 و19 يناير وازمة 81 ، وايضا احداث ثورة 26 يناير بنفس الطريقة مع اعتماد على مرورث اكثر من الاخر على حسب ظروف الحدث

الثلاثاء، 4 يناير 2011

وطن يجب ان يستفيق




الثلاثين من ديسمبر والواحد والثلاثين من ديسمبر يومان اسودان فى تاريخ مصر ويحملان ذكريات سيئة ستدوم فترة وتحتاج الى مجهود ضخم جدا لازالة اثارها ، قد تجد كلامى غريبا فالحادث الارهابى حدث يوم 31 ولم يحدث يوم 30 اى حادث ارهابى ولكنى اؤكد ان ما حدث فى استاد القاهرة هو حادث ارهابى عنصرى قذر صدر من فئة لم تتعلم ان الفرق بين الناس بقدراتها وليس بلونها ولا شكلها فعندما يصيح اربعين الف اسود قرد فهذا عمل ارهابى قائم على احتقار الاخر .

لا ادرى كيف ان انسان مصرى يعيش فى هذا الوطن له جيرانه من كل جزء من مصر الصعيد بحرى النوبة ويتعامل معهم يوميا ، يزعل يفرح ياكل يشرب يتعب ويعانى معهم يدخل الاستاد فيتحول الى شخص اخر تحت ضغوط انا اؤكد انها دخيلة ولها اجندة لتنال من هذا الوطن فيحتقر انسان اخر بناء على لونه ، كيف حدث هذا فالعنصرية فى بلاد اخرى امريكا مثلا قائمة ومرسخة لمئات السنوات ومع ذلك استطاعت الامة الامريكية ان تتخلص جزيا من هذا لموضوع بحزم وقوة ، ونحن الان نسير فى الطريق المعاكس .

وللاسف كما هى طريقتنا فى حل كل المشاكل نبدأ بانكار حدوثها اصلا وننتهى باعلان وجود الماس الكهربى او عقب السيجارة او المختل العقلى اوكحل نهائى نظل ننكرها وننكرها طالما ظلت هى تكبر وتستفحل وليس ادل على كلامى من فيلم النوم فى العسل الذى لخص واوجز بشدة طريقة المصريين فى التعامل مع المشكلة فالمشكلة ليست موجودة طالما لم ترصدها الحكومة او بمعنى ادق لا تريد ان ترصدها الحكومة اما الشعب فطالما ظلت المشكلة بعيدة عن البعض طالما ظل البعض غير مهتمين وطالما استطعنا انكار حدوثها اصلا او وضع رؤوسنا فى الرمال او المطاطاة حتى تمر الريح التى لا تمر ابدا فنظل مطاطاين دوما

القصد ما حدث فى الاسكندرية مأساة اخرى ، مأساة قائمة على تجاهل الاحداث والمعطيات وعدم التعامل بجدية مع مشكلة بدأت منذ سنوات وهى المحاولات المضنية لخلق مشكلة عقائدية فى مصر تظل قائمة سنوات وشنوات وقد تنتهى بحرب اهلية ومع ذلك ظل الجميع ينظر ويتعجب للاحداث التى تتوالى بصورة منتظمة حتى وصلت الى ذروتها بحادث كنيسة الدقيسين ، مع استغلال بعض الجماعات لتلك الظروف لتحقيق اهداف خاصة بها كاقباط المهجر والجماعات المتطرفة ، وبدل من تصدى الحكومة لتلك المخططات تنتظر الفعل لتقوم هى برد الفعل اما المسلمين والاقباط فانقادوا وراء تلك المحاولات خالقين المناخ المناسب للانفجار فى حالة حدوث شرار الذى حدث فى الاسكندرية

واعتقد ان تركيب الامة المصرية بشقيه يفرض على شق الاغلبية ان يتفهم ظروف ومعطيات الاقلية ويحاول جاهدا توفير المناخ اللازم لكبت اى شعور بالاضطهاد لديها ، كما انه يكون اكثر صبرا واصرارا على ازالة اسباب الفتنه بصفته الاكثرية او الاغلبية او بمعنى اقرب الاخ الاكبر ، وقد حث الاسلام على التعايش السلمى مع الاخر طالما ان الاخر لا يبغى غير التعايش السلمى ، كما حث الاسلام على حرية العبادة وحسن المعاشرة وحرم مهاجمة الاخر او ايذائه طالما هو جزء من نسيج الامة ويبغى رفعتها ، وللعلم الاسلام من الاديان التى حرمت ايذاء المدنيين حتى فى الحرب بل اكثر حرمت ايذاء الطبيعة اثناء القتال فلا يجوز قطع الاشجار او حرق الرزاعات او تسميم المياه ، فالاولى بذلك الدين ان يحرم وبشدة ايذاء من يتعايشون فى سلام مع ابناءه ، وازيد على ذلك ان مصر ظلت دائما نسيج واحد لا تفرق بين مسلم وقبطى ابدا بل تنفرد مصر بتغلغل وتلاحم الطرفين بحيث لا تجد منطقة الا واحتوت على عنصرى الامة

اما الاقلية او العنصر الاخر فوجب عليه عدم التعامل مع اى مشكلة على اساس انه الطرف الاقل او الاخ الاصغر وعدم اعطاء الفرصة لتلك المحاولات للنيل من وحدتنا فكما اشرنا الى واجب الاخ الاكبر علينا ان نؤكد على دور الاخ الاصغر فجورج ومينا كيرولوس يجب ان يدركوا ان من يفعل هذا يريدهم ان يصيحوا نحن اقلية مضطهدة تريد حماية نفسها من اغلبية عنصرية ، كما عليهم ان يتفهموا ان لهم فى هذا الوطن كما للطرف الاخر بالظبط ، كما انهم يجب يتفهموا ان الجميع يستنكر هذا الفعل ولا يرضاه بل ان الكثير من المسلمين تحرك تركات عملية تثبت لاى شخص اعماه غضبه انهم لا يقبلوا اى اذى او ضرر يلحق باخوتهم الاقباط حتى الوصول الى عمل دروع بشرية تحيط بالكنائس يوم عيد الميلاد المجيد لحمايتها من اى عمل ارهابى

على اى حال يجب ان نستفق جميع وندرك ان نار التعصب لا تفرق بين اسود او ابيض وبين قيطى ومسلم بل تحرق الجميع وتظلم مستقبل نجده اصلا يميل الى الظلمة بطبعه فبدلا من محاولتنا تحسين احولنا بما ينير مستقبلنا نجدنا نستسلم لمحاولات لا تهدأ لتفرقتنا وانهاء ما تبقى من امل لنا